هاشم تاجي في محكمة لاهاي: لست مذنباً

رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي بالمحكمة في لاهاي أمس (أ.ب)
رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي بالمحكمة في لاهاي أمس (أ.ب)
TT

هاشم تاجي في محكمة لاهاي: لست مذنباً

رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي بالمحكمة في لاهاي أمس (أ.ب)
رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي بالمحكمة في لاهاي أمس (أ.ب)

نفى رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي، كل الاتهامات الموجهة إليه في بداية محاكمته، أمس (الاثنين)، لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام محكمة خاصة في لاهاي.
وقال تاجي الذي يبلغ 54 عاماً، أمام المحكمة: «أنا لست مذنباً».
ويحاكم قائد جيش تحرير كوسوفو السابق هو و3 مسؤولين بارزين في جيش تحرير كوسوفو على صلة بجرائم ارتكبت في نهاية تسعينات القرن الماضي، عندما كان هذا الجيش يقاتل من أجل استقلال كوسوفو عن صربيا.
ويتهم الادعاء الرجال الأربعة بتشكيل قيادة لـ«عمل إجرامي مشترك» في ميليشيا كوسوفو الألبانية. ويواجهون اتهامات بالقتل والتعذيب والخطف والاضطهاد.
وقال المدعي العام أليكس وايتينغ للمحكمة، إن أكثر من مائة شخص قتلوا، وكان ينظر لأغلب الضحايا من ألبان كوسوفو على أنهم متواطئون مع السلطات الصربية أو معارضين لجيش تحرير كوسوفو.
يشار إلى أن تاجي هو أول سياسي سابق رفيع المستوى من كوسوفو يحاكم أمام المحكمة الخاصة.
وقال وايتينغ: «لا أحد فوق القانون».
وانتخب تاجي رئيساً لكوسوفو في عام 2016، لكنه استقال في أبريل (نيسان) 2020، بعد فترة قصيرة من تحريك ممثلي الادعاء اتهاماتهم في لاهاي. ثم جرى القبض عليه ونُقل إلى المحكمة. ومن المتوقع أن يدلي أكثر من 300 شاهد بإفاداتهم في محاكمة من المتوقع أن تستمر عامين.
وقاتل جيش تحرير كوسوفو القوات الصربية خلال عامي 1998 و1999 لتحقيق الاستقلال عن صربيا للإقليم ذي الأغلبية الألبانية. وجرى تحقيق الاستقلال في النهاية بمساعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ولطالما دفع تاجي وهو في قلب الحياة السياسية بكوسوفو منذ عقدين ببراءته، متهماً العدالة الدولية بـ«إعادة كتابة التاريخ». لكنه وعد بـ«التعاون الوثيق مع القضاء».
وتجمع عدة آلاف من قدامى المحاربين في جيش تحرير كوسوفو يوم الأحد في بريشتينا، للتعبير عن دعمهم لتاجي ورفاقه الثلاثة المقربين. وهتفوا «الحرية» ورفعوا الأعلام الوطنية لكوسوفو وألبانيا، ورفعوا كذلك أعلاماً تحمل رمز جيش تحرير كوسوفو.
وتأسست دوائر كوسوفو المتخصصة، التي مقرها في هولندا وبها قضاة ومحامون دوليون، عام 2015، للتعامل مع قضايا بموجب قانون كوسوفو ضد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو السابقين.
ويعتقد كثير من مواطني كوسوفو أن المحكمة منحازة ضد جيش تحرير كوسوفو وتحرص على تشويه سجله في تمهيد الطريق لتحرير المنطقة من حكم صربي وحشي.
وتأسست المحكمة بشكل منفصل عن محكمة الأمم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، التي كانت في لاهاي أيضاً، حيث حاكمت وأدانت في الغالب مسؤولين من صربيا بارتكاب جرائم حرب في صراعات كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.
ومثل ميلوسيفيتش للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، لكنه توفي في 2006 قبل أن يصدر حكم.
وأسفرت حرب كوسوفو بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان المسلحين عن سقوط 13 ألف قتيل غالبيتهم من ألبان الإقليم. وانتهت عندما اضطرت حملة ضربات جوية شنتها الدول الغربية في ربيع عام 1999، القوات الصربية للانسحاب.
وفي نهاية الحرب، تخلى هاشم تاجي عن الكفاح المسلح ليخوض غمار السياسة، ما دفع جو بايدن الذي كان يومها نائباً للرئيس الأميركي إلى أن يرى فيه «جورج واشنطن كوسوفو».


مقالات ذات صلة

محاكمة رئيس كوسوفو السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب تنطلق اليوم

العالم محاكمة رئيس كوسوفو السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب تنطلق اليوم

محاكمة رئيس كوسوفو السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب تنطلق اليوم

تبدأ اليوم الإثنين أمام محكمة خاصة في لاهاي محاكمة رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق القوات الصربية خلال حرب الاستقلال بين العامين 1998 و1999. وكان تاجي البالغ 54 عاما والمحارب السابق في «جيش تحرير كوسوفو»، قد دفع ببراءته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 خلال مثوله مرة أولى أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو. انتخب تاجي رئيسا لكوسوفو في العام 2016 لكنه استقال بعدما وجهت إليه هذه المحكمة التهمة إلى جانب ثلاثة مشتبه فيهم آخرين يحاكمون إلى جانبه.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش (يسار) ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي (يمين) مع جوزيب بوريل (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي: صربيا وكوسوفو تتفقان على تطبيع العلاقات

قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن زعيمي صربيا وكوسوفو وافقا، يوم الاثنين، على اتفاق يدعمه الغرب لتطبيع العلاقات ولكن هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن تنفيذ الاتفاقية. وفي حديثه بعد استضافته محادثات في بروكسل بين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قال بوريل إن الزعيمين اتفقا على عدم الحاجة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن الاتفاق بين الخصمين السابقين في زمن الحرب. لكنه قال «لا تزال هناك حاجة لمزيد من المفاوضات» حول كيفية تنفيذ الاتفاق والالتزامات السابقة التي قطعها الجانبان.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم صرب كوسوفو يتظاهرون في شتربتسه أمس (أ.ف.ب)

«الناتو» يرفض طلباً لنشر قوات صربية في كوسوفو

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أمس (الأحد)، إن بعثة «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) في كوسوفو، رفضت طلباً مقدماً من الحكومة الصربية لإرسال ما يصل إلى ألف فرد من قوات الجيش والشرطة إلى هناك في أعقاب سلسلة من الاشتباكات بين صرب وسلطات كوسوفو. وأعلنت كوسوفو، التي كانت في السابق أحد أقاليم صربيا، استقلالها في عام 2008 في أعقاب حرب دارت خلال عامي 1998 و1999، وقصف خلالها الحلف منطقة يوغوسلافيا التي كانت تضم صربيا والجبل الأسود، لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية. وقال فوتشيتش في مقابلة مع قناة «بينك» التلفزيونية الخاصة: «ردت (البعثة) بأنها تعتبر أنه لا توجد حاجة لعودة الجيش الصربي إلى كوسوفو...

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
العالم عناصر من القوات الكوسوفية يشاركون في تدريب عسكري (رويترز)

إصابة صربيَّين بالرصاص وتوقيف مشتبه به من القوات الخاصة الكوسوفية

أُصيب صربيّان بينهما فتى يبلغ 11 عاماً، أمس (الجمعة)، في كوسوفو برصاص عنصر من القوات الخاصة تم توقيفه لاحقاً، وفق ما أعلنت السلطات، بعد أسابيع من التوترات. وندّدت السلطات الكوسوفية بهذا الهجوم الذي يأتي بعد أسبوع من تفكيك الحواجز التي أقامها الصرب في ديسمبر (كانون الأول) في شمال كوسوفو احتجاجاً على توقيف شرطي صربي سابق، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وأعلنت الشرطة الكوسوفية في بيان، توقيف «رجل يبلغ 33 عاماً» في جنوب كوسوفو، وهي مقاطعة صربية سابقاً لم تعترف يوماً بلغراد باستقلالها الذي أُعلن عام 2008. وحصلت الحادثة قرب مدينة شتربتسه (جنوب) التي تقطنها بشكل رئيسي الأقلية الصربية. وأفادت الشرطة

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
العالم شرطيان من كوسوفو يحرسان جسراً يفصل بين الجنوب الصربي والشمال الألباني في ميتروفيتشا أمس (أ.ب)

تهدئة في أزمة كوسوفو لكن «عدم الثقة» ما زال قائماً

بدأت الأقلية الصربية في كوسوفو، التي تغلق الطرق منذ نحو ثلاثة أسابيع، برفع الحواجز قرب الحدود مع صربيا، أمس الخميس، ما يمهّد لتخفيف واحدة من أسوأ الأزمات في المنطقة في السنوات الأخيرة. وأكدت شرطة كوسوفو إعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع صربيا رسمياً، والذي كان مغلقاً في اليوم السابق.


كوبا تعلن إحباط مشروع «إرهابي» أُعد له في الولايات المتحدة

أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)
TT

كوبا تعلن إحباط مشروع «إرهابي» أُعد له في الولايات المتحدة

أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)

أحبطت كوبا «مشروعاً إرهابياً منظّماً ومموّلاً من الولايات المتحدة»، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية، في بيان نشرته، الأحد، صحيفة «غرانما» الحكومية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أوضح البيان أن التحقيق الذي أجرته «الهيئات المتخصصة» في وزارة الداخلية الكوبية، أدى إلى توقيف أردينيس غارسيا ألفاريس «المُنفّذ الرئيسي لهذه الأعمال التي أُعدّ لها على الأراضي الأميركية».

وأضاف البيان أن غارسيا ألفاريس «دخل كوبا بشكل غير نظامي عبر البحر، وجلب أسلحة نارية وذخيرة ضمن مخطط تجنيد لتنفيذ أعمال عنيفة في بلادنا».

وهاجر أردينيس غارسيا ألفاريس بطريقة غير نظامية إلى الولايات المتحدة في عام 2014، وفق المصدر نفسه.

وأشار البيان إلى أنه جرى توقيف «أشخاص آخرين على صلة (بالمخطط) يقيمون على الأراضي الوطنية»، دون تفاصيل إضافية.

وتابع البيان أن تحقيق وزارة الداخلية «حالَ دون تنفيذ المخططات التي وُضعت ومُوّلت ووُجّهت من الولايات المتحدة».

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت كوبا «قائمة وطنية لإرهابيين» أُدرج فيها عشرات الأشخاص والمنظمات التي تتّهمها هافانا بأن لها صلة «بأعمال إرهابية» ضد كوبا. وهؤلاء موجودون خارج الجزيرة، ومعظمهم في الولايات المتحدة.

ومن بينهم أشخاص تتّهمهم كوبا بالضلوع في سلسلة تفجيرات استهدفت فنادق في هافانا عام 1997، وفي هجمات فاشلة ضد الزعيم السابق فيدل كاسترو (1926 - 2016) بين عاميْ 1991 و2001.

وفي مايو (أيار) الماضي، أزالت واشنطن كوبا من قائمتها للدول التي لا تتعاون بشكل كامل في الحرب ضد الإرهاب، لكن الجزيرة الشيوعية ما زالت مُدرَجة في القائمة السوداء الأميركية للدول الراعية للإرهاب، والتي تشمل إيران وكوريا الشمالية وسوريا.

وتفرض الولايات المتحدة حصاراً تجارياً ومالياً على كوبا منذ عام 1962.