خبراء يحذرون من «سرعة تطور» فيروس إنفلونزا الطيور

باحث يشير إلى أن «شيئاً ما حدث» في منتصف عام 2021 جعله أكثر قدرة على التسبب بالعدوى

كتكوت تحت تجربة لقاح إنفلونزا الطيور في كاليفورنيا الأحد الماضي (أ.ب)
كتكوت تحت تجربة لقاح إنفلونزا الطيور في كاليفورنيا الأحد الماضي (أ.ب)
TT

خبراء يحذرون من «سرعة تطور» فيروس إنفلونزا الطيور

كتكوت تحت تجربة لقاح إنفلونزا الطيور في كاليفورنيا الأحد الماضي (أ.ب)
كتكوت تحت تجربة لقاح إنفلونزا الطيور في كاليفورنيا الأحد الماضي (أ.ب)

حذر خبراء من أن فيروس «إتش5إن1» الذي يقف وراء الانتشار القياسي لإنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم، يتغير بسرعة مع توجيه نداءات متزايدة لتلقيح الدواجن.

وفي حين أن الخطر على البشر ما زال متدنياً، فإن العدد المتزايد من الحالات بين الحيوانات الثديية يعد مقلقاً، وفق تصريحات أدلى بها خبراء لوكالة الصحافة الفرنسية.

تسبب فيروس إنفلونزا الطيور منذ ظهوره في عام 1996 بظهور أوبئة موسمية بشكل أساسي. لكن «شيئاً ما حدث» في منتصف عام 2021 جعله أكثر قدرة على التسبب بالعدوى، وفق ريتشارد ويبي، عالم الفيروسات ومدير مركز أبحاث أمراض الطيور التابع لمنظمة الصحة العالمية.

منذ ذلك الحين، صار الوباء سنوياً وامتد إلى مناطق جديدة، متسبباً بنفوق أعداد كبيرة من الطيور البرية إضافة إلى ذبح عشرات الملايين من الدواجن.

قال ويبي إن أوبئة إنفلونزا الطيور هذه هي الأسوأ على الإطلاق. أشرف الباحث على دراسة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» (Nature Communications) وأظهرت أن الفيروس تطور سريعاً مع انتشاره من أوروبا إلى أميركا الشمالية.

وأوضح أن الباحثين أصابوا نمساً بإحدى السلالات الجديدة من إنفلونزا الطيور ووجدوا كمية «هائلة» وغير متوقعة من الفيروس في دماغه، وهذا يشير إلى أن السلالات الجديدة أكثر خطورة.

ومع أنه أشار إلى أن الخطر ما زال منخفضاً بالنسبة للبشر، لاحظ أن «هذا الفيروس ليس ثابتاً، بل يتطور... وهذا يزيد من خطر اكتساب الفيروس وإن عن طريق الصدفة سمات جينية تقربه من أن يكون فيروساً بشرياً».

- «مقلقة» -

ما زالت نادرة حالات إصابة البشر بالفيروس، والتي أدت في بعض الأحيان إلى الموت، عادة بعد التعامل عن قرب مع طيور مصابة. لكن اكتشاف المرض في عدد متزايد من الثدييات، بما في ذلك أنواع جديدة، يعد «علامة مقلقة حقاً»، وفق ريتشارد ويبي.

في الأسبوع الماضي، أعلنت تشيلي أن ما يقرب من 9000 من حيوانات أسد البحر وطيور البطريق وثعالب الماء وخنازير البحر والدلافين نفقت بسبب إنفلونزا الطيور على ساحلها الشمالي منذ أوائل عام 2023. ويُعتقد أن معظمها أصيبت بالفيروس عن طريق أكل طيور مصابة.

حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في فبراير (شباط)، من أن «حالات انتقال الفيروس الأخيرة لدى الثدييات يجب مراقبتها من كثب».

وقال إيان براون، رئيس قسم علم الفيروسات في الوكالة البريطانية لصحة الحيوان والنبات، إنه لا يوجد «دليل واضح على قدرة هذا الفيروس على البقاء في الثدييات». وأكد أنه في حين تطور الفيروس ليصبح «أكثر قدرة على التكاثر في الطيور»، فإنه ما زال «غير متكيف مع البشر».

وقال ريتشارد ويبي إن فيروسات الطيور ترتبط بمستقبلات مختلفة على الخلية المضيفة مقارنة بالفيروسات البشرية، موضحاً أن الأمر سيستغرق «طفرتين أو ثلاث طفرات طفيفة في أحد بروتينات الفيروس» حتى يصبح أكثر تكيفاً مع البشر.

- تطعيم الدواجن -

وأضاف أن إحدى طرق تقليل عدد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور وتقليل المخاطر على البشر تتمثل في تطعيم الدواجن.

بعض الدول، بما في ذلك الصين ومصر وفيتنام، نظمت حملات التطعيم هذه. لكن بلداناً كثيرة أخرى مترددة بسبب الخشية من فرض قيود محتملة على الاستيراد ومن عبور طيور مصابة عبر ثغرات في السلسلة.

في أبريل (نيسان)، بدأت الولايات المتحدة اختبار العديد من اللقاحات المرشحة لاستخدامها المحتمل في الطيور. وأشارت فرنسا مؤخراً إلى أنها تأمل في بدء تطعيم الدواجن هذا الخريف.

قالت كريستين ميدلميس، رئيسة الأطباء البيطريين في المملكة المتحدة، إن تطعيم الدواجن ليس «حلاً سحرياً، لأن الفيروس يتغير باستمرار». ولكنها أضافت لوكالة الصحافة الفرنسية خلال فعالية في سفارة المملكة المتحدة في باريس الأسبوع الماضي، أن الدول المترددة يجب أن تفكر في استخدامه بوتيرة أكبر.

ورأت المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان مونيك إلويت أن مسألة تحصين الدواجن يجب أن تكون أحد الخيارات المطروحة، مذكرة بأن «الجميع يعرف الآن أن الوباء ليس مجرد خيال، بل يمكن أن يكون حقيقة».


مقالات ذات صلة

3 أمور يؤثر فيها النرجسيون على أطفالهم

صحتك الطفل الضائع هو الطفل غير المرئي في الأسرة التي يقودها شخص نرجسي (رويترز)

3 أمور يؤثر فيها النرجسيون على أطفالهم

إذا قضيت طفولتك في ظل والد نرجسي فقد تتأثر بواحدة على الأقل من الديناميكيات غير السوية التالية بين الوالدين والطفل هكذا رصدها موقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

خلصت دراسة بحثية إلى أن المعتقدات الإيجابية حول الشيخوخة يمكن أن تعزز طول العمر، وفق موقع «سيكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك «الديتوكس»... هل يخلص الجسم من السموم ويحرق الدهون حقاً؟

«الديتوكس»... هل يخلص الجسم من السموم ويحرق الدهون حقاً؟

الجسم قادر على تنظيف نفسه من دون اتباع نظام غذائي للتخلص من السموم. ومع ذلك، فإن الجوانب الأخرى من عمليات التنظيف

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك اللقاح صنعته شركتا «موديرنا» و«ميرك شارب ودوم» (رويترز)

اختبار أول لقاح «شخصي» لسرطان الجلد... يصمم حسب الطلب ليناسب كل مريض

تجري الآن تجربة مهمة لأول لقاح شخصي في العالم ضد «الميلانوما»، وهو أخطر أشكال سرطان الجلد في المملكة المتحدة، بحسب شبكة «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة (بابليك دومين)

تأثير «زيجارنك»... لماذا تشعر بالإرهاق؟

هل تعرف كيف يؤدي وجود عدد كبير من صفحات الإنترنت المفتوحة إلى تعطل جهاز الكومبيوتر؟ الأمر نفسه يحدث لعقلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البنك العربي الوطني يربح 1.23 مليار ريال خلال الربع الأول

البنك العربي الوطني (الشرق الأوسط)
البنك العربي الوطني (الشرق الأوسط)
TT

البنك العربي الوطني يربح 1.23 مليار ريال خلال الربع الأول

البنك العربي الوطني (الشرق الأوسط)
البنك العربي الوطني (الشرق الأوسط)

استهل البنك العربي الوطني السنة المالية 2024 بتحقيق أرباح صافية للرُّبع الأول، بلغت بعد الزكاة والضريبة 1.236 مليار ريال، مسجلاً نمواً نسبته 16 في المائة عن أرباح الرُّبع المماثل من العام السابق، التي بلغت 1.068 مليار ريال.

وكشف رئيس مجلس إدارة البنك العربي الوطني، المهندس صلاح بن راشد الراشد، عن أن النتائج الإيجابية التي سجّلها البنك جاءت نتيجة الأداء القوي الذي رافق مختلف قطاعات الأعمال ترجمةً لاستراتيجية التحول والتغيير التي ينتهجها البنك.

حيث سجّلت العمليات أرباحاً منذ مطلع العام الحالي بزيادة نسبتها 6 في المائة لتبلغ في نهاية شهر مارس (آذار) 2024 نحو 2.309 مليار ريال مقابل 2.180 مليار ريال عن الفترة المماثلة من العام السابق. في حين بلغت الموجودات في 31 مارس 2024 مبلغ 232 مليار ريال، أما الاستثمارات فبلغت 47.6 مليار ريال، وبلغت محفظة القروض والسلف 157.9 مليار ريال، في حين بلغت ودائع العملاء 174.5 مليار ريال سعودي.

رئيس مجلس إدارة البنك العربي الوطني المهندس صلاح بن راشد الراشد (الشرق الأوسط)

وعدّ الراشد أن المؤشرات الإيجابية التي يواصل البنك تحقيقها على نحو متواتر، تعكس فاعلية الخطوات التي اتخذها البنك لتفعيل كفاءته التشغيلية وإثراء تجربة عملائه؛ لتعزيز جاذبية البنك بوصفه خياراً مصرفياً مفضّلاً، فضلاً عمّا أثمرته جهود الاستثمار في رأس المال البشري وتطوير بيئة العمل الداخلي لتحفيز أدائها، مشيداً بروح التفاني والإخلاص لفريق العمل، ومجدداً الشكر والتقدير لأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية للبنك، وللمساهمين والعملاء على ثقتهم.

يشار إلى أن البنك العربي الوطني يشهد سلسلة من التحولات النوعية في مسيرته المصرفية، لا سيما في مجال تعزيز بنيته التحتية، والتوسع في مظلة خدماته المصرفية، وتحفيز خطوات التحول الرقمي. وكان البنك قد حقق أرباحاً تاريخية خلال عام 2023 بلغت 4.071 مليار ريال بزيادة نسبتها 33 في المائة عن أرباح العام السابق (2022).


صورة «الميركافا» الإسرائيلية خلال زيارة السيسي للكلية العسكرية تثير تفاعلاً

الرئيس المصري خلال تفقده الأكاديمية العسكرية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال تفقده الأكاديمية العسكرية (الرئاسة المصرية)
TT

صورة «الميركافا» الإسرائيلية خلال زيارة السيسي للكلية العسكرية تثير تفاعلاً

الرئيس المصري خلال تفقده الأكاديمية العسكرية (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال تفقده الأكاديمية العسكرية (الرئاسة المصرية)

أثارت صورة نشرت خلال تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأكاديمية العسكرية، في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (السبت)، تفاعلاً واسعاً عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أظهرت تلقي الطلاب تدريبات على المواصفات الفنية للدبابة الإسرائيلية «ميركافا».

و«الميركافا» هي دبابة إسرائيلية محلية الصنع بدأ العمل عليها منذ عام 1970، وظهرت نسختها الأولى عام 1979، وشهدت عمليات تطوير عدة حتى وصلت للجيل الرابع الذي يشارك حالياً في «حرب غزة».

وبرز اسم «الميركافا» الإسرائيلية إعلامياً مع بداية عملية «طوفان الأقصى»، ووصفتها تقارير إعلامية عدة بأنها «الدبابة الرئيسية والأهم» لدى إسرائيل، وتتميز بـ«نظام حماية نشط قادر على تدمير ومقاومة الصواريخ التي تهاجمها، ومزودة بمحرك خلفي بخلاف المحرك الأمامي مما يوفر حماية إضافية لطاقمها»، حسب إعلام إسرائيلي.

وربط مدونون بين توقيت نشر الصورة والتحذيرات المصرية لإسرائيل من عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، وسط مخاوف مصرية من تهجير قسري للغزيين إلى سيناء.

https://twitter.com/Ragab/status/1784223503555699048

وحظيت الصورة بانتشار سوشيالي واسع، وأعاد الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، نشر مقطع الفيديو المتداول على صفحته بمنصة «إكس» (تويتر سابقاً) قائلاً بتعليق: «صدق أو لا تصدق... أثناء زيارة السيسي للأكاديمية الحربية تم عرض صور لدبابة الميركافا ومميزاتها».

فيما رأي البعض أن تناولها في الأكاديمية العسكرية المصرية يهدف إلى دراستها ومعرفة نقاط قوتها وضعفها، وكيفية مواجهتها، ما يبعث برسائل الطمأنينة للمصريين بشأن قدرات الأكاديميات العسكرية المصرية على مسايرة العلم ودراسة كل أنواع الأسلحة والتعامل معها.

https://x.com/dandrawy_hawary/status/1784302263864889709

ويعدُّ رئيس هيئة الاستطلاع الأسبق للقوات المسلحة، اللواء نصر سالم، التعرف على الأسلحة الإسرائيلية أكاديمياً «أمراً طبيعياً»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «دراسة سلاح العدو تكون بإبراز نقاط قوته لفهمها وكيفية التعامل معها، ونقاط ضعفه لاستغلالها في تدميره عند المواجهة المباشرة».

وأضاف: «الدراسة العسكرية الأكاديمية تكون شاملةً لكافة معدات وأسلحة العدو، وهو أمر راسخ منذ سنوات بالمعاهد والأكاديميات العسكرية على اختلاف مستوياتها»، مؤكداً أن «الدراسة تشمل كافة الأسلحة وتدرجها حتى لا تكون هناك مفاجأة حال نشوب حرب ومواجهة مباشرة مع العدو».

https://twitter.com/MarkerEgyy/status/1784232236268638286

بدوره، قال المدير الأسبق للشؤون المعنوية للقوات المسلحة اللواء سمير فرج لـ«الشرق الأوسط»، إن الصورة حملت رسائل سياسية وعسكرية للمصريين بأن «الجيش مستعد وجاهز للتعامل مع أي شيء يحدث»، والثانية للجانب الإسرائيلي بـ«جاهزية القوات المسلحة للرد على أي تهديد للأمن القومي».

https://twitter.com/M__bestawy/status/1784282858044948809

ويثير اجتياح رفح مخاوف من «تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء»، وسبق أن حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكثر من مرة من تنفيذ عملية عسكرية في رفح، مؤكداً «رفض بلاده المخطط الإسرائيلي الساعي لتنفيذ عملية عسكرية في رفح الفلسطينية؛ لما له من تداعيات إنسانية على سكان القطاع».

كما حذّر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، من إعادة احتلال «محور فيلادلفيا» (صلاح الدين) (جنوب غزة على الحدود المصرية)، وقال إنه سيؤدي إلى «تهديد خطير وجدِّي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية»، عادّاً ذلك «خطاً أحمر يضاف إلى الخط المعلن سابقاً بخصوص تهجير الفلسطينيين من غزة».

ويتفق المدير الأسبق للشؤون المعنوية ورئيس هيئة الاستطلاع الأسبق بالجيش على «تمسك مصر بالحفاظ على السلام والاستقرار، مع التأكيد بأن التمسك بالسلام لا يعني غياب الجاهزية للردع حال تعرض البلاد للخطر».


لبيد يطرح بدائل لسياسة نتنياهو في 8 ملفات

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد يتحدث للصحافيين 8 أبريل الحالي في واشنطن (أ.ف.ب)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد يتحدث للصحافيين 8 أبريل الحالي في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

لبيد يطرح بدائل لسياسة نتنياهو في 8 ملفات

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد يتحدث للصحافيين 8 أبريل الحالي في واشنطن (أ.ف.ب)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد يتحدث للصحافيين 8 أبريل الحالي في واشنطن (أ.ف.ب)

في إطار التنافس الحزبي مع حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، أعلن زعيم المعارضة يائير لبيد الذي يقود حزب «يش عتيد (يوجد مستقبل)»، عن بدائل للسياسة الحكومية في 8 ملفات حيوية، وضع فيها قضية «إعادة الأسرى الإسرائيليين» من حركة «حماس» في غزة على رأس سلم الاهتمام.

وقال لبيد إن «حكومة إسرائيل توجد في حالة اضطراب، فلا توجد لها سياسة يمكن لأي أحد أن يفهمها، ولا توجد لها أي رؤية». وأضاف: «إذا كنتم لا تصدقونني لأنني رئيس للمعارضة، فاسألوا آخرين، اسألوا سكان الشمال، اسألوا سكان غلاف غزة، اسألوا عائلات المخطوفين، اسألوا رؤساء جهاز الأمن، اسألوا الأميركيين، واسألوا جنود جيش الاحتياط».

وقال لبيد، في تصريحات صحافية: «توجد 8 أمور يجب علينا فعلها بشكل مختلف، وهي كالتالي: «صفقة لتحرير المخطوفين، هذه هي المهمة الأكثر إلحاحاً، وهذا قرار صعب، لكن حان الوقت للقيام به، ويجب على الحكومة إبرام صفقة لإعادتهم، حتى لو كانت تعني وقف الحرب في غزة».

ورأى لبيد أن «إسرائيل لا تدير الآن حرباً، وأن المراوحة في المكان لا تعمل في صالحنا، ويمكننا العودة إلى رفح فيما بعد، الآن يجب علينا فعل أي شيء من أجل إعادة المخطوفين إلى البيت».

المساعدات

ووضع لبيد في المرتبة الثانية من بدائله قضية «زيادة المساعدات الإنسانية في غزة»، وقال إن «أمام حكومة إسرائيل إمكانيتين في موضوع المساعدات؛ الأولى إغراق غزة بالمساعدات سواء من أجل إزالة الضغط الدولي عنها، وأيضاً لأن هذه هي قيمنا كدولة ديمقراطية، أو منع المساعدات عن غزة كأداة ضغط على «حماس» في قضية المخطوفين – هذا لم يكن ليساعد، لكنه على الأقل كان سيصبح قراراً سياسياً».

شاحنات تدخل بوابة عند مدخل ميناء أشدود جنوب إسرائيل مطلع الشهر الحالي (إ.ب.أ)

وأضاف أنه «بدلاً من ذلك أوجدت الحكومة، خياراً ثالثاً، أسوأ من الخيارات السابقة. فقد أدخلت إلى غزة القليل جداً من المساعدات، وبذلت كل الجهود لإخفاء ذلك أيضاً كي لا تغضب (الوزيرين المتطرفين) إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، وهذا لم يثر فقط الغضب الشديد في العالم، بل عزز قوة (حماس) أيضاً»، وفق تقييم لبيد.

اتفاق مع مصر

البديل الثالث في طرح بديل، جاء في دعوته إلى «التوصل إلى اتفاق مع مصر على (محور فيلادلفيا) ومعبر رفح. فمن أجل أن تتمكن إسرائيل في المستقبل من العمل في رفح يجب عليها أولاً أن تعقد مع المصريين خطة للمحور وتشغيل معبر رفح، وإذا لم تكن لنا سيطرة على جميع مداخل غزة، فوق وتحت الأرض، فإن «حماس» ستتمكن من إعادة بناء قوتها من جديد، أو ببساطة الهرب في كل مرة يقترب فيها الجيش الإسرائيلي، والمصريون مستعدون للتعاون، لكنهم معنيون بأن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً من تشغيل معبر رفح، كما كان الأمر حتى عام 2017»، وفق لبيد.

وعلى الصعيد الداخلي، جاء البديل الرابع لزعيم المعارضة الإسرائيلية، الذي طالب بـ«تحديد موعد لعودة المواطنين الإسرائيليين الذين جرى إخلاؤهم إلى المنطقة الشمالية، فحكومة إسرائيل لا يمكنها التنازل عن قطعة أرض من البلاد، مزدهرة وجميلة، فقط لأنه لا توجد لها سياسة، ويجب عليها الإعلان بأنه في 1 سبتمبر (أيلول) المقبل سيجري افتتاح السنة الدراسية في الشمال كالمعتاد. وهذا يُفضل أن يحدث باتفاق سياسي يسحب إلى الخلف «حزب الله»، إلى خارج ما يسمى (مدى «صواريخ» الكورنت) والمقدر بـ10 كيلومترات. ولكن إذا لم يحدث ذلك بالحُسنى فإنه سيحدث بالقوة، مواطنو دولة إسرائيل لن يكونوا منفيين في بلادهم».

دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

خامساً، طرح لبيد خطة مُرتبة لـ«اليوم التالي»، ورأى أن ما يجب على الحكومة الإسرائيلية فعله هو البدء في النقاش حول (اليوم التالي) في قطاع غزة مع دول المنطقة والولايات المتحدة، والسلطة الفلسطينية. ورأى أن الأخيرة «لن تكون جزءاً من ترتيبات الأمن في غزة، بل فقط ستكون جزءاً من الجهاز المدني لإدارة القطاع». واستشهد على قوله بأن «هذا النموذج قائم ويعمل الآن أيضاً، إذ إن حكومة اليمين الكامل، لديها علاقات أمنية واقتصادية ومدنية وثيقة مع الفلسطينيين في كل مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ولا يوجد أي سبب لعدم العمل بنفس الطريقة في قطاع غزة أيضاً».

الدولة الفلسطينية

وجاءت قضية الدولة الفلسطينية، كسادس بديل في طرح لبيد، إذ رأى أنه على إسرائيل القول لدول المنطقة وأميركا بأنها «لا تستبعد إمكانية الانفصال عن الفلسطينيين، فلا أحد طلب منا إقامة دولة فلسطينية في يوم غد، أو حتى التضحية بذرة تراب. كل ما يريده منا العالم هي القول بأنه إذا أثبت الفلسطينيون لنا بأنهم هادئون مثل: السويديين، والأستراليين، ويحبون السلام مثل الهولنديين فنحن سنكون على استعداد لفحص الانفصال عنهم».

واستند لبيد في مقترحه الأخير إلى سياسة التسويف وقال إن «الحديث يدور عن عملية ستستغرق سنوات وتحتاج إلى إثبات، الدليل عليه ملقى على عاتقهم» ورأى أن ثمن هذا الاستعداد الرمزي سيكون اتفاقاً تاريخياً للتطبيع، وتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران، وتحسين «اتفاقات إبراهيم» و«منتدى النقب»، التي ستعيد الاقتصاد إلى مساره، وتُنهي «العزلة السياسية» التي قال إنها تلحق بإسرائيل.

وعدّ لبيد أن «أن رفض قول ذلك (أي صيغة عدم استبعاد الانفصال عن الفلسطينيين) بسبب الخوف من غضب بن غفير، هي هستيريا».

مواجهة الأميركيين

ودعا لبيد في سابع بدائله إلى «تغيير السياسة الخارجية ونظرية الإعلام» في إسرائيل. وقال إنه يجب «التوقف عن تمثيل مواجهة لا حاجة إليها مع الإدارة الأميركية»، وفي المقابل رأى أنه على تل أبيب «تعزيز العلاقات مع يهود أميركا الليبراليين، وتأييد أوكرانيا دون تحفظ، وعدم مقاطعة الدول التي تقوم بانتقادنا، وتركيز منظومة الدعاية في وزارة الخارجية (الآن هي منقسمة بين 5 وزارات)، وتشكيل قوة مهمات خاصة للجامعات في أميركا، تشكيل طاقم للرد الفوري كما كان الأمر في السابق، ترسيخ التعاون مع جهات في المجتمع المدني في هذا المجال».

نتنياهو وبايدن خلال لقائهما في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

وأخيراً جاء بديل لبيد بالدعوة إلى «تشكيل حكومة مختلفة دون متطرفين، وعقلانية جيدة وناجعة. دون رئيس حكومة فاشل ومدمر ومتهم بالكارثة الأكثر فظاعة التي حلت بنا، ولا يتوقف عن التحريض ضد مواطنيه، ودون البنية الضارة لمجلسين يتشاجران، وحكومة تعيد الردع، وتقيم حلفاً عسكرياً في مواجهة التهديد النووي الإيراني».

وقال لبيد إن إسرائيل بحاجة إلى «حكومة تعيد بنجاعة ترميم بلدات الغلاف، وتشكل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتطور العلاقات الخارجية لإسرائيل، وتزيد التحالف مع الأميركيين، ولا تخشى من تجنيد الحريديم، وتجلب الأمن الشخصي للمواطنين، وتعزز التعليم الرسمي والتعليم العالي، وتعمل على خفض غلاء المعيشة وتساعد الطبقة الوسطى. توجد كلمة بالعبرية تصف مثل هذه الحكومة وهي كلمة (الأمل)».


نائب البرهان: منفتحون على كل مبادرات حقن الدماء «في إطار الشرعية»

تصاعد الدخان جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
تصاعد الدخان جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

نائب البرهان: منفتحون على كل مبادرات حقن الدماء «في إطار الشرعية»

تصاعد الدخان جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
تصاعد الدخان جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أكد نائب القائد العام للقوات المسلّحة السودانية، شمس الدين كباشي، في لقاء مع وفد روسي، برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اليوم الأحد، انفتاح السودان على كل مبادرات حقن الدماء، «ولكن في إطار الشرعية والرؤية السودانية التي تضمن وتحفظ حقوق الشعب السوداني كاملة».

وأشاد كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بمواقف روسيا «الداعمة للشرعية السودانية».

وبحث كباشي وبوغدانوف، المبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا وسبل تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، وذلك بحضور وزير الخارجية المكلف حسين عوض علي، وفق إعلام مجلس السيادة.

وكان الوفد الروسي قد وصل إلى بورتسودان، في زيارة تستغرق يومين، ومن المنتظر أن يلتقي أيضاً رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه مالك عقار.

وخلال اجتماعه مع وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو، في وقت سابق اليوم، قال بوغدانوف إن روسيا تعدّ مجلس السيادة الانتقالي الممثل الشرعي للشعب السوداني.

وأضاف بوغدانوف: «روسيا لديها سفارة وسفير معتمد لدى الحكومة السودانية، وهو يمارس مهامّه بصورة طبيعية، كما أن السودان لدية سفارة وسفير في روسيا، وهو يقوم بدروه بصورة اعتيادية».

وتابع بوغدانوف قائلاً إن روسيا تُقدّر العمل المشترك في العلاقات السياسية والإنسانية والاقتصادية، مؤكداً الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة «بما يدعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين».

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في أبريل (نيسان) من العام الماضي، بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلَّحة. وتسببت الحرب في ظروف إنسانية مروّعة، ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه.


حملة للمستوطنين تمنع الفلسطينيين من رعي مواشيهم جنوب الخليل والأغوار

مستوطنون اقتحموا الأحد تل ماعين الأثري بمسافر يطا جنوب الخليل (شبكة يافا)
مستوطنون اقتحموا الأحد تل ماعين الأثري بمسافر يطا جنوب الخليل (شبكة يافا)
TT

حملة للمستوطنين تمنع الفلسطينيين من رعي مواشيهم جنوب الخليل والأغوار

مستوطنون اقتحموا الأحد تل ماعين الأثري بمسافر يطا جنوب الخليل (شبكة يافا)
مستوطنون اقتحموا الأحد تل ماعين الأثري بمسافر يطا جنوب الخليل (شبكة يافا)

في حملة منظمة في عدة مناطق بالضفة الغربية، وفي آن واحد، قام عشرات المستوطنين اليهود، اليوم (الأحد)، بهجمات واعتداءات على رعاة المواشي الفلسطينيين لمنعهم من استخدام المراعي وبقايا المحاصيل البعلية بعد حصادها وتهجيجهم من إسقاء الأغنام من المياه الطبيعية.

وقد جرت هذه الاعتداءات في كل من تل ماعين الأثري بمسافر يطا، جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك في الأغوار الشمالية. وترافقت مع طقوس دينية. وبدا واضحاً أن الحملة منظمة، وجاءت في توقيت محدد، هو موسم الحصاد. وحرصت قوات الجيش على حمايتهم في المنطقتين.

وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين داهموا مناطق الرعي المذكورة، ونصبوا الأعلام الإسرائيلية، كما يفعل الجيش الإسرائيلي عندما يحتل مناطق فلسطينية. ووضعوا فرقة حراسة على آبار المياه لمنع استخدامها.

جولات استفزازية لمجموعة من المستوطنين بمسافر يطا جنوب الخليل في يونيو الماضي (وفا)

وأكد الفلسطينيون أن كل هذه العمليات جاءت في إطار التمهيد للاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين لغرض إقامة بؤر استيطانية جديدة، كما فعلوا حتى الآن في 11 بؤرة استيطان جديدة أقيمت منذ إعلان الحرب على غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

مجلس المستوطنات يقوم بعمليات تجريف لتوسيع مستوطنة محولة بالأغوار الشمالية في يونيو 2022 (وفا)

وقال الناشط الحقوقي، عارف دراغمة، إن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، لم يكتفوا بمنع مربي الماشية في المنطقة من رعي مواشيهم فحسب، بل اعتدوا في عدة مناطق على كل فلسطيني موجود بأرضه، فيما صادر جيش الاحتلال جرافة أثناء العمل ببلدة بروقين، غرب سلفيت. وقال عبد الفتاح سمارة إن «مستوطنين مسلحين اثنين قاما بمهاجمته والاعتداء عليه بالبندقية، أثناء وجوده بأرضه الواقعة بمنطقة خلة الخروب (شرق بلدة بروقين)، ومن ثم قاما بالتهجم على سائق الجرافة، معتز محمد صبرة، وذلك أثناء العمل بأرض زكريا محمود سمارة، وقاما بأخذ الجرافة وتسليمها للجيش الاسرائيلي لمصادرتها، بحجة العمل في منطقة مصنفة (ج)».

وتصرف المستوطنون، اليوم (الأحد)، بالطريقة نفسها ضد رعاة الماشية الفلسطينيين في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية.

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

ونشرت صحيفة «هآرتس» العبرية مقالاً افتتاحياً، اليوم، تناولت فيه اعتداءات سابقة للمستوطنين، أكدت فيه على أن هذه الاعتداءات هي بمثابة «عنف منظم، ترمي إلى إقامة بؤر استيطانية بالجملة، على أمل أن تحظى لاحقاً بقرارات حكومية تمنحها الشرعية القانونية وتحوّلها إلى مستوطنات كبيرة». وتابعت: «هدف المستوطنين ينسجم مع أحد الأهداف المعلنة للحزب الأقوى في الحكومة، الصهيونية الدينية، أي طرد الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم. ولفتت إلى أنه محظور على الأغلبية في إسرائيل (مواطنين ومؤسسات) أن يواصلوا السماح بهذا العنف المنظم والخطير والموافقة عليه، وكأنه ليس من مسؤولية إسرائيل، ولا يتم باسم إسرائيل».

وتشير منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية إلى أن هذه الاعتداءات الاستيطانية تتم رغم الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي ضد بعض المستوطنين، ما يعني أن هذه العقوبات لا تهزّهم ولا تؤثر عليهم.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع أن الوزير يوآف غالانت، وقّع، الأحد، على 5 أوامر اعتقال إداري ضد مستوطنين مارسوا أعمالاً إرهابية في بلدتي دوما والمغير في الضفة الغربية منذ أسبوعين. ووفقاً لتقارير إسرائيلية، فإن المستوطنين الخمسة كانوا المنظمين للهجمات الدموية على القرى الفلسطينية التي قتل وأُصيب فيها عدد من الفلسطينيين بالرصاص، وأُحرقت عشرات المنازل والممتلكات الفلسطينية.

وذكرت التقارير أنه وفقاً لمصدر أمني، اتضح أن هؤلاء المستوطنين فرضت عليهم في السابق أوامر مقيّدة إدارية، وكانوا في تحقيقات سابقة عند جهاز الأمن العام «الشاباك»، وتم تحذيرهم ألا يكرروا أعمالاً إرهابية يهودية، وعلى الرغم من ذلك، قاموا بأعمال إرهابية في القرى الفلسطينية مؤخراً. وتعقيباً على هذا القرار، قال وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، إن «ملاحقة غالانت للمستوطنين هي تماماً مثل ملاحقة المحكمة الدولية في لاهاي المعادية للسامية لحكومة إسرائيل».

وأضاف بن غفير أن «موجة أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين في الضفة الغربية هي سياسية بغطاء أمني، المستوطنون يُمارس عليهم إرهاب فلسطيني، ولكن وزير الأمن، يقلب الضحية إلى متهم، وإذا ظن أحدكم أن هذه الاعتقالات ستكون لصالحنا في قرارات محكمة الجنايات الدولية، فهو مخطئ، بل على العكس، خطوة غير مسؤولة لـ(الشاباك) وغالانت».

عناصر من قوات الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية في أغسطس الماضي (د.ب.أ)

لكن الممارسات الأقسى في الضفة الغربية ينفذها الجيش الإسرائيلي مع بقية أجهزة الأمن، وتتمثل في حملات الاعتقال اليومية. فهذه العمليات تنفذ في كل بلدة بعملية هجوم عسكري، تتضمن قمعاً وتنكيلاً وتخريب ممتلكات. وفي كثير من الأحيان، يستخدم فيها الرصاص الحي، ويقتل مواطنون، ويصاب آخرون بجراح. وأكدت مصادر فلسطينية أن هذه القوات، اعتقلت، منذ مساء السبت حتى صباح الأحد، ليس أقل من 15 مواطناً في الضّفة، بينهم فتاة، وطفلان، إضافة إلى أسرى سابقين.

وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان مشترك، الأحد، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات طولكرم، وقلقيلية، وجنين، وطوباس، وسلفيت، وأريحا، والقدس. وإن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، خلال عمليات الاعتقال، ترافقها اعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

يشار إلى أنّ حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر بلغت نحو «8495»، وهذه الحصيلة تشمل مَن جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن. وبحسب مصادر إسرائيلية، بقي من هؤلاء في السجون نحو 4 آلاف معتقل.


تزايد ضغوط إيران على دمشق لاسترداد ديونها عبر الاستثمارات

توقيع مذكرة تفاهم مايو 2023 بين الرئيسين الأسد ورئيسي في دمشق لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد (سانا)
توقيع مذكرة تفاهم مايو 2023 بين الرئيسين الأسد ورئيسي في دمشق لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد (سانا)
TT

تزايد ضغوط إيران على دمشق لاسترداد ديونها عبر الاستثمارات

توقيع مذكرة تفاهم مايو 2023 بين الرئيسين الأسد ورئيسي في دمشق لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد (سانا)
توقيع مذكرة تفاهم مايو 2023 بين الرئيسين الأسد ورئيسي في دمشق لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد (سانا)

تزيد إيران من ضغوطها على الحكومة السورية لوضع الاستثمارات الاستراتيجية التي حصلت عليها بموجب اتفاقيات أُبرمت بين البلدين موضع التنفيذ، لسداد الديون السورية البالغة 50 مليار دولار. ونجحت طهران في تسريع إجراءات تحويل تلك الاتفاقيات التي كانت دمشق تتردد بتنفيذها إلى واقع ملموس، مستغلة أنها باتت تشكل «شريان الحياة» بالنسبة للحكومة السورية في ظل الانهيار الاقتصادي في البلاد.

مصادر متابعة في دمشق أكدت أن طهران تضغط منذ عدة سنوات على دمشق لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، خصوصاً بعد زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي لدمشق مايو الماضي (أيار)، وتوقيع «مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي» في مجالات كثيرة، والتأكيد على ضرورة وضع الاتفاقيات العديدة الموقعة بين البلدين موضع التنفيذ.

أرشيفية لمصنع سابا الإيراني لتجميع السيارات في حمص وسط سوريا تأسس 2007 وفي الخلفية ملصق لمصافحة الأسد ورئيس إيران السابق أحمدي نجاد (رويترز)

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة السورية ترى أن تلك الاتفاقيات مجحفة بالنسبة لها، كونها منحت إيران امتيازات على حساب المصالح السورية، وأنها تحرمها من الحصول على موارد مالية تدعم خزينتها، لأن الهدف الرئيسي منها هو استعادة الدَّين الإيراني، وبالتالي تتردد الحكومة في تنفيذها لـ«إبقاء الاقتصاد ورقة على أمل إقناع دول عربية وغربية بالاستثمار في سوريا».

منجم الفوسفات في حمص بسوريا (سانا)

يشار إلى أنه جرى في أغسطس (آب) الماضي تسريب وثيقة حكومية مصنفة «سرية» صادرة عن الرئاسة الإيرانية إلى وسائل الإعلام تتعلق بإنفاق طهران 50 مليار دولار على الحرب في سوريا، خلال 10 سنوات، واعتبارها «ديوناً» تريد استعادتها على شكل استثمارات، ونقل للفوسفات والنفط والموارد الأخرى إلى الحكومة الإيرانية.

وفق الوثيقة، هناك 8 مشاريع استثمارية ستنفق إيران 947 مليون دولار عليها حتى تتمكن من استرداد نحو 18 ملياراً خلال 50 عاماً.

خبير اقتصادي في دمشق قال لنا إن «الإنتاج في مناطق الحكومة شبه معدوم، بسبب الدمار الهائل الذي طال كل القطاعات خلال سنوات الحرب، وبالتالي فإن موارد الحكومة شحيحة جداً، وهي تستورد معظم احتياجات البلاد، وباتت تعتمد بشكل كبير في ذلك على إيران بعد انشغال حليفتها روسيا في حربها بأوكرانيا».

وأوضح الخبير أن «إيران تستغل حالة الانهيار الاقتصادي في مناطق الحكومة التي تتعمق باستمرار، وأن الحكومة السورية في ظل امتناع الدول العربية والأجنبية عن تنفيذ مشاريع استثمارية فيها، بسبب العقوبات الغربية، وجدت نفسها مجبرة على الرضوخ لضغوط إيران التي باتت تتحكم بدمشق، خصوصاً بمسألة توريد النفط والغاز والمواد الغذائية الأساسية للبلاد، كونها المورد الوحيد». في ظل هذه الأوضاع باتت إيران تشكل «شريان الحياة» للحكومة السورية، على حد قول الخبير.

متداولة للمقر الرئيسي لشركة «وفا تيليكوم» المشغل الثالث للاتصالات الخليوية في سوريا

وفي مؤشر على قرب ترجمة الاتفاقات المبرمة بين دمشق وطهران إلى واقع ملموس، أعلن إياد الخطيب وزير الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية منذ أيام، وفقاً لصحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة، أن المكالمة التجريبية الأولى من المشغل الثالث للخليوي والمعروف باسم «وفا تيليكوم» ستكون في سبتمبر (أيلول) المقبل، ومن ثم سيتم بعدها الإطلاق التجاري للمشغل.

فيما أكد عاملون في شركات خاصة تعمل في تركيب أبراج الاتصالات الخاصة بالهاتف الجوال أنه تم تركيب كثير من الأبراج لتخدم «وفا تيليكوم» التي ذكرت وسائل إعلام محلية أن 7 شركات سورية محلية أسستها، لكن تحقيق أجرته «مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد» و«مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية»، ورد فيه بالاستناد إلى وثائق سورية وماليزية، أن بعض هذه الشركات تساهم بها شخصيات من الحرس الثوري الإيراني.

أحد العاملين قال لنا «أغلب مناطق دمشق تم تركيب أبراج فيها»، فيما أكد مصدر متابع آخر في دمشق، أن هناك تسريعاً لإجراءات تنفيذ اتفاقيات «تأسيس بنك مشترك» بين البلدين، و«تطوير التعامل المصرفي من خلال تحديد آليات التعامل بالعملات المحلية»، و«تأسيس شركة للتأمين»، و«تطوير اتفاقية التجارة الحرة» واتفاقيات أخرى.

حسين أكبري سفيراً مفوضاً فوق العادة في دمشق (وكالة تسنيم)

وبهدف تسريع تنفيذ تلك الاتفاقيات عيّنت إيران، أبريل (نيسان) 2023، لمتابعة هذا الشأن حسين أكبري سفيراً مفوضاً فوق العادة في دمشق، والذي يكثف لقاءاته مع المسؤولين السوريين لهذا الهدف. كما يقوم بنشاط لافت بين مؤسسات الدولة وغرف التجارة والصناعة، ويؤكد أن أولوية السفارة في الوقت الحالي هو الملف الاقتصادي.

المركز التجاري الإيراني بالمنطقة الحرة في دمشق افتتح في العام 2021 (سانا)

واجتمع في 21 الشهر الحالي بحسب وسائل إعلام محلية مع ثلاثة وزراء من الحكومة السورية كل على حدة، وهم وزير الصناعة عبد القادر جوخدار، ووزير الاقتصاد سامر الخليل، بالإضافة إلى رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، فادي الخليل، الذي يعتبر بمثابة وزير، وبحث معهم الخطوات العملية والفنية والقانونية للبدء بإقامة عدد من المشاريع الصناعية المشتركة بين البلدين.

بحث وزير الصناعة عبد القادر جوخدار مع سفير الإمارات حسن الشحي تعزيز التعاون بين سوريا والإمارات في المجال الصناعي (موقع الوزارة)

في المقابل، برزت الأربعاء الماضي دعوة رسمية سورية لدولة الإمارات للتعاون المشترك في القطاع الاقتصادي والصناعي، وزيادة فرص الاستثمار في المشاريع الصناعية، وذلك خلال لقاء وزير الصناعة عبد القادر جوخدار مع السفير المفوض فوق العادة لدولة الإمارات في سوريا حسن الشحي.

ونقلت صفحة الوزارة في «فيسبوك» عن جوخدار قوله خلال اللقاء «نثمن مواقف دولة الإمارات، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المشترك في القطاع الاقتصادي والصناعي، وزيادة فرص الاستثمار في المشاريع الصناعية».

من جهته، أكد السفير الشحي حرص دولة الإمارات على الأمن القومي العربي، وضمان تمتين العلاقات بين الدول العربية، ونوه إلى الدور الحيوي لدولة الإمارات الداعم للأشقاء في كافة المجالات، وأكد على أهمية استمرارية اللقاءات الثنائية لتحقيق تقدم مثمر في مجالات التعاون المشتركة في القطاع الاقتصادي.

وجرى خلال اللقاء تسليم دعوة من الجانب الإماراتي لوزير الصناعة لحضور النسخة الـ13 من قمة الـAIM للاستثمار التي تقام خلال الشهر المقبل في أبوظبي.

المشاريع الإيرانية في سوريا

وفي قائمة تلك المشاريع اتفاق حول منجم سوري للفوسفات بطاقة 1.05 مليار طن. وبحسب الاتفاق من المفترض أن تحصل إيران على جزء من مطالبها في هذا المنجم خلال 50 عاماً، باستثمار 125 مليون دولار سيتم تنفيذه خلال 3 سنوات.

ووفق الوثيقة الإيرانية التي تسربت العام الماضي، تم تنفيذ هذا العقد منذ عام 2018، حيث جرى استخراج 2.05 مليون طن من الفوسفات من هذا المنجم حتى فبراير (شباط) العام 2022.

وهناك عقد يتعلق بحقل نفط حمص «رقم 21» وسط سوريا، باحتياطي 100 مليون برميل، وذكرت الوثيقة أن تنفيذ هذا العقد الذي تبلغ مدته 30 عاماً بدأ في عام 2020، إذ ستستثمر إيران 300 مليون دولار فيه لإنجازه في غضون 5 سنوات لتسد سوريا 3.4 مليار دولار من ديونها من هذا الحقل.

كذلك هناك عقد آخر في حقل «رقم 12» في البوكمال شرق سوريا مدته 30 عاماً ومن المتوقع أنه باستثمار 300 مليون دولار في غضون 5 سنوات، سوف تكسب إيران منه ما مجموعه 3 مليارات دولار.

ومن ضمن المشاريع، إنشاء وتشغيل محطة للهاتف الجوال في سوريا من خلال إنفاق 222 مليون دولار خلال 3 سنوات لتحصل طهران بذلك على دخل متوقع بمبلغ 1.5 مليار دولار. هناك أيضاً اتفاقية تقضي بحصول إيران على جزء من دخل ميناء اللاذقية، وقد حصلت على جزء من حصتها في عامي 2019 و2020، ومن المفترض أن تستمر عملية دفع هذه المستحقات لمدة 20 عاماً.

كما أن هناك عقوداً لـ«استثمار 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية» في سوريا. ومن المفترض أن يغطي هذا المشروع 25 مليون دولار من ديون سوريا لإيران في غضون 25 عاماً.

إضافة إلى ذلك هناك عقد لإنشاء معمل لإنتاج حليب الأطفال المجفف بالقرب من منشأة أبقار «زاهد» لتربية المواشي بطرطوس، ومن المقرر أن يحدث من خلاله سداد 7 ملايين دولار من الديون المستحقة على سوريا لإيران على مدى 25 عاماً.


العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
TT

العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)

انتقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ما وصفه بـ«تباطؤ» المجتمع الدولي في تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين وتمويلهم، وأكد صعوبة الوصول إلى سلام مستدام مع الجماعة لجهة أنها تغلب مصالح إيران على مصلحة اليمنيين.

وجاءت تصريحات العليمي من الرياض، الأحد، خلال استقباله جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي.

الجماعة الحوثية متهمة بالتصعيد البحري ضد سفن الشحن خدمة لأجندة إيران (أ.ف.ب)

وفي حين أظهر حديث رئيس مجلس الحكم اليمني استياء بالغاً من استمرار الحوثيين في الابتعاد عن السلام وارتكاب الانتهاكات ضد اليمنيين وتهديد سلامة الملاحة الدولية، ذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء مع بوريل «تطرق إلى المستجدات المحلية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، إضافة إلى التطورات في المنطقة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي أشاد بالعلاقات الثنائية والجماعية مع دول الاتحاد الأوروبي، وموقفها الثابت إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة والأمن والسلام والتنمية.

ووضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفق الإعلام الرسمي، المفوض الأوروبي بوريل أمام مستجدات الأوضاع اليمنية، وانتهاكات الميليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان، وهجماتها الإرهابية على المستويين الوطني والإقليمي، وتداعيات ذلك على الأوضاع المعيشية والاقتصادية لليمن، وشعوب المنطقة، والسلم والأمن الدوليين.

حطام زعم الحوثيون أنه لطائرة أميركية من دون طيار أسقطوها في صعدة (إ.ب.أ)

وأكد العليمي حرص المجلس الذي يقوده والحكومة على السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار «2216»، كما أكد دعم جهود السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة، تلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة الضامنة للمواطنة المتساوية، والحريات العامة.

صعوبة السلام

في الوقت الذي تراوح فيه مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مكانها بخصوص خريطة الطريق اليمنية، بعد تصعيد الحوثيين بحرياً، أشار رئيس مجلس الحكم اليمني خلال لقائه المسؤول الأوروبي، إلى صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في بلاده.

وأرجع العليمي ذلك إلى عدم وجود شريك جاد يغلب مصالح الشعب اليمني على مصالح النظام الإيراني، في إشارة إلى الحوثيين، إضافة إلى ما وصفه بـ«تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات حازمة لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات، وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية».

ونسب الإعلام الرسمي اليمني إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه أكد أن لقاءه بالعليمي «يمثل رسالة دعم قوية لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة»، كما أكد تقديره البالغ لتعاطي المجلس مع جهود ومبادرات السلام، التي تعكس مسؤولية عالية تجاه الشعب اليمني، والحرص على تخفيف معاناته التي طال أمدها.

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء يحملون مجسماً لصاروخ تعبيراً عن دعم الهجمات البحرية (أ.ف.ب)

وأوردت وكالة «سبأ» أن بوريل أكد حرص الاتحاد الأوروبي على أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، ودعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في البلاد، بما في ذلك تعزيز دور الحكومة في السيادة على مياهها الإقليمية.

وفي وقت سابق نفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ما تردد من عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات، في حين دعا المبعوث الأممي إلى فصل الأزمة اليمنية عن قضايا المنطقة وأزماتها، في إشارة إلى الحرب في غزة.

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل الأمثل لمواجهة الهجمات الحوثية البحرية ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم القوات الحكومية عسكرياً لاستعادة الأراضي الخاضعة للانقلابيين، بما فيها محافظة الحديدة وموانيها.


وزير الخارجية الفرنسي يسلم لبنان اقتراحات لتفادي الحرب

بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية الفرنسي يسلم لبنان اقتراحات لتفادي الحرب

بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)
بري يعرض لوزير الخارجية الفرنسي خريطة تتضمن نقاط الاستهدافات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية (أ.ف.ب)

سلم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، لبنان، اقتراحات تهدف إلى تفادي حرب في لبنان، وذلك خلال زيارته إلى بيروت التي أبلغه فيها رئيس البرلمان نبيه بري التزام البلاد بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وأن لبنان سيدرس الاقتراح الفرنسي ويردّ عليه.

وحطّ سيجورنيه في بيروت، ليل السبت، في جولة ليوم واحد، واستهلها، صباح الأحد، بزيارة لمقرّ قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). وقال سيجورنيه من مقرّ «اليونيفيل» في الناقورة في جنوب لبنان: «نقدّم اقتراحات للسلطات السياسية بهدف تفادي حرب في لبنان».

وتابع: «سأذهب إلى بيروت للقاء المسؤولين السياسيين بغية التقدّم بمقترحات»، مشيراً إلى أن «مسؤوليتنا تقضي بتجنّب التصعيد، وهذا هو دورنا أيضاً في (اليونيفيل)، ولدينا 700 جندي هنا».

قائد «اليونيفيل» يرحب بوزير الخارجية الفرنسي في مقر البعثة الأممية في الناقورة بجنوب لبنان (رويترز)

مبادرة جديدة

وفي بيروت، التقى رئيس البرلمان نبيه بري سيجورنيه، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، حيث «تناول البحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة»، وفق ما أفادت به رئاسة مجلس النواب في بيان.

وقالت رئاسة المجلس إن بري «شكر لفرنسا حرصها ودورها، وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته».

وعرض بري وقائع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصاً القرى الحدودية الجنوبية من خلال خريطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، واستخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً، وتجاوزها قواعد الاشتباك.

وأكد بري للوزير الفرنسي «انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه».

تفادي الحرب

وتسعى المبادرة الجديدة «لمواصلة الجهود» الرامية إلى «تفادي حرب» في سياق «يشهد توتّرات كبيرة بشدّة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل»، وفق ما أفاد به مصدر دبلوماسي «وكالة الصحافة الفرنسية». وكشف المصدر أن القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» «تضاعف» منذ 13 و14 أبريل (نيسان) الحالي.

والمبادرة، هي الثانية التي تقدمها فرنسا منذ مطلع العام، بعدما قدّمت في يناير (كانون الثاني) الماضي مبادرة إلى لبنان وإسرائيل لاحتواء التوتّر عند الحدود المشتركة. واصطدمت المبادرة السابقة برفض «حزب الله» وقف الحرب، وبحث أي ملف حدودي قبل إعلان وقف إطلاق النار في غزة، بالنظر إلى أن الجبهة التي افتتحها في جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هي «جبهة دعم ومساندة لغزة».

وكانت الحكومة اللبنانية قد سلّمت باريس في مارس (آذار) ردّها على المبادرة الفرنسية التي تقوم، وفق مصدر دبلوماسي، على تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينصّ على نشر عناصر الجيش اللبناني وقوّات «اليونيفيل» وحدهم لا غير في جنوب لبنان.

وصرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة، أن باريس تعمل على «إعادة النظر بالورقة الفرنسية، وستسلم للبنان قريباً كي ننظر بها، وبإذن الله تسلك الأمور المنحى الإيجابي لبسط الأمن والأمان، وهذا ما نريده».

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصادر فرنسية قولها إن ميقاتي الذي اجتمع بالرئيس الفرنسي في باريس في 19 أبريل (نيسان) الحالي، تعهّد لماكرون بتقديم ردّ حول النقاط الواردة في الخطّة الفرنسية.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، دخل لبنان في مناوشات عسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، وسط تحذيرات من إمكانية اتساع رقعة الحرب، وهو ما دفع الجانب الفرنسي إلى تقديم اقتراحات لإعادة ضبط الحدود جنوباً، والعودة لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل عام 2006. وبالموازاة، تنشط واشنطن من جهتها أيضاً على خطّ احتواء التصعيد عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويقوم مبعوثها آموس هوكستين بزيارة إلى القدس.

الملف الرئاسي

وتعد هذه الزيارة، الثانية لسيجورنيه إلى لبنان منذ تعيينه في منصبه في يناير الماضي، وتأتي في إطار جولة في الشرق الأوسط تتخلّلها محطة في الرياض لحضور اجتماعات حول الوضع في غزة.

وتطرقت مباحثاته مع بري، إلى الملف الرئاسي اللبناني. وأثنى بري على «جهود اللجنة الخماسية للتوصل عبر التشاور لانتخاب رئيس للجمهورية»، في إشارة إلى حراك اللجنة المؤلفة من ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، لتسهيل التوصل إلى توافقات لبنانية تنهي الشغور في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر 2022.

وأشارت رئاسة البرلمان في البيان، إلى أن بري أثار مع وزير الخارجية الفرنسي موضوع النازحين السوريين «الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد»، لافتاً إلى أنه سوف يثير هذه القضية مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي والرئيس القبرصي خلال زيارتهما للبنان هذا الأسبوع. وطالب بري فرنسا وألمانيا «بإعادة النظر إزاء علاقتهما بسوريا، وحيال هذا الملف».

مقاربة جديدة

وعصراً، استقبل ميقاتي سيجورنيه وبحثا في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وأفادت رئاسة الحكومة في بيان، بأن ميقاتي اطلع من الوزير الفرنسي على الجولة التي يقوم بها في المنطقة والمحادثات التي سيجريها. واعتبر ميقاتي أن «المبادرة الفرنسية تشكل إطاراً عملياً لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملاً، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالإضافة إلى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود».

وجدد رئيس الحكومة مناشدة فرنسا والدول الأوروبية «دعم لبنان من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين»، مشيراً إلى «بداية مقاربة أوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن».

الخارجية

وفي وزارة الخارجية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وبعد اللقاء الموسع، عُقد اجتماع موسع بين الوفدين اللبناني والفرنسي، ولدى دخوله إلى قاعة الاجتماعات وصف سيجورنيه الاجتماع مع بوحبيب بـ«الجيد»، وقال: «الأمور تسير بشكل جيد»، مشيراً إلى مناقشة نقاط عدة.

وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب مستقبلاً نظيره الفرنسي (إ.ب.أ)

وقال بعد انتهاء الاجتماع: «جرى البحث في العلاقات الثنائية، وسنستكمل الاتصالات في المرحلة المقبلة»، مضيفاً: «تقدّمنا جداً بشأن المقترحات الفرنسية». وأمل سيجورنيه أن تكون المقترحات الفرنسية «مؤثّرة وفاعلة»، مضيفاً: «نتمنى أن نلتقي وزير الخارجية بوحبيب في بروكسل لمواصلة المباحثات».


رقم قياسي جديد لميسي في الدوري الأميركي

ميسي واصل نثر سحره في ملعب جيليت (أ.ف.ب)
ميسي واصل نثر سحره في ملعب جيليت (أ.ف.ب)
TT

رقم قياسي جديد لميسي في الدوري الأميركي

ميسي واصل نثر سحره في ملعب جيليت (أ.ف.ب)
ميسي واصل نثر سحره في ملعب جيليت (أ.ف.ب)

أصبح ميسي أول لاعب في تاريخ الدوري الأميركي لكرة القدم يسجل في خمس مباريات متتالية، ويسهم بالتسجيل أو الصناعة في أول 7 مباريات بالموسم.

لقد كانت ليلة أخرى قياسية، يوم السبت، بالنسبة لليونيل ميسي، حيث سجل هدفين، وصنع آخر لإنتر ميامي في فوزهم 4 - 1 على نيو إنغلاند ريفوليوشن.

وأمام 65612 مشجعاً - وهو رقم قياسي جديد لمباراة نيو إنغلاند على ملعب جيليت - ولعب مباراته الثانية على العشب الصناعي منذ انضمامه إلى الدوري الأميركي العام الماضي، خاض ميسي مباراته الخامسة على التوالي في الدوري بمساهمة هدفين أو أكثر، وهو رقم قياسي في الدوري الأميركي.

وبهدفيه احتل مكانه في صدارة هدافي الدوري برصيد تسعة أهداف في سبع مباريات، هذا الموسم، ولديه الآن أيضاً سبع تمريرات حاسمة، مما يمنحه حصة من صدارة الدوري في هذه الفئة أيضاً.

ودخل نيو إنغلاند المباراة بغيابات كثيرة على أثر فيروس أصاب الفريق، لكنهم ما زالوا قادرين على التقدم بشكل مفاجئ 1 - 0 في الدقيقة الأولى من المباراة، قبل أن يرد ميسي بتسجيل هدفه الأول في الدقيقة 32.

ثم سجل ميسي هدفه الثاني في الدقيقة 68 بعد تمريرة متقنة من مصدر مألوف، سيرجيو بوسكيتس، وفي الدقيقة 86، ومع تأخر الفريق المضيف بهدفين، لوَّح ميسي للجمهور أثناء توقف اللعب، مما أثار هديراً كبيراً من الامتنان. ثم، في الدقيقة 89، هيأ ميسي الكرة للويس سواريز الذي نزل من مقاعد البدلاء ليكمل الرباعية.

وبهذا الفوز يحتفظ ميامي بصدارة القسم الشرقي وأفضل سجل في الدوري الأميركي.


«بولندي» يمشي 100 كيلومتر وفاء لحارس مرمى سجل هدفاً

المشجع مشى 100 كم بعد تسجيل كوبيلاك حارس مرمى رادومياك رادوم هدفاً (غيتي)
المشجع مشى 100 كم بعد تسجيل كوبيلاك حارس مرمى رادومياك رادوم هدفاً (غيتي)
TT

«بولندي» يمشي 100 كيلومتر وفاء لحارس مرمى سجل هدفاً

المشجع مشى 100 كم بعد تسجيل كوبيلاك حارس مرمى رادومياك رادوم هدفاً (غيتي)
المشجع مشى 100 كم بعد تسجيل كوبيلاك حارس مرمى رادومياك رادوم هدفاً (غيتي)

أكمل مشجع بولندي لكرة القدم رحلة لمسافة 100 كيلومتر سيراً على الأقدام، اليوم (الأحد)، للقاء حارس مرمى فريق رادومياك رادوم، وفاء بوعد قطعه على نفسه أمام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعهد يان يوريك في فبراير (شباط) الماضي بالذهاب سيراً على الأقدام إلى ملعب أي نادٍ يسجل له حارس المرمى هدفاً في دوري الدرجة الأولى البولندي.

وقال يوريك لـ«رويترز»: «كتبت منشوراً مفاده أنه إذا سجل أي حارس مرمى هدفاً قبل نهاية الموسم فسأذهب سيراً على الأقدام إلى ملعب النادي الذي يمثله».

وأصبح غابرييل كوبيلاك، حارس رادومياك، أول حارس مرمى يسجل هدفاً هذا الموسم في أول أبريل (نيسان) حين هزّ الشباك بتسديدة من خارج منطقته مباشرة، ارتدت أمام حارس الفريق المنافس ودخلت المرمى.

وانطلق يوريك، وهو أحد المشجعين المخلصين لكرة القدم البولندية، من بلدة ساندوميرز بجنوب شرقي البلاد إلى رادوم، الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من وارسو، لحضور مباراة رادومياك ضد زاجلبي لوبين.

وقال إن الشاحنات المارة والطرق الموحلة كانت أكثر الجوانب صعوبة في المسيرة، لكن الأمر كان يستحق كل هذا العناء، إذ حصل على قميص موقع من حارس رادوم قبل المباراة التي خسرها رادوم 4 - 3 أمام لوبين.