تعزيزات لـ«ميليشيات إيران» شرق سوريا

بعد أيام من تعرضها لقصف جوي أميركي

TT

تعزيزات لـ«ميليشيات إيران» شرق سوريا

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) بأن ميليشيات موالية لإيران استقدمت تعزيزات إلى مقراتها العسكرية في كل من الميادين والبوكمال شرق سوريا، بالإضافة إلى منطقة عين علي، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام في ريف دير الزور الشرقي. وجاءت هذه التعزيزات بعد أيام من قصف جوي أميركي طال عدداً من القواعد العسكرية لهذه الميليشيات في محافظة دير الزور، رداً على هجوم بطائرة مسيّرة «إيرانية الصنع»، تسببت في مقتل «متعاقد» مع الجيش الأميركي في قاعدة بمحافظة الحسكة المجاورة.
وأوضح «المرصد السوري» أن التعزيزات تتألف من نحو 250 عنصراً من الجنسية السورية جاءوا من قرية حطلة ومناطق أخرى شرق الفرات. وتحدث عن «معلومات استخباراتية لدى الميليشيات الموالية لإيران بأن القوات الأميركية تعتزم تحريك مقاتلين معارضين للوجود الإيراني في المنطقة لاستهداف مواقعهم».
وفي سياق متصل، أفاد «المرصد» بأن الميليشيات الإيرانية نصبت منصات صواريخ أرض - أرض متطورة قصيرة المدى في منطقة عين علي بالقرب من مدينة الميادين وبعض النقاط الأخرى، في حين أن عناصر الميليشيات تلقوا الأوامر باستهداف قاعدة حقل العمر النفطي، وهي كبرى قواعد «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بشرق سوريا، بحال تعرضت مواقع الميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها للاستهداف.
وكانت إيران قد وصفت الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت جماعات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» في سوريا بأنها «هجوم عدواني وإرهابي». وقُتل 19 مقاتلاً على الأقل، غالبيتهم من السوريين، جراء هذه الضربات التي وقعت ليل الخميس/ الجمعة في شرق سوريا، بحسب آخر حصيلة أوردها «المرصد السوري».
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نُشر ليل السبت/ الأحد، «الهجوم العدواني والإرهابي للجيش الأميركي على أهداف مدنية في مدينة دير الزور السورية». وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في البيان، أن «استمرار الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة واحتلال أجزاء من الأراضي السورية والهجوم على أهداف مختلفة في هذا البلد، انتهاك للقوانين الدولية والسيادة الوطنية ووحدة تراب هذا البلد»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر كنعاني أن «ادعاء أميركا بالوجود في سوريا لمحاربة داعش مجرد ذريعة لاستمرار الاحتلال ونهب الثروات الوطنية لسوريا، من بينها مصادر الطاقة وحبوب هذا البلد». وتابع المتحدث: «المستشارون العسكريون للجمهورية الإسلامية الإيرانية بناءً على طلب الحكومة السورية وبهدف مساعدة هذا البلد حاضرون في سوريا لمحاربة الإرهاب، وسيكونون مع سوريا للمساعدة في إرساء السلام والاستقرار والأمن الدائم».
وأوضحت واشنطن أنها شنت ضربات بعد هجوم بمسيرة «إيرانية»، طال الخميس، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة بشمال شرقي سوريا»، ما أدّى إلى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة 5 عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر».
وبعد الضربات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.