تشكيلات نقابية إيرانية تكشف قائمة مطالب وتدعم الاحتجاجات

رسمة للشابة الإيرانية مهسا أميني تظهر خلال أحد الاحتجاجات ضد وفاتها (رويترز)
رسمة للشابة الإيرانية مهسا أميني تظهر خلال أحد الاحتجاجات ضد وفاتها (رويترز)
TT

تشكيلات نقابية إيرانية تكشف قائمة مطالب وتدعم الاحتجاجات

رسمة للشابة الإيرانية مهسا أميني تظهر خلال أحد الاحتجاجات ضد وفاتها (رويترز)
رسمة للشابة الإيرانية مهسا أميني تظهر خلال أحد الاحتجاجات ضد وفاتها (رويترز)

أصدر 20 تشكيلاً نقابياً ومدنياً مستقلاً في إيران بياناً مشتركاً يدعم احتجاجات «المرأة... الحياة... الحرية» التي أشعلت فتيلها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) الماضي، محددةً «أدنى المطالب» لمختلف شرائح المجتمع الذين شاركوا في المسيرات المناهضة للحكومة.
وقالت النقابات في بيان إنه «في الذكرى الـ44 لثورة 1979، انغمست البنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلاد في دوامة من الأزمات والتفسخ بحيث لا يمكن تصور أي نهاية في إطار الهيكل السياسي الحالي». وأضافت النقابات والتشكيلات في بيانها أن «حركة الاحتجاج الأخيرة كانت تهدف إلى إنهاء قيام أي سلطة من الأعلى للأدنى، وأن تكون بداية ثورة اجتماعية وحديثة وإنسانية لخلاص الشعب الإيراني من أنواع الظلم والتمييز والعبودية والاستبداد والديكتاتورية». وأشاد بيان النقابات؛ الذي تناقلته وسائل إعلام ناطقة بالفارسية في الخارج، بما وصفها بـ«الاحتجاجات الجذرية»، وقال إنها «ضد معاداة المرأة والتمييز على أساس الجنس، وانعدام الأمن الاقتصادي اللامتناهي، واستعباد القوى العاملة، والفقر والبؤس والقمع الطبقي والقهر الوطني والديني».
ويحمل البيان توقيع مجموعات نقابة عمال «الشركات الوطنية»، ونقابات المعلمين، واتحاد نقابات الطلاب، ونقابة المتقاعدين، ومركز المدافعين عن حقوق الإنسان، واللجنة التنسيقية لعمال شركات النفط، والاتحاد الحر للعمال، واللجنة التنسيقية لنقابات المزارعين... وغيرها
ويحدد البيان 12 مطلباً وصفها بأنها هي «الأدنى» في الحراك الاحتجاجي، وتتضمن المطالب إطلاق سراح غير مشروط وعاجلاً لجميع السجناء، وحرية العقيدة والتعبير والفكر والصحافة والأحزاب والتشكيلات النقابية، وإلغاءً عاجلاً لأي من العقوبات التي تصل إلى الإعدام، والإعلان الفوري عن المساواة الكاملة في الحقوق بين المرأة والرجل، وضمان سلامة العمل، والأمن الوظيفي، وإزالة الأجهزة القمعية، وعدم تدخل الدين في القوانين.
كما يطالب البيان بإنهاء «التدمير البيئي»، وبـ«تطبيع العلاقات الخارجية» و«منع عمالة الأطفال وتأمين وضعهم المعيشي والتعليمي»، بالإضافة إلى «مصادرة أموال الضالعين في نهب أموال الشعب»؛ سواء أكانوا أفراداً أم كيانات؛ حكومية وغير حكومية.
ويحض البيان عموم الإيرانيين على رفع «لواء» هذه المطالب، التي وصفها بأنها مطالب كل النقابات والشرائح الموقعة عليه، وقال إنه «الميثاق الذي يركز على الوحدة وترابط الحركات والمطالب الاجتماعية، ويركز على الكفاح من أجل إنهاء هذا الوضع غير الإنساني والمدمر الحالي».
وفي وقت تحاول فيه السلطات الإيرانية إعادة الهدوء للبلاد، تسعى أوساط معارضة إلى طرح بديل للنظام، مع تمسك المحتجين بمواصلة حراكهم ضد الهيئة الحاكمة، بأنماط مختلفة. ودعا الزعيم الإصلاحي، ميرحسين موسوي من مقر إقامته الجبرية، إلى صياغة دستور جديد وعرضه للاستفتاء، وإجراء انتخابات حرة بهدف تخطي «الجمهورية الإسلامية»، وعارضه الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، الذي أصدر بياناً يعارض إطاحة النظام.
في الخارج الإيراني، تناقش مختلف الأطراف في المعارضة الإيرانية طرح بدائل للنظام الحاكم. وينقسم الإيرانيون بين توجهات عدة؛ فمنهم من يريدون العودة إلى نظام الشاه، ومنهم من يريدون إقامة جمهورية علمانية مع إبعاد رجال الدين من السياسة. وتقول «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)» إن السلطات اعتقلت نحو 20 ألفاً فيما يتعلق بالاحتجاجات التي تتهم إيران أعداء أجانب بتأجيجها.
وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن أكثر من 500 قُتلوا في حملة قمع السلطات للاحتجاجات؛ بينهم 70 قاصراً. وذكر القضاء الإيراني أن 4 أعدموا شنقاً.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل تعلن مقتل 2 من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن مقتل 2 من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إنه قتل شخصين شمال قطاع غزة ممن شاركوا في هجمات حركة «حماس» المباغتة في إسرائيل قبل أكثر من 14 شهراً.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أحدهما قاد هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي قرب الحدود مع قطاع غزة، أسفر عن مقتل 14 جندياً إسرائيلياً.

وأشار إلى أن الرجل هاجم قوات إسرائيلية أيضاً في قطاع غزة في الحرب التي أعقبت الهجوم.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية قتلته في مبنى مدرسة سابقة في مدينة غزة.

ولفت الجيش إلى أنه قتل رئيس وحدة الطيران المظلي بالحركة، الذي قاد تحرك الحركة في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) جواً، في ضربة منفصلة في جباليا.

ولم يحدد الجيش وقت مقتل الرجلين بالتحديد.

كانت عملية «طوفان الأقصى» التي شنّتها «حماس» قد أسفرت عن مقتل 1200 جندي ومدني إسرائيلي واحتجاز قرابة 240 رهينة تم اقتيادهم إلى قطاع غزة، ورداً على ذلك شنّت إسرائيل هجمات وغزواً برياً للقطاع تسبب في كارثة إنسانية وتدمير البنية التحتية ونقص شديد في المواد الغذائية والأدوية ومقتل وإصابة أكثر من 150 ألف شخص.