إطلاق صندوق للفعاليات الاستثمارية في السعودية

يرأسه ولي العهد ويستهدف تطوير 4 قطاعات واعدة

صندوق فعاليات استثماري مستقل لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للفعاليات والأحداث المتنوعة (الشرق الأوسط)
صندوق فعاليات استثماري مستقل لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للفعاليات والأحداث المتنوعة (الشرق الأوسط)
TT

إطلاق صندوق للفعاليات الاستثمارية في السعودية

صندوق فعاليات استثماري مستقل لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للفعاليات والأحداث المتنوعة (الشرق الأوسط)
صندوق فعاليات استثماري مستقل لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للفعاليات والأحداث المتنوعة (الشرق الأوسط)

أفصحَ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وليُّ العهد السعودي، أمس (الثلاثاء)، عن إطلاق صندوق جديد يُعنى بالفعاليات الاستثمارية، يتولَّى رئاسته، ويستهدف تطوير بنية تحتية مستدامة لدعم قطاعات أربعة واعدة في البلاد.
وتستهدف السعودية من خلال الصندوق الجديد، تطوير البنية التحتية الثقافية، والسياحية، والترفيهية، وكذلك الرياضية، لبناء شراكات استراتيجية وتعظيم الأثر في القطاعات المعنية وزيادة فرص جذب الاستثمارات الخارجية والمساهمة في تحقيق أهداف «رؤية 2030» من خلال بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.
وسيكون على الصندوق، الأول من نوعه، التزام المعايير الدولية وتعزيز محفظته الاستثمارية عبر تحقيق النمو المستدام في العائدات ومضاعفة الأصول، وتركز استراتيجيته على الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لتحسين البيئة وإثراء المجتمعات والتمسك بأعلى معايير الحوكمة، بالإضافة إلى بناء بنية تحتية مستدامة تهدف إلى زيادة المساهمة الاقتصادية.
ويعزز الصندوق الاستثماري، المشاركة في تحقيق مستهدفات الرؤية بتنويع مصادر الإيرادات غير النفطية، وزيادة حصة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3 إلى 10 في المائة بحلول 2030، إدراكاً لطموح الدولة في أن تصبحَ واحدةً من أكثر البلدان زيادة في العالم.
وسيركز عمل الصندوق على تطوير وزيادة فرص الاستثمار المباشر للشركات والبنوك الدولية، إلى جانب المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار) في 2045.
وسيعمل الصندوق السعودي الجديد على تعزيز الشراكات وآفاق الأعمال بين القطاعين العام والخاص وزيادة عدد فرص العمل للمواطنين.
... المزيد
 


مقالات ذات صلة

السعودية تعزِّز حضورها في سوق الذهب العالمية بدفع استثماري وتشريعي

الاقتصاد داخل أحد متاجر الذهب في السعودية (تصوير: تركي العقيلي)

السعودية تعزِّز حضورها في سوق الذهب العالمية بدفع استثماري وتشريعي

تُرسِّخ السعودية موقعها بوصفها لاعباً صاعداً في سوق الذهب العالمية، مستندة إلى ثروات معدنية تُقدَّر بأكثر من 9.4 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار).

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رسم تخيلي لمخطط «إكسبو 2030 الرياض» (الشرق الأوسط)

«إكسبو 2030 الرياض» ترسّي العقد الرئيسي للبنية التحتية على «نسما وشركاهم»

أعلنت شركة «إكسبو 2030 الرياض» ترسية العقد الرئيسي لأعمال البنية التحتية والمرافق الأساسية في موقع المشروع على مجموعة «نسما وشركاهم».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الإيرادات التشغيلية لقطاع التقنية في السعودية يسجل 66.6 مليار دولار

حققت إيرادات قطاع التقنية التشغيلية لمنظومة تقنية المعلومات والاتصالات بالسعودية قفزة نوعية لتبلغ 249.8 مليار ريال (66.6 مليار دولار) خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة (واس)

صادرات الخدمات السعودية تجلب 15.5 مليار دولار بدعم من السفر والنقل

كشفت الهيئة العامة للإحصاء، الأربعاء، عن بلوغ قيمة صادرات الخدمات من السعودية، للربع الثالث من العام الحالي، 58.2 مليار ريال (15.5 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية يرتفع 34.5 % بالربع الثالث

أظهرت نتائج الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، خلال الربع الثالث من عام 2025، أن قيمة صافي التدفقات بلغت 24.9 مليار ريال (6.6 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الحوثيون يقرّون بمقتل ممثلهم في غرفة عمليات «المحور» الإيراني

الغارات استهدفت مواقع اختباء ومراكز سرية للقيادة الحوثية (إعلام محلي)
الغارات استهدفت مواقع اختباء ومراكز سرية للقيادة الحوثية (إعلام محلي)
TT

الحوثيون يقرّون بمقتل ممثلهم في غرفة عمليات «المحور» الإيراني

الغارات استهدفت مواقع اختباء ومراكز سرية للقيادة الحوثية (إعلام محلي)
الغارات استهدفت مواقع اختباء ومراكز سرية للقيادة الحوثية (إعلام محلي)

توالت اعترافات الحوثيين بالخسائر التي لحقت بهم جراء الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت مخابئ عدة لهم في 2025 بصنعاء وصعدة، من بينهم عبد الملك المرتضى، ممثلهم في غرفة العمليات المشتركة للمحور المدعوم من إيران في لبنان والعراق وسوريا.

فبعد أيام من الإقرار بمصرع زكريا حجر، قائد وحدة الطيران المسيّر ومساعديه، ومسؤول هندسة الصواريخ، أعلنت الجماعة الحوثية أن المرتضى، المنحدر من محافظة صعدة، سيشيَّع من «جامع الصالح» في صنعاء، الخميس، حيث تُرجّح المصادر مقتله في الضربات الأميركية التي استهدفت مخابئ عدة للحوثيين في مارس (آذار) من عام 2025.

ومع استمرار اختفاء وزيرَي دفاع وداخلية الحوثيين، وقائد المنطقة العسكرية السابعة عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، تُظهر هذه الاعترافات حصيلة من الخسائر النوعية هي الأثقل منذ بدء عملية التمرد على السلطة المركزية في صنعاء منتصف عام 2004. كما أنها تكشف، وفق مصادر عسكرية، عن الأسباب الفعلية التي دفعت بالحوثيين إلى عرض الهدنة على الولايات المتحدة خلال استهداف السفن في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

المرتضى واحد من كبار قادة الجناح العسكري للحوثيين المرتبط بإيران (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته المصادر، فإن المرتضى ظل طيلة السنوات الماضية متنقلاً بين سوريا والعراق ولبنان ممثلاً للحوثيين في غرفة العمليات المشتركة لما يُسمى «محور المقاومة» الذي تدعمه إيران. ولعب دوراً محورياً في تنسيق العمل بين هذه المجموعات في البلدان الثلاثة، وسهّل نقل المقاتلين والأسلحة من إيران إلى اليمن، الذي عاد إليه بعد أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

مهام متعددة

طبقاً لبيانات ناشطي الجماعة الحوثية، فقد ظل المرتضى بعيداً عن الإعلام والتجمعات واللقاءات الشعبية، كحال بقية المسؤولين في الجناح العسكري، لكنه قاد معارك الجماعة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، والمواجهات التي شهدتها محافظة الحديدة، ووصلت خلالها القوات الحكومية إلى وسط عاصمة المحافظة، كما كان أحد قادة التمرد على السلطة المركزية، وتولى منذ عام 2009 قيادة مجموعة مسلحة أطلق عليها «لواء الإسلام».

بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، انتقل المرتضى إلى جنوب لبنان، حيث عمل ضمن جماعات تابعة لـ«حزب الله» في إطار عمل المحور المدعوم من إيران، إلا إن مقتل قادة «الحزب»، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله، وأهم قادة التشكيلات العسكرية، أرغمه على الانتقال إلى العراق ضمن مجموعة أخرى من العناصر الحوثية التي كانت تعمل مع التشكيلات هناك.

الحوثيون تكبدوا خسائر غير مسبوقة خلال عام 2025 (إ.ب.أ)

ووفق المصادر، فإن المرتضى أُعيد في مطلع عام 2025 إلى مناطق سيطرة الحوثيين، قبل أن تصطاده غارة أميركية في مارس، وفق تقديرات المصادر، في حين أعلنت الجماعة أنه سيدفن برفقة اثنين من القادة الآخرين قُتلوا في غارات مماثلة.

خسائر أخرى

وسط سلسلة الاعترافات، كشف ناشطون حوثيون عن مصرع مجموعة أخرى من الجناح العسكري، بعضهم كان يعمل في هندسة الصواريخ، من بينهم راجح الحُنمي، الخبير في القوة الصاروخية، والعميد إسماعيل الوجيه، والعميد أحمد إسحاق، والعميد محمد الجنيد، والعميد ماهر الجنيد، والعقيد علي المؤيد، والعقيد محمد الشرفي.

وفي السياق، كشفت المصادر عن أن العقيد أحمد حجر، الذي أقر الحوثيون بمقتله مع أخيه قائد وحدة الطيران المسيّر، كان يعمل في قسم المهام اللوجيستية المرتبطة بقوة الصواريخ وسلاح الطيران المسيّر، من خلال عمله في مكتب القيادي عبد الملك الدُرّة، المعيّن برتبة لواء نائباً لرئيس هيئة الإسناد اللوجيستي بوزارة الدفاع الحوثية.

ووفق ما أوردته منصة «ديفانس» المعنية بالشؤون الأمنية والعسكرية، فإن الدُرّة منخرط في أنشطة الدعم اللوجيستي لمنظومة الصواريخ الحوثية وسلاح الدُّرُون، ويُشرف على توفير الاحتياجات وتهريب وتوريد معدات من الخارج، وتأمين البنى التحتية ومخابئ الورشات ومراكز التجميع والصيانة.

الجماعة الحوثية تعتمد سياسة الاعتراف بخسائرها العسكرية بالتدريج (إ.ب.أ)

كما أنه يعمل نائباً للقيادي مسفر الشاعر، المتورط في أنشطة التهريب والمدرج على لوائح العقوبات، والمكلف الاستحواذ على الممتلكات العامة والخاصة عبر ما يُسمى «الحارس القضائي».

وذكرت المنصة أن الدُرّة عمل مع الحوثيين منذ بداية تأسيسهم في جبال صعدة، وهو ضابط سابق في الجيش اليمني، وعمل مع الجماعة مسؤولاً عن دائرة الإمداد والتموين، وقبلها عمل مسؤولاً للاستخبارات في القوات الجوية والدفاع الجوي، كما عمل مسؤولاً للدفاع الجوي بمحافظة الحديدة، وهو أحد القادة الذين يُحاكمون غيابياً أمام القضاء العسكري اليمني.


العليمي يطلب موقفاً دولياً جماعياً لردع تمرد «الانتقالي»

المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى للانفصال عن اليمن وإخضاع حضرموت والمهرة بقوة السلاح (أ.ب)
المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى للانفصال عن اليمن وإخضاع حضرموت والمهرة بقوة السلاح (أ.ب)
TT

العليمي يطلب موقفاً دولياً جماعياً لردع تمرد «الانتقالي»

المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى للانفصال عن اليمن وإخضاع حضرموت والمهرة بقوة السلاح (أ.ب)
المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى للانفصال عن اليمن وإخضاع حضرموت والمهرة بقوة السلاح (أ.ب)

عكس اللقاء الذي جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بالسفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، الأربعاء، حجم القلق من التصعيد السياسي والعسكري الذي ينفذه «المجلس الانتقالي الجنوبي»، في ظل ما وصفه العليمي بـ«التمرد المسلح» على سلطة الدولة وقراراتها السيادية، مؤكّداً الحاجة إلى موقف دولي جماعي وحازم لردع التهديدات التي تهدد وحدة اليمن وتقوض جهود السلام.

وبحسب الإعلام الرسمي، بحث العليمي مع السفير فاجن مستجدات الأوضاع في اليمن، وانعكاساتها الاقتصادية والأمنية، على ضوء التطورات المتسارعة في محافظتي حضرموت والمهرة، وما رافقها من تحركات قال إنها تعدّ خروجاً صريحاً عن إطار الدولة ومؤسساتها الدستورية.

وأكد العليمي تقدير القيادة اليمنية للشراكة مع الولايات المتحدة، ولدور واشنطن المحوري في دعم أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وردع التهديدات الإرهابية المتشابكة، مشدداً على أن ما تواجهه الدولة اليوم لا يمكن توصيفه كتباينات سياسية عادية، بل هو تمرد مسلح على سلطة الدولة وقراراتها ومرجعيات المرحلة الانتقالية.

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مجتمعاً مع السفير الأميركي ستيفن فاجن (سبأ)

وأشار رئيس مجلس القيادة اليمني إلى تصعيد «الانتقالي» وأوضح أن هذا «التمرد أحدث فجوة خطيرة تهدد بتحويل اليمن إلى بؤرة اضطراب إقليمي واسع، وتقويض ما تحقق من تقدم نسبي في مسارات الأمن والاستقرار، ليس فقط على المستوى الوطني، بل الإقليمي والدولي، في ظل حساسية موقع اليمن وتأثيره المباشر على أمن الممرات البحرية وإمدادات الطاقة».

ولفت العليمي إلى أن انعكاسات هذه التحركات تجاوزت الداخل اليمني، وأثرت بصورة مباشرة على أولويات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها مواجهة الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني، ومكافحة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحماية أمن الملاحة الدولية وأمن دول الجوار.

وحذر من أن استمرار الإجراءات الأحادية خارج إطار الدولة أتاح للجماعة الحوثية إعادة التحشيد، وخلق بيئة مواتية لعودة الجماعات الإرهابية بعد أن كانت في أضعف حالاتها.

قرارات لحماية الدولة

شدد العليمي – وفق الإعلام الرسمي - على أن مكافحة الإرهاب تمثل قراراً سيادياً تمارسه مؤسسات الدولة اليمنية المختصة، لافتاً إلى أن القوات اليمنية، بدعم الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين، حققت نجاحات ملموسة في هذا الملف. وحذر من استخدام شعار مكافحة الإرهاب ذريعة لفرض أمر واقع بالقوة، أو تقويض مؤسسات الدولة الشرعية.

كما استعرض الجهود التي بذلتها رئاسة مجلس القيادة الرئاسي لتفادي التصعيد، وفي مقدمها توجيهاته الصريحة بمنع أي تحركات عسكرية خارج إطار الدولة، وإقرار خطة وطنية لإعادة التموضع في وادي حضرموت، والتي لم يتبقَّ منها سوى مرحلة واحدة، إضافة إلى تشكيل لجنة تواصل رفيعة المستوى بعد استنفاد جميع قنوات الحوار. كما أشار إلى تعطيل المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه لاجتماعات مجلس القيادة وأعمال الحكومة.

وأوضح العليمي أن القرارات الرئاسية الأخيرة جاءت وسيلة سلمية لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات، ودعم جهود التهدئة التي تقودها السعودية، وذلك استناداً إلى الدستور وبموجب الصلاحيات الحصرية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفي مقدمها القيادة العليا للقوات المسلحة وإعلان حالة الطوارئ، وفق إعلان نقل السلطة والقواعد المنظمة لأعمال المجلس، وبعد مشاورات مكثفة مع الجهات المعنية.

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن هذه القرارات لم تكن خياراً سياسياً، بل ضرورة دستورية لحماية الدولة والمواطنين واستعادة الأمن والاستقرار. في إشارة إلى قرار إعلان الطوارئ وطلب مغادرة القوات الإماراتية.

عدالة القضية الجنوبية

جدد العليمي التأكيد على التزام الدولة بحل منصف للقضية الجنوبية، باعتبارها قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وفق خيارات تقررها الإرادة الشعبية الحرة، مع رفض فرض أي حلول بالقوة أو اختزالها في تمثيل حصري، محذراً من أن اختطاف القضية الجنوبية يسيء إلى عدالتها ويقود إلى صراع طويل الأمد.

كما عبّر عن تقدير اليمن للدور الذي اضطلعت به الإمارات في مراحل سابقة، مشدداً في الوقت ذاته على أن دعم أي مكونات خارجة عن إطار القانون للإضرار بالمركز القانوني للدولة يمثل مخالفة صريحة لمرجعيات المرحلة الانتقالية وأسس تحالف دعم الشرعية، ويشتت الجهود عن مواجهة العدو الحقيقي.

العليمي مجتمعاً في الرياض مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ)

وأكد العليمي الحاجة الملحة إلى موقف دولي جماعي لإدانة وردع التهديدات التي فجرت هذه الأزمة، ودعم تطلعات اليمنيين لإنهاء الحرب واستعادة مؤسسات دولتهم الوطنية.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي ستيفن فاجن أنه جدد تأكيد دعم بلاده لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، وحرص واشنطن على مواصلة العمل مع القيادة اليمنية وشركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق السلام الشامل والعادل، وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها.


«منبوذ حيّاً وميتاً»... لغز المتعاونين الفلسطينيين في الظلّ الإسرائيلي

جنود بعثة «يونيسفا» ينقلون جثمان أحد الجنود القتلى (فيسبوك)
جنود بعثة «يونيسفا» ينقلون جثمان أحد الجنود القتلى (فيسبوك)
TT

«منبوذ حيّاً وميتاً»... لغز المتعاونين الفلسطينيين في الظلّ الإسرائيلي

جنود بعثة «يونيسفا» ينقلون جثمان أحد الجنود القتلى (فيسبوك)
جنود بعثة «يونيسفا» ينقلون جثمان أحد الجنود القتلى (فيسبوك)

في واحدة من أكثر قصص الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي التباساً، تكشف حكاية خليل دواس عن المصير المعقّد والغامض للفلسطينيين المشتبه بتعاونهم مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تختلط الخيانة بالضغط، والسرية بالعنف، وتنتهي القصة غالباً خارج أي سردية واضحة.

ففي 14 أكتوبر (تشرين الأول)، سلّمت حركة «حماس» أربع جثث إلى إسرائيل ضمن عملية تبادل للجثامين جرت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بوساطة أميركية.

وأكدت الفحوصات الإسرائيلية سريعاً هوية ثلاث جثث تعود لجنود قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، فيما أعلنت أن الجثمان الرابع لا يعود لأي جندي إسرائيلي، غير أن «حماس» أصرّت على روايتها، قائلة: «إنه واحد منكم»، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وبين الروايتين، برز اسم خليل دواس، الفلسطيني الذي تحوّل، وفق مصادر محلية، إلى رمز لـ«المنطقة الرمادية» في هذا الصراع، حيث لا يُقبل صاحبه في مجتمعه، ولا لدى الجهة التي يُشتبه بتعاونه معها.

وُلد دواس في جباليا شمال قطاع غزة، وانتقلت عائلته لاحقاً إلى الضفة الغربية، حيث استقرت في قرية تل قرب نابلس، قبل أن يحطّ رحاله في مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا. هناك، التحق في شبابه بإحدى الفصائل الفلسطينية، واعتُقل لاحقاً مرتين لدى إسرائيل، أمضى خلالهما أكثر من ست سنوات في السجون، كان آخرها اعتقالاً إدارياً عام 2020 في سجن «عوفر».

ويعتقد سكان المخيم أن تلك الفترة شكّلت نقطة التحوّل في حياته، فبحسب شهادات محلية، بدأ سلوكه يتغير بعد الإفراج عنه، وظهرت مؤشرات أثارت الشكوك، من بينها بيع ذخيرة بأسعار زهيدة وطرح أسئلة وُصفت بأنها «غير مألوفة». ومع اقتحام إسرائيلي واسع للمخيم مطلع عام 2023، تحوّلت الشكوك إلى اتهامات علنية.

وفي فبراير (شباط) من ذلك العام، اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم عقبة جبر بعد حصار استمر أياماً، وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة فلسطينيين. وبعد أيام، أوقفت السلطة الفلسطينية دواس للاشتباه بتعاونه مع إسرائيل، لكنها أفرجت عنه لاحقاً لعدم كفاية الأدلة، إلا أن الإفراج لم يُعِد له مكانته؛ إذ بات منبوذاً داخل مجتمعه، وتعرّض للاعتداء، قبل أن يُجبر على مغادرة أريحا.

سيارات «الصليب الأحمر» تنقل جثمان هدار غولدن في قطاع غزة نوفمبر الماضي (رويترز)

وبعد خروجه من المخيم، اختفى أثر دواس تماماً. ولم يُعرف عنه شيء لمدة عام كامل، إلى أن أعلنت «حماس» في مايو (أيار) 2024 أن مقاتليها قتلوا جنوداً إسرائيليين داخل نفق في جباليا. وبعد أيام، بثّت الحركة مقطع فيديو لجثة ترتدي زياً عسكرياً. كانت الجثة، بحسب من عرفوه، لخليل دواس.

ورغم وضوح هويته، بقيت الأسئلة معلّقة: كيف وصل إلى هناك؟ وبأي صفة؟ ولماذا كان يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً؟ أسئلة بلا إجابات، تعكس طبيعة هذا الملف المسكوت عنه.

لاحقاً، وبعد تسليم الجثامين، عرضت إسرائيل إعادة جثمان دواس إلى عائلته، غير أن العرض قوبل بالرفض. ويقول مسؤول فلسطيني في أريحا: «كان هناك إجماع على أن قبول الجثمان سيُفهم على أنه تساهل مع الخيانة. لذلك رُفض، حيّاً وميتاً».

في المجتمع الفلسطيني، يُعد الاتهام بالتعاون وصمة لا تزول، تمتد آثارها إلى العائلة والمقبرة معاً. وفي كثير من الحالات، تُمنع الجنازات أو تُؤجَّل، وقد يُرفض دفن الجثمان خشية ردود الفعل.

ويخلص باحثون إلى أن ملف المتعاونين يبقى من أكثر الملفات حساسية: محرجاً لإسرائيل، ومثقلاً بالخزي للفلسطينيين، ومحاطاً بصمت كثيف يجعل الوصول إلى الحقيقة شبه مستحيل.

حتى اليوم، لا يُعرف أين دُفن خليل دواس، إن دُفن أصلاً. قصة انتهت كما بدأت: في الظل، بلا اعتراف، وبلا قبول.