بايدن إلى شقّي آيرلندا الشهر الحالي

بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ25 لاتفاق «الجمعة العظيمة»

بايدن مع رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار بالبيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
بايدن مع رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار بالبيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
TT

بايدن إلى شقّي آيرلندا الشهر الحالي

بايدن مع رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار بالبيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)
بايدن مع رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار بالبيت الأبيض الشهر الماضي (رويترز)

أعلن البيت الأبيض، أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن (ذي الأصول الآيرلندية) لآيرلندا الشمالية سوف «تمثل تقدماً هائلاً «منذ توقيع اتفاقية الجمعة العظيمة قبل 25 عاماً. كما سيزور جمهورية آيرلندا لمناقشة التعاون من كثب بشأن «التحديات العالمية المشتركة».
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جين – بيير، أن الزيارة سوف تستمر من 11 إلى 14أبريل (نيسان) وسوف تأخذه إلى بلفاست ودبلن ومقاطعة لاوث ومقاطعة مايو (أيار).
وأضافت المتحدثة «سوف يتوجه الرئيس بايدن أولاً إلى بلفاست بآيرلندا الشمالية من 11 - 12 أبريل لإحياء التقدم الهائل الذي تحقق منذ توقيع اتفاقية الجمعة العظيمة في بلفاست قبل 25 عاماً، والتأكيد على استعداد الولايات المتحدة لدعم الإمكانات الاقتصادية الهائلة لآيرلندا الشمالية لصالح كل المجتمعات».
وتابعت «ثم يتوجه الرئيس إلى (جمهورية) آيرلندا من 12 إلى 14أبريل. وسوف يناقش تعاوننا المقرب بشأن المجموعة الكاملة للتحديات العالمية المشتركة».
وقال رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار في تغريدة، إنه سوف يكون «امتيازاً وشرفاً» الترحيب ببايدن في آيرلندا.
...ومن دون احتفالات وفي أجواء عودة التوتر السياسي ومخاوف أمنية، تحيي آيرلندا الشمالية الذكرى السنوية لاتفاق السلام الذي أنهى ثلاثة عقود من الصراع الدامي. إذ إنه في العاشر من أبريل 1998 في يوم «الجمعة العظيمة» الذي يسبق عيد الفصح المسيحي، انتزع «الجمهوريون» المؤيدون لإعادة توحيد مقاطعتهم مع آيرلندا، و«الوحدويون» المصرّون على البقاء داخل المملكة المتحدة، اتفاق سلام لم يكن متوقعاً بعد مفاوضات مكثفة شاركت فيها لندن ودبلن وواشنطن.
وأنهى الاتفاق ثلاثة عقود من أعمال عنف أسفرت عن 3500 قتيل بين «الوحدويين» ومعظمهم من البروتستانت، و«الجمهوريين» الكاثوليك بمعظمهم، مع تورط الجيش البريطاني.
لكن بعد مرور 25 عاماً، يميل الجميع إلى إحياء الذكرى لا الاحتفال بها. فالمؤسسات المحلية التي تم إنشاؤها في أعقاب اتفاق السلام، ومن ضمنها سلطة تنفيذية مشتركة بين المعسكرين السياسيين، مشلولة منذ أكثر من عام بسبب خلافات نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبعد محاولة اغتيال ضابط شرطة في فبراير (شباط) بأيدي أعضاء مجموعة جمهورية منشقة، رفع مستوى التهديد الإرهابي في آيرلندا الشمالية مؤخراً من «كبير» إلى «خطير».
وذكّرت محاولة القتل التي أدانها القادة السياسيون، آيرلندا الشمالية بأعمال العنف التي كانت شائعة في المقاطعة.
وخلال الأسابيع المقبلة، ستستضيف بلفاست سلسلة من المناسبات بحضور رؤساء دول حاليين وسابقين للاحتفال بالذكرى السنوية لانتهاء النزاع.
وتنظم جامعة كوينز بلفاست في السابع عشر من الحالي مؤتمراً لمدة ثلاثة أيام بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي لعب زوجها بيل كلينتون، الرئيس بين 1993 و2001، دوراً رئيسياً في تحقيق اتفاقية السلام.
وسيركز هذا اللقاء على التحول الذي شهدته المقاطعة البريطانية في السنوات الـ25 الماضية، حيث إنه في السنوات التي تلت اتفاق السلام، تم نزع سلاح المجموعات المسلحة وتفكيك الحدود العسكرية، وغادرت القوات البريطانية المنطقة. وقال رئيس الوزراء الأسبق بيرتي أهيرن لوكالة الصحافة الفرنسية «كانت السنوات الخمس والعشرون الماضية أكثر متعة وراحة من السنوات الـ25 وربما الـ75 التي سبقتها».
لكن في 2023 يبدو السلام في آيرلندا الشمالية أكثر هشاشة، مما كان عليه في 1998 إلا في مراحل نادرة. ويعرقل «الحزب الوحدوي الديمقراطي» المتمسك بارتباط المقاطعة بالمملكة المتحدة، عمل السلطة التنفيذية منذ أكثر من عام، عبر رفضه المشاركة في الحكومة ما لم يتم التخلي عن أحكام ما بعد «بريكست» التي تهدف إلى تجنب عودة الحدود المادية مع آيرلندا.
ومنذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، تصاعد التوتر حول «بروتوكول آيرلندا الشمالية» الذي يخشى معارضوه أن يؤدي إلى عزل المقاطعة عن بريطانيا ويجعل توحيد آيرلندا أكثر ترجيحاً.
وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي ساعد أيضاً في التوصل إلى اتفاق السلام، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «معادلة يصعب حلها» فيما يتعلق بآيرلندا الشمالية.
ورفض «الحزب الوحدوي الديمقراطي» في الأسابيع الأخيرة إعادة التفاوض بشأن البروتوكول الذي يهدف إلى معالجة المخاوف الوحدوية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وكشف استطلاع للرأي في يناير (كانون الثاني)، عن أن غالبية «الوحدويين سيصوتون ضد اتفاقية الجمعة العظيمة إذا أعيد طرحها اليوم».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

أظهر استطلاع جديد للرأي، أجرته وكالة «أسوشييتد برس» ومركز «نورك» للأبحاث، أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

وبينما يسمي ترمب مرشحيه لمناصب رئيسية في إدارته، بعضهم ربما يواجه معارك مصادقة صعبة في مجلس الشيوخ حتى مع سيطرة الجمهوريين، فإن حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة «ليسوا واثقين على الإطلاق» في قدرة ترمب على تعيين أشخاص مؤهلين تأهيلاً جيداً لمجلس وزرائه ومناصب حكومية رفيعة المستوى أخرى. وقال حوالي 3 من كل 10 أميركيين فقط إنهم واثقون «بشدة» من أن ترمب سيختار أشخاصاً مؤهلين للعمل في إدارته. وتقول غالبية الجمهوريين إن لديهم ثقة عالية.

وتعهد ترمب بتحقيق تغييرات جذرية في واشنطن، من خلال نهج جريء، يشمل إقامة وزارة الكفاءة الحكومية، وهي فرقة عمل غير حكومية مكلفة بإيجاد طرق لطرد العاملين الفيدراليين وخفض البرامج وتقليص اللوائح الفيدرالية، التي سيرأسها الملياردير إيلون ماسك وزميله رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.

لكن بخلاف تعييناته، وجد الاستطلاع مستوى مماثلاً من الثقة في قدرة ترمب على إدارة الإنفاق الحكومي وأداء مهام رئاسية رئيسية أخرى، بما في ذلك الإشراف على الجيش والبيت الأبيض، الذي شهد في فترة ولاية ترمب الأولى، نقلاً كبيراً للموظفين رفيعي المستوى، لا سيما في أيامه الأولى.