تركيا تتمسك بأولوياتها في عملية تطبيع العلاقات مع سوريا

لافروف أكد أن نجاحها سيشكل تحولاً مهماً لصالح المنطقة

شاب يلتقط صورة من شقة مدمرة في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
شاب يلتقط صورة من شقة مدمرة في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تتمسك بأولوياتها في عملية تطبيع العلاقات مع سوريا

شاب يلتقط صورة من شقة مدمرة في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
شاب يلتقط صورة من شقة مدمرة في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)

أعادت تركيا التأكيد على أهدافها من عملية تطبيع العلاقات مع سوريا التي تتلخص في 3 مبادئ تتعلق بمكافحة الإرهاب والعودة الآمنة للاجئين ومواصلة العملية السياسية للوصول إلى الاستقرار في البلد الجار الذي مزّقته الحرب على مدى 12 عاماً.
في الوقت ذاته، أكدت روسيا أن المصالحة المحتملة بين سوريا وتركيا ستشكل تحولاً مهماً جداً في أوضاع المنطقة، وأن الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران المقرر في موسكو أوائل مايو (أيار) المقبل يصب في مصلحة الجميع.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن أولى أولويات بلاده هي ضمان أمن حدودها ومكافحة الإرهاب، أياً كان مسمى التنظيمات التي تهدد أمن تركيا سواء «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكوّنات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعتبرها تركيا امتداداً لـ«العمال الكردستاني» في سوريا، أو «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري، الذي تعد «الوحدات» الكردية ذراعه العسكرية.
وانتقد كالين الولايات المتحدة، واعتبر أنها ترتكب خطأ «تكتيكياً واستراتيجياً وسياسياً» بدعمها لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب» في سوريا، قائلاً: «أياً كانت المسمّيات في سوريا والعراق، حزب العمال الكردستاني، الاتحاد الديمقراطي الكردي، وحدات حماية الشعب أو (قسد)، فإن كل ما يُعد من عناصر حزب العمال الكردستاني هو هدف واضح ومشروع بالنسبة لتركيا في الزمان والمكان اللذين نراهما مناسبين».
وأضاف: «قلنا لهم (أي الأميركيين) هذا في كل مرة. إذا لم تكونوا إلى جانبنا في هذه القضية فسنقوم بما نراه ضرورياً بأنفسنا».
وذكر كالين، في مقابلة تلفزيونية السبت، أن الأولوية الثانية لتركيا في مسار التطبيع مع دمشق هي عودة اللاجئين، مشيراً إلى أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وبشكل آمن، لأن «هؤلاء بشر جاءوا إلينا هاربين من الحرب، لكن بالطبع لن يبقوا هنا إلى الأبد».
وتابع أن إتمام تنفيذ العملية السياسية في سوريا يعد الأولوية الثالثة لتركيا فيما يتعلق بالتطبيع مع سوريا، مضيفاً أنه «عندما تنضج الأوضاع في الجانب السوري، وعندما تتهيأ بيئة أمنية وتتهيأ الظروف على صعيد الأمن البشري والأمن الاقتصادي معاً سيبدأ اللاجئون في العودة».
وتدفع سوريا باتجاه تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، على الرغم من إعلان نظام الرئيس بشار الأسد أن الانسحاب التركي من شمال العراق هو الأساس لإجراء أي محادثات. ومن المقرر أن يُعقد في موسكو، أوائل مايو المقبل، اجتماع رباعي لوزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران في إطار عملية بناء الحوار بين أنقرة ودمشق. وقال وزير الخارجية التركي إن هذا الاجتماع سيمهد للقاء بين رؤساء الدول الأربع.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، رفض بلاده لأي شروط مسبقة للمفاوضات مع سوريا وأن القوات التركية لن تنسحب، طالما بقيت «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا. وقال إن «النظام السوري يقول منذ البداية إن على تركيا أن تغادر سوريا، لكن الحقيقة أنه لا سيطرة له على جميع أراضيه... إذا قبلنا الانسحاب ورحلت قواتنا ستبدأ التهديدات ضدنا».
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المصالحة المحتملة بين سوريا وتركيا ستشكل تحولاً مهماً جداً في أوضاع المنطقة. ونقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحافي في مدينة سمرقند بأوزبكستان، أن عقد الاجتماع الرباعي المرتقب لوزراء الخارجية في موسكو، حول سوريا، يصب في مصلحة الجميع. وأضاف أن روسيا وتركيا وسوريا وإيران متفقة على موعد ومكان ومعايير هذا الاجتماع.
ولفت لافروف إلى أن الدول الأربع أعادت مراراً وتكراراً تأكيد احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ودعت إلى تسوية شاملة تأخذ في الحسبان مصالح الشعب السوري، وبناء على هذه الأسس، يجب بدء محادثة جوهرية بهدف رئيسي، هو المصالحة بين سوريا وتركيا.
وتابع لافروف: «سيكون هذا تحولاً مهماً للغاية في الوضع بالمنطقة، ونحن مستعدون لتعزيز هذه الخطوة بكل وسيلة ممكنة والتشجيع عليها بجميع الوسائل».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.