جيرار أفيديسيان... رحيل مبدع من لبنان

المخرج جيرار أفيديسيان (حسابه على فيسبوك)
المخرج جيرار أفيديسيان (حسابه على فيسبوك)
TT

جيرار أفيديسيان... رحيل مبدع من لبنان

المخرج جيرار أفيديسيان (حسابه على فيسبوك)
المخرج جيرار أفيديسيان (حسابه على فيسبوك)

خسر لبنان واحداً من مبدعيه البارزين في مجال الفنون، المخرج جيرار أفيديسيان، عن عمر يناهز 79 عاماً بعد صراع مع المرض. طبعت بصمة أفيديسيان الخارجة على المألوف مجمل الأعمال الفنية التي أنجزها، فهو كان الكاتب والمخرج المسرحي الذي عاصرته أجيال منذ زمن الفن الجميل إلى اليوم. كما مثّل وأقام معارض رسم، فرغب في إخراج كل طاقاته الفنية ليحلّق معها في عالم عشقه.
من آخر أعماله: «الليالي اللبنانية» التي أخرجها عام 2017، وقُدمت على خشبة «معبد باخوس» في ساحة القلعة. يومها كان فخوراً بعودته إلى المسرح في عمل ينبض بالشباب. ومع ألين لحود ورامي عياش وبريجيت ياغي، لوّن القلعة يومها بلوحات من تراث لبنان. نال أفيديسيان دكتوراه في الإخراج من «المعهد العالي للدراسات المسرحية» في الاتحاد السوفياتي سابقاً، وعاد إلى وطنه، حيث لمع اسمه خصوصاً في المسرح اللبناني تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً.
بداياته الفنية كانت على خشبة «مسرح بيروت» في سبعينات القرن الماضي. برع في التأليف والإخراج والتمثيل، فضلاً عن أعمال مسرحيّة حملت توقيعه أمثال «أخوت لبنان» مع نبيه أبو الحسن، و«سفرة الأحلام» مع مادونا، و«جبران خليل جبران» و«صخرة طانيوس» التي قدّمها عام 1994 على «مسرح المدينة» لمناسبة افتتاحه. عمل أفيديسيان في مجال الإعلانات بين لبنان وأوروبا والولايات المتحدة لغاية 2009، انطلقت مسيرته فناناً تشكيلياً عام 2005 عندما اختيرت إحدى لوحاته «الجندي الصغير» لمعرض الخريف من تنظيم «متحف سرسق»، فلم يرغب في بيعها واحتفظ بها كي تبقى فأل خير على مسيرته التشكيلية.
حمل أصوله الأرمنية في معارضه، بينها «أسلاف وحريم»، فنحت تراث بلده الأم بالأكليريك والكولاج. ويومها قال لـ«الشرق الأوسط»، «أهرب من واقع الصورة إلى الخيال، وما يدور في فضائه من فرح وألوان، بعيداً عن كل ما قد يعكسه هذا الواقع من حزن أو كآبة».
عُرف بحبه للفكاهة وحسّه الكوميدي اللذين ترجمهما في أدوار تمثيلية على الشاشة الصغيرة. وإثر انتشار خبر وفاته، نعته الممثلة رولا حمادة بالقول: «صعب جداً أن أضع صورتك، ليس لأكتب أن هناك مسرحية جديدة أو معرض رسم. صعب عليّ الخبر الذي تفاجأت فيه برسالة على (تويتر)، غداً سيكتبون عن فنك ومسرحك، لا أعلم هل سيقولون أيضاً كم أنت إنسان رائع بكل الوفاء والمحبة والفخر المجبول فيهم. سأشتاق إليك كثيراً جيرار، وسأشتاق إلى ضحكتك وصوتك».
آخر نشاطاته على صفحته «فيسبوك» كان في 9 أبريل (نيسان) الحالي، مشاركاً في لعبة على تطبيق إلكتروني تكشف خطوط ماضيه. فنشر نتيجتها وكأنه اقتنع بها وهي حقيقية. وتقول إنه اجتاز الكثير من الصعوبات في حياته، وأنه بدل الاستسلام، فهو يحوّل الحزن إلى قوة، فيقطع كل تجارب الحياة مرفوع الرأس.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
TT

طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)

قال تومي بانكس، الذي يمتلك مطعمين حائزين على نجمة ميشلان لجودة الطعام، وحانة في مقاطعة يوركشاير الإنجليزية الشمالية، إن أحد موظفيه اكتشف اختفاء شاحنة للعمل، وفي داخلها حمولتها من شرائح اللحم والديك الرومي وغيرها من المأكولات والمشروبات المخصصة لسوق عيد الميلاد في مدينة يورك البريطانية.

وقُدرت قيمة الطعام بنحو 25 ألف جنيه إسترليني (32 ألف دولار)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقال بانكس إن الشاحنة كانت مؤمنة، لكنه ناشد لصوص الشاحنة عدم ترك الطعام يضيع. وفي مقطع فيديو على «إنستغرام»، اقترح أن يتخلصوا من الفطائر في مركز مجتمعي أو مكان آخر.

قال: «أعلم أنك مجرم، ولكن ربما عليك أن تفعل شيئاً لطيفاً لأنها عطلة عيد الميلاد، وربما يمكننا إطعام بضعة آلاف من الناس بهذه الفطائر التي سرقتها. افعل الشيء الصحيح».

صورة غير مؤرخة تظهر فطائر للطاهي البريطاني تومي بانكس (أ.ب)

تعد سرقة الفطائر أحدث سرقة للأطعمة التي تهزّ تجارة الأغذية في المملكة المتحدة. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، تم سرقة ما يقرب من 1000 عجلة من جبن الشيدر المصنوع يدوياً، والمغلفة بالقماش، التي تزن 22 طناً، وتقدّر قيمتها بـ300 ألف جنيه إسترليني (390 ألف دولار) من شركة «Neal’s Yard Dairy» في لندن، بواسطة محتال متنكر في هيئة موزع جملة لتاجر فرنسي كبير.

وعلى الرغم من مطاردة الشرطة البريطانية والدولية، ونداء من قبل الشيف التلفزيوني جيمي أوليفر، لم يتم العثور على الجبن. وتم القبض على رجل يبلغ من العمر 63 عاماً، واستجوابه من قبل الشرطة، لكن لم يتم توجيه اتهام إليه.