تحذير إيراني غداة قصف أميركي لقواعد عسكرية شرق سوريا

هجوم الطائرة المسيّرة في الحسكة يكشف «ثغرة أمنية»

الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم {البنتاغون} خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة (أ.ب)
الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم {البنتاغون} خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة (أ.ب)
TT

تحذير إيراني غداة قصف أميركي لقواعد عسكرية شرق سوريا

الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم {البنتاغون} خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة (أ.ب)
الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم {البنتاغون} خلال مؤتمره الصحافي مساء الجمعة (أ.ب)

دخلت إيران، أمس، على خط المواجهة بين ميليشيات مرتبطة باستخباراتها، وبين القوات الأميركية في شرق سوريا، إذا حذّرت من رد «حاسم» في حال حصول قصف جديد لقواعد بُنيت بطلب من حكومة دمشق لمواجهة تنظيم «داعش». وليس واضحاً كيف يمكن التمييز بين هذا النوع من القواعد العسكرية وبين القواعد والمراكز الأخرى التي تنتشر فيها ميليشيات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني في كثير من مناطق شرق سوريا قرب الحدود العراقية.
وصدر الموقف الإيراني بعد مقتل 19 مقاتلاً، غالبيتهم من المجموعات الموالية لإيران، جراء ضربات جوية أميركية طالت قواعد عسكرية ومخازن أسلحة في شرق سوريا ليل الخميس – الجمعة، ردّاً على ضربة بطائرة مسيّرة قتلت متعاقداً أميركياً. وليل الجمعة، استهدف مقاتلون موالون لإيران مجدداً قواعد في شرق سوريا توجد فيها قوات أميركية، فيما ردت الأخيرة بتنفيذ ضربات جوية جديدة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى وقوع أضرار مادية فقط. وطغى هدوء حذر على المنطقة منذ ذلك الحين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس السبت، من رد «حاسم» في حال استهداف قواعد تم إنشاؤها في سوريا بطلب من حكومة دمشق. ونقلت وكالة «نورنيوز» عن المتحدث كيوان خسروي، أن «أي مُسوّغ لاستهداف القواعد التي تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية للتصدّي للإرهاب وعناصر (داعش) في هذا البلد سيقابل بردّ مضاد وحاسم».
وأشارت «وكالة أنباء العالم العربي» إلى أن خسروي نفى اتهامات لمسؤولين أميركيين بشأن تورط إيران في الهجوم على قواعد أميركية في سوريا، قائلاً: «لا يمكن لواشنطن أن تنسب المواجهة الطبيعية والقانونية للدول المحتلة (سوريا) مع القوات العسكرية الأميركية إلى دول أخرى من خلال خلق أزمات مصطنعة ومفبركة». وأضاف أن طهران تحملت ثمناً باهظاً «لمواجهة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وتعارض أي عمل يهدد استقرار هذا البلد وتقف في وجهه».
وليل الخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرقي سوريا»، ما أدّى إلى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر». وأعلن «البنتاغون» أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تعد الطائرة بدون طيار «إيرانية المنشأ».
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن «لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني».
وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر «المرصد السوري»، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى إلى تدميره بالكامل. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال. وأسفر القصف، وفق حصيلة جديدة لـ«المرصد»، عن مقتل 19 شخصاً، بينهم 11 مقاتلاً سورياً موالياً لإيران، وخمسة غير سوريين، وثلاثة عناصر من قوات النظام السوري.
وأعلن البنتاغون أن طائرتين من طراز «إف - 15» شنتا الضربات رداً على هجوم الطائرة المسيّرة. وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: «أردنا أن نوجه رسالة واضحة (...) بأننا سنرد بسرعة وفعالية (في حال تهديد قواتنا)». وأشار إلى أن قواته اتخذت إجراءات «متكافئة ومتعمدة تحد من مخاطر تصعيد وتقلل الخسائر».
وبعد ساعات قليلة من الضربات الأميركية، أطلقت عشر قذائف صاروخية باتجاه المنطقة الخضراء، التسمية التي تطلقها القوات الأميركية على قاعدتها في حقل العمر النفطي في شرق سوريا، وفق ما قالت القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم». لم تسفر القذائف الصاروخية عن سقوط قتلى كما لم توقع أي أضرار في المنشأة، لكن إحداها طالت منزلاً على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة وأسفرت عن إصابة امرأتين وطفل بجروح خفيفة، حسب الوكالة الفرنسية.
واستمر التصعيد الجمعة، إذ أفاد «المرصد» باستهداف المقاتلين الموالين لإيران بقذائف صاروخية قاعدة أميركية في حقل كونيكو للغاز. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع لهؤلاء المقاتلين في مدينة دير الزور. ووثق «المرصد» إثر ذلك استهداف المقاتلين الموالين لإيران لحقل العمر وقواعد أخرى مجاورة.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، خلال زيارة له إلى أوتاوا، أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها».
وفي واشنطن، قال مسؤولان أميركيان إن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في القاعدة الأميركية التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة في الحسكة «لم يكن يعمل بكامل طاقته» في ذلك الوقت، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المهاجمون قد اكتشفوا هذه الثغرة واستغلوها، أو ما إذا كان هناك متعاملون من داخل القاعدة على معرفة بالثغرة، أوصلوا المعلومات للمهاجمين، أو أن توقيت الهجوم كان مجرد صدفة.
وفيما لم يتضح سبب عدم عمل النظام بشكل كامل، وما الفرق الذي أحدثه في الدفاع عن القاعدة، قال أحد المسؤولين الأميركيين إن نظام الدفاع الصاروخي «أفنجر» في القاعدة، ربما كان يواجه مشكلة في الصيانة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم «البنتاغون» مساء الجمعة، قال إن رادار منظومة الدفاع الجوي كان يعمل، لكنه رفض مناقشة أي تفاصيل أخرى للنظام، لأسباب تتعلق بأمن العمليات والتحقيق الذي تجريه القيادة المركزية (سنتكوم)، المسؤولة عن عمليات القوات الأميركية في المنطقة.
ورغم أن القاعدة العسكرية التي تعرضت للهجوم، والقريبة من مدينة الحسكة، لديها دفاعات أخرى، لكنها فشلت في صد هجوم الطائرة المسيّرة، التي أكد المتحدث باسم «البنتاغون» أنها إيرانية، من دون أن يقدم دليلاً على ذلك. ورفض البنتاغون ومسؤولون أميركيون آخرون مناقشة أي نقاط ضعف أو إخفاقات محتملة في شبكة الدفاع متعددة الطبقات، لتجنب «منح الخصوم في المنطقة أي ميزة».
وقال الجنرال رايدر، «نتخذ مجموعة متنوعة من الإجراءات لحماية شعبنا، ولكن مرة أخرى، إنه مكان خطير بطبيعته». ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية مقتل المواطن الأميركي، قال رايدر: «إيران تدعم بالتأكيد هذه الجماعات، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية ضمان عدم مساهمتها في انعدام الأمن وعدم الاستقرار. لكن من الواضح أنهم يواصلون فعل ذلك».
وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها آلاف المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، تحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين. ويقدّر «المرصد» وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران.
وتعدّ المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ«حزب الله» اللبناني، كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. وتستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا. وغالباً ما يتم استهدافها بغارات تتبنى القوات الأميركية عدداً منها، ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.
وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وضمنها الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، كما يوجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال).


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.