جشع الحوثيين في إب اليمنية يمتد إلى نهب المقابر العامة

اتهامات للجماعة الانقلابية بارتكاب 6 آلاف انتهاك خلال عام

مسلحون حوثيون يمرون بجوار سور إحدى المقابر في وسط مدينة إب (الشرق الأوسط)
مسلحون حوثيون يمرون بجوار سور إحدى المقابر في وسط مدينة إب (الشرق الأوسط)
TT

جشع الحوثيين في إب اليمنية يمتد إلى نهب المقابر العامة

مسلحون حوثيون يمرون بجوار سور إحدى المقابر في وسط مدينة إب (الشرق الأوسط)
مسلحون حوثيون يمرون بجوار سور إحدى المقابر في وسط مدينة إب (الشرق الأوسط)

صعّدت قيادات نافذة في ميليشيات الحوثي بمحافظة إب اليمنية من انتهاكاتها، وصولاً إلى التعدي على حرمة عشرات المقابر العامة الواقعة في قرى ومديريات متفرقة تعيش في ظل فوضى أمنية. وبالتزامن مع توثيق تقارير حقوقية محلية حديثة أكثر من 6 آلاف جريمة وانتهاك شهدتها المحافظة خلال العام المنصرم.
وحسب تأكيد مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، فقد شهدت المحافظة ذات الكثافة السكانية الكبيرة في الأيام الأخيرة موجة جديدة من الاعتداءات والاستحداثات، يقودها نافذون في الميليشيات الحوثية بحق عدد من المقابر في المحافظة.
وشكا سكان في إب من سلسلة اعتداءات وأعمال نبش واستحداث وصفوها بـ«الهمجية»، قام بها مشرفون بارزون في الجماعة، وقيادات، طالت عشرات المقابر، بعضها في مركز المحافظة (مدينة إب) وأخرى بنطاق مديريات العدين، وريف إب، وجبلة.
وقال السكان إن قادة الميليشيات في إب يتصدرهم القادمون من ريف صنعاء وعمران وصعدة (معقلها الرئيسي) يتنافسون يومياً في التعدي على عشرات المقابر في إب، تارة بمبرر البحث عن «كنوز» و«قطع أثرية»، وأخرى بغرض السطو على أراضي المقابر للبناء عليها وتحويلها إلى مشروعات استثمارية.
ويؤكد «محمد» -وهو اسم مستعار لموظف بمكتب الأوقاف في مدينة إب- أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض المقابر بمناطق متفرقة من المحافظة لأعمال تعدٍّ ونبش وهدم لأسوارها وإجراء استحداثات فيها، على أيدي عناصر الجماعة.
وفي مقابل ذلك الاعتداء على المقابر العامة، أكد «محمد» أن قادة الميليشيات يولون جل اهتماماتهم بمقابر قتلاهم فقط، من جهة تسويرها وتشجيرها وإغراقها بالصور والشعارات ذات الصبغة الطائفية.
وعزا السكان أسباب تركيز الجماعة على الاعتداء على المقابر، وإجراء استحداثات في بعضها، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي والعقارات؛ خصوصاً بعد تصاعد أعمال النهب والمصادرة الحوثية لكثير منها، إضافة إلى كون المحافظة تعد العاصمة السياحية لليمن، حسب قرارات سابقة أصدرتها حكومات يمنية متعاقبة.
وجاء أحدث انتهاكات الميليشيات في إب متمثلاً بإقدام قيادي حوثي يدعى فيصل أمير، برفقة مسلحين، على هدم سور إحدى المقابر في مديرية العدين جنوب غربي إب.
وأوضحت مصادر محلية أن النافذ الحوثي باشر بالاعتداء على المقبرة المسماة «مقبرة المقابر» في عزلة السارة في المديرية ذاتها، تمهيداً للاستيلاء عليها.
وحسب المصادر، فإن هذا الاعتداء يعد الرابع خلال أقل من شهرين؛ حيث يواصل النافذ الحوثي إجراء بعض الاستحداثات بتلك المقبرة، في حين تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً توثق جرائم التعدي بالهدم والاستحداث بحق سور المقبرة، مطالبين بوقف الانتهاكات الحوثية ضد أراضي ومقابر وأوقاف المديرية.
تأتي هذه الحادثة بعد فترة قصيرة من وقوع 3 حوادث أخرى مماثلة طالت مقابر موتى بالمحافظة، إحداها بمنطقة وراف بمديرية جبلة، والأخرى في مديرية حبيش، والثالثة بمديرية ريف إب، من قبل نافذين ومشرفين حوثيين.
إضافة إلى ذلك، أفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط»، بأن نافذاً حوثياً يدعى مروان حسين صبرة، من ريف صنعاء، حاول غير مرة مستعيناً بقوات أمنية الاستيلاء على مقبرة «أكمة الصعفاني» القريبة من شارع الثلاثين غرب مدينة إب، بهدف بناء منزل خاص به وأسرته على مساحة من الأرضية التابعة للمقبرة؛ لكن ذلك قوبل بموجة استنكار وتنديد ورفض واسع من قبل الأهالي.
وأشارت المصادر إلى أنه سبق أن تصدى الأهالي أكثر من مرة للنافذ الحوثي ومشرفين حوثيين آخرين خلال شروعهم في محاولة الاستيلاء على المقبرة ذاتها؛ حيث اندلعت عدة اشتباكات فيما بينهم، ليتم في أعقاب كل مرة إجبارهم على المغادرة.
وكانت تقارير حقوقية محلية قد اتهمت مشرفين وقيادات انقلابية بممارسة جرائم تعد على حرمة المقابر في مناطق يمنية عدة تحت سيطرتهم، وشروعهم ببناء عمارات سكنية ومباني استثمارية أخرى عليها.
وكشفت منظمة رصد للحقوق والحريات في اليمن، في أحدث تقرير لها، عن توثيق أكثر من 6 آلاف و200 انتهاك وجريمة شهدتها محافظة إب، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، خلال 2022.
وأكدت المنظمة أنها رصدت 6296 جريمة وانتهاكاً وقعت في مختلف مديريات المحافظة، خلال العام الماضي، تنوعت بين القتل والإصابة والاختطاف والنهب والاقتحام والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، وغيرها من الجرائم.
وحسب التقرير، فقد تم توثيق 241 جريمة قتل، و310 جرائم شروع بالقتل، في حوادث قتل مباشرة وأخرى بدعم من الميليشيا، فضلاً عن جرائم الفوضى الأمنية التي خلقتها الميليشيا في المحافظة.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
TT

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)

قتل شخصان وجرح شخص آخر في غارة إسرائيلية مساء اليوم (الاثنين)، على جنوب لبنان.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سقط قتيلان وجرح شخص في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأشخاص قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت القوات الإسرائيلية تفجيراً كبيراً في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، أدى إلى تدمير حارة بكاملها وسط البلدة، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

وأقدمت القوات الإسرائيلية على تفجير عدة منازل بمنطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت جرافة إسرائيلية بعد ظهر اليوم، عملية تجريف بحماية دبابة ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وسط إطلاق رصاص متقطع باتجاه أطراف مدينة بنت جبيل الجنوبية، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

كما أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، تزامناً مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.

ورفع الجيش الإسرائيلي العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيس في جنوب لبنان.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.