معلومات بريطانية عن «تعثّر» الهجوم الروسي على باخموت

زيلينسكي يقول إنَّ نقص الذخيرة يملي إرجاء الهجوم المضاد

وحدة عسكرية أوكرانية على خط التماس في باخموت... وجاءت تأكيدات كييف بأن موسكو قللت هجماتها في المدينة متماشية مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية (أ.ف.ب)
وحدة عسكرية أوكرانية على خط التماس في باخموت... وجاءت تأكيدات كييف بأن موسكو قللت هجماتها في المدينة متماشية مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية (أ.ف.ب)
TT

معلومات بريطانية عن «تعثّر» الهجوم الروسي على باخموت

وحدة عسكرية أوكرانية على خط التماس في باخموت... وجاءت تأكيدات كييف بأن موسكو قللت هجماتها في المدينة متماشية مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية (أ.ف.ب)
وحدة عسكرية أوكرانية على خط التماس في باخموت... وجاءت تأكيدات كييف بأن موسكو قللت هجماتها في المدينة متماشية مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية (أ.ف.ب)

تمكَّنت القوات الأوكرانية من تحقيق «استقرار» في الوضع حول باخموت، حيث تتركَّز منذ ثمانية أشهر أعنف المعارك مع القوات الروسية، بناءً على تصريحات قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني. وأكَّدت أجهزة الاستخبارات البريطانية، السبت، تقديرات كييف للوضع الميداني، إذ قالت إنَّ «الهجوم الروسي على مدينة باخموت في منطقة دونباس متعثر ومتوقف إلى حد كبير». وقالت إنَّه من «المرجح جداً أن يكون ذلك نتيجة الاستنزاف الشديد للقوات الروسية»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنَّ كييف «تكبدت خسائر بشرية فادحة» أيضاً.
ورأت الاستخبارات البريطانية أنَّ روسيا تركّز حالياً أكثر على مدينة أفديفكا الواقعة جنوباً، وعلى قطاع الجبهة القريب من كريمينا وسفاتوفا إلى الشمال من باخموت، وقالت لندن إنَّ الروس يسعون إلى تثبيت الجبهة الأمامية هناك. ورأت الاستخبارات البريطانية أنَّ هذا يشير إلى أنَّ القوات الروسية ستعيد تموضعها مرة أخرى بشكل دفاعي أكثر، وذلك بعد أن فشلت محاولات شن هجوم كبير في تحقيق «نتائج حاسمة» منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
إلى ذلك، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية، نشرت أمس، الوضع العسكري في شرق بلاده بأنَّه «غير جيد»، مضيفاً أنَّ السبب في ذلك هو «نقص الذخيرة». وعن بدء الهجوم المضاد المحتمل، قال زيلينسكي: «لا يمكننا البدء بعد»، مشيراً إلى أنَّه من دون دبابات ومدفعية لا يمكن إرسال «جنود شجعان» إلى الجبهة.
«تعثر» روسي و«استقرار» أوكراني في باخموت


مقالات ذات صلة

منذ بدء الحرب... وفاة 30 رجلاً خلال محاولاتهم مغادرة أوكرانيا تجنباً للقتال

أوروبا سكان محليون يتفقدون الأضرار في موقع تعرّض لضربة صاروخية روسية في خاركيف بأوكرانيا في 30 أبريل 2024 (رويترز)

منذ بدء الحرب... وفاة 30 رجلاً خلال محاولاتهم مغادرة أوكرانيا تجنباً للقتال

قال متحدث باسم إدارة الحدود الأوكرانية، إن نحو 30 رجلاً أوكرانياً لقوا حتفهم خلال محاولات لعبور الحدود بشكل غير قانوني تجنباً للقتال في الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجال شرطة روس على أهبة الاستعداد أمام مركبة مشاة قتالية أميركية الصنع من طراز M2 Bradley استولت عليها القوات الروسية خلال عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا (إ.ب.أ)

«انتصارنا لا مفر منه»… بوتين يعرض المدرعات الغربية التي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا

عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بفخر مجموعة مختارة من المركبات المدرعة البريطانية والأميركية التي تم الاستيلاء عليها خلال الأحداث في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)

موسكو تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية... وهجوم روسي يصيب فندقاً في ميكولايف

قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 17 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا على مناطق روسية وذكر حاكم منطقة أن الهجوم استهدف مستودعا للنفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)

ميدفيديف: روسيا قد ترد على أي مصادرة أميركية لاحتياطاتها المجمدة في الغرب

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، السبت، إن بلاده قد تستولي على أصول من بينها ممتلكات وأموال لمواطنين ومستثمرين أميركيين في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا زيلينسكي لدى زيارته إحدى الجبهات في شرق أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي يطلق نداء جديداً لتزويد كييف بدفاعات جوية وأسلحة

أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء جديداً لتزويد بلاده بدفاعات جوية وتسلميها أسلحة بسرعة بعد الهجوم الروسي على قطاع الطاقة الأوكراني.

«الشرق الأوسط» (كييف)

جامعة كولومبيا تهدّد ﺑ«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أحد مبانيها

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون أمام «قاعة هاميلتون» في جامعة كولومبيا في نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 30 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون أمام «قاعة هاميلتون» في جامعة كولومبيا في نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 30 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

جامعة كولومبيا تهدّد ﺑ«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أحد مبانيها

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون أمام «قاعة هاميلتون» في جامعة كولومبيا في نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 30 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون أمام «قاعة هاميلتون» في جامعة كولومبيا في نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 30 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

هدّدت جامعة كولومبيا في نيويورك التي تواجه منذ أسبوعين حركة طالبية مؤيدة للفلسطينيين، اليوم (الثلاثاء)، بطرد الذين يحتلّون مبنى في الحرم الجامعي منذ الليلة الماضية.

وقال الناطق باسم جامعة كولومبيا بن تشانغ في بيان: «نحن نأسف لأن متظاهرين اختاروا طريق التصعيد بتصرفاتهم... الطلاب الذين يحتلون المبنى يواجهون (خطر) الطرد»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.


الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT

الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)

رغم بعده الرمزي، قد يكون اعتراف دول أوروبية عدة بدولة فلسطين، وهو أمر مرتقب في مايو (أيار)، بمثابة رافعة لمفاوضات حل الدولتين الذي يدعو إليه الغرب لحل الصراع في غزة، وفق محلّلين.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، في الرياض إنه يتوقع أن تعلن دول أوروبية عدة اعترافها بدولة فلسطين في مايو، من بينها إسبانيا وآيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ومالطا.

من جهتها، أكّدت أنييس لوفالوا من معهد البحوث والدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن «ذلك قبل كل شيء لفتة رمزية لن تغير في البداية حياة الفلسطينيين، لكنها قد تكون وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطين». لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر تعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنه الحل الوحيد على المدى الطويل.

وبعد الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يعد نتنياهو أن ذلك سيكون «هدية» للحركة، وفق حسني عبيدي من مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط.

وأضاف: «على عكسه، يعتقد الأوروبيون أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو خطوة إضافية نحو إرساء حقوق الفلسطينيين عبر تعزيز السلطة الفلسطينية وإضعاف موقف (حماس)».

وتابع: «من شأن ذلك أن يعزز ديناميكية... السلام التي لم تكن نقطة القوة لا لـ(حماس) ولا لنتنياهو».

من جهته، رأى برتران بيزانسونو السفير الفرنسي السابق لدى قطر والسعودية، أن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية لن يكون له تأثير مباشر على موقف نتنياهو. وقال: «سيثير ذلك غضبه، لكنني لا أرى أنه سيغير قناعاته». وأضاف: «من ناحية أخرى، سيساعد ذلك إدارة بايدن في ضغوطها على نتنياهو عبر إظهار أنّ هناك تحركاً أوروبياً في هذا الاتجاه، وأنه لا يمكننا التظاهر بأن المسألة غير مطروحة».

في 10 أبريل (نيسان)، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام النواب الإسبان، إن الاعتراف بدولة فلسطينية «يصب في المصلحة الجيوسياسية لأوروبا».

وجاء ذلك بعد أيام من نشر بيان مشترك مع نظرائه الآيرلندي والمالطي والسلوفيني يفيد بأنهم «مستعدون للاعتراف بدولة فلسطين» عندما يساهم ذلك في «تقديم مساهمة إيجابية» في حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

ضمن استراتيجية حل الدولتين

وذكّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في الرياض «نظراءه بأن مسألة الاعتراف (بدولة فلسطينية) ليست من المحرمات بالنسبة إلى فرنسا، لكن يجب أن تكون مفيدة في إطار استراتيجية عالمية لحل الدولتين».

من جهتها، حذّرت لوفالوا من «فخ حقيقي» يتمثل في الاعتراف بدولة فلسطينية «لإراحة الضمير» من دون أي التزام ملموس آخر.

حتى اليوم، اتخذت 137 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 هذا القرار.

وفي مقال نُشر في صحيفة «نيويورك تايمز» منتصف ديسمبر (كانون الأول)، حضّ ديفيد هاردن، المستشار للرئيس الأسبق باراك أوباما، ولاري غاربر الناشط في المجال الإنساني، واشنطن على القيام بالمثل، وبررا ذلك بأنه وسيلة للنيل من «طموحات (حماس) في إقامة دولة إسلامية (من النهر إلى البحر)»، ولفتا إلى أن ذلك «سيشجع الشعب على اختيار قادة جدد يعملون على تحقيق الحلم الفلسطيني بالاستقلال».


إعلام حوثي: هجوم أميركي بريطاني على رأس عيسى بالحديدة

تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة (إ.ب.أ)
تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة (إ.ب.أ)
TT

إعلام حوثي: هجوم أميركي بريطاني على رأس عيسى بالحديدة

تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة (إ.ب.أ)
تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة (إ.ب.أ)

ذكرت قناة «المسيرة» التابعة لجماعة الحوثي باليمن، اليوم (الثلاثاء)، أن طائرات أميركية بريطانية قصفت منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف في الحديدة. ولم تذكر القناة تفاصيل أخرى على الفور.

وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.

وتستهدف جماعة الحوثي سفناً في البحر الأحمر تقول إنها تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


رئيسة بلدية باريس: نهر السين آمن للسباحة

آن إيدالغو رئيسة بلدية باريس (أ.ف.ب)
آن إيدالغو رئيسة بلدية باريس (أ.ف.ب)
TT

رئيسة بلدية باريس: نهر السين آمن للسباحة

آن إيدالغو رئيسة بلدية باريس (أ.ف.ب)
آن إيدالغو رئيسة بلدية باريس (أ.ف.ب)

أبدت آن إيدالغو رئيسة بلدية باريس ثقتها في أن قيامها بالسباحة في نهر السين في يونيو (حزيران) المقبل سيقنع مواطني باريس بأن السباحة في النهر آمنة.

ووفقاً لوكالة «رويترز»، قالت إيدالغو للصحافيين، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح حوض جورج فاليري للسباحة: «أقول للغاضبين: نعم، سنسبح في نهر السين... سنفعل ذلك، بالطبع».

وأضافت أن «الاستعدادات جارية لهذا الحدث المقرر في برا ماري بالقرب من إيل دو لا سيت وإيل سان لوي».

وسيجرى استخدام جورج فاليري بوصفه مرفق تدريب للسباحين في الدورة الأولمبية، وكذلك للسباحين ولاعبي الثلاثي في الدورة البارالمبية.

وكانت إيدالغو قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي أنها «ستسبح في نهر السين قبل انطلاق أولمبياد باريس 2024». وفي مارس (آذار) الماضي، قالت لـ«رويترز» «إنها تستهدف القيام بذلك في 23 يونيو، بوصفه موعداً محتملاً».

وتعمل العاصمة باريس على تنظيف نهر السين كي يتمكن الناس من السباحة فيه من جديد، مثلما كان الحال خلال أولمبياد باريس 1900. وكانت مشكلة تتعلق بالصرف الصحي في الصيف الماضي قد أسفرت عن إلغاء منافسة للسباحة قبل الأولمبياد.


وزيرا خارجية السعودية والمكسيك يناقشان تطورات غزة

الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)
TT

وزيرا خارجية السعودية والمكسيك يناقشان تطورات غزة

الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، مع نظيرته المكسيكية أليسيا بارسينا إبارا، آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطه.

وبحث الجانبان، خلال اتصال هاتفي أجراه الأمير فيصل بن فرحان بالوزيرة إبارا، العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون المشترك.


إدغار لوبلان فيس رئيساً بالتوافق للمجلس الانتقالي في هايتي

إدغار لوبلان فيس (أ.ب)
إدغار لوبلان فيس (أ.ب)
TT

إدغار لوبلان فيس رئيساً بالتوافق للمجلس الانتقالي في هايتي

إدغار لوبلان فيس (أ.ب)
إدغار لوبلان فيس (أ.ب)

اختار المجلس الانتقالي الحديث العهد في هايتي، والذي تشكل بعد استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري، اليوم الثلاثاء، رئيساً للهيئة هو السياسي إدغار لوبلان فيس.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء الإعلان خلال حفل رسمي بثه التلفزيون الهايتي على الهواء مباشرة.

وسيضطلع لوبلان فيس بدور تنسيقي في المجلس الذي تم تشكيله الأسبوع الماضي؛ بهدف إعادة إرساء القانون والنظام في بلد دمرته العصابات.

واقترح أعضاء الهيئة بغالبيتهم تعيين فريتز بيليزير رئيساً للوزراء، وفق ما أعلن فرينيل جوزيف، أحد العضوين غير المخوّل لهما التصويت في المجلس، متعهّداً بتقديم «مزيد من التفسيرات» في وقت لاحق.

وتم اختيار الرئيس الجديد للمجلس بعد توافق الأعضاء السبعة الذين يحق لهم التصويت، وليس في عملية انتخابية داخلية كانت مقررة.

وقال فرينيل جوزيف: «صباحاً، وضعنا صندوق الاقتراع والمعزل» إلا أن التصويت لم يجر. وأضاف: «لكن المهم هو أن الغالبية كانت وازنة. يحصل أحياناً تغيير في الخطة لكن المهم خصوصاً (...) أن يعطي تغيير الخطة النتيجة نفسها». وتابع: «النتيجة أيها السيدات والسادة هي أنه بات لدينا اليوم الثلاثاء 30 أبريل (نيسان) رئيس يعرفه جيداً المجلس الرئاسي، سيتولى تنسيق عمل المجلس تطبيقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مختلف الجهات المعنية».

واستغرقت المفاوضات لتشكيل المجلس أسابيع عدة، وكانت معقّدة، وشهدت انتكاسات بسبب خلافات بين الأحزاب السياسية والأطراف الأخرى، وكذلك مع الحكومة المنتهية ولايتها، إلى جانب شكوك حول شرعية هيئة من هذا النوع.


كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
TT

كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)

أثار اعتراف شركة «أسترازينيكا» رسمياً بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا» قد يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، مخاوف من إمكان إحجام الناس عن تلقي اللقاحات بشكل عام.

وجاء الاعتراف في وثائق لمحكمة بريطانية ضمن دعوى جماعية تزعم أن اللقاح الذي طُور بالتعاون مع جامعة أكسفورد تسبب في وفاة وإصابة عشرات الأشخاص. وطالبت الدعوى بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لنحو 50 ضحية، وفق وسائل إعلام بريطانية.

أثارت هذه الأنباء قلقاً يفتح باباً واسعاً للتساؤلات حول تأثيرها على سمعة لقاحات «كورونا» بشكل عام. وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، رغم أن اعتراف «أسترازينيكا» بإمكان حدوث آثار جانبية للقاح «كورونا» لم يكن مفاجئاً للمجتمع العلمي، فإنه «يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة اللقاحات بشكل عام، وليس فقط على لقاح (أسترازينيكا)؛ وهذا ما يثير قلق المتخصصين في هذا المجال».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، شدد على ضرورة عدم الخوف من اللقاحات بشكل عام، وليس فقط من لقاحات «كورونا»، مشيراً إلى أن كل لقاح تجري الموافقة عليه من قبل هيئات الدواء العالمية يخضع لتقييم دقيق للمخاطر والفوائد. وفي سياق الجائحة، تبين أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة؛ لذا، أفادت هذه الهيئات بأن اللقاحات، بما في ذلك لقاح «أسترازينيكا»، آمنة للاستخدام العام رغم الآثار الجانبية النادرة التي قد تظهر.

وأوضح عنان أن «هذا ينطبق على جميع اللقاحات، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال»، مشيراً إلى أن «الآثار الجانبية شديدة الندرة لا تنفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة السكان».

وأكد أنه «لم يكن هناك تستر على آثار لقاح (أسترازينيكا) الجانبية؛ فالشركة أعلنت بالفعل عن بعض الآثار الجانبية النادرة، كالتجلط الدموي المناعي الناتج عن نقص الصفيحات (VITT)».

ويمكن للجلطات أن تؤدي لفقدان تدفق الدم في مناطق محددة من الجسم مثل الدماغ أو البطن، وتشمل الأعراض صداعاً شديداً أو مستمراً، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وتورماً في الساق، أو ألماً مستمراً في البطن، وتظهر عادة بين 4 إلى 42 يوماً بعد التطعيم.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجري تصنيف هذه الحالة بناءً على موقع الجلطة الدموية وشدة الأعراض.

وشدد عنان على أن وجود آثار جانبية نادرة جداً لا ينفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الآثار النادرة يجب ألا تمنع الأشخاص من الحصول على اللقاحات، خصوصاً أن دراسات قد أظهرت أنه دون اللقاحات كان من الممكن أن تزيد الوفيات نتيجة «كورونا»، بمقدار 50 مليون حالة عالمياً.

وبالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، نوه عنان إلى أنه لا يوجد إجراء خاص يحتاجون إلى القيام به بسبب الندرة الشديدة لهذه الآثار الجانبية، ففي الماضي، كانت هناك أدوية مثل «النوفالجين» تستخدم على نطاق واسع على الرغم من احتمالية حدوث آثار جانبية نادرة، وكانت مقبولة لأن حالات حدوث الآثار الجانبية المبلغ عنها كانت قليلة جداً.

وطالب الجمهور أن يثق بالتقييمات العلمية والموافقات الرسمية التي تُعطى للقاحات، حيث تجري هذه العمليات بدقة، مع الاحترام الشديد لمعايير الأمان والفاعلية.

ووفق الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» وعضو «الجمعية العالمية للحساسية»، فإن مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» جرى توزيعها عالمياً في أكثر من 150 دولة، ما أسهم في تقليل انتشار الوباء وإنقاذ حياة الملايين.

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاح أسهم في تغيير مسار الجائحة، وتقليل ظهور المتحورات الشرسة للفيروس. وأضاف: «من الطبيعي أن تحمل اللقاحات آثاراً جانبية، لكن آثار لقاح (كوفيد - 19) كانت نادرة، بما في ذلك حالات الجلطات الدموية»، مشدداً على ضرورة التشخيص المبكر والتدخل السريع؛ لتجنب مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.

ونوه بأن إعلان «أسترازينيكا» عن الآثار الجانبية يمكن أن يؤثر في سمعة اللقاحات، لكنه أكد أهمية الشفافية والنزاهة في الممارسات الطبية. وأشار إلى أن الآثار الجانبية النادرة لا تعكس بالضرورة خطأً طبياً، مدللاً على ذلك بأن حوادث الطيران النادرة لا تمنع الناس من السفر جواً.

بينما أشار الدكتور راجيف جاياديفان، الرئيس المشارك لفريق عمل «كوفيد» التابع للجمعية الطبية الهندية، إلى أن تجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات يتضمن تكوين جلطات دموية في الأوعية الدموية بالدماغ أو مناطق أخرى، مع انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهذا يحدث نادراً بعد تلقي بعض اللقاحات.

وأضاف لصحيفة «هيندو بيزنس لاين» الهندية، أن لقاحات «كوفيد» منعت كثيراً من الوفيات، لكن جرى أيضاً نشر تقارير عن هذه الحالات النادرة والخطيرة في مجلات علمية مرموقة.


مصر والكويت تدعوان لوقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة

الرئيس السيسي يستقبل الأمير مشعل الصباح في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه الحكم (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يستقبل الأمير مشعل الصباح في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه الحكم (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والكويت تدعوان لوقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة

الرئيس السيسي يستقبل الأمير مشعل الصباح في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه الحكم (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يستقبل الأمير مشعل الصباح في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه الحكم (الرئاسة المصرية)

في أول زيارة يقوم بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى مصر، منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توافقت مصر والكويت، الثلاثاء، على «العمل معاً لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ودعم العمل العربي المشترك»، كما أكدتا رفضهما «استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة أو امتدادها لرفح».

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشيخ مشعل الصباح، بقصر «الاتحادية» شرق القاهرة، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة أمير دولة الكويت، الذي قلّده السيسي، قلادة «النيل»، والتي تعد أرفع الأوسمة المصرية.

وعقب جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء وفد البلدين، تناولت العلاقات الثنائية بين مصر والكويت، صدر عن القمة بيان مشترك أكد عزمهما على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة المقبلة، مع تكليف المسؤولين في البلدين باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، والتجهيز لعقد الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المُشتركة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

السيسي يقلّد أمير الكويت «قلادة النيل» وهي أرفع الأوسمة المصرية (الرئاسة المصرية)

وثمّن الجانبان الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية المختلفة، وآخره تأييد دولة الكويت لترشيح المصري خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وكذا تأييد مصر لترشح الكويت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن الفترة من 2024 - 2026.

ودعا الرئيس المصري وأمير الكويت إلى ضرورة التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تيسير النفاذ الآمن والكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما أكدا رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية، وإمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية، وحذّرا من العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الخطوة. كما أكدا على خطورة الممارسات الإسرائيلية التي من شأنها توسيع رقعة الصراع، وتهديد أمن واستقرار المنطقة، والأمن والسلم الدوليين.

وناشد البيان المجتمع الدولي بالعمل على «تسوية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين»، وأكد التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والدور الحيوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

وشدّد الجانبان على ضرورة احترام سيادة دولة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض أنواع التدخل الخارجي في شؤونها، كما شدّد الزعيمان على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، وحل الميليشيات وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.

وبخصوص السودان، أكد الجانبان حتمية التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ورفض التدخلات الخارجية لدعم أي من الأطراف عسكرياً، وأكدا أن أي حل سياسي حقيقي لا بد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط من أي أطراف خارجية.

وعبّر الجانب الكويتي عن دعم بلاده الكامل للأمن المائي المصري كونه جزءاً لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وشدّد أمير الكويت على رفض بلاده التام لأي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل. كما أكد الجانبان أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات المائية بالمنطقة.

وأكد الجانبان أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية العراقية؛ وفقاً لقواعد القانون الدولي، ووجوب احترام سيادة الكويت على إقليمها البري والبحري.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، قام أمير الكويت، الذي تولى قيادة البلاد خلفاً لأخيه الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، بزيارات مماثلة لكل دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأردن.

وكان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح زار مصر مرتين عندما كان ولياً للعهدً، ممثلاً لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأولى في 2022 للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 27)، والثانية في 2023 لحضور «قمة القاهرة للسلام».

ويوجد في الكويت حالياً جالية مصرية تصل إلى نحو 700 ألف شخص، كما يوجد أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة كويتيين يدرسون بالجامعات المصرية.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو ثلاثة مليارات دولار سنوياً، بينما تبلغ الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة في مصر نحو 15 مليار دولار، والاستثمارات المصرية بالكويت 1.1 مليار دولار.


وفد طبي سعودي يساعد 30 طفلاً سورياً على استعادة السمع

محمد وأسماء شعرا بفرحة لا توصف عند اختيار ابنهما قاسم لزراعة القوقعة الإلكترونية (الشرق الأوسط)
محمد وأسماء شعرا بفرحة لا توصف عند اختيار ابنهما قاسم لزراعة القوقعة الإلكترونية (الشرق الأوسط)
TT

وفد طبي سعودي يساعد 30 طفلاً سورياً على استعادة السمع

محمد وأسماء شعرا بفرحة لا توصف عند اختيار ابنهما قاسم لزراعة القوقعة الإلكترونية (الشرق الأوسط)
محمد وأسماء شعرا بفرحة لا توصف عند اختيار ابنهما قاسم لزراعة القوقعة الإلكترونية (الشرق الأوسط)

أجرى وفد طبي سعودي ضمن «منظمة الأمين للمساندة الإنسانية»، عمليات زراعة الحلزون والقوقعة الإلكترونية لـ30 طفلاً سورياً، في ولاية هاتاي التركية خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وتصل تكلفة العملية الواحدة إلى 15 ألف دولار أميركي، وتشمل زراعة أحدث الأجهزة الخاصة بالسمع حول العالم، وقد تمت بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وقد جرى نقل الأطفال المصابين بفقد السمع عبر الحدود السورية التركية من منطقة الشمال الغربي، لإجراء العمليات التي وصفها العديد من ذويهم بـ«الحلم» لتكلفتها المرتفعة التي أدت لاستبعادها من المنظمات الإغاثية سابقاً، ولنقص التجهيزات الطبية والكوادر المختصة اللازمة لإجرائها في الداخل السوري.

الطفل قاسم حناك ولد فاقداً للسمع وكان ضمن الـ30 المحظوظين باستعادة سمعه بمساعدة «منظمة الأمين» (الشرق الأوسط)

ولادة جديدة

أسماء، وزوجها محمد، لم يتمكنا من التحكم بدموعهما عندما علما باختيار ابنهما قاسم للاستفادة من مشروع زراعة القوقعة الإلكترونية. قال الوالدان لـ«الشرق الأوسط»، إنهما بذلا جهداً في السابق لعلاجه، لكن التكلفة المرتفعة للعملية وامتناع المنظمات الإنسانية عن المساعدة أصاباهما باليأس.

«كنت أخشى عليه كثيراً كلما خرج للعب»، أشارت أسماء لقاسم البالغ من العمر سنتين وأربعة أشهر: «أخاف أن تمر دراجة نارية ولا يدرك أنها تقترب منه لأنه فاقد للسمع».

منذ أن أدرك والدا قاسم فقده للسمع خلال الأشهر الأولى من ولادته بدآ رحلة البحث عن العلاج، اصطحب محمد الطفل الذي كان يبلغ من العمر 11 شهراً إلى تركيا، وأقاما هناك مدة خمسة أشهر زارا خلالها المشافي والمراكز الصحية والمنظمات الإغاثية قبل أن يعود الأب بابنه وقد فقد الأمل تماماً في إمكانية علاجه.

متطوعون من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برفقة العوائل السورية في المعبر الحدودي التركي (خاص بالشرق الأوسط)

لكن في 22 أبريل (نيسان)، دخلت أسماء مع قاسم إلى تركيا، لخمسة أيام، أجريت خلالها العملية لصغيرها، واختبر الأطباء السعوديون سماع قاسم للمرة الأولى.

كان سماع الصوت للمرة الأولى مخيفاً للطفل، أمسك بأمه خائفاً بينما ابتسمت أسماء بفرح لرؤية رد فعله الذي أكد نجاح العملية. «ما أريده هو أن يتمكن من الحصول على التعليم وأن يذهب إلى المدرسة»، تقول الأم واصفة سعادتها وأملها في مستقبل أفضل لطفلها بعد تمكنه من السمع.

وصفت اختصاصية التربية الخاصة وتقويم النطق واللغة، غصون حجازي، ردود الفعل الأولى للأطفال الذين عملت على إعادة تأهيلهم وتدريبهم على التواصل مع من حولهم، ضمن مركز خاص في إدلب، بـ«ولادة جديدة».

الاختصاصية التي كانت ضمن فريق «منظمة الأمين» قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن إحساسها بمعاناة الأمهات العاجزات عن التواصل مع أطفالهن فاقدي السمع، كان دافعها للمشاركة بالمبادرة: «ردود الفعل لا تصدق، كأنها معجزة».

وأضافت حجازي أن الحلول المتوفرة في شمال غربي سوريا كانت مقتصرة على تدريب التواصل البديل بقراءة الشفاه ولغة الإشارة، وحتى في حال نطق بعض الأطفال، فإنهم لا يكونون قادرين على مجاراة أقرانهم في أعمارهم.

الطبيب السعودي د. محمد البقية اختصاصي السمعيات ضمن الكادر الطبي المسؤول عن إجراء عمليات زراعة القوقعة (الشرق الأوسط)

مشروع متكامل

الطبيب محمد البقية، اختصاصي سمعيات بمركز الأنف والأذن والحنجرة ومركز زراعة القوقعة الإلكترونية والسماعات العظمية في مستشفى الملك فهد في جدة، كان عضواً في الفريق الطبي السعودي إلى هذه المهمة، وقد شرح لـ«الشرق الأوسط» معايير اختيار المرضى والآثار المتوقعة بعد العلاج.

قال الدكتور محمد إن العملية تتضمن زراعة جهاز داخل الرأس وآخر خارجي، ويحتاج المريض إلى ضعة أشهر لاعتياد السمع، ثم المتابعة بتأهيل اللفظ والتخاطب.

وأوضح أن اختيار الأطفال بعمر الطفولة المبكرة أساسي، لأن التقدم بالعمر يحول دون نجاح العملية، إضافة إلى أن الإصابة ببعض الأمراض أو المتلازمات تمنع زراعة الجهاز أيضاً.

«مشاعر الفرح التي تنتاب الأهالي بعد سماع طفلهم للمرة الأولى، لا توصف»، قال الطبيب محمد مشيراً إلى أن ردود فعل الأمهات والآباء وسعادتهم بالنتيجة «أنست الكادر الطبي التعب والإرهاق الناتجين عن إجراء العمليات الثلاثين خلال أربعة أيام».

ياسر الطراف مسؤول في منظمة الأمين للمساندة الإنسانية (الشرق الأوسط)

700 طفل مصاب

أما ياسر الطراف، المسؤول بمنظمة الأمين للمساندة الإنسانية، فيوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المشروع بدأ بمسح لأعداد المصابين بفقد السمع في منطقة الشمال الغربي بالتعاون مع مديرية صحة إدلب والدفاع المدني السوري: «وجدنا 700 طفل فاقدين للسمع وبعمر مناسب لإجراء العملية، بينهم 320 مؤهلون لزراعة الحلزون».

يذكر أنه يقيم في منطقة شمال غربي سوريا 5.06 مليون شخص، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، بينهم 3.45 مليون نازح، و4.24 مليون محتاج للمساعدات الإغاثية، ويعاني 90 في المائة من السكان من الفقر.

وقد وضعت «منظمة الأمين» معايير تتعلق بالعمر والنزوح والفقر، وفضلت علاج الأطفال الأيتام ضمن 60 طفلاً سيستفيدون من المبادرة السعودية التي ستُجرى على دفعتين، دفعة أجرت العمليات في هاتاي، والأخرى ستجري العمليات في فترة قادمة.

متطوع مع الكادر الطبي السعودي يحمل طفلة سورية في طريقها إلى تركيا لإجراء عملية زراعة القوقعة الإلكترونية (الشرق الأوسط)

مرحلتان للعلاج

وأوضح الطراف أن المشروع النوعي في الشمال الغربي، جرى بالتنسيق مع الجانب التركي لتسهيل عبور الأطفال مع مرافق لكل طفل، والمرحلة الثانية تخص ما بعد العودة إلى المنطقة وتشمل إقامة مركز خاص لتأهيل النطق، لخدمة الأطفال الذين أجروا عملية زراعة الحلزون وتدريب أهاليهم على كيفية التعامل معهم.

وكانت الأمم المتحدة قد قدرت معاناة 2.8 مليون شخص من إعاقات متنوعة في سوريا، لكن الخدمات المتوفرة لمساعدة ذوي الإعاقة ما زالت متواضعة، وفي رأي الطراف فإن الحرب في سوريا «جعلت النظام الصحي هشاً، وأدت لغياب كثير من الخدمات على الرغم من تكافل المنظمات الطبية لتقديم الرعاية الصحية للسكان في المنطقة».

وبالنسبة للمرحلة الأخيرة، تسعى «منظمة الأمين» إلى تأمين العلاج لبقية الأطفال المصابين بفقد السمع، إذ إنهم «في سباق مع الزمن» حسب وصف الطراف، للحصول على عملية زراعة الحلزون قبل أن يفوت الأوان بالنسبة لأعمارهم.


جدل في مصر حول علاقة الاكتشافات الأثرية بقصص الأنبياء

سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

جدل في مصر حول علاقة الاكتشافات الأثرية بقصص الأنبياء

سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أثارتْ تصريحات لعالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس بشأن «عدم وجود أدلة علمية ومادية على وجود أنبياء في مصر القديمة»، جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والتاريخية والآثارية.

وشدد حواس على أن تصريحاته «كلام علمي لا يقبل النقد»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا كمسلمٍ أعترف بكل ما جاء في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى 100 في المائة، وأن سيدنا موسى وُلد في مصر والخروج حدث من مصر، لكن هذا غير مثبت في الآثار المصرية المكتشفة حتى الآن».

وأوضح حواس أن «السبب في عدم ذكر الأنبياء في الآثار المصرية القديمة عبر النقوش والبرديات هو أن الملك كان لديه برنامج ليصبح إلهاً، ولكي يحقق برنامجه يجب أن تكون لديه مقبرة يدفن فيها ومعابد يتعبد فيها للآلهة ويعبدونه أيضاً فيها، ويوحد مصر العليا والسفلى، ويقدم قرابين للآلهة ويهزم أعداء مصر. هذا البرنامج لا يمكن أن يتضمن سير أنبياء، لأن موسى هزم الفرعون، وفق الروايات الدينية، فلا يمكن للفرعون التالي أن يكتب هذه القصة، لأنها ضد إرادة الفرعون»، حسب وصفه.

وأضاف حواس أنه «تم اكتشاف نحو 30 في المائة فقط من حجم الآثار المصرية، وما زال هناك 70 في المائة أخرى غير مكتشفة. ومن الممكن في أي وقت أن يكتشف عالم آثار لوحة عليها نقش تتحدث عن سيدنا موسى أو الخروج»، على حد تعبيره.

وانقسم جمهور منصات التواصل بين مؤيد لكلام حواس باعتباره «يمثل الرأي العلمي الآثاري»، وبين روايات أخرى تسعى للتأكيد على وجود الأنبياء في العصور المصرية القديمة.

في المقابل، قال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «تصريح الدكتور حواس بأن ذكر بعض الأنبياء مثل سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وبني إسرائيل لم يثبت في أي مدونة أثرية مكتشفة لا ينفي وجودهم في زمن الحضارة المصرية القديمة، لذلك فإنه من الوارد أن يثبت ذلك في ما لم يستكشف بعد»، وفق تعبيره.

منطقة سانت كاترين بسيناء من المزارات السياحية المهمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتابع أن «أكثر القصص القرآني جاء باعتباره من أنباء الغيب، وذكر أمثلة من قصة النبي نوح في سورة هود، وقصة السيدة مريم من سورة آل عمران وقصة النبي يوسف». وأوضح أن «أنباء الغيب من الماضي لا تكون مكتوبة وإنما وصلتنا عن طريق الوحي».

وذكر أن «إيماننا بالقرآن الكريم يجعلنا نثق ونطمئن بأن القصة حقيقية وواقعية، وكل ما أخبرنا به الله هو حق مطلق، سواء ثبت في حفريات الآثار أم لم يثبت، هذا أمر لا يعني المؤمنين، ولا يضرهم في شيء».

ويمتد هذا الجدل بين النصوص الدينية والآثار والمدونات التاريخية على مدى سنوات، وقد كتب باحثون مثل فراس السواح ومحمد أحمد خلف الله وخزعل الماجدي ومحمد أركون مقاربات حول العلاقة بين التاريخ الأركيولوجي والقصص الديني.

من جانبه، رفض الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، ما ذكره حواس. وقال ريحان لـ«الشرق الأوسط»: «بعيداً عن الحقائق الدينية الثابتة، التي لا تحتاج إلى إثباتات تاريخية أو أثرية، فقد تأكد، تاريخياً وأثرياً، وباعتراف اليونسكو، مسار نبي الله موسى بسيناء». وذكر أنه رصد هذا المسار في كتابه «التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى».

وذكر ريحان 3 أدلة وصفها بـ«الدامغة» على وجود نبي الله موسى في مصر، وكذلك بني إسرائيل، وهي «عيون موسى التي تقع على بعد 35 كم من نفق أحمد حمدي بسيناء، وعددها 12 عيناً بعدد أسباط بنى إسرائيل»، حسب وصفه.

وأشار إلى أن «شجرة العليقة المقدسة الموجودة حالياً بدير سانت كاترين هي الدليل المادي الثاني، وهي الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وذلك لأن هذ النوع من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء، وهي شجرة غريبة ليس لها ثمرة وخضراء طوال العام، وفشلت محاولة إعادة إنباتها في أي مكان في العالم».

ووفق ريحان، فإن «جبل موسى ذا الطبيعة الجلمودية الصخرية، وجبل التجلي المواجه له ذا الطبيعة الركامية كعلامات للدك، هما الدليل الأثري الثالث».

ويعد الحديث عن وجود ربط بين حقب زمنية معروفة في مصر وبين أنبياء عاشوا في تلك الفترة محركاً رئيسياً لتجدد الجدل والسجال بين العلماء.

ففي عام 2020، أثار علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، الجدل بتصريحات عن بناء الأهرامات رجح فيها أن النبي إدريس هو من بدأ البناء، وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.

عيون موسى في سيناء (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

وقال جمعة، وهو عضو هيئة كباء العلماء في الأزهر، في تصريحات تلفزيونية: «هناك كثيرٌ من الأقاويل التي يرجحها العلماء أن نبي الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول في مصر هو وجهه».

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يطرح فيها علي جمعة هذه النظرية، إذ قال في عام 2015 إن النبي إدريس اسمه «أخنوخ» في التوراة، وهو «هرمس الهرامسة»، أي حكيم الحكماء، فهو أول من خط بالقلم وخاط الثياب، وهو مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية، وهو «أبو الهول»، كما جاء في كتاب لأحد المؤرخين. وأثار آنذاك موجة واسعة من الجدل والانتقادات ضده.