قلق سياسي عراقي من دعم الصدر لـ«صيف ساخن»

«الإطار التنسيقي» يطوق المظاهرات باعتقال عشرات الناشطين

صورة من «فيسبوك» لمظاهرات النجف
صورة من «فيسبوك» لمظاهرات النجف
TT

قلق سياسي عراقي من دعم الصدر لـ«صيف ساخن»

صورة من «فيسبوك» لمظاهرات النجف
صورة من «فيسبوك» لمظاهرات النجف

قالت مصادر عراقية إن قيادات في «الإطار التنسيقي» الحاكم تشتبه في أن ناشطين فاعلين في المظاهرات المطلبية التي تعم مدناً في وسط العراق وجنوبه، ينتمون إلى «التيار الصدري» بقيادة مقتدى الصدر، أو يحظون بدعمه.

وينشط الآلاف من العراقيين العاطلين عن العمل في مظاهرات تطالب بوظائف حكومية، أو زيادة في الرواتب، بالتزامن مع اقتراب البرلمان من تشريع موازنة مالية ضخمة لعام 2023.

ومنذ أيام، شن أعضاء في «الإطار التنسيقي» هجوماً، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد منظمي المظاهرات، لأنها مدفوعة من جهات سياسية منافسة، حتى وصل الأمر إلى تهديدهم بالتصفية.

وبالتزامن، اعتقلت قوات من الشرطة العراقية ناشطين في بغداد والديوانية (جنوب)، على خلفية دعوتهم للتظاهر أمام مقار الحكومة، للمطالبة بوظائف حكومية وتعديل سلم الرواتب.

وقال ضابط عراقي كبير إن العشرات من مذكرات القبض صدرت بالفعل بحق ناشطين في المظاهرات، فيما تكفل جهاز الأمن الوطني وهيئة الحشد الشعبي بتنفيذها.

الضابط الذي شدد على عدم نشر اسمه، أكد أن قيادات في الحشد تنتمي لحركة «عصائب أهل الحق» تراجع أسماء الناشطين قبل اعتقالهم.

وفي تطور آخر، شملت قرارات الحكومة بإعفاء المديرين العامين في الحكومة، اثنين من المسؤولين، ينتميان إلى «التيار الصدري»، وفقاً لوسائل إعلام محلية، وناشطين مقربين من التيار. 

وكان من المفترض أن يتجمع عدد كبير من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، أمس (الأربعاء)، لكن صاحب الدعوة التي أطلقها عبر منصة «فيسبوك» جرى اعتقاله من منزله قبل ساعات من موعد المظاهرة.

وأكد ناشطون، عبر منصات تدعم المظاهرات، أن «قوة أمنية كبيرة اقتحمت منزل أحد قيادات المظاهرات في مدينة الصدر، شرقي بغداد».

 

وقال الناشط فرات علي إن «الحكومة العراقية تمارس أعمالاً قمعية تشمل الاعتقال أو القتل أو التشويه ضد الأصوات المطالبة بحقوق المواطنين المشروعة».

لكن ناشطين يدعمون الإطار التنسيقي، عبر «تويتر»، أشاروا إلى أن «موالين للتيار الصدري اخترقوا المظاهرات، بغرض سياسي يتعلق بتحريك الشارع ضد الحكومة».
 

 

وقالت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الصدريين حاضرون بالفعل في المظاهرات المطلبية»، لكن مقربين من الحنانة، معقل مقتدى الصدر، ينفون بشدة «وجود تنسيق مباشر معهم». 

لكن الصدر، وفقاً للمصادر، يراقب بانتباه حراك الشارع الغاضب، واختبار قوة الحكومة، بالتزامن مع حديث متداول في المطبخ السياسي عن «صيف احتجاجي ساخن على نطاق أوسع».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة ترسل بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ببنغلاديش

شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة ترسل بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ببنغلاديش

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها سترسل بعثة لتقصي الحقائق إلى بنغلاديش، بناءً على طلب من الحكومة المؤقتة.

«الشرق الأوسط» (دكا)
أميركا اللاتينية إدموندو غونزاليس مع زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)

كاراكاس تنتقل من الدفاع عن «فوز» مادورو إلى شن هجوم واسع على قادة المعارضة

بعد مضي شهر على الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي ما زالت نتائجها موضع خلاف عميق، وقد تسببت في أزمة تهدد بانفجار اجتماعي جديد.

شوقي الريّس (مدريد)
الولايات المتحدة​ متظاهرون أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2024 (رويترز)

قيود وقيادات جديدة بجامعة كولومبيا مع عودة الطلاب والاحتجاجات للحرم الجامعي

رغم أن العام الدراسي الجديد في جامعة كولومبيا الأميركية لن يبدأ إلا بعد أيام، فإن الاحتجاجات الطلابية قد عادت للحرم الجامعي على خلفية الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الشيخة حسينة (رويترز)

بنغلاديش تلغي حظراً مفروضاً على حزب إسلامي بعد رحيل الشيخة حسينة

ألغت الحكومة المؤقتة في بنغلاديش حظراً على أكبر حزب إسلامي في البلاد، وهو حزب الجماعة الإسلامية، ملغية بذلك قراراً اتخذه نظام رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة

«الشرق الأوسط» (دكا)
مسعفون يسيرون في أحد الشوارع خلال احتجاج يندد باغتصاب وقتل متدربة طبية في مستشفى تديره الحكومة في كالكوتا بالهند (رويترز)

مظاهرة منددة بمقتل طبيبة تتحول إلى صدامات بين أنصار حزبين في الهند

وقعت صدامات بين آلاف المتظاهرين الأربعاء في كالكوتا شرقي الهند، حيث تحولت حركة احتجاجية منددة باغتصاب طبيبة وقتلها إلى شجار بين أنصار حزبين متعارضين.

«الشرق الأوسط» (كالكوتا)

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
TT

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)

قرر الجيش الإسرائيلي مواصلة الهجوم في الضفة الغربية، باليوم الرابع للعملية الواسعة، التي بدأها الأربعاء، ضد مخيمات شمال الضفة، وتركزت، أمس في مخيم جنين الذي يصفه الجيش بأنه «عش الدبابير».

واقتحمت قوات إسرائيلية معززة بآليات ثقيلة مخيم جنين، بعدما أنهت هجماتها على مخيمات طولكرم وطوباس.

وشهد مخيم جنين أعنف الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين، بعد توغله في قلب حارات محددة. وأكد الجيش أنه سيواصل هجومه على المخيم.

وفي غزة، قتل ما لا يقل عن 48 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية على القطاع، قبيل انطلاق حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال؛ إذ من المنتظر أن تبدأ الأمم المتحدة تطعيم نحو 640 ألف طفل بمناطق محددة، في حملة تعتمد على توقف القتال لثماني ساعات يومياً.