النفط يصعد بدعم من بيانات أميركية قوية

{غولدمان ساكس} يحذر من مخاطر العقوبات على الطاقة الروسية

مضخة نفطية في ولاية نيوميكسيكو الأميركية (أ.ب)
مضخة نفطية في ولاية نيوميكسيكو الأميركية (أ.ب)
TT

النفط يصعد بدعم من بيانات أميركية قوية

مضخة نفطية في ولاية نيوميكسيكو الأميركية (أ.ب)
مضخة نفطية في ولاية نيوميكسيكو الأميركية (أ.ب)

واصلت أسعار النفط صعودها القوي يوم الجمعة، مواصلة مكاسبها لثاني جلسة على التوالي بدعم من بيانات اقتصادية أميركية قوية، وتصاعد آمال انتعاش الطلب بعد إعادة فتح الاقتصاد الصيني.
وبحلول الساعة 12:06 بتوقيت غرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.31 دولار أو 1.50 بالمائة لتصل إلى 88.78 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.28 دولار أو 1.58 بالمائة لتصل إلى 82.29 دولار للبرميل. وصعد الخامان بأكثر من 1 بالمائة يوم الخميس، واتجه برنت صوب تسجيل ثاني زيادة أسبوعية مع استمرار المكاسب.
ويعطي تحسّن بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في الولايات المتحدة بارقة أمل كَوْنَ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة، ما يقلل الخوف من تقلص النشاط الاقتصادي وما يترتب على ذلك بخصوص الطلب على النفط.
في الوقت نفسه قال مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها هذا الأسبوع إن عدد الإصابات الشديدة بمرض (كوفيد - 19) في الصين انخفض 72 بالمائة من ذروة بلغها هذا الشهر، بينما انخفض عدد المصابين في المستشفيات 79 بالمائة. وتشير هذه الأرقام إلى عودة الاقتصاد الصيني إلى الوضع الطبيعي، ما يعزز توقعات بتعافي الطلب على النفط.
ومن بين العوامل التي أدت إلى استمرار صعود النفط، ما ذكرته وكالة بلومبرغ نيوز يوم الخميس نقلاً عن مصادر مطلعة، وهو أن الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع يدرسان خطة لفرض حد أقصى لسعر المنتجات النفطية الروسية قدره 100 دولار للبرميل، وهو ما سيجري تطبيقه على مشتقات مثل وقود الديزل الذي يباع بعلاوة على سعر الخام. وأضاف تقرير الوكالة أنه سيتم تطبيق حد أقصى قدره 45 دولاراً للبرميل على المنتجات الخاضعة لخصم سعري مثل زيت الوقود.
لكن مجموعة غولدمان ساكس المصرفية الأميركية حذرت من أن فرض سقف على أسعار منتجات النفط الروسية والحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على استيرادها، سوف يثيران على الأقل قدراً أكبر من الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية، مقارنة بالحزمة السابقة من العقوبات التي فرضت على صناعة النفط الروسية.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون بلومبرغ، صرح نيكيل بهانداري مدير قسم الموارد الطبيعية وأبحاث الطاقة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في المجموعة أن صادرات الديزل من روسيا تمثل 15 في المائة من تدفقات الديزل على مستوى العالم، وكانت تمثل حتى مدة قريبة نحو 80 في المائة من الواردات إلى أوروبا.
وأوضح أنه فيما يتعلق بالمنتجات البترولية، فإن الصين والهند من الدول المصدرة للديزل، لذا فإن إعادة تحويل الصادرات سوف تثير مزيداً من الاضطرابات في سوق الطاقة. وجدير بالذكر أن العقوبات على قطاع النفط الروسي ستفرض في وقت تكون فيه مخزونات الديزل في العالم محدودة للغاية بالفعل.
وفي سياق مستقل، قال رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، فرحات بن قدارة، يوم الجمعة، إنه يتوقع إبرام المزيد من الصفقات مع الشركات الأجنبية، بعد أن وافقت شركة إيني الإيطالية على استثمار 8 مليارات دولار لاستخراج الغاز الطبيعي في ليبيا.
وقال بن قدارة، لوكالة بلومبرغ، إن قطاع الطاقة لم يشهد استثماراً بهذا الحجم منذ أكثر من ربع قرن، وإن هذه رسالة واضحة لمجتمع الأعمال الدولي مفادها أن الدولة الليبية قد تجاوزت مرحلة المخاطر السياسية. ونوه إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط تتفاوض بشأن استثمارات في الخزانات والبنية التحتية للطاقة، مثل خطوط أنابيب النفط مع شركات أخرى.
ومن المقرر أن توقّع إيني والمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، اليوم السبت، على اتفاق في طرابلس، بشأن تطوير حقليْ غاز قبالة الساحل الغربي لليبيا. وتستعد رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني لزيارة ليبيا قريباً لتعزيز إمدادات الطاقة بعد وقف إمدادات الغاز الروسي.
وكانت وكالة بلومبرغ قد نقلت الأربعاء عن بن قدارة قوله إن الحقلين المنتظرة تنميتهما يقعان في البحر المتوسط أمام سواحل ليبيا، ويمكن أن تصل طاقتهما الإنتاجية إلى 850 مليون قدم مكعبة يومياً. وتصدّر ليبيا حالياً الغاز إلى إيطاليا عبر خط أنابيب التيار الأخضر، رغم أنه لا يعمل بكامل طاقته. وتمتلك ليبيا أحد أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط في أفريقيا، كما أن قربها الجغرافي من أوروبا يجعلها واحدة من أكبر موردي الطاقة لها.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.