حظوظ ديسانتيس الانتخابية تتراجع أمام شعبية ترمب

يستعد للقيام بجولة خارجية تشمل اليابان وإسرائيل وبريطانيا

حاكم فلوريدا يلقي كلمة في نيوهامبشير أمس (رويترز)
حاكم فلوريدا يلقي كلمة في نيوهامبشير أمس (رويترز)
TT

حظوظ ديسانتيس الانتخابية تتراجع أمام شعبية ترمب

حاكم فلوريدا يلقي كلمة في نيوهامبشير أمس (رويترز)
حاكم فلوريدا يلقي كلمة في نيوهامبشير أمس (رويترز)

لم تمر سوى أشهر قليلة على إعادة انتخاب رون ديسانتيس حاكماً لولاية فلوريدا بأغلبية ساحقة. تحمس الكثيرون في الحزب الجمهوري لدعمه، على أمل أن ينافس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأن يصبح الحصان الرابح في السباق الرئاسي عام 2024، لكن سرعان ما بدأ ديسانتيس يفقد الزخم، مع تراجع المؤيدين له، سواء من كبار المانحين الجمهوريين، أو حتى من نواب ولايته.
وكان هذا التوجه جليّاً في اجتماع نظمته «مؤسسة هيرتاج» المحافظة في واشنطن، الذي يعدّ فعالية جمهورية مهمة للمرشحين الطامحين في إطلاق حملاتهم الانتخابية. فبدلاً من أن يساهم حضوره في تعزيز موقفه بديلاً قوياً عن ترمب، أصيب ديسانتيس بخيبة أمل كبيرة، لكنها غير مفاجئة، مع إعلان أعضاء في وفد ولايته بمجلس النواب دعمهم لترمب. وشكل تأييدهم للرئيس السابق إشارة مبكرة وبليغة عن تراجع حظوظ ديسانتيس الذي لا يزال يتمهل في الإعلان عن ترشحه رسمياً.
وقال استراتيجيون جمهوريون إن ديسانتيس أصبح في وضع أضعف بكثير الآن مما كان عليه قبل بضعة أشهر، في حين أن ترمب عزز موقفه. وعلى الرغم من الحضور الكثيف الذي تابع كلمة ديسانتيس في الاجتماع، عبر العديد من النواب الجمهوريين عن ترددهم في دعمه. فقد انضمّ خمسة نواب جمهوريين من فلوريدا إلى أربعة من زملائهم في تأييد ترمب هذا الأسبوع، حيث أعلن النواب غريغ ستيوب وجون رذرفورد وبريان ماست وفيرن بوكانان وبايرون دونالدز عن دعمهم لترمب، مراهنين أنه سيكون «الورقة الرابحة». وقال ماست إنه قد يرأس لجنة من قدامى المحاربين لدعم الرئيس السابق، فيما أصدر النائب الجمهوري عن ولاية تكساس لانس جودن بياناً يوم الثلاثاء، أشار فيه إلى أنه عقد «اجتماعاً إيجابياً» مع ديسانتيس، لكنه لا يزال يدعم ترمب. وعبر العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين الذين انتقدوا ترمب عن قلقهم بشأن آفاق ديسانتيس، خصوصاً بعدما أظهر استطلاع للرأي نظمته مؤسسة «فايف ثيرتي إيت»، أنه يتخلف عن ترمب بمقدار 23 نقطة، لكنه لا يزال يتفوق على أي جمهوري آخر في السباق.
واستغلت مجموعة ضغط شُكّلت لدعم ترمب الادعاءات التي اتهمت ديسانتيس بأنه سيقطع الضمان الاجتماعي وبرنامج الرعاية الصحية، المعروف بـ«ميديكيد»، في ولايته، للتشهير به في حملة إعلامية مركزة. وهو ما دفع بمجموعة الضغط المؤيدة لديسانتيس إلى إصدار إعلان مضاد، يظهر مقطعاً له يعد فيه بالحفاظ على تلك البرامج، ومقارنتها بمقطع فيديو آخر لترمب يشير إلى أنه سيفكر في خفضها.
كما بدأ بعض المتبرعين والداعمين في التعبير عن قلقهم بشأن الجدوى من دعم ديسانتيس، قائلين إن قوة ترمب «الظاهرة» مدعومة برد فعل عنيف على لائحة الاتهام التي صدرت ضده في نيويورك، أجبرتهم على إعادة النظر بدعمه. وعبّر المانحون والنشطاء وغيرهم من المؤيدين بشكل متزايد عن مخاوفهم من أن ديسانتيس قد ارتكب أخطاء غير مقصودة أو تبنى مواقف متطرفة يمكن أن تؤذيه في الانتخابات العامة، بما في ذلك حظر الإجهاض بعد 6 أسابيع من الحمل، الذي وقع عليه الأسبوع الماضي. كما كان عليه أن يوضح تعليقاته عن أوكرانيا التي أثارت بعض الانتقادات في الحزب.
وفي اجتماع عقد نهاية الأسبوع الماضي في ناشفيل لكبار المانحين الجمهوريين، وزعت كيليان كونواي، مساعدة ترمب السابقة، مذكرة إحصائية تقول إن 80 في المائة من الناخبين لا يدعمون حكم المحكمة العليا بإلغاء حق الإجهاض المعروف بقضية «رو ضد وايد». وأظهرت الانتخابات التي أجريت منذ الإطاحة بالقانون أن الأميركيين صوتوا بأغلبية ساحقة لدعم حقوق الإجهاض، بما في ذلك الولايات التي يقودها الجمهوريون مثل كانساس وكنتاكي. وفي الانتخابات النصفية لعام 2022، وبدلاً من أن تكون هزيمة مؤلمة للحزب الحاكم، كما توقعت بعض الاستطلاعات، كان أداء الديمقراطيين مفاجئاً، مع ارتفاع نسبة المشاركة بين النساء وفي الضواحي، ما سمح لحزب جو بايدن بالاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، وخسارته مجلس النواب بمقاعد قليلة فقط، والفوز في سباقات حكام ولايات رئيسية، وقلب بعض المجالس التشريعية في الولايات.
وفي محاولة لإحياء حظوظه الانتخابية، أعلن حاكم فلوريدا أنّه سيقوم بجولة خارجية تشمل دولاً عدّة حليفة للولايات المتحدة، من بينها اليابان وإسرائيل. وقال ديسانتيس، في بيان، أمس، إنّه سيزور اليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل وبريطانيا، مؤكّداً أنّ هذه الجولة تشكّل فرصة «لتوسيع الشراكات الاقتصادية» لولايته الأميركية. وأكّدت وزارة الخارجية اليابانية أنّ الحاكم الجمهوري سيزور البلاد في 24 و25 أبريل (نيسان)، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، ووزير الخارجية يوشيماسا هاياشي.


مقالات ذات صلة

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الولايات المتحدة​ بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

يتجه الرئيس الأميركي بايدن إلى مدينة نيويورك، الأسبوع المقبل، للمشاركة في حفل لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه. ويستضيف الحفل المدير التنفيذي السابق لشركة «بلاكستون»، وتصل قيمة التذكرة إلى 25 ألف دولار للفرد الواحد. ويعدّ حفل جمع التبرعات الأول في خطط حملة بايدن بنيويورك، يعقبه حفل آخر يستضيفه جورج لوغوثيتيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ليبرا غروب» العالمية، الذي دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويعدّ من المتبرعين المنتظمين للحزب الديمقراطي. ويتوقع مديرو حملة بايدن أن تدر تلك الحفلات ما يصل إلى 2.5 مليون دولار.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، «سحق» الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما أدلى نائبه مايك بنس بشهادته في إطار تحقيق فيدرالي بشأن هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول. وقال ترمب، الخميس، أمام حشد من نحو 1500 مناصر، «الاختيار في هذه الانتخابات هو بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة». وتابع: «نحن نعيش في كارثة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتوعد بـ«سحق» بايدن في الانتخابات

ترمب يتوعد بـ«سحق» بايدن في الانتخابات

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بـ«سحق» الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما أدلى نائبه مايك بنس، بشهادته أمام القضاء، في إطار تحقيق فيدرالي بشأن هجوم 2021 على مبنى الكابيتول. وقال ترمب، الخميس، أمام حشد من نحو 1500 مناصر: «الاختيار في هذه الانتخابات هو الآن بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة... نحن نعيش في كارثة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تحديات أمام بايدن مع ترشحه المرتقب

تحديات أمام بايدن مع ترشحه المرتقب

وسط التوقعات بأن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، ترشحَه لولاية ثانية، تزداد التحديات التي تواجهه بين الناخبين الديمقراطيين الذين دعموه في سباق عام 2020. ويخطط مساعدو بايدن لنشر فيديو اليوم لإعلان خوض بايدن السباق رسمياً، وهو التاريخ نفسه الذي أعلن فيه بايدن ترشحه في 2019.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انتخابات الرئاسة الأميركية 2024: مَن المرشحون المعلَنون والمحتمَلون؟

انتخابات الرئاسة الأميركية 2024: مَن المرشحون المعلَنون والمحتمَلون؟

بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن (الثلاثاء)، ترشّحه للانتخابات الرئاسية في 2024، فيما يلي قائمة المرشّحين الآخرين، المعلنين منهم كما المحتملين، الذين قد يعترضون طريق الرئيس الديمقراطي في سباقه للاحتفاظ بمقعد البيت الأبيض. * دونالد ترمب: هل ستشهد الولايات المتحدة إعادة تشكّل للسباق الرئاسي في 2020؟ رغم نص الاتّهام التاريخي الموجه إليه، تتخطى حظوظ الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب بالفوز حظوظ المرشحين الجمهوريين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به «تروث سوشيال» يوم الجمعة، قال ترمب إن حزبه سيحاول إنهاء هذه الممارسة عندما يعود إلى منصبه.

وكتب ترمب: «سيبذل الحزب الجمهوري قصارى جهده لإلغاء التوقيت الصيفي... التوقيت الصيفي غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا».

يذكر أن تقديم الوقت ساعة واحدة في الربيع وتأخيره ساعة واحدة في الخريف يهدف إلى تعظيم ضوء النهار خلال أشهر الصيف، ولكنه كان يخضع للتدقيق منذ فترة طويلة. وقد تم اعتماد التوقيت الصيفي لأول مرة كإجراء في زمن الحرب في عام 1942.

واقترح المشرعون التخلص من تغيير الوقت تماماً. وكانت أبرز محاولة أخيرة، وهي مشروع قانون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو متوقف الآن، ويحمل عنوان «قانون حماية أشعة الشمس»، وقد اقترح جعل التوقيت الصيفي دائماً.

وكان مشروع القانون يحظى برعاية سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي اختاره ترمب لتولي وزارة الخارجية.