المعارضة في جنوب أفريقيا تطالب باعتقال بوتين حال حضوره «بريكس»

بوتين ورئيس جنوب أفريقيا خلال القمة الروسية - الأفريقية لعام 2019 في سوتشي (أ.ف.ب)
بوتين ورئيس جنوب أفريقيا خلال القمة الروسية - الأفريقية لعام 2019 في سوتشي (أ.ف.ب)
TT

المعارضة في جنوب أفريقيا تطالب باعتقال بوتين حال حضوره «بريكس»

بوتين ورئيس جنوب أفريقيا خلال القمة الروسية - الأفريقية لعام 2019 في سوتشي (أ.ف.ب)
بوتين ورئيس جنوب أفريقيا خلال القمة الروسية - الأفريقية لعام 2019 في سوتشي (أ.ف.ب)

استبقت قوى المعارضة في جنوب أفريقيا قمة «بريكس» المقرر عقدها في جنوب أفريقيا العام الجاري، بمطالبة رئيس البلاد سيريل رامافوزا بعدم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفته بـ«مجرم حرب مطلوب»، على خلفية مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس الروسي.
وقال بيان نشره (الاثنين)، حزب التحالف الديمقراطي (حزب المعارضة الرئيسي في البلاد): «ما لم يكن الرئيس رامافوزا ينوي التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية (ICC) واعتقال بوتين في اللحظة التي تطأ فيها قدمه أرض جنوب أفريقيا، يجب ألا يُسمح له بحضور قمة بريكس». ودعا الحزب، في بيانه، رامافوزا إلى منح الأولوية لسمعة البلاد على علاقته ببوتين.
وأضاف البيان: «إذا أصر الرئيس على تقديم صداقته مع (مجرم حرب مطلوب)، على مصلحة شعبه، فإننا نطالبه بعقد القمة على أرض محايدة».
ورأى الحزب أن البلاد «لا تستطيع أن تتحمل ضربة أخرى لسمعتها»، مشيراً إلى أن وضع البلاد على القائمة الرمادية لفريق العمل المالي (FATF) أدى «بشكل فعال إلى جعل بقية العالم ينظر إلى المعاملات العالمية لجنوب أفريقيا على أنها مرتفعة المخاطر».
وكانت مجموعة العمل المالي الدولية قد أصدرت قراراً بوضع بريتوريا على «القائمة الرمادية» بهدف تشديد المراقبة على «أوجه القصور في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار الأسلحة النووية».
وكان سفير جنوب أفريقيا لدى روسيا، مزوفوكيلي جيف ماكيتوكا، قد صرح لوكالة «سبوتنيك» الروسية في يناير (كانون الثاني) الماضي بأن بلاده بصفتها الرئيس الحالي لتحالف «بريكس»، ستدعو الرئيس الروسي لحضور القمة في أغسطس (آب)، المقبل وتتوقع حضوره.
وكان حزب التحالف الوطني قد انتقد مناورات عسكرية جرت الشهر الماضي بمشاركة بلاده وفي سواحلها مع روسيا والصين. وقبيل إجراء المناورات، صرح وزير الدفاع في حكومة الظل كوبوس ماريه بأن المناورات تثبت أن الحكومة «منحازة» لروسيا، وأنها أتت كإبراز روسي لنفوذها الجيوسياسي في جنوب أفريقيا، في مواجهة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة.
المناورات شهدت انتقادات من جانب القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، لكن تلك الانتقادات لم تسفر عن إلغائها.
والجمعة الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات توقيف بحق بوتين، والسيناتورة الروسية ماريا ألكسييفنا لفوفا بيلوفا، وقالت المحكمة في بيانها إن بوتين «يُزعم أنه مسؤول عن جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني للسكان (الأطفال) والنقل غير القانوني للسكان (الأطفال) من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي». وعدت روسيا قرارات المحكمة «باطلة وعديمة الأهمية». وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف (الاثنين)، أن قرارات المحكمة سيكون لها «تداعيات كارثية» على القانون الدولي.
وبصفتها دولة موقِّعة على نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة، فإن جنوب أفريقيا، التي رفضت إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا والتي تلاها فرض الغرب عقوبات قاسية على موسكو، «ملزمة باعتقال المشتبه بهم على أراضيها بغضّ النظر عن وضعهم»، لكن في يونيو (حزيران) 2015 رفض رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما اعتقال الرئيس السوداني السابق عمر البشير بموجب قرار من المحكمة، في أثناء حضوره قمة الاتحاد الأفريقي في جوهانسبرغ.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» رأى سعيد عبد الله، الصحافي المقيم في جوهانسبرغ، أن «موقف المعارضة شبيه بموقفها من البشير والضغط على الحزب الحاكم الذي لم يسفر عن شيء».
وأضاف عبد الله: «علاقة بريتوريا بروسيا علاقة قوية جداً وراسخة واستراتيجية رغم أنها ليست الشريك الاقتصادي الأكبر للبلاد، حيث إن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلاد وأميركا والاتحاد الأوروبي أكبر من نظيره مع روسيا».
ورأى أن المعارضة من خلال مثل تلك المواقف «تحاول تأليب الرأي العام ضد الحزب الحاكم قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل، كما تحاول مغازلة دعم القوى الغربية». وقال عبد الله إن المعارضة «تتهم مسؤولين في الحزب الحاكم بتلقي رشى من روسيا، كما ترى أن العلاقة مع روسيا في ظل الوضع الجيوستراتيجي الحالي بعد حرب أوكرانيا يضرّ بمصالح جنوب أفريقيا مع القوى الغربية»، لكنه توقع ألا «تسفر تلك المواقف من المعارضة أو الضغوط الاقتصادية المحتملة من الغرب عن تضحية البلاد بالعلاقة مع أحد أكبر شركائها الاستراتيجيين».
وتتولى جنوب أفريقيا حالياً رئاسة مجموعة «بريكس» التي تضم أيضاً البرازيل وروسيا والهند والصين.


مقالات ذات صلة

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

العالم جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جددت تصريحات مسؤول سابق في شركة «الكهرباء الوطنية» الحديث حول تفشي الفساد في جنوب أفريقيا، وسط «تراجع في شعبية» حزب المؤتمر الحاكم، بحسب مراقبين، ما قد يهدد حظوظه في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها العام القادم. وفي تقرير قدمه إلى اللجنة الدائمة للحسابات العامة بالبرلمان (SCOPA)، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، أندريه دي رويتر، (الأربعاء)، إن مليار راند (55 مليون دولار) تسرق من شركة الكهرباء الحكومية الوطنية «إسكوم» كل شهر.

العالم جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا، أمس (الثلاثاء)، أن البلاد لن تنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، متحدثةً عن «خطأ» في التواصل من جانب الحزب الحاكم بشأن مذكرة توقيف الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت الرئاسة مساء أمس، إنها «تود أن توضح أن جنوب أفريقيا لا تزال موقّعة على نظام روما الأساسي»، مضيفةً أن «هذا التوضيح يأتي بعد تعليقٍ خاطئ حصل خلال مؤتمر صحافي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم. وقبل هذا التوضيح، كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد أعلن (الثلاثاء)، أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم الذي يتزعمه، يطالب بانسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية. وقال راما

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

قالت شرطة جنوب أفريقيا اليوم (الجمعة)، إن تقارير أولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة في إطلاق نار بمدينة بيترماريتسبرج بإقليم كوازولو ناتال، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وزارة الشرطة في بيان: «وفقاً لتقارير أمنية أولية، اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً ومنطقة محيطة به في بيترماريتسبرج ونصبوا كميناً للعائلة. أصيبت 7 نساء و3 رجال بجروح أودت بحياتهم خلال إطلاق النار». وأضاف البيان أن وزير الشرطة بيكي سيلي وكبار قادة جهاز الأمن في البلاد سيتوجهون لموقع الجريمة في وقت لاحق اليوم.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

فيما تشهد شعبية حزب «المؤتمر» الحاكم في جنوب أفريقيا تدنياً غير مسبوق، أتى قانون يسمح للمستقلين بخوض الانتخابات، ليشكل تحدياً للقوى السياسية التقليدية بشكل عام. ووقَّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاثنين، على قانون يسمح للمرشحين المستقلين بخوض انتخابات المقاطعات والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.

الخليج محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

قالت الإمارات، إن عبد الله النعيمي، وزير العدل في البلاد، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رونالد لامولا، وزير العدل والإصلاحيات بجنوب أفريقيا؛ لمناقشة الحكم القضائي بشأن طلب تسليم المتهميْن أتول وراجيش كومار غوبتا، في ضوء قرار محكمة استئناف دبي عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا لعدم كفاية الوثائق القانونية فيما يتعلق بقضيّتيْن تتعلقان بغسل الأموال والاحتيال والفساد. وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن قرار المحكمة بعدم إمكانية التسليم يأتي بعد عملية مراجعة قانونية شاملة ودقيقة، وجدت أن الطلب المقدّم لا يفي بالشروط والوثائق القانونية على النحو المُبيّن في اتفاقية التسليم الثن

«الشرق الأوسط» (دبي)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».