اليهود الحريديون يهاجمون مقتحمي الأقصى ويطالبون بمنعهم عن «هذا الحرام»

صورة أرشيفية لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
صورة أرشيفية لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
TT

اليهود الحريديون يهاجمون مقتحمي الأقصى ويطالبون بمنعهم عن «هذا الحرام»

صورة أرشيفية لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
صورة أرشيفية لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)

مع اعتقال أحد المتطرفين الذين يخططون لذبح قرابين وإقامة صلوات يهودية في باحات المسجد الأقصى، خرجت قيادة اليهود المتدينين الحريديم، الشرقيين والأشكناز، بحملة هجومية غير مسبوقة (الثلاثاء)، على «المتطرفين الذين يسخّرون الدين لأهداف سياسية غوغائية تهدد بسفك الدماء». وطالبت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف صارم ضدهم ومنعهم من اقتحامات الأقصى بتاتاً، وليس فقط منعهم من ذبح قرابين بمناسبة عيد الفصح اليهودي في الموقع تزامناً مع احتفاء الفلسطينيين بشهر رمضان.
وأكدت هذه القيادات، عبر مقال افتتاحي لصحيفة «ييتد نئمان»، التابعة لحزب «ديغل هتوراة» (الممثل في الكنيست بقائمة «يهدوت هتوراة»)، كتبه رئيس التحرير الرباي يراسئيل فريدمان، أن كبار رجال الدين اليهود من فقهاء العصر، وعلى رأسهم الرباي شاخ، الأب الروحي للتيار الديني الحريدي، أفتوا منذ سنين طويلة بأن اليهودي الذي يقيم صلاة في هذا المكان، إنما يدنس أرضاً مقدسة لليهود ويرتكب ذنباً حراماً. ولكن هناك شريحة تشكل أقلية متطرفة بين اليهود، تتمرد على الفقهاء وما يمثلونه من أحكام الدين اليهودي، وتستخدم الدين بطرق شائنة لخدمة أغراض سياسية. وبذلك، تمس بالدين وتضع حياة اليهود في خطر، وتهدد بتدهور أمني يقود إلى سفك الدماء.
وكانت إسرائيل، منذ احتلالها القدس الشرقية في حرب عام 1967، قد وضعت ترتيبات تمنع غير المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية في المجمع الذي يضم المسجد الأقصى ومعالم دينية أخرى. لكن جماعة دينية يهودية صغيرة، تطلق على نفسها اسم «إدارة جبل الهيكل»، تعمل على تنظيم زيارات يومية لباحات الأقصى، وتطالب الحكومة بالسماح لها بالصلاة هناك، وتسعى لتقاسم زماني ومكاني مع المسلمين في الأقصى، وبعض أفرادها يحاولون عشية عيد الفصح من كل سنة، إحضار حملان لذبحها في مجمع المسجد الأقصى. وفي هذه السنة، قاموا بتعميم لقطات فيديو صورها الناشط رفائيل موريس بهاتف محمول أثناء اعتقال الشرطة له وهو في سيارته؛ لأنه خطط لذبح القرابين في الأقصى.
وقال موريس إن الضغوط السياسية لمنعه ورفاقه من تنفيذ هذا المأرب، بدأت تضعف. ففي حين كان في الماضي يكتفي بذح القرابين بعيداً عن الحرم القدسي بضعة كيلومترات، نجح في إقامة الطقوس هذه المرة على بعد 200 متر، وأنه سيحاول الدخول إلى الباحات مباشرة أيضاً، على أمل أن تسمح له حكومة اليمين بذلك.
وانتقد الحاخام يتسحاق يوسيف، رئيس مجلس حكماء التوراة والرئيس الروحي لليهود الشرقيين المتدينين، هؤلاء المتطرفين، وقال إن دخولهم «جبل البيت» (الاسم العبري للحرم الشريف)، هو أمر حرام وذنب أليم. وأعقبه حاخامات اليهود الأشكناز (الغربيين)، وجاء في مقال «ييتد نئمان»، إن «هؤلاء المتطرفين يحاولون تسخير هذا المكان المقدس في حرب سياسية ضد الفلسطينيين وضد اليونيسكو التي قررت أنه مكان مقدس للمسلمين فقط، فراحوا يتحدون العرب المسلمين بطرق استفزازية. وأثاروا بذلك ليس فقط المتطرفين العرب العطشين لدماء اليهود، والذين يتابعون هذه الزيارات ويوثقونها خطوة بخطوة، بل أثاروا أيضاً أنصار السلام العرب والدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات مع إسرائيل أو تريد إقامة علاقات مع إسرائيل. وفي هذا فتحوا الباب أمام حرب دينية تسفك فيها الدماء. ولهذا فإن تصرفهم خطير ومرفوض، وآن الأوان لمعالجته جذرياً بمنعهم من دخول الباحات بتاتاً».
واختتم مقاله قائلاً: «على حكومة إسرائيل أن تغلق (جبل البيت) أمام هؤلاء المتطرفين بألف قفل وسياج، حتى لا يؤدي تدنيسهم المكان المقدس إلى تقليد دائم، ولا يتسبب في أخطار على حياة أهلنا وأولادنا. وعلى رجال الدين الأفاضل أن يقذفوا هؤلاء المتمردين من صفوفنا، قبل أن يتحولوا إلى شيطان كبير. فمن حقنا وواجبنا أن نمنعهم من التسبب بالأذى والعار لشعبهم».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
TT

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، والحرب في قطاع غزة، واتفاق الرهائن.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، أنه لا توجد أي بيانات أو معلومات رسمية بشأن المكالمة الهاتفية.

وذكرت تقارير أن الجانبين ناقشا اتفاقاً محتملاً بشأن الرهائن، والحرب ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة، والوضع في سوريا.

وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، (الخميس)، بأن انطباعاً تَكوَّن لديه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدٌّ لاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، إثر لقائه نتنياهو: «نتطلع الآن إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار» في غزة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة الرهائن جميعاً إلى ديارهم... لديّ انطباع أن رئيس الوزراء مستعد لإبرام صفقة».

وقال سوليفان إن مقاربة «حماس» للمفاوضات تغيّرت، ناسباً ذلك إلى إطاحة حليفها بشار الأسد في سوريا، ودخول وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» الآخر، حيّز التنفيذ.