النواب الأوروبيون يوافقون على إصلاح سوق الكربون

أحد مشاريع إزالة الكربون في إطار مكافحة التغير المناخي في لوس أنجليس (رويترز)
أحد مشاريع إزالة الكربون في إطار مكافحة التغير المناخي في لوس أنجليس (رويترز)
TT

النواب الأوروبيون يوافقون على إصلاح سوق الكربون

أحد مشاريع إزالة الكربون في إطار مكافحة التغير المناخي في لوس أنجليس (رويترز)
أحد مشاريع إزالة الكربون في إطار مكافحة التغير المناخي في لوس أنجليس (رويترز)

أقرّ البرلمان الأوروبي اليوم (الثلاثاء)، الجزء الأساسي من خطة أوروبية طموح للمناخ، تتضمّن إصلاحاً كبيراً لسوق الكربون، وفرض «ضريبة كربون» عند حدود التكتّل على الواردات غير الصديقة للبيئة.
وكان تمديد سوق الكربون ليشمل السكن والنقل للأفراد، النقطة الأكثر إثارة للجدل، في خضمّ فترة التضخّم. وسيتمّ إنشاء صندوق اجتماعي حول المناخ للتخفيف من العواقب على أفقر الناس.
ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بهذا التصويت، ودعت الدول الأعضاء إلى استكمال هذه الخطوة الأخيرة، مؤكدة: «معاً سنجعل من أوروبا أول قارة محايدة مناخياً».
وبالإضافة إلى خطة المناخ، تحضّر الدول الـ27 الأعضاء تشريعات لتعزيز تنافسية الصناعات الخضراء الخاصة بها، في مواجهة خطة أميركية للإعانات الضخمة، واستثمارات هائلة من الصين في هذا القطاع.
ويسعى الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى تأمين إمداداته من المعادن النادرة والليثيوم وغيرها من المكوّنات الأخرى الضرورية، والتي يعتمد بشكل كبير على الصين لتأمينها.
وسيسمح هذا الإصلاح بتحقيق الأهداف الطموحة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في إطار خطة المناخ للدول السبع والعشرين في التكتل.
وللتعويض عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يتعيّن على منتجي الكهرباء والصناعات التي تستخدم الطاقة (الصلب والإسمنت وما إلى ذلك) في الاتحاد الأوروبي، شراء «تصاريح تلويث» في سوق حصص الانبعاثات الأوروبية المعروف باسم نظام تبادل الانبعاثات (ETS)، الذي أنشئ في عام 2005 وينطبق على 40 في المائة من انبعاثات القارة.
وتتناقص الحصص الإجمالية للدول بمرور الوقت لتشجيع الصناعات على تقليل الانبعاثات.
ووفقاً للاتفاق، سيتسارع معدّل تخفيض الحصص المقترحة، مع انخفاض بنسبة 62 في المائة بحلول عام 2030 مقارنةً بعام 2005 (مقارنةً بالهدف السابق البالغ 43 في المائة). وبشكل عام، سيتعيّن على الشركات المصنِّعة المعنية، أن تخفّض تلقائياً انبعاثاتها تبعاً لذلك.
وستمتدّ سوق الكربون تدريجياً إلى القطاع البحري والانبعاثات من الرحلات الجوية داخل أوروبا، وابتداءً من عام 2028 إلى مواقع حرق النفايات.
وسيتمّ إنشاء سوق ثانية للكربون (ETS2) لتدفئة المباني ووقود السير، حيث يتعيّن على مورّدي الوقود والغاز ووقود التدفئة شراء حصص لتغطية انبعاثاتهم.
وخوفاً من التأثيرات الاجتماعية لمثل هذه التكلفة الإضافية، طلب أعضاء البرلمان الأوروبي أولاً أن يقتصر هذا الإجراء على مباني المكاتب والشاحنات الثقيلة.
وفي النهاية، ستدفع الأسر سعر الكربون على الوقود والتدفئة اعتباراً من عام 2027، ولكن سيتم تحديد هذا السعر عند 45 يورو للطن حتى عام 2030 على الأقل، وإذا استمر الارتفاع الحالي في أسعار الطاقة، فسيتم تأجيل بدء التطبيق حتى عام 2028.


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».