اجتماع سعودي ـ فرنسي في باريس يركز على الفراغ الرئاسي في لبنان

مقعد رئيس الجمهورية في لبنان الذي أصبح شاغراً منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في آخر أكتوبر الماضي (رويترز)
مقعد رئيس الجمهورية في لبنان الذي أصبح شاغراً منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في آخر أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

اجتماع سعودي ـ فرنسي في باريس يركز على الفراغ الرئاسي في لبنان

مقعد رئيس الجمهورية في لبنان الذي أصبح شاغراً منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في آخر أكتوبر الماضي (رويترز)
مقعد رئيس الجمهورية في لبنان الذي أصبح شاغراً منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في آخر أكتوبر الماضي (رويترز)

كان لبنان أمس محل تباحث بين فرنسا والمملكة العربية السعودية بمناسبة الزيارة التي قام بها نزار العلولا، المستشار في الديوان الملكي السعودي إلى باريس ولقائه نظيره، باتريك دوريل، مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط.
ويأتي هذا اللقاء الذي استضافه قصر الإليزيه بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي إلى باريس يوم الاثنين الماضي، والتقى خلالها وزيرة الخارجية كاترين كولونا. وإذا كان الغرض الأول من زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة الفرنسية إطلاع نظيرته كولونا على الاتفاق السعودي - الإيراني الذي تم التوصل إليه برعاية صينية، وأحد بنوده إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، خلال مدة لا تزيد على شهرين، فإن الملف الرئاسي اللبناني كان له نصيبه من البحث. ويتولى المستشار العلولا متابعة الملف المذكور، وقد مثّل بلاده في الاجتماع الخماسي الذي استضافته باريس الشهر الماضي بحضور ممثلين إلى جانب دوريل والعلولا، عن الولايات المتحدة ومصر وقطر. ووقتها تم الاتفاق على أن تتولى كل جهة من الحاضرين التواصل مع الهيئات اللبنانية التي تقيم معها أفضل العلاقات. ويعد اجتماع أمس بمثابة متابعة للاجتماع السابق، وتقويم لما حصل في الفترة الفاصلة بين الاجتماعين.
وقالت مصادر متابعة للملف إن اجتماع الأمس يحل بعد التطور الأخير الذي حصل بين الرياض وطهران، وهي ترى أن له انعكاساته على الملف الرئاسي وعلى الفراغ المؤسساتي الذي يعاني منه لبنان منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما الوضع الاقتصادي والمالي يزداد تدهوراً.
وأكدت المصادر المشار إليها أن قلق باريس من الفراغ يتصاعد، وهي تتخوف من انعكاساته الاجتماعية والأمنية. ومن هنا، فإن الهم الأول الذي يتحكم في الحراك الفرنسي يتمثل في ملء الفراغ انطلاقاً من مبدأ أن وجود رئيس على رأس الدولة اللبنانية «حاجة ضرورية» لتجنب الانهيار التام. وبما أن الأمور جامدة حتى اليوم في لبنان، والفراغ مرشح ليستمر شهوراً، فإن ما تسعى إليه باريس عنوانه البحث عن اسم يكون مقبولاً من جميع الأطراف، ولا يشكل تحدياً لأحد لا في الداخل والخارج. ويقوم الحراك الفرنسي أو ما يسميه البعض «المبادرة الفرنسية» وفق ما علمت «الشرق الأوسط» على اقتراح «سلة متكاملة» تشمل رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، والالتزام ببرنامج إصلاحي قادر على وضع حد للانهيار، والبدء بإعادة الحياة إلى الدورة الاقتصادية. وفي هذا السياق، فإن باريس ترى أن الخروج من المأزق يتمثل بقبول ترشيح الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، مقابل أن يسمى لرئاسة الوزارة نواف سلام بوصفه إصلاحياً، ويتمتع بعلاقات جيدة عربياً ودولياً.
أما من الجانب السعودي، فإن الموقف الرسمي يؤكد أن الرياض لا تدخل في لعبة الأسماء، وأن المسألة الرئاسية «داخلية لبنانية»، وأن ما يهمها «مواصفات» الرئيس القادم، والسياسات التي ينوي القيام بها، وعلى رأسها الإصلاحات المطلوبة من لبنان، خصوصا من صندوق النقد الدولي. وثمة إجماع على أن موقف الرياض سيكون حاسماً؛ لأن إنقاذ لبنان يتطلب أن ينال مساعدات خارجية، ويرى الجميع أنها لا يمكن أن تأتي إلا من دول الخليج، وأن أمراً كهذا لا يمكن أن يتم ما لم تكن الدول المعنية مرتاحة لهوية وسياسة الرئيس القادم.
بيد أن السير بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية يطرح عدة تساؤلات حول ارتباطاته وعلاقاته وقدرته على السير بخطة إصلاحية، فضلاً عن إمكانية توفير العدد الكافي من النواب، بداية لعقد الجلسات التي تتطلب حضور ثلثي النواب. ثم إن المعارضة اللبنانية ترى أن فرنجية مرشح «الثنائي الشيعي»، وبالتالي سيكون انتخابه بمثابة فرض مرشح غير توافقي تربطه علاقات قوية بالرئيس السوري بشار الأسد وبإيران. وثمة تخوف من أن يفتح انتخاب فرنجية الباب لعودة النفوذ السوري المباشر إلى لبنان.
هكذا تتبدى تعقيدات المسرح السياسي اللبناني، فيما الخارج يدفع من أجل الإسراع في انتخاب رئيس، علماً بأن الولايات المتحدة الأميركية «سلمت» الملف اللبناني إلى باريس، وأن قطر ومصر لا تعارضان وصول فرنجية إلى الرئاسة.
هكذا تتبدى أهمية اجتماع الأمس بين العلولا ودوريل. وبطبيعة الحال لم يصدر عنه أي بيان، كما كانت الحال بعد الاجتماع الخماسي.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«لبنان آخر» بعد الأسد... ومعادلة جديدة في بيروت

أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
TT

«لبنان آخر» بعد الأسد... ومعادلة جديدة في بيروت

أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)

أحدث سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا تحولاً سياسيا، وأمنياً، واقتصادياً في لبنان، وحرّر بيروت من الاستتباع لما تقرره دمشق من خلال هيمنتها على القرار اللبناني، بشكل مباشر من خلال الوجود العسكري والأمني الذي دام 30 عاماً حتى الانسحاب من لبنان في أبريل (نيسان) 2005، أو بشكل غير مباشر من خلال حلفاء الأسد، لا سيما «حزب الله».

أبرز المتغيرات التي استفاد منها لبنان مع رحيل الأسد تمثّل في تحرير قراره السياسي من سطوة دمشق وحلفائها السابقين، وعودة العلاقات المتبادلة من دولة إلى دولة، بالإضافة إلى خلق واقع أمني مستقر على حدود البلدين، وتحسّن التبادل التجاري، عبر السماح للبنان بتصدير منتجاته الزراعية والصناعية عبر الأراضي السورية إلى الخارج.

قطع طريق طهران - بيروت

واعتبر النائب السابق فارس سعيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل» (تجمع سياسي يضم شخصيات مستقلة ونواباً سابقين)، أن «لبنان تغير»، لأن أهم ما حصل هو أن سوريا الجديدة «قطعت طريق طهران-بيروت الذي كان يؤمن كل المستلزمات الأمنية، والعسكرية، والمالية لـ(حزب الله)، ومع قطع هذا الطريق أصبح تأمين الأموال وغيرها من باب التهريب، وليس ممراً مؤمناً من وحدات عسكرية تعمل لصالح إيران، وهذا الأمر أجبر (حزب الله) على أن يتعاطى مع الواقع اللبناني بشكل أكثر واقعيّة مما كان عليه في السابق».

وتطرق سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى ما أسماه «تواضع (حزب الله) في مقاربة الملفات المصيرية». وقال: «رأينا كيف أن (حزب الله) لم يخرج من الحكومة رغم اعتراضه على بعض مقررات مجلس الوزراء، خصوصاً قرار حصر السلاح بيد الدولة، بسبب قطع الشريان الحقيقي الذي كان يتغذى منه الحزب».

صورة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجية سوريا أسعد الشيباني مرفوعة في طرابلس بشمال لبنان خلال احتفالات بذكرى هروب الأسد (متداول)

أثبتت الوقائع أن لبنان يتأثر مع ما يجري في سوريا سلباً أو إيجاباً، ورأى فارس سعيد أنه «إذا كانت سوريا بخير يكون لبنان بخير، وما زلنا ننظر إلى أن تجربة الرئيس أحمد الشرع واعدة لسوريا، وواعدة للعلاقات اللبنانية-السورية، وهي بدأت مع تأسيس لجان مشتركة أمنية وعسكرية منها برعاية المملكة العربية السعودية، ومنها مباشرة بين سوريا ولبنان من أجل ضبط الحدود تحضيراً لاستكمال ترسيمها انطلاقاً من مزارع شبعا، خصوصاً ضبط حركة التهريب الأمني والعسكري لصالح أفرقاء»، مشيراً إلى أن هذه التنسيقات بين الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والسورية «لم تكن قائمة في ظل حكم آل الأسد، وهذا أيضاً تطور جديد لصالح لبنان وسوريا».

المعاهدات مع سوريا

تبدو المرحلة الجديدة بين لبنان وسوريا محكومة بإعادة بناء علاقات طبيعية قائمة تحفظ مصالح البلدين، ولا يخفي سعيد وجود أمور عالقة بين لبنان وسوريا، وغير بسيطة، ويشدد على ضرورة «إلغاء كل المعاهدات السياسية، والأمنية، والاقتصادية التي حصلت في مرحلة استتباع لبنان إلى سوريا، وعلى رأسها موضوع المجلس الأعلى اللبناني-السوري، حيث أعلنت سوريا إلغاءه، ولم يعلن لبنان ذلك»، مشيراً إلى أن لبنان «عيّن سفيراً في دمشق، ولم تبادر سوريا حتى الآن إلى تعيين سفير لها في بيروت حتى الآن».

وقال سعيد: «يعتبر السوريون أن عدم حل مشكلة السجناء السوريين في لبنان يمثل نقطة سوداء في العلاقات بين البلدين، وندعو الحكومة اللبنانية ووزير العدل إلى إيجاد حلّ لهذا الملف، حتى لا يتسبب في عرقلة العلاقات اللبنانية-السورية».

ورأى سعيد أن «إدارة الشأن السوري الداخلي تنعكس سلباً أو إيجاباً على الداخل اللبناني، بمعنى أن بعض المواجهات الداخلية التي حصلت مع الدروز والعلويين تأثر بها لبنان، ونأمل أن ينجح الرئيس الشرع في الحفاظ على التنوع في سوريا، وهذا من مصلحة الدولة السورية الجديدة، ولبنان، وكلّ العرب».

معالجة الملفات

لا تزال هناك ملفات تحتاج إلى معالجة لإرساء توازن مستدام بين البلدين، أبرزها ملفّ المحكومين، والموقوفين السوريين في لبنان الذي يشكّل حساسية لدى الدولة السورية بسبب برودة تعامل الدولة اللبنانية مع مطلب تسليمهم إلى بلادهم، وملف النازحين في لبنان مشكلة تواجه العلاقات اللبنانية-السورية، إلا أن مصدراً أمنياً مطلعاً أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد سقوط نظام الأسد لم يعد ملف النازحين يشكل أزمة كبيرة بين لبنان وسوريا».

وكشف المصدر أن أكثر من نصف النازحين السوريين -سواء من كانوا في عرسال (البقاع الشمالي) وفي عكار شمال لبنان- عادوا إلى مناطقهم في ريفي دمشق وحمص وبشكل طوعي، لافتاً إلى أن لبنان «بدأ يتأثر بهذه العودة من خلال تراجع اليد العاملة السورية».

عناصر من الجيش تفكك مشغلاً لتصنيع المخدرات في البقاع شرق لبنان (مديرية التوجيه)

إغلاق الحدود

لم تعد حدود لبنان الشرقية والشمالية مفتوحة أمام حلفاء النظام السوري السابق، والخارجين عن القانون، لا سيما شبكات المخدرات، وتهريب البضائع، وشدد المصدر الأمني على أن «أهم ما أنجز هو في الاستثمار الأمني، ويتمثل في ضبط تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وتهريب الأموال من لبنان إلى سوريا»، لافتاً إلى أن «أهم ما تحقق هو تفكيك معامل الكبتاغون على الحدود اللبنانية، والسورية، والتي استتبعت بتفكيك شبكات تهريب المخدرات، وكان آخرها اعتقال أخطر تجار المخدرات في لبنان نوح زعيتر الذي كان يتخذ من سوريا ملاذاً آمناً قبل الإطاحة ببشار الأسد».


القوات الإسرائيلية تقتحم حرم جامعة القدس

ضباط شرطة إسرائيليون يسيرون فى القدس (رويترز)
ضباط شرطة إسرائيليون يسيرون فى القدس (رويترز)
TT

القوات الإسرائيلية تقتحم حرم جامعة القدس

ضباط شرطة إسرائيليون يسيرون فى القدس (رويترز)
ضباط شرطة إسرائيليون يسيرون فى القدس (رويترز)

اقتحمت القوات الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء)، حرم جامعة القدس ببلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس.

وقالت محافظة القدس، في بيان صحافي اليوم، إن «قوات الاحتلال انتشرت بمحيط كليات الآداب والشريعة وكليات أخرى».

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن هذا الاقتحام هو الثاني، حيث تواصل قوات الاحتلال اقتحام جامعة بيرزيت، منذ فجر اليوم، واحتجاز 5 من أفراد أمن الجامعة.

يأتي ذلك بعد يوم من «استيلاء طواقم بلدية الاحتلال على محتويات مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة»، وفق بيان للمحافظة.

وأفاد البيان بأن «القوات الإسرائيلية رفعت علم دولة الاحتلال وأغلقت المكان ومنعت الاقتراب، واحتجزت طاقم الحراسة لساعات».

الشرطة الإسرائيلية تعلق العلم الإسرائيلي على مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية (أ.ب)

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أدان بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية مقر «الأونروا»، وقال إن «هذا المقر لا يزال مبنى تابعاً للأمم المتحدة، ويتمتع بالحصانة ومصاناً من أي تدخل».


مقتل 67 صحافياً خلال سنة نصفهم في غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

مقتل 67 صحافياً خلال سنة نصفهم في غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

قتل 67 صحافياً خلال تأدية مهامهم، أو بسبب طبيعة عملهم خلال سنة حول العالم، نصفهم تقريباً في قطاع غزة «بنيران القوّات الإسرائيلية»، بحسب حصيلة العام 2025 التي أصدرتها منظمة «مراسلون بلا حدود» اليوم الثلاثاء.

وشهد «عدد الصحافيين الذين لقوا حتفهم بين الأوّل من ديسمبر (كانون الأول) 2024 والأوّل من الشهر عينه سنة 2025 ارتفاعاً في ظلّ الممارسات الإجرامية للقوّات المسلّحة، نظامية كانت، أو غير نظامية، وعصابات الجريمة المنظمة»، بحسب المؤسسة التي تعنى بالدفاع عن حرّية الصحافة، وتؤكّد في تقريرها أن «الصحافيين لا يموتون، بل يقتلون».

وبعد ستة أيّام على تثبيت محكمة استئناف جزائرية الحكم الصادر في حقّ الصحافي الفرنسي كريستوف غليز بسجنه سبع سنوات بتهمة «الإشادة بالإرهاب»، ذكّرت «مراسلون بلا حدود» بوضع 503 صحافيين مسجونين راهناً في 47 بلداً (بينهم 121 في الصين، و48 في روسيا، و47 في بورما). كما أحصت المنظمة 135 صحافياً مفقوداً، بعضهم منذ أكثر من 30 سنة، و20 صحافياً مختطفاً، في أغلب الأحيان في سوريا، واليمن.

وكانت «مراسلون بلا حدود» أحصت عام 2023 مقتل 49 صحافياً، في حصيلة هي من الأدنى المسجّلة خلال السنوات العشرين الماضية، لكن حرب إسرائيل في غزة التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق لـ«حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أعادت رفع الحصيلة عامي 2024 (66 بحسب أرقام محدّثة) و2025 (67).

وقالت المديرة التحريرية للمنظمة آن بوكانديه في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا هو المآل الذي يفضي إليه كره الصحافيين، هذا هو مآل الإفلات من العقاب».

وتابعت: «الرهان الفعلي اليوم يقضي بأن تعيد الحكومات التركيز على مسألة حماية الصحافيين، ولا تجعل منهم في المقابل أهدافاً».

«الجيش الإسرائيلي أسوأ عدوّ للصحافيين»

واعتبرت «مراسلون بلا حدود» أن «الجيش الإسرائيلي هو أسوأ عدوّ للصحافيين»، مع مقتل 29 متعاوناً مع وسائل إعلام خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة في الأراضي الفلسطينية خلال تأدية مهامهم، و220 على الأقلّ منذ أكتوبر 2023، مع إضافة هؤلاء الذين قضوا خارج إطار نشاطهم المهني.

وفي حين ينبغي حماية الصحافيين مثل المدنيين في مناطق النزاع، اتّهم الجيش الإسرائيلي مراراً باستهدافهم عمداً، وهو بات موضع شكاوى لجرائم حرب في هذا السياق.

وغالباً ما تردّ إسرائيل من جهتها على هذه الاتهامات بالقول إنها تستهدف حركة «حماس» المصنّفة في عداد المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي على السواء.

وأكّد جيشها مثلاً أنه استهدف مراسل «الجزيرة» أنس الشريف الذي قضى مع خمسة إعلاميين آخرين بضربات إسرائيلية في أغسطس (آب)، باعتباره «إرهابياً» كان «يدّعي مزاولة الصحافة». واعتبرت «مراسلون بلا حدود» وقتذاك أنه لا أساس للاتهامات الإسرائيلية.

وندّدت المديرة التحريرية للمنظمة بالميل إلى «التشهير» بالصحافيين «لتبرير الجرائم».

وأكّدت: «ما من رصاص طائش. هو فعلاً استهداف متعمّد للصحافيين، لأنهم ينقلون إلى العالم ما يحصل في هذه المناطق».

واستنكرت «مراسلون بلا حدود» كذلك ما وصفته بـ«السنة الأكثر حصداً للأرواح في المكسيك منذ ثلاث سنوات على الأقلّ»، مع مقتل تسعة صحافيين «رغم التعهّدات» التي قطعتها الرئيسة اليسارية كلاوديا شينباوم المنتخبة عام 2024.

وكان الضحايا «يغطّون المستجدّات المحلية، ويندّدون بأوساط الجريمة المنظمة، والعلاقات التي تربطها بدوائر السياسة. وتلقّوا تهديدات صريحة بالقتل»، بحسب المنظمة.

ومن البلدان الأخرى التي أزهقت فيها أرواح الصحافيين أوكرانيا، حيث قتل ثلاثة صحافيين، بينهم المصوّر الصحافي الفرنسي أنتوني لاليكان، والسودان حيث قضى أربعة صحافيين، بحسب «مراسلون بلا حدود».

وتختلف الأعداد الصادرة عن منظمات أخرى بشأن الصحافيين الذين قتلوا بسبب اختلاف أساليب الحساب.

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) على موقعها الإلكتروني إلى مقتل 91 صحافياً في العالم حتّى اليوم في 2025.