«رؤية»... منحوتة فنية تعكس تطلعات المرأة السعودية

في ملتقى «طويق» للنحت بنسخته الـ4

الفنانة نهى الشريف في أثناء تنفيذ عملها الفني {رؤية}
الفنانة نهى الشريف في أثناء تنفيذ عملها الفني {رؤية}
TT

«رؤية»... منحوتة فنية تعكس تطلعات المرأة السعودية

الفنانة نهى الشريف في أثناء تنفيذ عملها الفني {رؤية}
الفنانة نهى الشريف في أثناء تنفيذ عملها الفني {رؤية}

تركز الفنانة السعودية نهى الشريف على ملاحقة الوقت لإنجاز منحوتة فنية ضمن مشاركتها في ملتقى «طويق» للنحت، حيث تلتقي مع فنانين دوليين ومحليين لتنفيذ أعمالهم الفنية والبحث عن روح الانسجام ومعانيه، الذي اتخذه الملتقى في نسخته الرابعة شعاراً له.
وتحتفي منحوتة الشريف التي حملت اسم «رؤية»، بالتجربة الجديدة للمرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030، التي أطلقت آفاقاً غير مسبوقة لطموحها وتمكينها في الفضاء العام. ووظفت الشريف مجموعة عناصر تعكس هذا المعنى، وتتطلع إلى مستقبل واعد يفي بفرص تمكين المرأة ومضاعفة حضورها ودورها.
وقالت نهى الشريف عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم، إن عملها «رؤية»، مستلهم من رؤية السعودية 2030، ومن الحضارات القديمة التي عرفتها الجزيرة العربية خلال تاريخها، وأضافت: «يجمع العمل ثلاثة عناصر أساسية حاولت تجسيدها، وهي تشمل طائراً وامرأة وعيناً تتطلع إلى المستقبل، ونُفذت القطعة الفنية من خام الغرانيت، بطول ٣ أمتار وعرض نحو متر، ويستغرق العمل عليها 30 يوماً، للوصول إلى نتيجة ترضي الفنان والجمهور».
وترى الشريف في الملتقى فرصة ثمينة ومهمة لدعم مسيرة كل فنان تيسر له الانضمام إلى هذا الحدث الفني المهم، وأن مشاركة فنانين من دول مختلفة حول العالم، تُعد فرصة لتبادل الخبرات والثقافات، والاطلاع على تنوع تجارب الفنانين في النحت، وإبداعهم في التعامل مع الأحجار وتحويلها إلى تحف فنية، تكون محل دهشة وتأمل ومتعة.
وتعد هذه أولى مشاركات نهى الشريف في ملتقيات «طويق» للنحت، وهي حدث سنوي مُهم في مشهد الفن العالمي؛ حيث يلتقي في الرياض أبرز فناني النحت من السعودية ومختلف دول العالم لتقديم أعمال إبداعية في عرض حي ومباشر. كما تملك الشريف سجلاً من المشاركات الدولية في الصين وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، وترى أن الفن في السعودية يعيش أزهى مراحله، وتوضح: «نحن مقبلون على فجر جديد في هذا المجال نشهد خلاله اهتماماً كبيراً بالفن، وإطلاق عدد من المشاريع الواعدة التي تحتضن مرحلة جديدة للفن في السعودية»، آملة أن تجد هذه الأعمال التي احتضنتها ساحة النحت الحيّ في ملتقى «طويق» سبيلها إلى أعين الجمهور، وأن تزين مواقع من العاصمة السعودية، للمساهمة في تحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح.
ويشارك 8 فنانين سعوديين من ضمن 30 نحاتاً من مختلف دول العالم، في النسخة الرابعة من ملتقى طويق للنحت، ويعكفون منذ ثلاثة أسابيع على التعامل مع قطع من حجر الرياض والغرانيت السعودي في رحلة فنية وإبداعية لإنجاز أعمالهم الفنية ومنحوتاتهم التي تلتقي مع موضوع الملتقى «مدى الانسجام».
أسبوع واحد يفصلنا عن اكتمال رحلة المنحوتات الإبداعية، التي بدأت في ملتقى «طويق» للنحت، حيث اجتمع فنانون محليون ودوليون، لصناعة أعمال فنية إلهامية، وتمكّن الجمهور من مشاهدة هذه الرحلة الإبداعية في صنع المنحوتات، عبر الزيارات الدورية التي استقبلها الملتقى، والمشاركة في ورش العمل التفاعلية، والحوارات في تاريخ الفن العام ومستقبله.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».