هل تعد «دراما الأسرة» وصفة «مضمونة» لجذب المصريين؟

أحدثها «جروب العيلة» و«موضوع عائلي» وقبلهما «إيجار قديم»

مسلسل «أبو العروسة»
مسلسل «أبو العروسة»
TT

هل تعد «دراما الأسرة» وصفة «مضمونة» لجذب المصريين؟

مسلسل «أبو العروسة»
مسلسل «أبو العروسة»

تبدو المفارقات «العائلية» التي لا تخلو من حسّ ساخر، هي المشهد الأبرز في عالم المسلسلات الدرامية خلال الفترة الأخيرة في مصر، حيث حكايات البيوت، وسُكان «العمارة» ومناوشات «الجيران» مادة مشاهدة تحصد نسب مشاهدات «مرتفعة ولافتة».
ويُجدد النجاح الذي يلقاه كل من مسلسلي «موضوع عائلي» و«جروب العيلة» حالياً، التساؤل حول ما إذا كان المحتوى الدرامي الذي يعتمد على دراما أسرية «وصفة مضمونة» للنجاح؟ ويرى مراقبون أن «النجاح يُمكن التقاط مؤشراته من ارتفاع نسب المشاهدة، وطول الفقرات الإعلانية التي تتخلل المشاهدة على شاشات التلفزيونية التي يذاع من خلالها تلك الأعمال، علاوة على تداول مقاطع تلك المسلسلات على منصات (السوشيال ميديا)».
ودفع نجاح بعض المسلسلات إلى إنتاج أجزاء منها، استثماراً لترقب المشاهدين لمواصلة حكايات أبطال المسلسل، منها مسلسل «سابع جار»، وهو إنتاج 2017. الذي تم إضافة جزء ثانٍ له، ومسلسل «أبو العروسة»، إنتاج 2017، الذي وصل عدد أجزائه إلى ثلاثة أجزاء. وكلاهما كرّس مساراته الدرامية للمفارقات بين الأجيال المختلفة، وتعزيز قيّم الترابط الأسري، والنظر لفكرة الأسرة وعلاقتها بالجيران كمجتمعات صغيرة.
وكان المشاهد قد تابع الجديد لدى عائلة الأستاذ عبد الحميد في مسلسل «أبو العروسة»، وعائلة الشقيقتين لمياء وليلى في مسلسل «سابع جار»، وعائلة الجدة زينب في مسلسل «جروب العيلة».
وقال الناقد الفني المصري، محمد عدوي، إنه «رغم حالة الاستقبال الإيجابي لمسلسلات (العائلة) من جانب الجمهور؛ فإن مسألة (الوصفة الفنية مضمونة النجاح) قد تشير إلى (عيوب) لدى صناع الدراما»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاعتماد على النجاح المسبق الذي حققته أعمال مشابهة، يجعل اختيارات صناع الدراما أقرب لاختيارات (التجار)، فإذا راج مُنتج ما مثلاً، سرعان ما تمتلئ السوق بهذا المنتج أو شبيهه، فاللعب على المضمون والنجاح الجاهز، هو أزمة، وهو ما يشبه صيحة رواج الأفلام الكوميدية التي تعتمد على الشباب، في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وخرج عندها المصطلح الشهير (السينما النظيفة)». ويشير عدوي إلى أن «جانباً كبيراً من المشاهدين المصريين يميلون للمشاهدة (الآمنة)، لا المشاهدة التي تكسر ثوابتهم، وهو أمر يفهمه المنتجون جيداً، ونتيجة ذلك فإن (دراما العائلة) تلقى رواجاً كبيراً في المجتمعات المحافظة بشكل عام».
وطالما ارتبط السياق العائلي بموضوعات المسلسلات الدرامية في مصر، منذ الثمانينيات من القرن الماضي، لعل أبرزها «عائلة شلش»، و«أهلا بالسكان»، و«يوميات ونيس»؛ إلا أنها تراجعت تدريجياً مع بدايات الألفية الثالثة، ثم ما لبثت أن عادت بكثافة قبل سنوات على الخريطة الدرامية التلفزيونية والرقمية، وعادة ما تحمل عناوينها اشتقاقات من كلمة «العائلة»، وتعتمد على «البطولة الجماعية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


حمدوك يخشى «إبادة جماعية» في السودان على غرار رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يخشى «إبادة جماعية» في السودان على غرار رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

حذر رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي

وأعرب حمدوك الذي يترأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات كثيرة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم»، التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، الذي حضره عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب مسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين.