بغداد تلتزم الصمت حيال جدل الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران

غداة إعلان إيران تلقي إحداها مؤخراً عبر الحكومة العراقية

حسين وعبداللهيان في مؤتمر صحافي خلال زيارة الأخير إلى بغداد قبل أيام (إ.ب.أ)
حسين وعبداللهيان في مؤتمر صحافي خلال زيارة الأخير إلى بغداد قبل أيام (إ.ب.أ)
TT

بغداد تلتزم الصمت حيال جدل الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران

حسين وعبداللهيان في مؤتمر صحافي خلال زيارة الأخير إلى بغداد قبل أيام (إ.ب.أ)
حسين وعبداللهيان في مؤتمر صحافي خلال زيارة الأخير إلى بغداد قبل أيام (إ.ب.أ)

بعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تلقي بلاده رسالة من واشنطن عبر بغداد، نقلها إليهم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نفت الخارجية الأميركية صحة المعلومة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: «إنهم لم يبعثوا بأي رسالة عبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى نظيره الإيراني»، مؤكداً أن إحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة لم يكن مطروحاً على جدول الأعمال منذ أشهر».
وأضاف برايس خلال مؤتمر صحافي ردّاً على سؤال حول هذه الرسالة: «لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، السلطات الإيرانية فقط تستطيع أن تجيب عن سبب استمرارها في الكذب، ويمكن للسلطات الإيرانية أن تكرر كلماتها بقدر ما تريد، لكن هذا لا يغير الحقيقة وراء القصة». وأوضح حول هذا الموضوع، أن «إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لم يكن على جدول الأعمال منذ أشهر، ولم نرسل أي رسالة إلى إيران. لا أستطيع أن أقول لماذا تحاول السلطات الإيرانية خداع العالم». وتطرق برايس إلى وضع حقوق الإنسان في إيران، واصفاً إياه بأنه «مؤسف»، وذلك رداً على كلمة لوزير الخارجية الإيراني ألقاها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مبيناً أن «وجود وزير خارجية هذا البلد في مجلس حقوق الإنسان يذكرنا بنفاق النظام الإيراني». وكان عبداللهيان، الذي زار العراق الأسبوع الماضي، لعدة أيام، التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين، بمن فيهم الرئيس العراقي السابق برهم صالح، أعلن قبيل توجهه إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر حقوق الإنسان، أنه تلقى من نظيره العراقي فؤاد حسين، الذي كان في واشنطن أوائل الشهر الماضي، «رسالة» من أميركا مفادها أن الجانب الأميركي «مستعد» لإحياء الاتفاق النووي.
وقال الوزير الإيراني إن الحكومة الإيرانية «رحبت دائماً بمسار الدبلوماسية والتفاوض»، و«لم تنأَ بنفسها» عن المفاوضات. ومضى عبداللهيان قائلاً إن بلاده لن تقدم تنازلات لواشنطن، وستعمل على التوصل إلى اتفاق في إطار خطوطها الحمر. كما أكد أنهم غير مستعدين «لإبرام اتفاق قبل تسوية ملف اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنا».
من جهتها، فإن بغداد التزمت الصمت حول ما إذا كان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نقل رسالة من واشنطن إلى طهران تتعلق بالملف النووي أم لا. ولم يصدر عن الحكومة العراقية ممثلة بالخارجية أو رئاسة الوزراء أي توضيح بشأن ذلك.
وكانت إيران وقبيل زيارة عبداللهيان إلى بغداد بيوم واحد، استقبلت رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي الذي ظهر في صورة رسمية مع وزير الخارجية الإيراني. ومع أن الكاظمي أصدر بياناً عن زيارته إلى طهران ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، فإنه لم يعلن فحوى المباحثات إلا عبر خطوط عامة تتصل بما يدور في المنطقة من شواغل. لكن التكهنات التي تلت لقاء الكاظمي مع عبداللهيان أو البيان الذي أصدره مكتبه تراوحت بين إبداء الكاظمي الرغبة في مواصلة دور الوسيط بين طهران والرياض من جهة، وطهران وواشنطن من جهة أخرى، ودعوة إيران نفسها للكاظمي للقيام بهذا الدور، بعد أن كانت تراهن على زيارة قريبة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن، وهو ما نفاها السوداني، الذي اكتفى حتى الآن، بإيفاد وزير خارجيته فؤاد حسين إلى العاصمة الأميركية.
من جهته، فإن فؤاد حسين كان كشف بعد عودته إلى بغداد وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، أنه «تم البحث في القضايا الإقليمية والدولية ونتائج زيارتنا إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني». وأضاف أن «مسألة المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من مباحثاتنا في واشنطن»، مضيفاً: «نتمنى عودة واشنطن وطهران إلى مباحثات فيينا». وأوضح وزير الخارجيَّة أن «التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأميركا مهم للعراق».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
TT

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، والحرب في قطاع غزة، واتفاق الرهائن.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، أنه لا توجد أي بيانات أو معلومات رسمية بشأن المكالمة الهاتفية.

وذكرت تقارير أن الجانبين ناقشا اتفاقاً محتملاً بشأن الرهائن، والحرب ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة، والوضع في سوريا.

وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، (الخميس)، بأن انطباعاً تَكوَّن لديه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدٌّ لاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، إثر لقائه نتنياهو: «نتطلع الآن إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار» في غزة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة الرهائن جميعاً إلى ديارهم... لديّ انطباع أن رئيس الوزراء مستعد لإبرام صفقة».

وقال سوليفان إن مقاربة «حماس» للمفاوضات تغيّرت، ناسباً ذلك إلى إطاحة حليفها بشار الأسد في سوريا، ودخول وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» الآخر، حيّز التنفيذ.