تعاون مصري - أميركي لمجابهة الزيادة السكانية

من خلال مشروع «أسرة» لتعزيز السلوكيات الصحية

جانب من المؤتمر الصحافي لإطلاق مشروع «أسرة» (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لإطلاق مشروع «أسرة» (الشرق الأوسط)
TT

تعاون مصري - أميركي لمجابهة الزيادة السكانية

جانب من المؤتمر الصحافي لإطلاق مشروع «أسرة» (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لإطلاق مشروع «أسرة» (الشرق الأوسط)

أطلقت مصر، اليوم (الثلاثاء)، مشروعاً ممولاً من هيئة المعونة الأميركية، يعتمد تعزيز السلوكيات الصحية للمصريين، لا سيما الشباب منهمن بهدف مجابهة الزيادة السكانية.
يحمل المشروع اسم «أسرة»، ويجري تنفيذه بالشراكة بين وزارة الصحة والسكان المصرية، ومؤسسة «باثفايندر إنترناشيونال» (مؤسسة دولية مهتمة بقضايا الصحة الإنجابية)، وتموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمبلغ 39 مليون دولار.
يستهدف مشروع «أسرة» تسهيل وصول المواطنين إلى معلومات مهمة حول تنظيم الأسرة الطوعي، والاستشارات الطبية، ووسائل منع الحمل، والخدمات ذات الصلة، مع تعزيز المعرفة بالصحة الإنجابية، ما يُسهم -حسب القائمين عليه- في الحد من الزيادة السكانية.
والزيادة السكانية واحدة من القضايا المدرجة على أجندة القيادة المصرية، منذ الستينات من القرن الماضي؛ حيث أسست عام 1965 المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة. وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة من «مخاطر النمو السكاني». وقال خلال افتتاح أحد المشروعات القومية نهاية العام الماضي، إن «النمو السكاني سيأكل البلد». وطالب جميع مؤسسات الدولة بالعمل من أجل وضع حد لهذا «الخطر».
وقالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، في كلمتها خلال إطلاق المشروع في المتحف المصري الكبير، إن «قضية الزيادة السكانية تحظى باهتمام القيادة السياسية، والحكومة، وحتى المجتمعات المحلية، لما لها من عواقب وخيمة تتمثل في زيادة نسب الفقر»؛ مشيراً إلى أن «الحكومة تسعى لمجابهة الزيادة السكانية، وتعمل على محورين: تقليل عدد أفراد الأسرة، وتحسين نوعية الحياة، ما يُسهم في تحقيق استراتيجية الدولة الرامية للاستثمار في البشر».
ويستمر مشروع «أسرة» خمس سنوات، ويستهدف نحو 10.6 مليون مواطن في 625 قرية، في 10 محافظات مصرية. وتبدأ المرحلة الأولى منه في محافظات: الشرقية، والفيوم، وسوهاج، وأسيوط، مع خطط للتوسع في البحيرة والدقهلية والجيزة وبني سويف والمنيا وقنا. ويحظى المشروع بدعم من عدة وزارات لديها مبادرات في مجال الحد من الزيادة السكانية، ومن بينها وزارات: التضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والأوقاف، إضافة إلى المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، والكنيسة المصرية.
وقال السفير دانيال روبنستين، القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة، إن «بلاده استثمرت أكثر من 435 مليون دولار في مجال الصحة الإنجابية بمصر، على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ما انعكس تعزيزاً للصحة الإنجابية».
ويتجاوز تعداد سكان مصر 104 ملايين شخص، حسب تقديرات الساعة السكانية للشهر الجاري. ومن المتوقع أن يصل عام 2032 إلى 124 مليوناً، في حالة ثبات معدل الإنـجاب عند 2.9 مولود لكل سيدة، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وقال الدكتور محمد أبو نار، الممثل الإقليمي لمؤسسة «باثفايندر الدولية»، إن «المشروع يوفر استجابة سريعة لمختلف الاحتياجات، ما يضمن تحقيق تغيير مستدام في الأسرة».
ويسعى مشروع «أسرة» إلى تعزيز وصول الرجل والمرأة إلى معلومات قيمة حول تنظيم الأسرة الطوعي، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية، إضافة إلى تمكين الشباب وتوسيع آفاقهم بمعلومات صحية، وتشجيع النساء والرجال على إقامة علاقات أسرية متوازنة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
TT

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

علقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام عالمي لرصد الجوع قبيل صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، وهي خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.

وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي «بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته». ومن المتوقع أن ينشر التصنيف اليوم الثلاثاء تقريرا يفيد بأن المجاعة انتشرت في خمس مناطق في السودان وقد تمتد إلى 10 مناطق بحلول مايو (أيار)، وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

وجاء في الوثيقة «يمثل هذا تفاقما وانتشارا لم يحدثا من قبل لأزمة الغذاء والتغذية، نتيجة الصراع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية».