عبداللهيان ينفي وجود تباين حول مهمة شمخاني الإقليمية

خطباء الجمعة يرحبون باتفاق السعودية وإيران... وإمام قم مع انفتاح طهران على التطبيع مع واشنطن «إذا اتخذت مساراً عقلانياً»

شمخاني وعبداللهيان على هامش مشاركتهما في جلسة برلمانية حول الاتفاق النووي أغسطس الماضي (جماران)
شمخاني وعبداللهيان على هامش مشاركتهما في جلسة برلمانية حول الاتفاق النووي أغسطس الماضي (جماران)
TT

عبداللهيان ينفي وجود تباين حول مهمة شمخاني الإقليمية

شمخاني وعبداللهيان على هامش مشاركتهما في جلسة برلمانية حول الاتفاق النووي أغسطس الماضي (جماران)
شمخاني وعبداللهيان على هامش مشاركتهما في جلسة برلمانية حول الاتفاق النووي أغسطس الماضي (جماران)

نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أي خلافات حول السياسة الخارجية في إيران، مشدداً على وجود تنسيق تحت «إشراف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكداً زيارة وشيكة لأمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى العراق»، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن علي شمخاني يزور بغداد لتوقيع اتفاق أمني بين البلدين.
وجاء حديث عبداللهيان عن وجود تنسيق بين دوائر الهيئة الحاكمة، بعد تساؤلات حول غياب الوزارة الخارجية من المحادثات مع دول الجوار، خصوصاً بعد توجه شمخاني إلى الإمارات بعد أسبوع من اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وقال عبداللهيان في تغريدة نشرها باللغة العربية على «تويتر»: «تأتي زيارة الأدميرال شمخاني إلى الإمارات والعراق في إطار العلاقات الأمنية القائمة، وليست ظاهرة جديدة». وأضاف: «يرافقه ممثل وزارة الخارجية في زياراته».
وشدد الوزير الإيراني على أن «التنسيق في السياسة الخارجية قائم، وكل شيء يتم بنظام وتحت إشراف رئيس الجمهورية». وأنهى رسالته التي وجهها أيضاً باللغتين الإنجليزية والفارسية، قائلاً: «فليعرف الأعداء أنه لا يوجد خلاف».
وقبل تغريدة عبداللهيان بساعات، ذكرت وكالات أنباء إيرانية أن شمخاني سيتوجه إلى بغداد الأسبوع المقبل؛ «لتوقيع اتفاقية أمنية»، من دون ذكر التفاصيل.
وتزايد التقارب بين إيران ودول خليجية وعربية، في أعقاب اتفاق السعودية وإيران، بعد محادثات كانت غير معلنة مسبقاً واستمرت 4 أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين. ومثل فيها الجانب السعودي مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي، فيما ترأس شمخاني الوفد الإيراني.
بدوره، قال سبهر خلجي مسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس الإيراني، إن «الرئيس الإيراني كلف أمين عام مجلس الأمن القومي بزيارة الإمارات لمواصلة سياسة الحكومة في دعم وتعزيز العلاقات والأواصر مع دول الجوار».
وكتب خلجي على «تويتر» المحظور في إيران: «ستتواصل هذه الزيارات إلى دول أخرى في المنطقة بعد مهمة شمخاني في بكين كممثل للرئيس ومرافقة الجهاز الدبلوماسي».
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت، الخميس، عن مسؤولين إيرانيين أن المرشد الإيراني علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية بعد عامين من محاولة طهران استعادة العلاقات مع السعودية، ما دفع خامنئي لاستدعاء فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين.
وذكر مصدر ينتمي إلى الدائرة المقربة من خامنئي أن إيران اختارت مسؤولها الأمني الكبير لقيادة المفاوضات؛ لأنه ينتمي إلى أقلية العرب في إيران.
في الأثناء، تناقلت قنوات «تلغرام» تابعة للإصلاحيين، أمس، رسالة واحدة تشير إلى دليل داخلي وآخر خارجي في تفسير مهمة شمخاني مع دول الجوار. وعن الدليل الداخلي أشارت إلى أن «المؤسسة الحاكمة توصلت إلى نتيجة أن فريق وزارة الخارجية لا يملك الفاعلية اللازمة للحصول على اتفاق مستدام». وعن الدليل الخارجي ذكرت أن «دول المنطقة لا ترى ضمانات حكومة رئيسي كافية؛ لأن ليست واثقة من استمرارها في فترة رئيس جديد».
- أهداف جولات شمخاني
أتت ردود المسؤولين الإيرانيين غداة زيارة خاطفة قام بها شمخاني إلى أبوظبي، حيث التقى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ إذ بحث «العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين». وبحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن الشيخ محمد بن زايد أبلغ عبداللهيان بأن بلاده «تسعى لإزالة سوء التفاهم مع إيران».
وأجرى شمخاني مباحثات مع مستشار الأمن الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن شمخاني قوله، خلال اللقاء: «يجب أن يحل التعاون والتقارب محل العداء والتباعد في المنطقة». وأنهى المسؤول الإيراني زيارته بمشاورات مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الشيخ محمد بن راشد قوله لعبداللهيان إن «سياسة بلاده الراسخة هي عدم السماح لأي دولة ثالثة بالتفرقة بين إيران والإمارات، أو استخدام الأراضي الإماراتية ضد إيران».
وفي هذا السياق، دافعت وكالة «إرنا» الرسمية في مقال عن السياسة الخارجية للحكومة، وقالت إن «عُقد العلاقات مع الجيران تنفتح ببطء في ظل الدبلوماسية الديناميكية والمتوازنة للحكومة».
وأضافت «إرنا» في المقال الذي لا يشير إلى اسم كاتبه، أن «حل التوتر المستمر منذ 7 سنوات مع المملكة العربية السعودية هو المفتاح لإنهاء العديد من التوترات والبدء في إزالة سوء التفاهم مع دول أخرى في المنطقة». وأضاف المقال أن «شمخاني مسؤول عن استقرار الدبلوماسية المتمحورة حول دول الجوار». ومع ذلك، قالت الوكالة إن «إنجازات الاتفاق رغم أنها لا محل لها من الإعراب حتى يتم تنفيذها، لكن إذا قمنا بتقسيم الإنجازات إلى مجموعتين ظاهرة وخفية، فيمكن أن نعدّ الدومينو الذي بدأ في تحسين العلاقات بالمنطقة من الإنجازات الخفية لاتفاق طهران والرياض».
وحددت الوكالة عدداً من الأهداف لمهمة شمخاني الجديدة، وفي شرح الهدف الأول قالت إن «سياسة الحكومة في الدبلوماسية عدم التأخير والركود في هذا المجال، ومثلما قال الرئيس فإن المصالح الوطنية ستتم متابعتها في أي منطقة تتطلب ذلك». ومن هذا المنطلق قال: «في سياق هذه الاستراتيجية، فإن الأبواب في فيينا وبروكسل ونيويورك لن تبقى مغلقة».
أما الهدف الثاني فقد تحدثت الوكالة عن إمكانية «تحقق السلوك العقلاني مع دول المنطقة، خصوصاً السعودية، عن طريق إزالة المتغيرات الدخيلة في العلاقات، وإعادتها مرة أخرى إلى مستوى المنطق وحسن والجوار وضمان المصالح الوطنية». ولفتت إلى أن رحلة شمخاني تقيم في هذا الاتجاه.
وعليه، فإن الوكالة توعدت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«كأس السم» مع زيادة التعامل البنّاء بين دول هذه المنطقة من العالم.
وجاء ظهور شمخاني في المناسبات الدبلوماسية الإيرانية، بعدما تردد معلومات عن احتمال تغيير وشيك في تركيبة فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين، خصوصاً إبعاد كبير المفاوضين علي باقري كني.
ورغم غياب باقري كني من مباحثات أجراها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه زار مسقط لإجراء مباحثات تمحورت حول تبادل السجناء مع الولايات المتحدة على ما يبدو.
ومع ذلك، فإن ظهور شمخاني قد يعزز احتمال إعادة صلاحيات التفاوض حول الملف النووي من وزارة الخارجية إلى مجلس الأمن القومي الذي يتخذ القرار النهائي حول الملف النووي. وهو خاضع لصلاحيات المرشد الإيراني.
- علاقات «عقلانية» مع أميركا
في شأن متصل، قال إمام جمعة مدينة قم، هاشم حسيني بوشهري إن بلاده لا مشكلة لديها في إقامة علاقات مع الولايات المتحدة بحال اتخذت مساراً «عقلانياً» مع طهران.
وأضاف رجل الدين المحافظ، خلال خطبة الجمعة، أن بلاده مصممة على المصالحة مع الجيران، وقال: «لدينا استثناء واحد هو الكيان الصهيوني». وقال: «إذا أصبحت أميركا عقلانية، وخضعت لإرادة الشعب، مثلما قال المرشد (...)، فلا نمانع من إقامة العلاقات معهم؛ لأن سياستنا الخارجية فعاله وليست انفعالية»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».
وفي تعليق ضمني، قال حسيني بوشهري: «إذا كان العمل جيداً فلا يهم إذا كان مبكراً أو متأخراً، يجب أن نكون معاً لتحقيق هذا التقارب مع الجيران»، في إشارة ضمنية إلى الأطراف الداخلية.
وبدت تعليقات حسيني بوشهري محاولةً لتهدئة الردود السياسية داخل إيران بعد عودة مجلس الأمن القومي إلى واجهة الحراك الدبلوماسي الإيراني، في وقت تصر فيه حكومة إبراهيم رئيسي على أولوية تنشيط السياسة الخارجية مع دول الجوار.
ودافع حسيني بوشهري عن توجهات الحكومة في السياسة الخارجية، وقال: «على المحافظين والإصلاحيين وجميع السياسيين أن يدعموا ما يخدم الأوضاع الحالية وأمن البلاد؛ لأن مشكلات الناس ليست مزحة». وأضاف أن «الوقت الآن ليس مناسباً لتصفية الحسابات السياسية».
ودعا حسيني بوشهري السياسيين إلى تجنب المزايدات. وقال: «يجب ألا تقولوا لماذا لم نقدم على ذلك طيلة 7 سنوات، ولكننا توصلنا اليوم إلى تفاهم».
ورحب أئمة الجمعة في أنحاء إيران بالاتفاق مع السعودية، وقال إمام جمعة طهران، علي حاج أكبري، إن الاتفاق مع السعودية جاء مع «حفظ الأصول، قائم على مبدأ العزة والحكمة والمصلحة». وبدوره، قال إمام جمعة بوشهر، غلام رضا هاشمي، إن الاتفاق «حدث كبير بالنسبة لإيران».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
TT

المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)

حملت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أحمديان إلى عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبورغ ومحادثاته مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، دلالات مهمة، على خلفية تصاعد التوتر في علاقات إيران مع الغرب، وزيادة نشاط التحركات الروسية لحصد أكبر مكاسب من تفاقم الوضع حول المنطقة.

صحيح أن الزيارة جاءت في إطار مشاركة أحمديان في أعمال الدورة الـ12 لاجتماع المسؤولين الأمنيين البارزين الذي تستضيفه روسيا في هذه الأيام، لكن العنصر الأبرز أن الزيارة هي الأولى للمسؤول الأمني الإيراني إلى الخارج بعد تفاقم الوضع في العلاقات الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب أخيراً. كما أن اللقاءات الثنائية التي جرت على هامش الاجتماع الدولي شغلت الحيز الأبرز من الاهتمام، خصوصاً مع مشاركة عدد كبير من «حلفاء» روسيا وإيران في هذا المنتدى.

وجاء الإعلان في ختام الاجتماع عن توقيع مذكرة تفاهم بين مجلسي الأمن في روسيا وإيران، ليضيف بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه تم خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني يشارك في اجتماع دول مجموعة «بريكس» حول تطورات الشرق الأوسط في موسكو (الحكومة الإيرانية)

رسالة إلى الغرب

وفي إشارة إلى أن تفاقم التوتر في الشرق الأوسط، كان العنصر الأكثر حضوراً على طاولة المفاوضات، قال بيان مجلس الأمن الروسي إن «الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدَين اهتمامهما بمنع المزيد من تصعيد التوتر».

يذكر أن هذه الزيارة، هي الثانية لأحمديان إلى روسيا منذ مطلع العام، وكما حدث في هذه المرة، كانت الزيارة السابقة في يناير (كانون الثاني) قد شهدت أيضاً تأكيد انتقال العلاقات والتعاون على الصعيد الأمني إلى «مستوى جديد كلياً»، وفقاً لوصف الخدمة الصحافية لمجلس الأمن القومي الروسي، الذي ركز على « دخول التنسيق العملي بين روسيا وإيران إلى مرحلة جديدة في جميع المجالات، مع رفع مستوى التعاون، وتوجيه التركيز على التنفيذ العملي للاتفاقيات المبرمة على أعلى المستويات».

اللافت أن الحرص الروسي على إظهار مستويات تطوير العلاقة مع إيران، في المجالات المختلفة، حمل في توقيته وآليات الإعلان عنه، رسائل محددة، إلى الغرب، وفقاً لخبراء روس رأوا أن موسكو لا تخفي حرصها على إظهار كل أشكال الدعم المباشر وغير المباشر لإيران في الظروف المعقدة والمتشابكة التي يمر بها الشرق الأوسط حالياً.

متغير حاسم

ومع أن روسيا، أكدت في المواقف الرسمية المعلنة دعوة «كل الأطراف» الإقليميين إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى توسيع رقعة ومستوى المواجهات، لكن الكرملين في الوقت ذاته حرص على تأكيد مستوى الدعم لمواقف طهران، بشكل مباشر من خلال الإعلان عن إحراز تقدم ملموس في تعميق التحالف في مجالات عدة، وبشكل غير مباشر أيضاً من خلال تنشيط التنسيق مع الصين في هذا المجال، وتوجيه رسائل بأن موسكو تدعم تحركات «حلفاء» آخرين لدعم مواقف طهران، وهو ما ظهر مثلاً من خلال تركيز وسائل الإعلام الحكومية الروسية في اليومين الماضيين على زيارة وفد اقتصادي كوري شمالي كبير إلى طهران ومجريات المحادثات والاتفاقات خلال هذه الزيارة.

وهذا ما دفع أوساط غربية إلى الاستنتاج بأن الكرملين يعمل بشكل نشط للإفادة من الوضع المتفاقم في المنطقة لتعزيز أوراقه الإقليمية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مستشار البنتاغون السابق دوغلاس ماكغريغور، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يجمع بين يديه كل الأوراق في الوضع في الشرق الأوسط، ويتمتع بنفوذ كبير بين دول المنطقة».

أحمديان يقف أمام طائرة مسيرة خلال زيارة معرض عسكري في موسكو (فارس)

ورأى المستشار أن «روسيا باتت عاملاً مهماً في المعادلة في الشرق الأوسط. إنها أكثر من مجرد عامل. إنها متغير حاسم. في الوقت الحالي، يحمل فلاديمير بوتين كل الأوراق بين يديه خلف الكواليس في الشرق الأوسط. إنه يعزز مكانة كبيرة».

وبحسب المحلل، فإن سيد الكرملين يدعو الأطراف إلى ضبط النفس والصبر، وتحركاته تشير في الوقت ذاته إلى أنه يضاعف مكاسبه.

كان بوتين أجرى، الأسبوع الماضي، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس إبراهيم رئيسي، ناقشا خلاله الوضع في الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية ورد طهران. وركز الرئيسان، وفقاً لبيان الكرملين، على أن «السبب الجذري للأحداث الجارية في هذه المنطقة هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي لم يتم حله».

ورغم أن بوتين أعرب خلال المحادثة عن أمله في أن «يتحلى الجانبان الإيراني والإسرائيلي بضبط النفس، وعدم السماح بجولة جديدة من المواجهة التي تهدد بعواقب كارثية على الشرق الأوسط بأكمله»، فإن أوساطاً روسية رأت أن المدخل الذي يحرك سياسات موسكو الإقليمية يمكّنها من مراكمة فوائد دبلوماسية.

في هذا الإطار، بدا أن التركيز على تعميق التعاون الأمني يشكل حلقة تكميلية لسلسلة حلقات وضعت أسساً عملية لتعزيز التحالف الروسي الإيراني في كل المجالات. ووفقاً لسفير إيران لدى روسيا الاتحادية كاظم جلالي فإن موسكو وطهران قطعتا أشواطاً مهمة في تعميق التعاون الدفاعي المشترك الذي وفقاً للدبلوماسي الإيراني «لن يكون موجهاً ضد طرف ثالث».

كانت روسيا وإيران أبرمتا مطلع العام اتفاقية حكومية بشأن التعاون العسكري.

ووقع الاتفاقية وزير الدفاع سيرغي شويغو ونظيره الإيراني العميد محمد رضا آشتياني.

ورأت موسكو في حينها أن «الاتفاقية تشكل خطوة مهمة في تعزيز هذه العلاقات من خلال إنشاء أسس قانونية ونظرية لترسيخ التعاون العسكري الكامل».

واللافت أن بنود الاتفاقية برزت عناصر جديدة في آليات التعاون العسكري الدفاعي بينها، بحسب الوزير سيرغي شويغو، التفاهم على تعاون في مجال تحركات السفن العسكرية التي ترسو في موانئ روسيا وإيران، وتوسيع ممارسة تبادل الوفود، وتدريب الأفراد العسكريين وتبادل الخبرات في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب.

تعاون مالي

على الصعيد الاقتصادي، كان البلدان قد سارا خطوات لتعزيز التعاون في مجال السعي إلى الاعتماد على العملات المحلية والالتفاف على العقوبات الغربية، ونقلت صحيفة «فيدوموستي» الرصينة، أن روسيا وإيران ناقشتا فرص إنشاء عملة مستقرة مشتركة مدعومة بالذهب. ووفقاً لخبراء، تركز الحديث على استخدام العملات المشفرة بدلاً من الدولار والروبل والريال الإيراني في التجارة بين روسيا وإيران. ويضيفون أن هذا لن يصبح ممكناً إلا عندما تنظم السلطات تداول العملات المشفرة.

وتم تأكيد حقيقة هذه المفاوضات مع إيران من قبل أنطون تكاتشيف، عضو لجنة مجلس الدوما لسياسة المعلومات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف أنه في روسيا، من أجل مناقشة هذه القضية على مستوى الدولة، سيتعين على السلطات تنظيم تداول العملات المشفرة بشكل كامل.

قلق أميركي

في الأثناء، زادت هذه التطورات من مستوى القلق الغربي حيال آفاق التعاون الروسي – الإيراني، وخصوصاً على الصعيد العسكري، وأعرب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان عن قلقه بشأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية، مدعياً أن المقترحات الدفاعية الروسية لإيران وكوريا الشمالية يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة غرب آسيا والمحيط الهادئ.

وقال المسؤول الأميركي: «نحن نراقب عن كثب أيضاً المقترحات العسكرية الروسية، وإذا أعطت روسيا أسلحة لإيران، فإن ذلك سيزعزع استقرار الشرق الأوسط».

ورداً على سؤال حول العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وإيران، أشار سوليفان إلى «روابط» في التعاون الدفاعي بين البلدين. وقال: «من وقت لآخر، على مدار سنوات عديدة والعديد من الإدارات، شهدنا روابط مختلفة في التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وإيران، والتي جاءت وذهبت، ومد وجزر».

وأشار سوليفان إلى أن الجديد أو المختلف على مدار العامين الماضيين هو تعميق التعاون بين روسيا وإيران، وبين روسيا وكوريا الشمالية.

وأضاف: «نعتقد أن هذا أمر يثير قلقاً بالغاً لأمن أوروبا، خارج حدود أوكرانيا». وأضاف: «نحن قلقون أيضاً بشأن ما قد يحدث في الاتجاه الآخر. ما الذي ستقدمه روسيا لكوريا الشمالية أو إيران والذي سيزعزع استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو يزعزع استقرار الشرق الأوسط؟».


الجيش الإسرائيلي يعلن انطلاق صفارات الإنذار في عرب العرامشة

جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن انطلاق صفارات الإنذار في عرب العرامشة

جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان.

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش قد أعلن يوم الأحد الماضي وفاة ضابط متأثرا بإصابته في هجوم لجماعة «حزب الله» اللبنانية على عرب العرامشة في الأسبوع الماضي، وفقا لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


العملية العسكرية الوشيكة برفح ستبدأ بإجلاء المدنيين... وقد تستمر 5 أسابيع

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
TT

العملية العسكرية الوشيكة برفح ستبدأ بإجلاء المدنيين... وقد تستمر 5 أسابيع

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)

ذكرت إذاعة «كان» العامة الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الوشيكة في رفح، ستبدأ بإجلاء المدنيين، وقد تستمر لـ5 أسابيع.

وجاء في تقرير إذاعة «كان»، أنه خلال المرحلة الأولى من العملية البرية، سيتم نقل المدنيين من رفح بجنوب قطاع غزة، قرب الحدود المصرية، إلى مواقع أكثر أمناً.

وعلى مدار أشهر ناشد حلفاء إسرائيل، ومنتقدوها، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عدم التوغل في رفح؛ خشية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.

يشار إلى أن هناك أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح من أجزاء أخرى من القطاع المحاصر. كما تضم رفح المعبر الرئيسي الذي تدخل من خلاله المساعدات إلى القطاع.

ورغم ازدياد الضغوط على إسرائيل، فإن الحكومة الإسرائيلية تقول إن عليها أن تمضي قدماً في العملية البرية من أجل تحقيق هدفها، المتمثل في سحق حركة «حماس».


عائلات الرهائن لدى «حماس» تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب

أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

عائلات الرهائن لدى «حماس» تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب

أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)

احتشد أفراد من عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس» في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب، اليوم (الخميس)، بينما يعقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي اجتماعاً داخل المقر.

لافتات رفعها أقارب الرهائن في غزة أمام مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب الثلاثاء ضد رئيس الوزراء نتنياهو تطالب بإطلاق سراحهم (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن أسرة الرهينة هيرش غولدبرغ بولين، عرضت على شاشة كبيرة، مقطع فيديو كانت «حماس» بثته أمس (الأربعاء)، يدعو فيه العائلات إلى بذل ما بوسعهم لتأمين إطلاق سراحه وبقية الرهائن.

وكانت «حماس» نشرت أمس مقطع الفيديو، الذي ظهر فيه الرجل (24 عاماً) وهو يتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، وأنها تخلت عنهم.

أقارب الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب في وقت سابق لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق المحتجزين (أ.ف.ب)

وكانت إسرائيل تفترض، حتى أسابيع مضت، أن أقل قليلاً عن 100، من الـ130 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، ما زالوا على قيد الحياة. ولكنها تخشى الآن وفاة عدد أكبر منهم.


مستشفى تحت أرض القدس... إسرائيل تتحضر لأسوأ السيناريوهات: حرب شاملة مع «حزب الله»

تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
TT

مستشفى تحت أرض القدس... إسرائيل تتحضر لأسوأ السيناريوهات: حرب شاملة مع «حزب الله»

تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)
تخطط إسرائيل للتمكن من إجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً إلى مستشفى تحت الأرض إذا تعرضت القدس للهجوم (سكاي نيوز)

تستمر الحرب ذات المستوى الأدنى مع خطر التصعيد المستمر إلى شيء أكبر بكثير. إذا وصل الأمر، يقول الأطباء في أكبر مستشفى تحت الأرض في القدس أنهم سيكونون جاهزين.

تحت أرض القدس، يستعد الأطباء الإسرائيليون للأسوأ، بحسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز».

وبشكل حصري، زارت «سكاي نيوز» مستشفى تحت الأرض في القدس، في إطار «توسيع طاقة إسرائيل الاستيعابية» بحال تفاقم الصراع في حرب غزة.

وفي مخبأ أسفل مركز هرتسوغ الطبي، تمت زيادة عدد الأسرة إلى 350 سريراً، إلى جانب 100 سرير ستتم إضافتها، بحسب «سكاي نيوز».

وقال الطبيب الإسرائيلي يحزقيل كاين لشبكة «سكاي نيوز» من داخل المجمع، إنه «مصمم لمقاومة الهجمات البيولوجية والكيميائية»، وقال: «لدينا غرفة معادلة الضغط مبنية من مجموعتين منفصلتين من الأبواب المضادة للانفجار».

إضافة إلى ذلك، تم تركيب مستوى جديد تماماً من العنابر أسفل المستشفى الموجود تحت الأرض، وتمت إزالة الأرضية اللوجستية وتركيب المزيد من الأسرة والمعدات، وفقاً لكاين.

الطبيب الإسرائيلي حزقيل كين يتحدث من داخل المخبأ الذي يتم تجهيزه تحت الأرض (سكاي نيوز)

وأشار إلى أنه سيتم تفعيل المخابئ إذا احتاجت المستشفيات الأخرى القريبة من الجبهة إلى الإخلاء، فيما يعتبر «تخطيطاً لأسوأ السيناريوهات مثل حرب شاملة مع حزب الله».

وأضاف: «ستكتظ المستشفيات في الشمال بالجرحى وستتعرض هي نفسها لإطلاق النار، وفي هذه الحالة سيتعين عليها إجلاء مرضاها إلى وسط إسرائيل، كما فعلنا في الأسابيع الأولى من الحرب في الجنوب».

وبحسب الطبيب الإسرائيلي، فإن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته «حماس» ووابل الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقتها إيران في وقت سابق من هذا الشهر، «قد غير كل شيء بالنسبة لشعب إسرائيل».

وفوق الأرض، يواصل مركز هرتسوغ الطبي ممارسة أعماله، وتتم معالجة العديد من الإسرائيليين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب حرب غزة، بحسب «سكاي نيوز».

وأشارت سكاي نيوز إلى أنه «بحال تعرضت القدس نفسها للهجوم، فيمكن للمستشفى إجلاء حتى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى المخابئ الموجودة بالأسفل خلال ساعات قليلة. ويمكن إغلاق المخابئ بالكامل لمدة 96 ساعة فيما يسمى «إجراءات سفينة نوح».

ويدرب «هرتسوغ» موظفيه بانتظام، «استعداداً لواقع يتمنى ألا يأتي أبداً»، على حد تعبير «سكاي نيوز»، التي أشارت أيضاً إلى أن الأحداث على الحدود الشمالية تبدو مشؤومة.

وشنت إسرائيل إحدى كبرى عمليات القصف حتى الآن على «حزب الله» اللبناني، ويرد الحزب بضرب شمال إسرائيل ويحذرها من أي تصعيد.


حكومة نتنياهو ستدفع قدماً نحو عملية رفح للضغط على «حماس» لاستئناف المفاوضات

فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
TT

حكومة نتنياهو ستدفع قدماً نحو عملية رفح للضغط على «حماس» لاستئناف المفاوضات

فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)
فلسطينيون بجوار جثث الذين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية في رفح (رويترز)

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم (الخميس) إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستدفع قدماً نحو العملية البرية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة؛ بغرض الضغط على حركة «حماس»؛ لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى.

ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل تعتقد بأن التحرك في رفح سيزيد الضغط على «حماس»، ويعزز فرص التوصل إلى اتفاق، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تجتمع اليوم؛ لمناقشة ملفات عدة، من بينها العملية البرية في رفح.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي «يضغط على المستوى السياسي؛ لتنفيذ العملية الرامية لتدمير كتائب (حماس) في القطاع»، عادّة أن الجيش جاهز، وينتظر الضوء الأخضر من المستوى السياسي.


تقرير: مصر تعمل على دفع مفاوضات غزة قدماً لوقف التحركات الإسرائيلية برفح

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: مصر تعمل على دفع مفاوضات غزة قدماً لوقف التحركات الإسرائيلية برفح

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية مخيمات للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

نقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، عن مصادر لم تسمّها، إن مصر تسعى للدفع قدماً في المفاوضات الرامية لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك بهدف التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح، وفق ما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي».

ومع زيادة الحديث عن قرب اقتحام الجيش الإسرائيلي للمنطقة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، قالت الهيئة أيضاً إن إسرائيل بدأت بصياغة ما وصفتها بأنها «الخطوط العريضة الجديدة التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع (حماس)».

وذكرت، نقلاً عن مصدرين قالت إنهما مطلعان على سير المفاوضات، أن أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر سيتلقون ملخصاً للمحادثات من الفريق المفاوض خلال جلسة متوقعة اليوم.

وكانت مصر قد أكدت، أمس (الأربعاء)، حرصها على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

وحذر رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي من «خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وانعكاساته التي قد تدفع المنطقة للانزلاق إلى حالة من عدم الاستقرار».

وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوسيط في مفاوضات تستهدف تحقيق هدنة في القطاع، وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، لكن جهود الوساطة المستمرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي لم تنجح حتى الآن.

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد أكد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأسبوع الماضي، أن «المحادثات مستمرة، ولم يتم قطعها قط. وهناك أفكار مستمرة تطرح، وسنستمر في ذلك حتى يتحقق الهدف».


خامنئي يرفض ضمناً «السيناريو النووي الليبي» في إيران


صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
TT

خامنئي يرفض ضمناً «السيناريو النووي الليبي» في إيران


صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين أمس

رفض المرشد الإيراني علي خامنئي تقديم تنازلات نووية على غرار السيناريو الذي انتهجته ليبيا عام 2003، لكن من دون أن يسمي هذا البلد.

وانتقد خامنئي في خطاب أمام مجموعة من العمال العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة على بلاده، عاداً أن غايتها «وضع البلاد في مشكلات اقتصادية». ورأى أن «الغربيين يطرحون كذباً قضايا مثل السلاح النووي، وحقوق الإنسان، ودعم الإرهاب». وتابع قائلاً: «البعض ممن يريد الخير لنا ينصحنا بأن نقبل أحد مطالب أميركا لكي تحل المشكلة، أقول شيئاً اسمعوه: توقعاتهم (الأميركيين) لا نهاية لها... يريدون منا التبعية التامة، يقولون استسلموا لنا».

وقال خامنئي إنه طالب الولايات المتحدة، خلال المفاوضات النووية التي جرت قبل سنوات «بأن يحددوا إلى أي مدى سيقتنعون بتراجع إيران في الملف النووي». وقال أيضاً: «إنهم لذلك يريدون المضي قدماً خطوة خطوة، لكي يجمعوا في نهاية المطاف جميع المعدات النووية للبلاد، مثل ما حدث بتلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا». وكان خامنئي يشير ضمناً إلى ليبيا التي تخلت عن برنامجها النووي في 2003.


«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
TT

«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)

بدأت إيران تقليص وجودها العسكري في سوريا، في خطوة رأت مصادر متابعة تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أنها تحمل أهدافاً متداخلة.

وأخلت القوات الإيرانية مقرّات في دمشق وجنوب سوريا، وصولاً إلى الحدود مع الجولان، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، التي ألمحت إلى أن القرار احترازي بعد ضربات استهدفت في الآونة الأخيرة قادة بارزين في «الحرس الثوري» الإيراني.

وقالت مصادر عراقية، إن «تسريب (خبر) الانسحاب قد ينطلي على حيلة إيرانية بأنهم تركوا سوريا»، مشيراً إلى أن هذا «التمويه يمنح لهم الوقت الكافي للتحقيق في تسريب المعلومات لطرف ثالث».

وصرح سياسي شيعي على صلة بالملف السوري، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «رغم استعداد مسلحين عراقيين للانتقال إلى سوريا لشغل الفراغ الذي تركه العسكريون الإيرانيون، فإن العملية قد تكون في إطار التمويه»، لافتاً إلى أن «الحضور الإيراني – بالمعنى الميداني المتعارف عليه – محدود منذ البداية».

وأوضح السياسي الشيعي أن «تقليص الوجود العسكري الإيراني في سوريا إجراء موجه للرئيس الأميركي جو بايدن بالتحديد، لمنحه انتصاراً شكلياً في المنطقة، بسبب الرغبة الإيرانية في عدم فوز الرئيس السابق دونالد ترمب أو أي جمهوري متطرف في الانتخابات الرئاسية الأميركية».

وزعمت المصادر أن طهران تريد «نصب فخ للجواسيس في سوريا، عبر إيهامهم بأنهم انسحبوا، وبالتالي التعرف على الشبكة التي تسرب المعلومات». وأشارت إلى أن إيران ترغب في «إيهام الجميع بأنها تركت الميدان، لتتأكد أن إسرائيل وأميركا في طريقهما إلى تخفيف القبضة عليها في دمشق».


حرب غزة والتعاون الدفاعي يتصدّران مباحثات الرئيس الألماني في تركيا

جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

حرب غزة والتعاون الدفاعي يتصدّران مباحثات الرئيس الألماني في تركيا

جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي مشترك بين إردوغان وشتاينماير في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)

أكدت تركيا وألمانيا المضي في تعزيز علاقاتهما بمناسبة مرور 100 عام على قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، بينما اشتكى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من «تسطيح» زيارته لتركيا والتركيز على مسألة «كباب الدونر» أو (الشاورما).

وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع شتاينماير، خلال لقائهما في أنقرة الأربعاء، العلاقات بين البلدين ومفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والقضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الحرب الروسية - الأوكرانية، والحرب في غزة، والوضع في الشرق الأوسط.

وخلال مؤتمر صحافي عقب المباحثات، التي جرت على جلستين ثنائية وموسعة ضمت وفدي البلدين، لفت إردوغان إلى تنامي التعاون بين البلدين في مجال السياحة؛ حيث استقبلت تركيا 6 ملايين سائح ألماني في 2023، وأشار إلى سعي البلدين إلى رفع حجم التبادل التجاري من 50 إلى 60 مليار يورو. كما عبّر إردوغان عن أمله في إزالة القيود التي تواجهها الصناعات الدفاعية التركية، والتوسع في مشاريع الإنتاج المشترك.

ولفت إلى تصاعد المخاوف في تركيا بشأن المنظمات المناهضة للأجانب والمعادية للإسلام، واليمين المتطرف، والعنصرية التي تتصاعد في ألمانيا وأوروبا.

غزة تفرض نفسها

قال إردوغان إنه كرر، خلال مباحثاته مع نظيره الألماني، الدعوة إلى وضع حد للقمع غير المسبوق المستمر في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وأكد أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُعرّض أمن المنطقة بأكملها، بما في ذلك مواطنوها، للخطر، فقط من أجل سعي نتنياهو لتمديد بقائه في السلطة.

وقال شتاينماير إن هناك تبايناً بين البلدين في الموقف من التطورات في الشرق الأوسط، واعتبر أنه «لولا هجوم (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقتل 1200 إسرائيلي وأسر العشرات، ما كان الوضع وصل إلى ما هو عليه الآن». وأضاف: «علينا العمل على تحسين الوضع الإنساني في غزة، وعلينا أن نمنع انتشار الحرب إلى المنطقة، ونرى أنه إذا لم يتم السماح بقيام دولة فلسطينية، فإن إسرائيل لن تنعم بالأمن. لذلك يجب العمل على تنفيذ حل الدولتين».

ورداً على سؤال من أحد الصحافيين الألمان لإردوغان حول تناقض موقفه بالهجوم الحاد على إسرائيل ونتنياهو ومواصلة التجارة معها في الوقت ذاته، قال إردوغان: «لقد انتهت هذه المسألة. خفضنا التجارة مع إسرائيل، كما أننا لم نقدم لإسرائيل أي أسلحة أو مواد تستخدم في الحرب».

وجدد إردوغان انتقاداته لدعم الغرب لإسرائيل، على الرغم من التفاوت الكبير في إمكانات التسليح بينها وبين «حماس».

قضايا إقليمية

ولفت الرئيس الألماني إلى رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع تركيا، لافتاً إلى أن مبادئ حرية الصحافة وسيادة القانون والديمقراطية هي مبادئ مهمة. ونوّه بالدعم التركي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وقال إن ألمانيا تعمل أيضاً على مساعدة أوكرانيا، داعياً إردوغان لحضور مؤتمر إعادة لإعمار في أوكرانيا الذي سيعقد في برلين.

وأشار شتاينماير إلى أنه ناقش مع إردوغان المسألة القبرصية، ومفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه يؤيد العمل على تحرير تأشيرة الاتحاد الأوروبي (شنغن) للمواطنين الأتراك، ويرى ضرورة العمل على ذلك.

ضجة «الشاورما»

ورداً على سؤال من إحدى الصحافيات الألمانيات حول التركيز على مسألة اصطحابه صاحب أشهر مطاعم كباب الدونر في ألمانيا عارف كيليتش، وهو مواطن ألماني من أصل تركي، انتقد شتاينماير تضخيم هذه المسألة، قائلاً إن زيارته جرى تسطيحها بالحديث عن «دبلوماسية الشاورما».

وأشار إلى أن هناك العديد من القواسم الثقافية المشتركة بين بلاده وتركيا، وأن العلاقات بينهما فريدة وأنه لا يوجد في العالم نموذج آخر لدولة يوجد 3.5 مليون من مواطنيها بالدولة الأخرى على غرار تركيا وألمانيا. وأضاف مازحاً: «ومع ذلك، فإنني أرى أن الشاورما وعارف كليتش من بين هذه القواسم».

الضجة حول الشاورما لم تقتصر على المؤتمر الصحافي لإردوغان وشتاينماير، فقد سُئل وزير الدفاع التركي يشار غولر عما إذا كان سيلتقي الرئيس الألماني لبحث مسألة حصول تركيا على مقاتلات «يوروفايتر» الأوروبية. ورد غولر، خلال مشاركته في احتفال البرلمان التركي ليل الثلاثاء – الأربعاء بيوم الطفولة والسيادة الوطنية: «الرجل يقطع كباب الدونر (الشاورما)، سنسأله بعد انتهائه من ذلك».

تلويح بتعليق حزب كردي

في غضون ذلك، ألقت السلطات التركية القبض على 9 أشخاص، منهم 8 صحافيين، يعملون لصالح وسائل إعلام كردية، 4 نساء و5 رجال، في حملة شملت ولايات إسطنبول وأنقرة وشانلي أورفا، بحسب ما ذكرت جمعية «المحامين من أجل حرية الصحافة».

ويعمل الصحافيون الثمانية في وكالة أنباء ميزوبوتاميا (ما بين النهرين)، وصحيفة «يني ياشام» (الحياة الجديدة)، والتاسع هو موظف إداري. وتم إبلاغ عائلتهم باعتقالهم «في إطار تحقيق مفتوح منذ عام 2022 في أنشطة إرهابية».

بالتزامن، بدأ تحقيق بشأن ما اعتبرته السلطات التركية إهانة أعضاء في حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» المؤيد للأكراد، مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، والرئيس رجب طيب إردوغان، عبر الإشارة إلى صورهما في مكتب رئيس بلدية سور في ديار بكر.

ورداً على سؤال حول التطورات المتعلقة بالتحقيق، قال وزير العدل يلماظ تونش: «التحقيق مستمر، إذا تلاعبت بالقضايا المتعلقة بوحدة وتضامن بلدنا وأمتنا، فسوف تواجه تحقيقات قضائية وإدارية». وأضاف: «لقد رأينا ذلك عملياً في الماضي، إذا كانت إحدى البلديات تدعم الإرهاب، فلا بد أن يطبق عليها القانون... الأمة لا تصوت لدعم الإرهاب، لقد رأينا ذلك في الماضي وتم إغلاق أحزاب لهذا السبب، وإذا واصل حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب المسار ذاته، فإنه سيواجه المعاملة نفسها وسيتم إغلاقه».