البيئة الجيوسياسيّة لـ«حرب الجنرالين» في السودان

البيئة الجيوسياسيّة لـ«حرب الجنرالين» في السودان
TT

البيئة الجيوسياسيّة لـ«حرب الجنرالين» في السودان

البيئة الجيوسياسيّة لـ«حرب الجنرالين» في السودان

في أماكن كثيرة من العالم، تزامن حلول فصل الربيع الذي تُعيد فيه الأرض تجديد نفسها بأجمل حلّة، مع ربيع يحوّل حياة الإنسان إلى جحيم. فهو، إما أصبح مهجّراً داخل بلده أو نازحاً إلى البلدان القريبة كما البعيدة. وبناءً عليه، تشكّل نموذج للدول العربيّة المنهارة وهو على الشكل التاليّ:
* قانوناً (De Jure) تعد هذه الدول من ضمن المجموعة الدوليّة، كما تتمتّع بالسيادة الكاملة وحق الدفاع عن الذات كما تنصّ عليه شرعة الأمم المتحدة.
* لكن الواقع (De Facto) يعكس واقعاً مختلفاً تماماً. ففي هذه الدول تدور صراعات إقليميّة وكونيّة. لديها حكومات مركزيّة لكنها لا تحكم. فيها لاعبون كثر لكن من خارج إطار الدولة الشرعيّة. فيها الميليشيات التي تأتمر بأمر الخارج.
باختصار، انتهى «الربيع العربي»، كما انتهى «ربيع الأمم» في أوروبا عام 1848، و«ربيع براغ» عام 1968.
> الحرب الأهلية
تبدأ الحرب الأهلية في بلد ما وتنتهي، وذلك حسب تركيبة النظام العالمي وتوزيع القوّة فيه. ففي الحرب الباردة كانت الحروب الأهلية تُدار بالواسطة، وكان لا بد لفريق ما أن ينتصر على الفريق الآخر، وبعدها الاصطفاف مع أحد الجبارين.
في الفترة الآحاديّة للنظام العالميّ، أي بعد سقوط الاتحاد السوفياتيّ، تولّت أميركا إدارة الحروب الأهلية وإنهاءها. أغلبها كان عبر التسويات.
بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، والحرب الأميركيّة على الإرهاب، كان التدخّل الأميركيّ، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، السبب الرئيسي لبعض من الحروب الأهلية.
أما اليوم، ومع عودة الصراع بين القوى العظمى، كما الحرب الأوكرانيّة، فيدخل العالم في مرحلة عدم توازن كلّي، يغيب فيه، أكثر ما يغيب، الإطفائي المُكلّف أو الراغب بحل أزمات العالم. في هذا الوضع توجد حرب السودان الحاليّة.
على كلّ، تقول الأبحاث المتعلّقة بكيفيّة إنهاء الحروب الأهلية بالمبادئ التالية:
* إن مدّة استمرار الحرب الأهلية هي تقريباً 10 سنوات.
* كلّما كثُر أفرقاء النزاع الداخلي كلّما صعُب الحلّ.
* كلّما كثُر التدخّل الخارجي (اللاعبون) في الحرب الأهلية الداخلّية كلما طالت الحرب وتعقدت الحلول.
* كلّما كثرت الحروب الأهلية في بلد ما وتكررت، كلّما كان احتمال عودتها أكبر (حالة لبنان).
* إن إمكانية تجدّد الحرب الأهلية في بلد ما، متعلّقة مباشرة بكيفيّة إنهاء الحرب الأهلية الأخيرة التي سبقتها.
* وأخيراً وليس آخراً، لا تنتهي الحرب الأهلية إلى غير رجعة، إلا إذا كان هناك منتصر ومهزوم. هكذا انتهت الحرب الأهلية في سريلانكا، حيث هزمت قوات الحكومة ثوّار التاميل في عام 2009. كانت الكلفة البشريّة كبيرة، لكن احتمال عودة الحرب هو أقرب إلى الصفر.
> الحرب السودانيّة في هذه المقاييس
لم يعرف السودان استقراراً مستمراً. فمنذ الاستقلال وقعت 5 انقلابات عسكريّة ناجحة. وحوالي 32 محاولة انقلاب فاشلة. هذا عدا عن الحروب الأهلية مع الجنوب قبيل انفصاله، وفي إقليم دارفور. إذن للجيش حضور دائم في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة في السودان. كما أن الحروب الأهلية تكرّرت في السودان.
مشكلة السودان في مساحته الكبيرة (3 مرات مساحة أوكرانيا)، كما في التعدّد الإثني. فيه 570 قبلية، مقسّمة إلى 57 إثنيّة على أساس اللغة والثقافة. في السودان 114 لغّة مكتوبة ومنطوقة. مشكلة السودان في محيطه الجغرافي المُلتهب.
> الروتنة في الحرب الحاليّة
انتقلت الحرب بين الجنرالين (عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو «حميدتي») إلى الروتين العادي. اشتباكات، وقف للنار، ومن ثم خرق لوقف النار، وتبادل الاتهامات. استمرار الحرب يعني أن الحلول الداخليّة لم تعد قائمة. وهذا الأمر يعني أن كلّ جنرال سيسعى إلى استعمال ما يملك من نقاط قوّة ضد الآخر، والتركيز على نقاط ضعف هذا الآخر. تتركّز حالياً المعارك في مراكز الثقل بالعاصمة، ولم تمتدّ إلى الأقاليم الأخرى. بدأنا نرى تشكّل خطوط تماس واستعمالاً للمشاة من قبل الجيش السوداني (بقيادة البرهان). وهذا الأمر يعني الأمور التالية: المشاة تقاتل مع العربات المصفّحة، ومع الدبابة، ومع المدفعيّة والطيران من ضمن القتال المشترك بين الأسلحة. ويعد هذا الأمر تطوّراً خطيراً للحرب.
لا يمكن للجيش السوداني استعمال الطيران داخل المدن للأسباب التالية: لا يملك الجيش طيراناً حديثاً، ولا ذخائر ذكيّة. كما لا يمكن استعماله داخل المدن لأن الأضرار الجانبية ستكون كبيرة، وقد ينعكس هذا الأمر سلباً على موقف الرأي العام السوداني تجاه مؤسسة الجيش. إذا سيكون الطيران للاستعمال خارج المدن لضرب تعزيزات قوات «الدعم السريع» الآتية من خارج العاصمة، خصوصاً من إقليم دارفور مركز ثقل قوات الدعم السريع. وبناءً عليه، قد تسعى قوات الدعم السريع (بقيادة حميدتي) إلى القتال داخل المدن لحرمان الجيش من تفوقه الجوّيّ.
> مؤشرات خطيرة
ظهرت خلال الساعات الأخيرة مؤشرات خطيرة لهذه الحرب أبرزها:
1 - لا يُبشّر خيراً سعي أغلب الدول الموجودة في السودان إلى سحب بعثاتها الدبلوماسيّة من السودان، كما رعاياها، مع الاعتراف بتعقيدات هذه العمليات، نظراً للأوضاع الأمنيّة الراهنة.
2 - إن استمرار الحرب الداخلية بين الجنرالين، قد يؤدّي إلى حرب أهلية. وهذا الأمر قد يؤدّي بدوره إلى تدخل خارجي، الأمر الذي سيعقد الحرب أكثر.
3 - وأخيراً وليس آخراً، تتزامن هذه الحرب مع فراغ على صعيد قيادة النظام العالمي حاليّاً، الأمر الذي يعقدّ إيجاد الحلول. هذا مع التذكير بأن الحرب في السودان ليست أولويّة للقوى الكبرى المتصارعة حاليّاً. فالأولوية هي لمنطقة الإندو - باسفيك، وإلى ما ستؤول إليه الحرب في أوكرانيا. أما الباقي، كحرب السودان مثلاً، فهي من التفاصيل الجيوسياسيّة، التي قد تُفيد كل المتصارعين الكبار، لكن ليس عبر إيجاد الحلّ، لا بل عبر تسعير هذه الحرب واستمرارها. وما يؤكد أن الحرب السودانيّة هي من التفاصيل بالنسبة للقوى العظمى، هو مدى وحجم التغطية الإعلاميّة الغربية لهذه الحرب. فهي خبر يومي وعاديّ.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.