الحكومة الإيرانية تلوم قادة الاحتجاجات في «هجمات التسميم»

سيارة تابعة للطوارئ الإيرانية تقف أمام مدرسة تعرضت لهجوم بمواد سامة (شبكة شرق)
سيارة تابعة للطوارئ الإيرانية تقف أمام مدرسة تعرضت لهجوم بمواد سامة (شبكة شرق)
TT

الحكومة الإيرانية تلوم قادة الاحتجاجات في «هجمات التسميم»

سيارة تابعة للطوارئ الإيرانية تقف أمام مدرسة تعرضت لهجوم بمواد سامة (شبكة شرق)
سيارة تابعة للطوارئ الإيرانية تقف أمام مدرسة تعرضت لهجوم بمواد سامة (شبكة شرق)

كررت الحكومة الإيرانية توجيه الاتهامات إلى «قادة الاحتجاجات» بالوقوف وراء حملات بمواد سامة على المدارس، طالت آلاف الطالبات، في وقت دعا المتحدث باسم الجهاز القضائي إلى عدم استخدام مفردة «التسميم» لوصف التدهور الصحي بين المصابات والمصابين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، إن «من رددوا شعارات (المرأة، الحياة، الحرية)، حاولوا عبر إثارة التوتر في مدارس البنات، خلق أجواء ملتهبة (في المجتمع)، لكنهم فشلوا».
ورداً على سؤال حول آخر نتائج تحقيق لجنة متابعة، أمر بها الرئيس الإيراني، قال المتحدث: «نرى استقراراً وهدوءاً نسبياً في المدارس». وأضاف: «هذه الهجمات الوحشية أظهرت حقيقة بعض الأشخاص الذين يدعون دعم المرأة وتنميتها، ولكنهم يتحدثون عن الإغلاق القسري للمدارس وتعليم الفتيات». بدوره، انتقد المتحدث باسم القضاء الإيراني، مسعود ستايشي، وصف الهجمات بأنها «تسمم في المدارس». وقال رداً على سؤال صحافي: «من الأفضل أن تستخدموا مفردة تدل على تدهور الصحة (مريض) بدلاً من التسمم».
وقال ستايشي إن السلطات اعتقلت 8 أشخاص في محافظة فارس الجنوبية على خلفية الهجمات التي بدأت نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف: «أجرينا تحقيقاً مع المتورطين المحتملين، وسنعلن النتائج». وقال: «لا يوجد أي تسامح مع قادة الهجمات. من يهددون الأمن النفسي للأشخاص المصابين والمرتبطين بهم سيواجهون أشد العقوبات في المحاكم». وقال «التسمم يجب أن تحدد أعراضه، المختبرات المختصة بالسموم يجب أن تحدد ما إذا كان تسمماً أم لا... لا يوجد تقرير علمي حتى الآن يؤكد التسمم»، وفق ما نقل الإعلام الرسمي الإيراني.
يأتي تحفظ المسؤول الإيراني، في وقت استخدم كبار المسؤولين مفردة «تسميم»، بمن فيهم المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال الأسبوع الماضي: «على السلطات تتبع قضية تسميم التلميذات بجدية... إذا ثبت أنها متعمدة... فيجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة، التي لا تغتفر، بالإعدام». وقالت مصادر رسمية إيرانية إن حالات التسمم الغامضة في البلاد بلغت 13 ألف حالة مشتبه بها، من بينها 100 تلميذة صغيرة، يتلقين العلاج الآن في المستشفيات، حسبما أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الاثنين.
والسبت الماضي، أصدرت «لجنة حقوق الإنسان»، التابعة للجهاز القضائي الإيراني، تقريراً حول حملات تسميم التلميذات، قالت فيه إن «أقل من 10 في المائة من الطالبات أصبن بمادة مهيجة من نوع الغازات الحربية الخطيرة وغير القاتلة».
بموازاة ذلك، قال عضو لجنة تقصي الحقائق في البرلمان، محمد حسن آصفري، حول أسباب تسميم التلميذات: «إنه لم يتم القبض على المذنبين الرئيسيين في هذه القضية».
وقال آصفري إن بعض حالات التسميم تعود إلى استخدام مادة «النفثالين»، وبعضها لـ«فوسفيد الألومنيوم»، وتعود بعض الحالات إلى «محاولة الطالبات تعطيل المدارس في توقيت مبكر». وأشار إلى اعتقال 100 شخص، بينهم طالبات.
وأبلغ آصفري وكالة «إسنا» الحكومية أن بعض المعتقلين «مرتبطون» بالاحتجاجات الأخيرة التي عصفت بالبلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى «سوء الحجاب». وقال أيضاً: «جزء يعود إلى تشكيلات غير قانونية، وجزء يعود إلى أجهزة الاستخبارات الأجنبية»، لكنه قال إن ما يتعلق بأجهزة الاستخبارات «ليس واضحاً بعد، والموضوع قيد التحقيق». وأكد آصفري أن الهجمات تراجعت بعد خطاب المرشد الإيراني الأسبوع الماضي. وأشار إلى تكرار هجمات في 3 محافظات، من أصل 26 محافظة إيرانية تعرضت لهجمات. وفي إيران 31 محافظة حسب التقسيم الإداري للبلاد. والاثنين، قالت وزارة الداخلية، في بيان نشرته وكالة «إرنا» للأنباء الرسمية: «جرى تحديد أكثر من 100 شخص كانوا متورطين في الحوادث المدرسية الأخيرة، وتم اعتقالهم وفتح تحقيق معهم».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».