انقلابيو اليمن يغلقون مصنعاً لتعبئة المياه المعدنية بدافع الابتزاز

مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)
مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يغلقون مصنعاً لتعبئة المياه المعدنية بدافع الابتزاز

مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)
مسلحون حوثيون أمام مصنع لتعبئة المياه المعدنية في صنعاء (فيسبوك)

ضمن جرائم الابتزاز المالي وحرب الميليشيات الحوثية المنظمة ضد ما تبقى من القطاع الخاص اليمني، أغلقت الميليشيات مصنع «شملان» للمياه المعدنية، شمال غرب صنعاء، واعتدت على عشرات العاملين فيه بقيادة مشرفها الأمني في مديرية همدان المدعو حسن الجودة.
وحسب مصادر محلية في صنعاء، داهمت الجماعة الانقلابية في إطار شنها حملة جباية وابتزاز ضد أكثر من 800 شركة ومصنع وسوق ومول تجاري في العاصمة المختطفة صنعاء، مصنع «شملان» للمياه المعدنية، وباشر عناصرها وقف خطوط الإنتاج وطرد الموظفين والعاملين فيه، ومنع دخول وخروج شاحنات المصنع وموظفيه.
وشكا عاملون في المصنع بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من اعتداءات وتهديدات تعرضوا لها على يد مسلحي الجماعة لحظة جريمة المداهمة، مشيرين إلى تدمير مسلحي الجماعة المتعمد أثناء الاقتحام لبعض المرافق والأقسام داخل المصنع وبصورة وصفوها بـ«الهمجية».
وفي حين أوضح العاملون أن عملية الدهم الحالي للمصنع تعد الرابعة على التوالي خلال أشهر قليلة، ذكرت مصادر محلية أنها جاءت على خلفية رفض إدارة ومالكي مصنع «شملان» تقاسم العوائد المالية مع القيادي الحوثي الجودة، المقرب من المدعو عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة.
وفي معرض الرد على ذلك التعسف الانقلابي، هددت نقابة مُصنعي المياه المعدنية في صنعاء، بالإضراب ووقف العمل في جميع مصانع المياه المعدنية، في حال استمرت الجماعة فرض حصارها المطبق على مصنع «شملان».
وفي بيان صادر عنها دانت النقابة جريمة التعدي السافرة على المصنع ومحاصرته من قبل المدعو حسن الجودة وعصابته المسلحة، والقيام بنصب الخيام في بوابة المصنع، ما أدى إلى إيقاف المصنع عن الإنتاج ومنع العاملين والوكلاء من الدخول والخروج إليه.
وطالب البيان، الميليشيات، بسرعة إلقاء القبض على العصابة المسلحة المعتدية وفك الحصار عن المصنع وتقديمهم إلى المحاكمة حتى ينالوا جزاءهم.
في سياق ذلك، كشف مسؤول في إدارة الإنتاج بالمصنع أن جريمة الاقتحام والإغلاق الحوثي أعقبها في اليوم التالي اختطاف المدير المالي وموظف آخر يعمل بقسم المبيعات من منزليهما في صنعاء، واقتيادهما إلى جهة غير معروفة.
وأكد المصدر إصرار القيادي الانقلابي المدعو الجودة، وبإيعاز من شقيق زعيم الميليشيات على مطلب تقاسم عائدات المصنع، وهو الأمر الذي قوبل برفض كبير من قبل إدارته.
ولفت مسؤول الإنتاج، الذي طلب عدم نشر معلوماته، حفاظاً على سلامته، إلى أنه سبق لتلك الجماعة أن اقتحمت المصنع عدة مرات؛ تارة بحجة دفع إتاوات مالية تحت مسمى المجهود الحربي، وأخرى لمطالبتها بقاعدة بيانات تفصيلية كي تفرض فيما بعد مبالغ مالية تحت مسميات عدة.
كما سبق لقادة الميليشيات الحوثية، وبغية القضاء على المصنع وتدميره بشكل نهائي، أن سمحوا لشركات تعمل في إنتاج مياه معدنية «رديئة»، لا تحمل المواصفات والجودة التي تميز بها أقدم مصنع لتعبئة المياه المعدنية في اليمن، بتقليد منتجات المصنع.
ويتعرض في غضون ذلك، ما تبقى من القطاع الخاص اليمني في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية لحملات تعسف ونهب وابتزاز واسعة ومنظمة تقودها لجان ميدانية مدعومة بمسلحين وعربات حوثية أمنية وعسكرية.
كانت الميليشيات شنت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف وابتزاز طال أخيرها بالإغلاق والتعسف أكثر من 10 شركات محلية، إلى جانب عشرات المحال التجارية في العاصمة صنعاء.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.