نداءات دولية متتالية لإنقاذ القرن الأفريقي من «مجاعة وشيكة»

«الفاو» وزعت مساعدات لـ4 ملايين شخص وتطالب بالدعم

نساء صوماليات يجلبن الماء في قرية كوريسون (الأمم المتحدة)
نساء صوماليات يجلبن الماء في قرية كوريسون (الأمم المتحدة)
TT

نداءات دولية متتالية لإنقاذ القرن الأفريقي من «مجاعة وشيكة»

نساء صوماليات يجلبن الماء في قرية كوريسون (الأمم المتحدة)
نساء صوماليات يجلبن الماء في قرية كوريسون (الأمم المتحدة)

تتوالى النداءات الدولية من أجل إنقاذ الملايين في منطقة «القرن الأفريقي»، التي تعاني من خطر «الموت جوعاً» بسبب الصدمات المناخية، وانعدام الأمن المشوب بالعنف، والأمراض.
ووفق ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في شرق أفريقيا والاتحاد الأفريقي شيميمبا ديفيد فيري، فإن المنظمة نجحت في الوصول إلى 4 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في شرق أفريقيا، لكن «الفجوة لا تزال كبيرة»، في ظل تأثر المنطقة بخمس موجات جفاف خطيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وصفت بأنها «الأسوأ منذ أربعين عاماً».
ومطلع شهر مارس (آذار) الجاري، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن 130 ألف شخص في القرن الأفريقي يواجهون خطر «الموت جوعاً». وأطلقت المنظمة نداءً لجمع 178 مليون دولار لدعم المساعدة الإنسانية عبر البلدان السبعة المتضررة في منطقة القرن الكبير؛ وهي جيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.
فيما قال ديفيد فيري، في تصريحات نشرتها «وكالة الأنباء الإثيوبية»، الأحد، إن «منظمة الأغذية والزراعة دعت إلى توفير الموارد بهدف إنقاذ الأرواح، فضلاً على إنقاذ سبل عيش المجتمعات المتضررة»، مضيفاً: «طلبنا أيضاً التمويل للتأكد من وجود تنمية، حتى لا تقع المجتمعات في الوضع الذي يحتاجون فيه إلى المساعدة في أي وقت». وشدد المسؤول الدولي على خشيته من أنه «إذا لم يتم تقديم كل الدعم للناس، لا سيما المتضررون من إثيوبيا وكينيا وأجزاء من أوغندا وجيبوتي والصومال، فقد نواجه مجاعة خطيرة بحلول نهاية هذا العام»، مشيراً إلى أن «منظمة الأغذية والزراعة توفر الأعلاف والمياه، وتحصين الماشية ضد الآفات، فضلاً على تعزيز قدرة المجتمع على إنتاج علفه في ظل ظروف الجفاف الخطيرة». ودعا الشركاء الدوليين إلى «زيادة التزامهم بتوفير الموارد المطلوبة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش في شرق أفريقيا، حيث إن الطلب أكبر بكثير مما هو موجود على أرض الواقع».
بالإضافة إلى أزمة الجوع الكارثية، لم تشهد المنطقة مثل هذا العدد الكبير من حالات تفشي الأمراض المبلّغ عنها خلال هذا القرن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حيث تعاني أربع دول من تفشي الكوليرا، من بينها جنوب السودان. وهناك «ارتفاع أيضاً في حالات الإصابة بالملاريا - التي تعد مرضاً متوطناً في هذه المنطقة، ولا تزال السبب الأكبر لطلب الاستشارة الطبية». وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية إليزابيث إيلبرخت إن «الوضع أسوأ من أي شيء رأيته منذ أكثر من عقدين في هذه البلدان».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا لاجئون فرّوا حديثاً من منطقة في دارفور تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في مخيم بتشاد (نيويورك تايمز)

البرد والجوع يقتلان الأطفال وكبار السن والحوامل في دارفور

«ليس لدينا أكل، فإذا توفّرت لنا وجبة واحدة نكون سعداء جداً، فقدنا كل شيء بسبب الحرب».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا امرأة نازحة سودانية تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم شمال دارفور 1 أغسطس 2024 (رويترز) play-circle 01:57

مرصد عالمي يؤكد تفشي المجاعة في مناطق جديدة بالسودان

قال مرصد عالمي للجوع، الثلاثاء، إن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى خمس مناطق جديدة، ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى، بحلول مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن) محمد أمين ياسين (نيروبي)
أفريقيا أم تحمل طفلها الذي يعاني من سوء التغذية الحاد في جناح الأطفال بمستشفى جنوب كردفان في السودان (رويترز) play-circle 01:57

تقرير: أزمة المجاعة في السودان «تتفاقم» بسبب الحرب

ذكر «المرصد العالمي للجوع»، الثلاثاء، أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق، ومن المرجح أن تمتد إلى 5 مناطق أخرى بحلول شهر مايو (أيار).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:57

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

علقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام عالمي لرصد الجوع قبيل صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.