تركيا تنتقد تمديد مهمة القوة الأممية في قبرص

رفضت ما ورد في قرار مجلس الأمن بشأن منطقة فاروشا

شريط شائك يفصل بين الشطرين القبرصي والتركي في نيقوسيا (أ.ب)
شريط شائك يفصل بين الشطرين القبرصي والتركي في نيقوسيا (أ.ب)
TT

تركيا تنتقد تمديد مهمة القوة الأممية في قبرص

شريط شائك يفصل بين الشطرين القبرصي والتركي في نيقوسيا (أ.ب)
شريط شائك يفصل بين الشطرين القبرصي والتركي في نيقوسيا (أ.ب)

انتقدت تركيا قرار مجلس الأمن تمديد مهمة القوة الأممية لحفظ السلام في جزيرة قبرص لمدة عام، من دون موافقة ما يسمى «جمهورية شمال قبرص التركية» غير المعترف بها إلا من جانب أنقرة.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن مجلس الأمن اعتمد، الاثنين، قراراً بتمديد مهمة القوة الأممية في قبرص لمدة عام، معتبرة أن المجلس «يتجاهل، بشكل منفصل عن الواقع على الأرض، إرادة جمهورية شمال قبرص التركية حل الدولتين، ويصر على نماذج الحل الفاشلة والتي تمت تجربتها عديد المرات».
وأضافت الخارجية التركية، في بيان، أن القرار تجاهل مرة أخرى ممارسات الحظر «اللاإنسانية وغير القانونية» المفروضة على الشعب القبرصي التركي. وأكدت دعمها الكامل لبيان وزارة الخارجية في شمال قبرص حيال القرار.
في الوقت ذاته، عبّرت الخارجية التركية عن رفضها ما ورد في قرار مجلس الأمن بشأن قضية منطقة فاروشا السياحية (ماراش حسب التسمية التركية)، الواقعة ضمن مدينة فاماغوستا على الخط الفاصل بين شطري الجزيرة القبرصية الشمالي والجنوبي، ودعمها الكامل للخطوات المتخذة من قبل سلطات شمال قبرص التركية، التي راعت حقوق أصحاب الملكية بمنطقة «ماراش»، ومصالح شعبي الجزيرة. وجددت تأكيدها أن فاروشا (ماراش) هي إحدى أراضي جمهورية شمال قبرص التركية.
وكانت سلطات شمال قبرص فتحت، بدعم من أنقرة في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، جزءاً من ساحل منطقة فاروشا الواقعة ضمن مدينة فاماغوستا، بعد إغلاق دام 46 عاماً، بموجب اتفاقيات عقدت مع الجانب القبرصي اليوناني، عقب عملية عسكرية نفذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.
وزار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشطر الشمالي من قبرص، في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، بمناسبة الذكرى الـ37 لإعلان قيام ما يسمى بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» من جانب واحد، والتي لم تعترف بها سوى تركيا، كما زار منطقة فاروشا التي كانت منتجعاً سياحياً فخماً وباتت «مدينة أشباح» ضمن المنطقة العازلة التي أقامتها الأمم المتحدة. وقُسمت الجزيرة بعد الاجتياح التركي للشمال في 1974.
وقال إردوغان، في تصريحات من شمال قبرص، إن «هناك شعبين ودولتين منفصلتين في قبرص... يجب أن تجري محادثات من أجل التوصل إلى حل على أساس دولتين منفصلتين».
وجاءت زيارة إردوغان إلى شمال قبرص، وسط توتر شديد في منطقة شرق البحر المتوسط، بسبب أنشطة التنقيب التركية عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص واليونان. ونددت جمهورية قبرص بزيارته إلى فاروشا باعتبارها «استفزازاً غير مسبوق».
وقال إردوغان، في تصريحات، إن هذا المكان (فاروشا) كان مغلقاً منذ سنوات، لكن آن الأوان لإطلاق مبادرات». ووعد بتعويضات للقبارصة اليونانيين الذين خسروا أرضهم ومنازلهم وأعمالهم في فاروشا، قائلاً إنه «إذا تقدم أصحاب الحق بطلب للجنة الممتلكات، فسيتم دفع تعويضات عن أملاكهم».
وندد الاتحاد الأوروبي بالتصرفات التركية التي أكد أنها تتعارض مع الشرعية الدولية في قبرص، والتي تمثلت في إعادة فتح منتجع «فاروشا»، ومطالبتها بحل الدولتين في قبرص، ودعاها إلى التصرف بمسؤولية، في الوقت الذي رفضت فيه اليونان وقبرص الزيارة التي قام بها إردوغان إلى فاروشا. واستنكر الاتحاد إعادة فتح منطقة فاروشا، والبيانات التي صدرت عن الجانب التركي في هذا السياق، والتي «تشكك في مبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة بالنزاع في قبرص».
وندد رئيس مجلس النواب القبرصي أداموس أدامو، بالزيارة ووصفها بـ«غير القانونية»، مؤكداً أنها تشكل «استفزازاً غير مقبول على الإطلاق»، قائلاً: «ندين بشتى الطرق هذه المحاولة الجديدة التي تسعى لخلق أمر واقع جديد ضد سكان فاماغوستا وكل قبرص... ولن يتم التوقف عن السعي لتوحيد قبرص على أساس قرارات الأمم المتحدة وعودة فاماغوستا، التي تشكل فاروشا جزءاً منها، إلى سكانها وأصحابها الشرعيين، كما نص عليه قرارا مجلس الأمن الدولي 550 و789».
وتأسست القوة الأممية في قبرص بقرار من مجلس الأمن عام 1964، ويبلغ قوامها 796 عنصراً عسكرياً و65 عنصراً من الشرطة.
وكانت آخر محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة حول إعادة توحيد الجزيرة فشلت في عام 2017. وتعد هذه التصريحات نكسة جديدة لجهود إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسومة بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والشطر الشمالي الذي تحتله تركيا منذ غزو قبرص في 1974.
وتظاهر قبارصة يونانيون ضد زيارة إردوغان عند معبر على طول المنطقة العازلة.


مقالات ذات صلة

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الاقتصاد الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

ارتفعت اسعار العقارات بشكل حاد في مدينة ليماسول الساحلية القبرصية، مع إقبال كبير للإسرائيليين واستعداد روس أو أوكرانيين لدفع إيجارات باهظة، فيما يواجه القبارصة صعاباً في العثور على سكن فيها. كانت ايليني كونستانتينيدو تستأجر شقة قرب الشاطئ لقاء 400 يورو في 2016، لكنها تحتاج الآن، على حد قولها، إلى دفع "1500 يورو على الأقل من أجل شقة مؤلفة من غرفتين" في ليماسول، المدينة الواقعة في جنوب الجزيرة المتوسطية. واضطرت الشابة، مع زوجها واطفالها، للانتقال والعيش مع والديها، نظراً لعدم تمكنها من دفع هذا المبلغ. وقالت الشابة التي ولدت في ليماسول، ثاني أكبر مدينة في البلاد والبالغ عدد سكانها حوالي 176 ألف ن

شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيريه الجزائري أحمد عطاف، والقبرصي كونستانتينوس كومبوس، التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تبادل معهما وجهات النظر حيالها. جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين، هنأ فيهما الأمير فيصل بن فرحان، عطاف وكومبوس، بمناسبة توليهما منصبيهما الجديدين، وتناولا العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من الجزائر وقبرص، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم خريستودوليدس يلتقط صوراً مع أنصاره بعد الإدلاء بصوته أمس (إ.ب.أ)

خريستودوليدس يفوز برئاسة قبرص

تصدر وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، اليوم (الأحد)، في الجزيرة الواقعة بشرق البحر المتوسط، والعضو في الاتحاد الأوروبي، حسبما أظهرت استطلاعات رأي أوردتها قنوات تلفزيونية محليّة. وواجه خريستودوليدس (49 عاماً) في الدورة الثانية دبلوماسياً آخر هو أندرياس مافرويانيس (66 عاماً) في انتخابات تركزت رهاناتها على مكافحة التضخم والفساد. وبلغت نسبة المشاركة 72.2 في المائة حسب مصدر رسمي.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم المرشح الرئاسي وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس (Cyprus Forum 2022)

وزير خارجية سابق يتصدر سباق الرئاسة في قبرص

أفادت هيئة البث الرسمية القبرصية (سي واي بي سي)، بأن المرشح الرئاسي القبرصي نيكوس كريستودوليدس يتصدر في استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات اليوم (الأحد)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت هيئة البث إن كريستودوليدس حصد نسبة أصوات ما بين 50.5 إلى 53.5 في المائة من التصويت مقارنة بأندرياس مافرويانيس الذي حصد ما بين 46.5 إلى 49.5 في المائة. وأفادت هيئات بث أخرى بأن كريستودوليدس متقدم. وكريستودوليدس (49 عاماً) هو وزير الخارجية السابق، فيما كان الدبلوماسي مافرويانيس (66 عاماً) كبير المفاوضين في محادثات السلام مع القبارصة الأتراك، وممثلاً دائم

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم من الاقتراع في مدينة ليماسول (أ.ف.ب)

قبرص تختار رئيساً جديداً وسط تحديات التضخم والفساد... واللجوء

أدلى القبارصة بأصواتهم، الأحد، لانتخاب رئيس، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين. ويبدو وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاماً) الذي يقدم نفسه على أنه «مستقل»، المرشّح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، وهو الذي يحظى بتأييد الأحزاب الوسطية. وكان هذا الدبلوماسي وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أناستاسيادس بين 2018 و2022.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وتمثل المطالبة بوقف إطلاق النار الواردة في القرار الذي جرت الموافقة عليه بأغلبية 158 صوتا تصعيدا من جانب الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا والتي دعت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى هدنة إنسانية فورية في غزة ثم طالبت بها بعد شهرين.