الإيرانيون محرومون من بهجة العام الجديد {نوروز} في ظل الأزمة الاقتصادية

رجل يرتدى ملابس «حاجي فيروز» في بازار تجريش شمال طهران (رويترز)
رجل يرتدى ملابس «حاجي فيروز» في بازار تجريش شمال طهران (رويترز)
TT

الإيرانيون محرومون من بهجة العام الجديد {نوروز} في ظل الأزمة الاقتصادية

رجل يرتدى ملابس «حاجي فيروز» في بازار تجريش شمال طهران (رويترز)
رجل يرتدى ملابس «حاجي فيروز» في بازار تجريش شمال طهران (رويترز)

رغم أن الأسواق الإيرانية تعج بالبضائع قبل بداية العام الفارسي الجديد، الأسبوع المقبل، ثمة إحساس بغياب البهجة رافق العطلات هذه المرة، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم ومأكولات الأعياد المعتادة، ما جعل الناس عاجزين عن تحمله، بينما انتشر آخرون على الأرصفة لبيع البضائع لتغطية نفقاتهم المعيشية.
أدت العقوبات الغربية التي أصابت مرافق الحياة بالشلل، وعقود من سوء الإدارة الاقتصادية، إلى إغراق البلاد في أزمة حادة، لتنخفض قيمة الريال الإيراني مؤخراً إلى مستوى قياسي، مما أتى على مدخرات الناس، ليجعلهم عاجزين حتى عن تحمل أسعار السلع الأساسية.
وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فشلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي دامت لأشهر في الإطاحة بالمؤسسة الحاكمة، وأدت حملة القمع التي شنها النظام لإخماد الاحتجاجات إلى تضاؤل الآمال في أي عودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، الذي كان من المفترض أن يرفع العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.
وبينما يودع الإيرانيون عاماً صعباً، فإن أحداً لا يتوقع أن يكون العام المقبل أفضل من سابقه. قالت آزر، ربة منزل تبلغ من العمر 58 عاماً، لم تصرح سوى باسمها الأول فقط خوفاً من الملاحَقة: «الناس في الشوارع يتسوقون، لكن قلوبهم ليست سعيدة. ليست لي علاقة بالسياسة، لكن يمكنني إدراك هذا الشعور تماماً. أفهم هذا عندما ننظر إلى وجوه أطفالنا، وشبابنا».
قال رضا، البالغ من العمر 33 عاماً ويعمل عاملاً باليومية، لكنه اضطر إلى التوقف بسبب الإصابة، والآن يبيع الملابس على الرصيف: «لقد أصبحت بائعاً بسبب الإحباط. وها أنا ذا أعمل في الطقس الحار والبارد وفي الهواء الطلق، لأنني مضطر لذلك»، مضيفاً: «هذا العام، السوق ليست على ما يرام بالمرة. كنا نأمل أن تكون الأيام الأخيرة من العام أفضل».
انخفض الريال إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، ليبلغ 600 ألف مقابل الدولار الشهر الماضي، مقارنة بـ32 ألفاً عند توقيع الاتفاقية النووية.
سحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية، بما في ذلك على صناعة النفط الحيوية في إيران. وردت إيران بتجاوز قيود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم بشكل علني، وباتت الآن قادرة أكثر من أي وقت مضى على إنتاج سلاح نووي إذا أرادت ذلك.
وأدى قرار إيران تزويد روسيا بطائرات «درون» مسلحة في حربها على أوكرانيا، وقمعها للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة امرأة شابة اعتقلتها «شرطة الأخلاق» في سبتمبر (أيلول)، إلى إبعادها عن الغرب. ووصلت المحادثات بشأن إحياء اتفاق 2015 إلى طريق مسدود الصيف الماضي.
وشهدت البلاد موجة غامضة من حالات التسمم المشتبَه بها بمدارس الفتيات، في جميع أنحاء البلاد، ما أسهم في تفاقم الأزمة؛ فبعد ما يقرب من 4 أشهر من الإبلاغ عن الحالات الأولى، لا يزال من غير المعلوم الجهة التي تقف وراءها أو حتى طبيعة المادة الكيميائية المستخدمة - إن وجدت. غير أن مسؤولين إيرانيون أشاروا إلى أن بعض الحوادث المبلَّغ عنها جاء نتيجة هستيريا جماعية.
يعترف المسؤولون الإيرانيون بمعدل تضخم يتراوح بين 40 و50 في المائة، لكن بعض خبراء الاقتصاد يرون أن المعدل الحقيقي أعلى من ذلك، مما يجعل المكسرات والحلوى وغيرها من المواد الغذائية اللازمة لعطلة رأس السنة الجديدة، المعروفة باسم «النوروز»، لا يمكن تحملها من قبل الأعداد المتزايدة من الإيرانيين ذوي الدخل المتدني.
وألقت السلطات الإيرانية باللائمة في الأزمة على الحرب في أوكرانيا والتضخم العالمي و«حرب العملة التي يشنها أعداء البلاد». لكن الأزمة المالية الإيرانية بدأت قبل فترة طويلة من الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تكن العقوبات وحدها السبب في جر الاقتصاد إلى القاع.
ولطالما كان لأجهزة الخاضعة للمرشد الإيراني علي خامنئي و«الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي دور كبير في الاقتصاد، مما يضغط على القطاع الخاص ويعيق النمو. تعتمد البلاد بشكل كبير على صادرات النفط، التي تقلصت إلى حد كبير بسبب العقوبات.
وقالت ربة المنزل آزر: «لقد تضاعفت أسعار كل شيء عدة مرات، حتى السلع التي لا علاقة لها بالدولار. وكثير من الناس لا يستطيعون تحمل هذا العناء، لذلك باتوا الآن في ورطة حقيقية».
يحتفل الإيرانيون، بعد غدٍ (الثلاثاء)، في تمام الساعة 00:54 و26 ثانية (21:24 بتوقيت غرينتش الاثنين) ببدء عام 1402 في التقويم الفارسي، في الساعة الفلكية الدقيقة للاعتدال الربيعي. وتتزامن احتفالات عيد النوروز هذا العام مع حلول شهر رمضان.
وفي تقرير لها عن أجواء عيد النوروز في طهران، أكدت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن «بعض الإيرانيين يقولون إنهم لا يشعرون بروح احتفالية بعد عام صعب اتسم بتضخم مرتفع بلغ نحو 50 في المائة والحركة الاحتجاجية».
في بازار تجريش، شمال طهران، روت راضية، وهي ربة منزل في الخمسينات من العمر أنها تحدق في الأكشاك المليئة بالبضائع الملونة لنوروز، وقالت: «أسأل عن الأسعار لكنني لا أتمكن من شراء الكثير».
وبدورها، قالت عفت البالغة 75 عاماً: «لطالما كنتُ متحمسة لعيد نوروز لكنني مستاءة جداً هذا العام لدرجة أنني لم أشترِ حتى سمكة ذهبية ووعاء من براعم القمح»، وهما من الأشياء الرمزية لهذا المهرجان.
وقالت مهناز، وهي موظفة متقاعدة، لوكالة «أسوشييتد برس» إن تراجع قيمة العملة المحلية أدى إلى خفض المعاشات التقاعدية التي تعتمد عليها هي وغيرها، وتساءلت: «هل يتجمع الناس ويحتفلون؟ يجب على الجميع البقاء في المنزل؛ فليس لديهم ما ينفقونه، وليس بإمكانهم الذهاب لأي مكان. في الماضي كنا نسافر، ولكن الآن لم يعد بإمكاننا فعل ذلك لأننا لا نملك المال». وتساءلت: «ماذا عسانا أن نفعل بـ73 دولاراً شهريا؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل أستطيع شراء دجاج أو لحم؟».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

صور أقمار صناعية ترصد «نشاطاً جارياً» في منشأة نووية بإيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
TT

صور أقمار صناعية ترصد «نشاطاً جارياً» في منشأة نووية بإيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

أظهرت صور أقمار صناعية أنشطة جارية في منشأة «نطنز» النووية وسط إيران، وذكر «معهد العلوم والأمن الدولي» أن السلطات قد تسعى إلى فحص أنقاض ضربة عسكرية في الموقع «بعيداً عن أعين المراقبين».

وخلال الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران) 2025، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هجوماً عسكرياً على «نطنز» أصاب بشكل مباشر محطة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، مشيرةً إلى أن أجهزة الطرد المركزي في المحطة تضررت بشدة على الأرجح.

واستند المعهد إلى صور الأقمار الاصطناعية، للزعم بأن السلطات الإيرانية قامت بتركيب ألواح فوق بقايا هيكل منظومة مضادة للطائرات المسيّرة في منشأة «نطنز» النووية؛ وهي خطوة قال المعهد إنها تهدف إلى توفير «غطاء للمنشآت المتضررة».

وكتب المعهد في حسابه على منصة «إكس»، مرفقاً بصورة التُقطت في 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري: «تُظهر منشأة تخصيب الوقود التجريبية (PFEP) في مجمّع نطنز النووي مؤشرات على وجود أنشطة جارية».

ومنشأة نطنز، التي تقع على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، واحدة من أهم المنشآت النووية في إيران وأكثرها إثارة للجدل في الشرق الأوسط.

ووفق تقييم المعهد، فإن منشأة تخصيب الوقود التجريبية تحتفظ على الأرجح بعدة كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب؛ وهي كمية محدودة مقارنة بإجمالي مخزون إيران، لكنها غير قابلة للتجاهل من الناحيتين التقنية والأمنية.

لكن المعهد شدد على عدم رصد أي مؤشرات على نشاط جديد في بقية أجزاء موقع نطنز أو في منشأة فوردو، وأن هذه المناطق لا تزال تخضع لمراقبة مستمرة.

عمليات تفتيش

وفي مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، في 15 ديسمبر 2025، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن عمليات تفتيش الوكالة في إيران قد استؤنفت، إلا أن المفتشين لا يزالون محرومين من الوصول إلى المنشآت الرئيسة في «نطنز وفوردو».

مع ذلك، كان غروسي يرى أن إيران لا تبدو منشغلة بتخصيب اليورانيوم، إلا أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة رصدت حركة متجددة في مواقعها النووية، وفق تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2025.

ورغم عدم تمكن المفتشين من الوصول الكامل إلى المواقع النووية الإيرانية، لم تُظهر صور الأقمار الاصطناعية أي نشاط يشير إلى أن طهران قد سرعت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بما يتجاوز ما كانت تملكه قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو، وفق غروسي.

لكن مدير الوكالة قال إن المواد النووية المخصّبة بنسبة 60 في المائة لا تزال في إيران. وهذه إحدى النقاط التي تستدعي عودة المفتشين الدوليين للتأكد من أن المواد موجودة في أماكنها ولم يجر تحويلها إلى أي استخدام آخر. وهذا أمر مهم جداً جداً».

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح في 8 ديسمبر الجاري بأن استئناف عمليات تفتيش الوكالة غير ممكن في الظروف الراهنة، مبرراً ذلك بعدم وجود «أي بروتوكول أو تعليمات» لتفتيش ما وصفه بالأنشطة «السلمية».

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حُفَراً في منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم عقب ضربات أميركية في يونيو 2025 (رويترز)

وكان معهد العلوم والأمن الدولي قد أفاد في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن صوراً جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر أن إيران تواصل أنشطة إنشائية في منشآت تقع جنوب موقع تخصيب نطنز، في منطقة «كوه كلنك» (كلنك كزلا)، مع بقاء طبيعة الأنشطة النووية في تلك المنطقة غير واضحة.

وأكد التقرير أن تلك التحركات، التي لوحظت منذ سبتمبر (أيلول) 2025، تتركز عموماً في المراحل النهائية من البناء وتعزيز الإجراءات الأمنية، ولا تشكل مؤشراً على توسع البرنامج النووي أو تسارعه.

كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تقرير نشرته في 26 سبتمبر 2025، استناداً إلى صور أقمار صناعية وآراء محللين، أن إيران تواصل بناء منشأة عسكرية عميقة تحت الأرض في منطقة كوه كلنك جنوب موقع نطنز النووي.

وتصرّ إيران منذ فترة طويلة على أن برنامجها النووي سلمي، في حين تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول غربية إن طهران كانت تُدير برنامجاً منظّماً لإنتاج سلاح نووي حتى عام 2003.

وكانت إيران والوكالة قد وقعتا اتفاقاً، الشهر الماضي، في القاهرة، يمهد الطريق لاستئناف التعاون، بما في ذلك إعادة إطلاق عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن. وجاء الاتفاق بعدما علقت طهران كل تعاون مع الوكالة في أعقاب الحرب مع إسرائيل، التي استهدفت خلالها الولايات المتحدة عدداً من المواقع النووية الإيرانية.

وفي 20 أكتوبر الحالي، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أن بلاده ألغت اتفاق القاهرة الذي وقعته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
TT

بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»

اعتقلت الشرطة التركية الصحافي المشهور ليفنت غولتكين (53 عاماً)، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» اليوم الجمعة.

ويواجه غولتكين اتهامات بنشر معلومات مضللة على قناته على موقع «يوتيوب»، والتي تضم مئات الآلاف من المشتركين، طبقاً لما ذكرته وكالة أنباء «أنكا» التابعة للمعارضة اليوم. وأضافت الوكالة أن غولتكين ينفي هذه الادعاءات.

وينظر إلى غولتكين على أنه صوت ناقد وأحياناً مثير للجدل في تركيا، سواء تجاه الحكومة أو المعارضة. وهو يعلق عدة مرات أسبوعياً على الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.

وقالت «أنكا» إنه تم اعتقال غولتكين الليلة الماضية في مقهى في منطقة بيبك في إسطنبول.

وتردد أن الادعاءات لها علاقة بمقطع فيديو، تم تسجيله في 17 ديسمبر (كانون الأول) ونشره على منصة «يوتيوب». ومن المتوقع أن يمثل أمام قاضٍ في الساعات المقبلة.

يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تصاعدت الضغوط على الأصوات الناقدة ووسائل الإعلام المستقلة في تركيا، وبالإضافة إلى الإجراءات القانونية المكثفة ضد المعارضة، تم اعتقال العديد من الصحافيين واتهامهم وفي بعض الحالات إدانتهم.


الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)

أعلنت وكالة الأمن الإسرائيلية (شين بيت) ومدير مؤسسة الأمن والدفاع، الجمعة، اعتقال مواطن روسي أرسل صور موانئ وسفن وبنية تحتية في إسرائيل إلى عناصر المخابرات الإيرانية.

ووفق ما أورده موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الجمعة، وصل فيتالي زفياجنيتسيف (30 عاماً) إلى إسرائيل يحمل تصريح عامل أجنبي، وتم اعتقاله في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي للاشتباه في ارتكابه جرائم أمنية بتوجيه من عناصر المخابرات الإيرانية.

وأشار التحقيق مع فيتالي إلى أنه أجرى اتصالات مع عنصر مخابرات إيراني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اسمه «رومان» زعم أنه مواطن روسي يقيم في موسكو، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وجاء في بيان لجهاز «شين بيت» أن المشتبه به قام بتصوير بنية تحتية وسفن في الموانئ عبر البلاد، وفي مقابل ذلك حصل على أموال عبر وسائل رقمية.

وكشفت التحقيقات أن فيتالي كان على علم بأن اتصالاته تستهدف استخدام الصور للإضرار بدولة إسرائيل، ولكنه «واصل القيام بمهام إضافية تلقى تكليفات بها من المتعاون معه، لأسباب مالية».

ووفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، نجح فيتالي في التقاط عشرات من مقاطع الفيديو لمنشآت بالغة الحساسية في إسرائيل، وقد عمل تحت مراقبة ومتابعة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لفترة ممتدة.