هل تكفي مخزونات «البنتاغون» في أي حرب مع قوة عظمى؟

هل تكفي مخزونات «البنتاغون» في أي حرب مع قوة عظمى؟
TT

هل تكفي مخزونات «البنتاغون» في أي حرب مع قوة عظمى؟

هل تكفي مخزونات «البنتاغون» في أي حرب مع قوة عظمى؟

كشف تقرير أميركي حول خطة وزارة الدفاع (البنتاغون) لزيادة إنتاج الذخائر والمعدات العسكرية المختلفة، من قذائف المدفعية إلى الصواريخ والطائرات وحاملات الطائرات، عن مشكلات عميقة الجذور ينبغي التغلب عليها لتصنيعها بشكل فعال، ليس فقط لمساعدة الحلفاء، ولكن أيضاً للدفاع عن البلاد، في حالة اندلاع الصراع مع روسيا أو الصين أو قوة عظمى أخرى. وتُظهر الأبحاث التي أجراها «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس)» أن الإنتاج الحالي للمصانع الأميركية قد يكون غير كافٍ لمنع استنفاد مخزونات المواد الرئيسية التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا. وحتى في معدلات الإنتاج المتسارعة، من المرجح أن يستغرق الأمر عدة سنوات على الأقل لاستعادة مخزون صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، وصواريخ «ستينغر»، وغيرها من الأسلحة. ويوضح البحث مشكلة أكثر انتشاراً؛ أن الوتيرة البطيئة للإنتاج الأميركي تعني أن الأمر سيستغرق ما يصل إلى 15 عاماً، عند مستويات الإنتاج في وقت السلم، وأكثر من 8 سنوات في وقت الحرب، لاستبدال المخزونات الرئيسية من أنظمة الأسلحة، مثل الصواريخ الموجهة والطائرات الموجهة والطائرات المسلحة من دون طيار، إذا تم تدميرها في معركة أو تم التبرع بها للحلفاء.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن السيناتور الديمقراطي، جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، قوله إن مشكلات الإنتاج التي كشفتها الحرب في أوكرانيا «دعوة للاستيقاظ. يجب أن تكون لدينا قاعدة صناعية يمكنها الاستجابة بسرعة كبيرة».
ورغم امتلاك الولايات المتحدة أكبر ميزانية عسكرية في العالم، بقيمة تتجاوز 800 مليار دولار، وصناعة دفاع هي الأكثر تطوراً أيضاً، فقد كافحت منذ فترة طويلة لتطوير الأسلحة وإنتاجها بكفاءة؛ ما مكّن القوات الأميركية من التفوق على أقرانها من الناحية التكنولوجية. لكن مع عودة الصراع التقليدي إلى أوروبا، تكتسب هذه التحديات أهمية جديدة؛ إذا كانت واشنطن تبحث في احتمالات حصول قتال مع القوى العظمى، فقد أثار الصراع في أوكرانيا نقاشاً أوسع حول الحاجة إلى تحطيم ما يصفه القادة العسكريون بـ«هشاشة» صناعة الدفاع الأميركية، واستنباط وسائل جديدة لزيادة إنتاج الأسلحة بسرعة في أوقات الأزمات. ويشعر بعض المراقبين بالقلق من أن «البنتاغون» لا يفعل ما يكفي لتجديد أسلحة بمليارات الدولارات خلَّفتها المخزونات الأميركية. ووفقاً للجيش الأوكراني، فقد أطلقت القوات الأوكرانية ما معدله 7700 قذيفة مدفعية يومياً، وهو ما يفوق بكثير إنتاج الولايات المتحدة قبل الحرب، الذي يبلغ 14 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملليمتراً في الشهر. وفي الأشهر الثمانية الأولى بعد الاجتياح الروسي، أحرقت القوات الأوكرانية إنتاج 13 عاماً من صواريخ «ستينغر»، و5 سنوات من صواريخ «جافلين»، وفقاً لشركة «رايثيون» المنتجة للسلاحين.
وبحسب «واشنطن بوست»، يخطط الجيش الآن لزيادة قدرته الشهرية على إنتاج قذائف 155 ملليمتراً من نحو 14 ألفاً إلى 30 ألفاً هذا الربيع، وفي النهاية إلى 90 ألفاً. وينفق الجيش أيضاً 80 مليون دولار لجلب مصدر ثانٍ عبر الإنترنت لمحرك صاروخ «جافلين»، وهو مكوّن رئيسي، ويخطط لمضاعفة الإنتاج إلى نحو 4 آلاف سنوياً. ووقع الجيش أخيراً عقداً بقيمة 1.2 مليار دولار، مع شركة «رايثيون» لبناء 6 وحدات أخرى من أنظمة الدفاع الجوي أرض - جو المتقدمة، التي تُستخدم في الحرب الأوكرانية لصد هجمات الصواريخ والطائرات من دون طيار، لكنها لن تكون جاهزة قبل عامين.
وتوقَّع الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن ضغط الذخائر قد يتطلب دفعة إضافية في إنفاق «البنتاغون»، مما قد ينهي العصر الذي كانت فيه الذخيرة بمثابة «فاتورة» عسكرية، في ميزانية يمكن للمسؤولين تقليصها لتمويل سلع أكثر تكلفة، مثل الدبابات أو الطائرات. وقال كولين كال، وكيل وزارة الدفاع للسياسة، في شهادة أمام المشرعين الأميركيين، الأسبوع الماضي: «ما أظهره النزاع الأوكراني هو، بصراحة، أن قاعدتنا الصناعية الدفاعية لم تكن بالمستوى الذي كنا بحاجة إليه لإنتاج الذخائر وتسريع قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وغيرها من العناصر». وأضاف كال: «هذه الأمور ستكون مهمة بعد عام أو عامين أو 3 أعوام من الآن، لأنه حتى لو تلاشى الصراع في أوكرانيا، ولا يمكن لأحد التنبؤ بما إذا كان ذلك سيحدث، فستحتاج أوكرانيا إلى جيش يمكنه الدفاع عن الأراضي التي استعادتها».
ووفقاً لمارك كانسيان، خبير الدفاع في «سي إس آي إس»، فإن المشكلة لا تقتصر على الذخيرة، ولا على المواد التي يتم توفيرها لأوكرانيا؛ إذ إن وتيرة الإنتاج في المصانع الأميركية تعني أن الأمر سيستغرق أكثر من 10 سنوات لاستبدال الأسطول الأميركي من طائرات الهليكوبتر «بلاك هوك»، وما يقرب من 20 عاماً لاستبدال المخزون من صواريخ جو - جو متطورة متوسطة المدى، و44 عاماً على الأقل، قبل أن يتمكن «البنتاغون» من استبدال أسطوله من حاملات الطائرات.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
TT

طائرات مسيّرة غامضة تثير قلق السكان والسياسيين في نيويورك

صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)
صورة لإحدى المسيرات الغامضة في سماء نيويورك (نيويورك بوست)

أثار رصد مجموعة من الطائرات المسيرة الغامضة في منطقة مدينة نيويورك الأميركية، التي تشمل بعض أجزاء ولاية نيو جيرسي المجاورة، قلق السكان والسياسيين المحليين والوطنيين ودفع السلطات إلى إجراء تحقيقات.

وكتبت حاكمة نيويورك كاث هوتشيل على موقع «إكس» يوم الجمعة: «نعرف أن سكان نيويورك رصدوا مسيرات في الجو هذا الأسبوع ونحن نقوم بالتحقيق... في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديداً للسلامة العامة أو الأمن القومي».

وقالت هوتشيل إن مكتبها يقوم بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب وزارة الأمن الداخلي، «لحماية سكان نيويورك».

وفي رسالة تم إرسالها يوم الخميس إلى هذين المكتبين الاتحاديين، بالإضافة إلى إدارة الطيران الاتحادية، التي تشرف على الحركة الجوية في الولايات المتحدة، طالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيويورك تشاك شومر، زعيم الأغلبية، وكيرستن جيليبراند، وعضوا مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر وأندرو كيم، بإحاطة حول نشاط المسيرات.

وجاء في الرسالة: «منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أبلغ سكان في منطقة مدينة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لظهور طائرات مسيرة في الليل، مما أثار قلق السكان وسلطات إنفاذ القانون المحلية».

وقال عضو الكونغرس الأميركي ريتشارد بلومنتال، إن المسيرات الغامضة يجب أن «يتم إسقاطها إذا لزم الأمر»، رغم أنه لا يزال غير واضح من يملكها.

وقال بلومنتال من ولاية كونيتيكت يوم الخميس، إن «علينا القيام بتحليل استخباراتي عاجل وإخراجها من السماء، خصوصاً إذا كانت تحلق فوق المطارات أو القواعد العسكرية».

وأضاف أن هناك مخاوف من أن المسيرات قد تشارك الأجواء مع الطائرات التجارية، وطالب بمزيد من الشفافية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس، إن مراجعة التقارير عن رصد مسيرات أظهرت أن كثيراً منها في الواقع طائرات مأهولة تحلق بشكل قانوني. وأكد أنه لم يتم رصد أي مسيرات في أي منطقة جوية محظورة، وأن خفر السواحل الأميركي لم يعثر على أي دليل على تورط أجنبي من السفن الساحلية.