العراق: علاقتنا العربية دخلت مرحلة جديدة

أكد أن «خليجي ـ 25» في البصرة توفرت له «آفاق واسعة»

صورة نشرتها «الخارجية» العراقية على «تويتر» للمشاركة في الندوة
صورة نشرتها «الخارجية» العراقية على «تويتر» للمشاركة في الندوة
TT

العراق: علاقتنا العربية دخلت مرحلة جديدة

صورة نشرتها «الخارجية» العراقية على «تويتر» للمشاركة في الندوة
صورة نشرتها «الخارجية» العراقية على «تويتر» للمشاركة في الندوة

أعلن العراق أمس، دخولَ علاقته مع محيطه العربي «مرحلة جديدة»، مؤكداً أنَّ بطولة «خليجي - 25» المقامة حالياً على أرض مدينة البصرة سوف تسهم في تعزيز مكانة العراق السياسية عربياً وإقليمياً ودولياً.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان، إثر ندوة نظّمها «معهد الخدمة الخارجية» في الوزارة بعنوان «السياسة الخارجية والدبلوماسية الرياضية رسالة سلام ومودة بين الشعوب»، وشارك فيها عدد من السياسيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العرب والأجانب والباحثين والخبراء، إنَّه «جرى خلال الندوة تأكيد أنَّ تنظيم بطولة (خليجي - 25) في البصرة يُعد مدخلاً لتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق ودول الخليج العربي، كما تشكّل البطولة عاملاً إضافياً آخر يسهم في تعزيز مكانة العراق السياسية بالفضاءين العربي والإقليمي، وكذا الدولي، ويوفر له آفاقاً أوسع».
ويأتي انعقاد هذه الندوة في بغداد تزامناً مع بطولة «خليجي البصرة» التي تُختتم الخميس، وهو ما يأمله الخبراء والسياسيون على صعيد دعم لنوع من الدبلوماسية الرياضية بهدف تعزيز علاقات العراق مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
يُذكر أنَّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رفض الاعتذار عن تسمية «الخليج العربي» بدلاً من «الخليج الفارسي»، كما طلبت منه إيران. وقال في مقابلة مع قناة «دويتشه فيله» الألمانية، على هامش زيارته برلين الأسبوع الماضي: «نحن اليوم جزء في المنظومة العربية، وحريصون على ديمومة علاقتنا مع دول الخليج العربي».
وفي هذا السياق يرى السياسي العراقي وعضو البرلمان السابق حيدر الملا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بطولة كأس الخليج (البصرة 25) أوصلت رسالة واضحة جداً على صعيد متلازمة السياسة والرياضة معاً».
...المزيد



رئيس «مدن»: معرض «سعودي فود للتصنيع» يبرز التحول الاقتصادي للمملكة

الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «مدن»: معرض «سعودي فود للتصنيع» يبرز التحول الاقتصادي للمملكة

الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لـ«مدن» متحدثاً خلال افتتاح معرض «سعودي فود للتصنيع» (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، المهندس ماجد العرقوبي، على أهمية «معرض سعودي فود للتصنيع»، الذي انطلقت أعماله الثلاثاء، في تسليط الضوء على التحول الاقتصادي للمملكة، وتطوير القاعدة الصناعية لتحقيق «رؤية 2030»؛ وذلك للعمل على زيادة مساهمة القطاع في إجمالي الناتج المحلي، وجذب الاستثمارات النوعية، وخلق الفرص الوظيفية بالشراكة مع القطاع الخاص.

جاءت كلمة العرقوبي الافتتاحية لجلسات القمة السعودية لتكنولوجيا الأغذية، خلال انطلاق فعاليات النسخة الأولى من معرض «سعودي فود للتصنيع»، الذي يقام برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، ويستمر على مدار ثلاثة أيام في واجهة الرياض.

وقال العرقوبي إن مساهمة القطاع الصناعي في دعم الناتج المحلي زادت لتصل إلى 895 مليار ريال (238 مليار دولار)، في حين ضاعف عدد الوظائف إلى 2.1 مليون وظيفة، ونمت الصادرات غير النفطية إلى 557 مليار ريال (148 مليار دولار).

كما تشرف «مدن» على 36 مدينة صناعية، ويبلغ حجم المساحات المطورة في مدنها إلى 209 ملايين متر مربع، وتشكل صناعة الأغذية والمشروبات ما نسبته 20 في المائة من إجمالي عدد المصانع في المدن الصناعية، وهو ما يفتح الباب أمام إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية، وفقاً للعرقوبي.

يشار إلى أن المعرض يشارك فيه أكثر من 500 شركة عالمية من 35 دولة، من مختلف قطاعات المعالجة والتعبئة والمكونات.

وشهد اليوم الأول من المعرض الإعلان عن الفائزين في النسخة الأولى بجوائز صناعة الأغذية السعودية، وتهدف الجوائز إلى تكريم المنتجات والتقنيات المبتكرة التي تعزز الإنتاجية، وتوفر قدراً أكبر من الراحة، وتعزز الاستدامة في قطاع تصنيع الأغذية والمشروبات، وتوزّعت على ثلاث فئات، وفازت شركة «برينتاغ سبيشاليتيز» بجائزة أفضل ابتكار في المكونات، عن حل المكونات الذي قدمته لبديل الجبن النباتي على الطريقة اليونانية، في حين حصلت شركة «ملتيفاك» على جائزة أفضل ابتكار في التغليف عن سلسلة «تي إكس» والخدمات الذكية، في حين حصدت شركة «دي سي نوريس أند كو» على المركز الأول في المعالجة، حيث استخدمت تكنولوجيا البخار المتقدمة لإنتاج الغذاء المستدام.


وزيرا خارجية السعودية والسلفادور يبحثان الموضوعات المشتركة

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل الوزيرة ألكسندرا هيل تينوكو في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل الوزيرة ألكسندرا هيل تينوكو في الرياض (الخارجية السعودية)
TT

وزيرا خارجية السعودية والسلفادور يبحثان الموضوعات المشتركة

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل الوزيرة ألكسندرا هيل تينوكو في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل الوزيرة ألكسندرا هيل تينوكو في الرياض (الخارجية السعودية)

استقبل الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، نظيرته السلفادورية ألكسندرا هيل تينوكو، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وتطرق الوزيران خلال لقائهما في الرياض، إلى العلاقات بين البلدين، وفرص تعزيز تعاونهما في المجالات كافة.

جانب من استقبال الأمير فيصل بن فرحان للوزيرة ألكسندرا هيل تينوكو في الرياض (الخارجية السعودية)


عمال اليمن في يومهم العالمي... المعاناة مستمرة للعام العاشر

يمنيون بالقرب من جسر مشاة في صنعاء ينتظرون فرصة للعمل (الشرق الأوسط)
يمنيون بالقرب من جسر مشاة في صنعاء ينتظرون فرصة للعمل (الشرق الأوسط)
TT

عمال اليمن في يومهم العالمي... المعاناة مستمرة للعام العاشر

يمنيون بالقرب من جسر مشاة في صنعاء ينتظرون فرصة للعمل (الشرق الأوسط)
يمنيون بالقرب من جسر مشاة في صنعاء ينتظرون فرصة للعمل (الشرق الأوسط)

لم يكن يتخيل عبد القوي أن يأتي يوم يطوف فيه أغلب تجمعات حراج العمال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بحثاً عن فرصة عمل ثم يعود للمنزل نهاية كل يوم خالي الوفاض دون حتى قيمة خبز يشبع أطفاله.

بهذه العبارة يلخص عبد القوي الذي يعمل سباكاً بعض المعاناة والمتاعب التي يواجهها جراء ندرة الأعمال والركود غير المسبوق في أغلب القطاعات الحيوية، بما فيها قطاع البناء والتشييد في صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الانقلابيين.

يمنيون يصطفون على رصيف شارع بصنعاء بحثاً عن عمل (الشرق الأوسط)

ويتحدث عبد القوي (39 عاماً) وهو أب لثلاثة أولاد لـ«الشرق الأوسط»، عن عجزه التام منذ فترة في الحصول على فرصة عمل بالأجر اليومي، تمكِّنه من توفير ولو حتى الحد البسيط من المتطلبات الضرورية لأسرته.

كان عبد القوي قبل الانقلاب الحوثي ينشغل طوال يومه في العمل بتركيب أنابيب المياه النظيفة والصرف الصحي في المباني طور الإنشاء في مناطق متفرقة بصنعاء وضواحيها، لدرجة أنه لم يكن يحظى حينها بفرصة للراحة أو الجلوس مع عائلته، لتتحول معيشته بعد ذلك إلى واقع مؤلم.

ويؤكد عبد القوي أن التدهور الحاد والمستمر للأوضاع المعيشية دفعه وغيره من عمال الأجر اليومي للتردد في صباح كل يوم على أكثر من 12 تجمعاً لحراج العمال باتت تنتشر في أغلب تقاطعات وشوارع صنعاء؛ بحثاً عن عمل لكن دون جدوى.

ويعد حراج العمال في تقاطع جسر منطقة دار سلم جنوب صنعاء، وجسر الدوار الرابط بين شارعي الستين والرباط والمحاذي لمنطقة السنينة، وجسر شارع الزبيري من أكثر الأماكن التي تضم تجمعات الباحثين عن العمل بالأجر اليومي.

غياب الفرص

إلى جانب عبد القوي، يشكو عشرات الآلاف من اليمنيين من عُمال المهن اليومية المختلفة في المناطق تحت سيطرة الحوثيين من معاناة معيشية بالغة القسوة بسبب استمرار غياب فرص العمل، وركود غير مسبوق في قطاع الأعمال.

ويتحدث عمال الأجر اليومي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن استمرار تفاقم أوضاعهم وأسرهم المادية والمعيشية منذ الانقلاب واشتعال نيران الحرب، بسبب ما قالوا إنه ندرة العمل، وارتفاع تكلفة المعيشة.

الأسواق اليمنية بمناطق سيطرة الجماعة الحوثية تشهد مزيداً من الركود (أ.ف.ب)

ويشير نبيل الذي يعمل في مجال البناء إلى أن انعدام فرص العمل ناجم عن استمرار الركود الاقتصادي والعقاري غير المسبوق في صنعاء وبقية مدن سيطرة الجماعة الحوثية بفعل سياسات التدمير المنظم الذي قاد إلى توقف شبه كامل للحياة العامة، وأثر سلباً على حياة ومعيشة ملايين العمال.

وكانت تقارير نقابية يمنية تحدثت عن معاناة مستمرة يكابدها ما يزيد على 8 ملايين عامل يمني بالأجر اليومي وذويهم، جراء ندرة العمل، وانقطاع الرواتب، وتفشي البطالة، واتساع رقعة الفقر والجوع.

ويخسر سنوياً عشرات آلاف اليمنيين أعمالهم في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية نتيجة الجبايات؛ في حين دفع انقطاع الرواتب، طبقاً لتقارير محلية، نحو مليون و200 ألف موظف حكومي في السنوات الماضية إلى العمل بالأجر اليومي.

وفي تقرير لها، توقعت منظمة العمل الدولية أن تظل معدلات البطالة في المنطقة العربية (تشمل اليمن) مرتفعة عند 9.8 في المائة خلال العام الحالي. وأرجعت ذلك إلى التحديات الجيوسياسية التي تواجه البلدان العربية، منها اليمن منذ عقود، والتي خلفت تبعات واسعة النطاق على التنمية الاقتصادية وسوق العمل.

ولفت التقرير إلى أن اليمن وسوريا والعراق والأراضي الفلسطينية المُحتلة واجهت أزمات نزوح داخلي كبيرة، الأمر الذي فرض ضغوطاً هائلة على مواردها، واشتدت المنافسة على الوظائف والسكن.


تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»

محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
TT

تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»

محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)

أعلن تلفزيون «تي آر تي» اليوم الأربعاء أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أعلن انضمام بلاده إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، كانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت الشهر الماضي قرارا جديدا، بناء على طلب من جنوب أفريقيا، تطالب فيه إسرائيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت المحكمة إنه على إسرائيل ضمان عدم ارتكاب قواتها أي أعمال تشكل انتهاكا لحقوق الفلسطينيين في غزة.


استقرار الليرة اللبنانية لم يوقف ارتفاعات الأسعار… وتعميق الفقر

ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
TT

استقرار الليرة اللبنانية لم يوقف ارتفاعات الأسعار… وتعميق الفقر

ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)
ارتفعت تكلفة الغذاء في لبنان في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 51 % (أ.ف.ب)

تواصل مؤشرات التضخم في لبنان الاندفاع صعوداً، بفعل استمرار ارتفاع تكلفة الغذاء ربطاً بالأكلاف الإضافية الخارجية المترتبة على سلاسل الإمداد والنقل البحري جراء حرب غزة، ومعزّزة بارتفاعات أصابت بعض البنود الحيوية في الإنفاق المعيشي، لا سيما الزيادات اللاحقة بأكلاف إيجارات المساكن والتعليم ورسوم الخدمات العامة.

وأفضت البيانات المحدثة إلى تسجيل مستوى أعلى للرقم القياسي التراكمي للغلاء، والذي تعدّى حد 6300 نقطة مئوية بنهاية الفصل الأول من العام الحالي، مقارنة بنسبة قاربت 3700 نقطة للفترة عينها من العام الماضي، أي بزيادة بلغت 70 في المائة على أساس سنوي، في حين بلغ متوسّط الزيادة السنويّة في المؤشّر نحو 115 في المائة خلال الفصل الأوّل من العام الحالي.

ومع غياب خطّة لمعالجة الأزمة وبرنامج يؤدي إلى نموّ اقتصادي، فمن المرجّح، حسب أحدث تقييم صادر عن البنك الدولي، أن يزيد استنزاف رأس المال البشري والاجتماعي والطبيعي للبلاد، في حين يتوقّع انخفاض نسبة تضخّم الأسعار إلى 83.9 في المائة خلال العام الحالي، باعتبار أنّ جميع مكوّنات المؤشّر قد أصبحت مسعّرة بالدولار.

زيادات متواصلة

ولوحظ أنه رغم التقلّص النسبي الذي يسجله متوسط التضخم الشهري، بتأثير تلقائي من الاستقرار المتواصل في سعر صرف الليرة إزاء الدولار الأميركي، تسجّل كل مكوّنات المؤشّر زيادات مستمرة، بتأثير من بند تكلفة الغذاء الذي يشكل نسبة 20 في المائة من المجموع، حيث ارتفع هذا البند بنسبة تعدّت 51 في المائة خلال الفصل الأول، مكرساً بذلك تفاقم الاختلالات المعيشية الحادة التي تحاصر نحو 80 في المائة من إجمالي المقيمين، المصنفين في خانتي الفقر والفقر المدقع، من مواطنين ونازحين سوريين على وجه الخصوص.

وبالتوازي، برزت الزيادات المثيرة في بند تكلفة التعليم، التي سجلت ارتفاعاً بنسبة قاربت 600 في المائة بالمقارنة السنوية، كما طرأ ارتفاع كبير على بند تكلفة السكن بمكوناته المختلفة، وخصوصاً زيادة بنسبة 175 في المائة على رسوم القيمة التأجيرية للمالكين جراء اعتماد السعر الساري لليرة في سوق القطع في تحديد أكلاف الخدمات العامة والرسوم الحكومية، بينما سجلت الإيجارات ارتفاعاً سنوياً بمعدل 118 في المائة، وارتفعت أكلاف سكنية متصلة، كالغاز المنزلي والماء والكهرباء، بنحو 49 في المائة.

وبالمثل، وبنتيجة تحوّل جزء كبير من الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد نقدي بالدولار، ارتفع بند تكلفة الصحّة بنسبة 45 في المائة (يشكل نسبة 7.7 في المائة)، وبند تكلفة الاتّصالات بنسبة 29 في المائة (يشكل نسبة 4.5 في المائة)، بسبب لجوء أغلب المؤسّسات التعليميّة والاستشفائيّة وشركات الاتّصالات إلى التسعير بالدولار «الفريش»، بشكل جزئي أو كلّي، للخدمات التي تقدمها. كما أنّ بند أسعار المطاعم والفنادق ارتفع بنسبة 31 في المائة على صعيدٍ سنويّ (يشكل نسبة 2.8 في المائة)، ومعه زيادة بنسبة 71 في المائة في أسعار الاستجمام والتسلية والثقافة.

ولاحظ رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، أن بند المواد الغذائية هو الأقل تأثراً بالارتفاع الذي سجله مؤشر أسعار الاستهلاك على أساس سنوي، مع التنويه بتأثير عوامل خارجية، منها ارتفاع أسعار السلع عالمياً ورفع الدولار الجمركي من 1500 إلى 60 ألف ليرة، ثم إلى 85 ألف ليرة، في فترة 5 أشهر، إضافة إلى التوتر في البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن.

ضرورة رفع الحد الأدنى للأجور

في السياق نفسه، وخلال ندوة نقابية، لفت الباحث في «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، إلى أن المؤشر التراكمي للتضخم يفرض رفع الحد الأدنى للأجور إلى نحو 50 مليون ليرة، في حبن تم إقرار تصحيح جزئي من قِبل لجنة مؤشر الغلاء إلى نحو 18 مليون ليرة، مبيناً أن ارتفاعات نسب التضخم السنوية، حسب أرقام الإحصاء المركزي، سجلت منذ عام 2019، وبالتتالي السنوي، نسب 2.9 في المائة، و84.9 في المائة، و154.8 في المائة، و171.2 في المائة، لتبلغ الذروة القياسية في عام 2023 بتسجيل نسبة 221.3 في المائة.

أما من ناحية أكلاف المعيشة، فأوضح أن الأسرة المكونة من 4 أفراد، تحتاج شهرياً للعيش بالحدّ الأدنى، إلى 52 مليون ليرة، أو ما يوازي 580 دولاراً أميركياً، تتوزع كبنود بين فاتورة السلة الغذائية والاستهلاكية البالغة نحو 240 دولاراً، ثم إيجار المسكن، وتكلفة التزود بالكهرباء، والفاتورة الرسمية لاشتراك المياه، وفاتورة الاتصالات، وتكلفة المواصلات، والتعليم والألبسة، وفوقها تكلفة الدواء أو الطبيب من دون تكلفة استشفاء.


بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
TT

بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)

نالت طريقة تعامل السلطات الأميركية مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الكثير من الجامعات الأميركية انتقادات في الصين على خلفية الانتقادات التي تواجهها واشنطن إلى بكين في ملف حقوق الإنسان وقمع المعارضين.

من حركة الاحتجاج الطلابية في أميركا

وأعربت وسائل الإعلام الحكومية في الصين عن دعمها للاحتجاجات وأدانت ما وصفته بحملة القمع الصارمة التي تمارسها السلطات الأميركية ضد حرية التعبير، بحسب الإذاعة الأميركية.

وقالت صحيفة «الشعب» اليومية، المملوكة للدولة في الصين، في مقطع فيديو إن الطلاب الأميركيين يحتجون؛ لأنهم «لم يعد بإمكانهم تحمل المعايير المزدوجة للولايات المتحدة».

وشاركت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في توجيه الانتقادات إلى الحكومة الأميركية، حيث نشرت مقطع فيديو للشرطة الأميركية وهي تعتقل المتظاهرين وعلقت عليه بسؤال: «هل تتذكرون كيف كان رد فعل المسؤولين الأميركيين عندما حدثت هذه الاحتجاجات في مكان آخر؟».

وقالت الإذاعة الأميركية إن هذه الانتقادات تتناقض مع حملة القمع التي تشنّها السلطات الصينية على المعارضة الداخلية وأي شكل من أشكال الاحتجاج في الشوارع.

وأضافت أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين للتخلص من فيروس كورونا والرقابة على الأصوات الناقدة أثناء الوباء إلى تحفيز احتجاجات الشوارع في الكثير من المدن الصينية في 2022 والتي أصبحت تُعرف باسم «حركة الكتاب الأبيض»، حيث كان المتظاهرون يحملون أوراقاً بيضاء للرمز إلى دعم الاحتجاجات، بينما لا يقولون أو يفعلون أي شيء؛ على أمل عدم الوقوع في مشاكل، ومع ذلك، ألقت الشرطة الصينية القبض على المتظاهرين، واتهم السفير الصيني لدى فرنسا لو شايه «قوى خارجية مناهضة للصين» بالوقوف وراء الاحتجاجات ووصفها بأنها «ثورة ملونة».


«شل» تتخارج من أعمال سوق الطاقة في الصين

عاملة في أحد المصانع بجنوب شرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد المصانع بجنوب شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

«شل» تتخارج من أعمال سوق الطاقة في الصين

عاملة في أحد المصانع بجنوب شرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد المصانع بجنوب شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت شركة «شل» يوم الأربعاء إنها خرجت من أسواق الطاقة في الصين في إطار حملة الرئيس التنفيذي وائل صوان للتركيز على عمليات أكثر ربحية.

وقالت «شل» في بيان إنها قررت الخروج من سلسلة الطاقة في الصين، والتي تشمل أعمال توليد الطاقة والتجارة والتسويق، وإن القرار سار اعتبارا من نهاية عام 2023.

وقالت «شل»: «نحن نستثمر بشكل انتقائي في الطاقة، مع التركيز على تقديم القيمة من محفظة الطاقة لدينا، الأمر الذي يتطلب اتخاذ خيارات صعبة».

وقامت شركة «شل» بسحب كثير من الشركات والمشاريع في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك أسواق التجزئة للطاقة في المملكة المتحدة وألمانيا ومشاريع طاقة الرياح البحرية.

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك في الصين نمو حركة تجارة الصين في الدول الأخرى الأعضاء في تكتل «بريكس» خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 11.3 في المائة سنويا، إلى 1.49 تريليون يوان (210 مليارات دولار).

وشكلت قيمة التبادل التجاري بين الصين ودول «بريكس» نحو 14.7 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للصين خلال الربع الأول. ويضم تكتل «بريكس» إلى جانب الصين روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وإيران.

وزادت صادرات الصين إلى البرازيل عضو تكتل بريكس بنسبة 25.7 في المائة سنويا، في حين زادت الواردات منها بنسبة 30.1 في المائة سنويا. كما استمر نمو التجارة بين الصين وروسيا خلال الربع الأول، بفضل نمو تجارة منتجات مثل مصادر الطاقة والسيارات إلى جانب الآلات العامة والمعدات.

وزادت حركة التجارة بين الصين والهند خلال الربع الأول بنسبة 8.5 في المائة سنويا ليستمر النمو للربع الخامس على التوالي، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الحكومية.

في الوقت نفسه زادت صادرات الصين إلى جنوب أفريقيا خلال الربع الأول إلى 35.11 مليار يوان، في حين بلغت قيمة الواردات منها 66.46 مليار يوان، لتظل جنوب أفريقيا أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا على مدى 14 عاما.

من ناحية أخرى أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك استمرار التعاون الجيد بين الصين وكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مجال تجارة الطاقة. وتعدّ الدولتان من بين أكبر 10 دول مصدرة للطاقة إلى الصين خلال الربع الأول.

كما أشارت بيانات الجمارك إلى التعاون بين الصين وكل من مصر وإثيوبيا في مشروعات البنية التحتية، ففي حين تراجعت صادرات الصين إلى الدولتين خلال الربع الأول، شهدت المشروعات الصينية في مصر وإثيوبيا نموا سريعا خلال الفترة نفسها.

وزادت صادرات السلع المصنعة الصينية إلى إيران خلال الربع الأول بنسبة 15.2 في المائة سنويا.

وعلى الصعيد الداخلي، أظهر تقرير اقتصادي نشر مساء الثلاثاء استمرار تراجع مبيعات المنازل في الصين خلال أبريل (نيسان) الماضي، وهو ما يوضح لماذا يكثف صناع السياسة جهودهم لإنعاش السوق العقارية.

وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن مؤسسة المعلومات العقارية الصينية، فإن قيمة مبيعات المنازل الجديدة في أكبر 100 شركة عقارية بالصين تراجعت بنسبة 45 في المائة في أبريل، إلى نحو 312.2 مليار يوان (43 مليار دولار)، بعد تراجعها بنسبة 46 في المائة سنويا خلال مارس (آذار) الماضي. في الوقت نفسه تراجعت قيمة التعاملات في سوق المساكن في أبريل بنسبة 13 في المائة عن الشهر السابق.

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين تعهد بدراسة الإجراءات المطلوبة لعلاج مشكلة فائض المعروض في سوق المساكن، بحسب بيان اجتماع المكتب السياسي للحزب يوم الثلاثاء، في أحدث تحرك حكومي لدعم القطاع العقاري.

ويتجه تراجع السوق العقارية الصينية نحو عامه الثالث، وهو ما يؤثر سلبا على نمو الاقتصاد ويفاقم أزمة السيولة النقدية لدى شركات التطوير العقاري. ويتجنب المشترون المحتملون شراء منازل حاليا بسبب القلق من احتمالات تراجع قيمة المنازل والمخاوف من احتمالات عدم استكمال الوحدات غير كاملة التشطيب بسبب المشكلات المالية للشركات العقارية.

في الوقت نفسه ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الحكومية أن المكتب السياسي للحزب اتفق على ضرورة قيام الحكومات المحلية وشركات التطوير العقاري والمؤسسات المالية بواجباتها لضمان تسليم المساكن تحت الإنشاء للمشترين.

كما ألمح المكتب السياسي، وهو جهة صنع القرار في الحزب الشيوعي، إلى إمكانية الدعوة لخفض أسعار الفائدة في الصين بهدف تحفيز الطلب على العقارات.

وذكر بيان نشرته «شينخوا» يوم الثلاثاء أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيستخدم الأدوات «بمرونة» لتعزيز دعم الاقتصاد وخفض تكاليف الاقتراض الإجمالية، حسبما اتفق اجتماع لهيئة صنع القرار بقيادة الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وتشمل هذه الأدوات أسعار الفائدة ونسبة متطلبات الاحتياطي، التي تحدد مقدار النقد الذي يتعين على البنوك وضعه في الاحتياطي، بحسب البيان. ونقلت الوكالة قول كبار المسؤولين إن السياسة النقدية يجب أن تكون «حكيمة» فيما يجب أن تكون السياسة المالية «استباقية».


تونس تُحيي عيد العمال بالدعوة لحل الأزمات السياسية والاقتصادية

جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
TT

تونس تُحيي عيد العمال بالدعوة لحل الأزمات السياسية والاقتصادية

جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)

جدد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، اليوم الأربعاء، دعوته إلى العودة للحوار الوطني لحل القضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل بال المواطن التونسي. وقال الطبوبي، في خطاب أمام تجمع للعمال بمناسبة الاحتفال بيوم العمال العالمي، إن الاتحاد سعى طوال الفترة الماضية إلى تجنيب تونس التوترات في ظرفٍ وصفه بالصعب، والدقيق على جميع الأصعدة، مؤكداً أنّه سيتصدّى لما وصفها بالإجراءات «اللاشعبية».

قادة الاتحاد التونسي للشغل خلال مشاركتهم في المسيرة العمالية وسط تونس العاصمة (إ.ب.أ)

ورأى الطبوبي، بحسب تقرير «وكالة أنباء العالم العربي»، أن بعض الإجراءات التي صدرت مؤخراً زادت من الأسعار، وأفرغت السوق من المواد، وأثقلت كاهل العائلات، على حد وصفه. وعقب خطاب الطبوبي نظم عمال تونسيون مسيرة جابت شوارع العاصمة، وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، رافعة شعارات تطالب بتحسين أوضاعهم المالية، واستقلالية اتحاد الشغل والنقابات العمالية.

دعت الطبقة الشغيلة في تونس الحكومة إلى احترام الاتفاقيات الموقعة مع نقابات العمال (إ.ب.أ)

وأضاف الطبوبي بلهجة يطبعها التحدي: «سنتصدّى لكلّ من يستغل الحالة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا ليُمعن في التنكيل بالشعب والعمال عبر إجراءات لا شعبية». في إشارة إلى اتهام المنظّمة النقابية العماليّة الحكومة بالتملّص من الحوار الاجتماعي، وعدم تطبيق الاتفاقيات المبرمة معها والحقوق النقابيّة. وتابع الطبوبي قائلاً: «مصمّمون على الحفاظ على أهمّ مكسب اجتماعي، وهو الحوار الاجتماعي، الذي ناضلت من أجله أجيال، ولن ندّخر جهداً من أجل إعادة الأمور إلى نصابها». مؤكداً أن الاتحاد الذي يضمّ نحو مليون شخص سيسعى إلى «فرض حقّ التفاوض، وحق تحسين أوضاع الأُجراء (العمال) والمتقاعدين وصون حقوقهم... ولن نقبل أن تُسحب تلك المكاسب».

الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل جدد في عيد العمال دعوته إلى العودة للحوار الوطني لحل القضايا السياسية والاقتصادية (أ.ف.ب)

كما رأى الطبوبي أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة «ألهبت الأسعار، وأفرغت السوق من المواد، وأثقلت كاهل الأجراء، مباشرين ومتقاعدين، بالضرائب، وأنهكت العائلات بمزيد من الأعباء أمام تردّي خدمات المرفق العمومي (المؤسسات العامة)».

وفي معرض حديثه عن ضرورة إجراء حوار وطني لحل المشاكل العالقة مع الحكومة، أوضح الطبوبي أن الحديث عن حوار وطني «غير ممكن في ظل غياب حوار اجتماعي، وعقلية غير مهيأة ومكتملة الجوانب لبناء تونس، وإيجاد الحلول للمشاكل، عكس ما هو موجود في تونس اليوم من هروب للأمام، وضرب للعمل النقابي، ونقل تعسفي للنقابيين والمحاكمات الجائرة بملفات كيدية، لا أساس لها من الصحة»، وتابع متسائلاً: «إذا كانت هذه الوضعية لحوار اجتماعي فكيف يمكن التطرق لملفات سياسية وتطوير الحياة السياسية؟»'.

عرفت مسيرات العمال في تونس مشاركة واسعة للنساء أيضاً (أ.ف.ب)

كما شدد الطبوبي، عقب تدشين الحلة الجديدة لمبنى اتحاد الشغل وسط العاصمة، على أن مبادئ «الاتحاد» هي الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والنقابية، وحرية التعبير، قائلاً إن تونس «متجهة لمحطات انتخابية مهمة، ولذلك يجب أن يسبق موعد إجراء الانتخابات تنقية المناخ الاجتماعي، وأجواء ملائمة حتى يتنافس المتنافسون، ويبقى الحكم الرئيسي هو الشعب».

ويشكو التونسيون من نقص في عدد من المواد الأساسيّة، وغلاء الأسعار وانهيار مقدرتهم الشرائيّة. وفي هذا السياق، اتهم الاتحاد العام التونسي للشغل، في تصريحات سابقة، الحكومة برفع الدعم بشكل مقنّع، وهو ما ظلت تنفيه الحكومة باستمرار. ولم يبد الاتحاد، الذي يتمتّع بنفوذ قوي في البلاد، معارضة لإجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد بتجميد البرلمان، وإقالة الحكومة في 25 يوليو (تموز) 2021، وهو القرار الذي أعقبه حلّ البرلمان، والحكم بمراسيم قبل إقرار دستور جديد للبلاد بعد استفتاء شعبي. لكنّ علاقة سعيّد مع الاتحاد توتّرت بعد اعتقال قياديين نقابيين بارزين، العام الماضي، وذلك على خلفية إضرابات عن العمل. وقد انتقد الاتحاد بشدّة ما وصفه بالتضييق على الحريّات النقابيّة.

في سياق ذلك، أكّدت رئاسة مجلس نواب الشعب (البرلمان)، بمناسبة عيد الشغل العالمي، الدور المحوري الذي تضطلع به الوظيفة التشريعية، ومدى استعدادها للتعامل مع ما يعرض عليها من تشريعات، ترمي إلى تطوير الإطار القانوني للشغل، وصيانة حقوق الموظفين والعمال في كل مواقع الإنتاج.

وبيّنت رئاسة مجلس النواب الشعب، في بيان لها اليوم الأربعاء، تجلّي هذا التمشي بصفة فعلية عبر مبادرة النواب بتقديم مقترحي قانون، يهدفان إلى تنقيح وإتمام القانون المتعلق بضبط النظام الأساسي العام لأطر الدولة والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية، وبتنظيم عطل الأمومة والأبوة والولادة في القطاعين العام والخاص.


الاحتراق الذهني… مرض العصر

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
TT

الاحتراق الذهني… مرض العصر

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث.

وبحسب موقع «سايكولوجي توداي» يقول بيونج تشول هان في كتابه «المجتمع المرهق»: «أثناء سيري ذات يوم لاحظت أنني مررت بما لا يقل عن ثلاثة استوديوهات لليوغا، وصالة ألعاب رياضية، واستوديو للبيلاتس، ومساحة مخصصة لتمارين البار (مثل تلك التي يقوم بها راقصو الباليه)، هذا ليس من قبيل الصدفة، أنا أعتبر هذه الأماكن منافذ تأديب أنفسنا».

ويرى هان أن أزمة عصرنا الآن تتمثل في المعدلات العالية للاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ومتلازمة الاحتراق الذهني. ويوضح أن ذلك يعود لأننا نعيش في مجتمع يزعم أن كل شيء فيه ممكن، ويضبط المرء نفسه على السعي لتحقيق كل أهدافه، ولكنه يفشل في ذلك، ومن وجهة نظر هان يؤدي ذلك حتماً إلى الاكتئاب، خاصة في المجتمعات المتقدمة.

يتمحور كتاب هان بشكل كبير حول تعريف الإرهاق، أو الاحتراق الذهني، خاصة مع اتساع تناول أزمة الصحة العقلية في الولايات المتحدة.

ما هو الاحتراق الذهني؟

الاحتراق الذهني بالأساس مصطلح مستعار من عالم المحركات التي تستهلك الوقود، لذا فإن مجرد التفكير في الأشخاص أو الموظفين باعتبارهم محركات تحترق يعني أنه من الجائز مقارنتهم بالماكينات، أو الدوائر الكهربائية.

تعود هذه التسمية لهربرت فرويدنبرجر، الذي لا يرى أن الاحتراق الذهني عارض من عوارض العمل، إنما من وجهة نظره هو ناتج لنوع معين من العمل والذي غالباً ما يكون بأجور زهيدة.

كذلك يرى فرويدنبرجر أيضاً أن الاحتراق قد يكون نتيجة السعي في سبيل تحقيق المُثُل العليا.

بالنسبة للكثيرين، ستكون مصادر الإرهاق واضحة، ساعات العمل الطويلة، مع تربية الأبناء، مع التزامات الحياة المعاصرة في ظل أزمة اقتصادية عالمية طاحنة. لذا، عندما يشعر الناس بأنهم قد أحرقوا أنفسهم، فمن المفيد في بعض الأحيان أن نسأل: ما هي الغاية من ذلك؟ ويوصي فرويدنبرجر بأخذ إجازات، وتقليل ساعات العمل.


رحلة إلى المدينة القرمزية المحرمة في بكين مقصد محبي التاريخ والثقافة

المدينة المحرمة من أكثر الأماكن جذباً للسياح في بكين (شاترستوك)
المدينة المحرمة من أكثر الأماكن جذباً للسياح في بكين (شاترستوك)
TT

رحلة إلى المدينة القرمزية المحرمة في بكين مقصد محبي التاريخ والثقافة

المدينة المحرمة من أكثر الأماكن جذباً للسياح في بكين (شاترستوك)
المدينة المحرمة من أكثر الأماكن جذباً للسياح في بكين (شاترستوك)

بكين مركز السياسة، والثقافة، والعلوم، والتعليم، ومحور خطوط المواصلات في الصين، إلا أن «المدينة المحرمة» الواقعة في قلب العاصمة الصينية تضم مجموعة من القصور القديمة جعلت منها مقصداً سياحياً وثقافياً بامتياز فتحت أبوابها للزوار منذ عام 1925، فهي سنين من القصص الخرافية، والـتأويلات التي كانت ترافقها.

ويتدفق عشرات آلاف من السياح من كل أنحاء العالم إلى المدينة المحرمة يومياً عبر ما تسمى «حديقة القصر»، للتعرف على حقبة من أكثر حقب التاريخ التي ترويها المباني المصممة من كتل حجرية نحتت يدوياً، وساحات رصفت بقطع حجرية منقوشة باليد أيضاً، حيث يطغى عليها اللونان الأصفر والأحمر، لارتباطهما بالثقافة الصينية، فبينما ارتبط اللون الأصفر بالأسر الحاكمة التي احتكرته لنفسها، ولم تسمح للعامة باستخدامه، فإن اللون الأحمر يدل على الفأل الحسن.

المدينة المحرمة القرمزية في قلب بكين (شاترستوك)

«الشرق الأوسط» تجولت داخل «القصر الإمبراطوري»، أو ما يعرف بـ«المدينة المحرّمة»، ضمن برنامج زيارة نظمته الخارجية الصينية لـ17 إعلامياً وباحثاً من 11 دولة، حيث كانت الزيارة محكمة الإجراءات، والدخول للموقع التاريخي الذي يسوره نهر اصطناعي، جعل منها تحفة حقيقية تتناغم مع تاريخ الصين الغني.

يتوسط «القصر الإمبراطوري» بكين على الشمال من ميدان «تيانانمن»، وتعني التسمية باللغة الصينية «المدينة القرمزية المحرّمة»، وتضم مليون قطعة من التحف الفنية النادرة، وتجمع ما بين الفنون المعمارية القديمة، والآثار الإمبراطورية، والفنون المختلفة. يشار إلى أن منظمة اليونيسكو قامت بإدراج القصر ضمن التراث الثقافي العالمي، وضمته لقائمتها عام 1987.

ويعود تاريخ إنشاء «القصر الإمبراطوري»، الذي كان يمثل مقر إقامة الأباطرة من أسرتي «مينغ» ثم «تشينغ»، لعام 1406، وتم الانتهاء من بنائه في عام 1420، واستغرق تشييده 14 عاماً على مساحة تبلغ 720 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 800 مبنى، ونحو 8700 غرفة، ويقع داخل سور يبلغ ارتفاعه 10 أمتار.

ويسور المدينة المحرمة نهر اصطناعي يعرف باسم «تشنغ»، أي «نهر الدفاع عن المدينة»، ويبلغ عرضه 52 متراً، ويحتوي كل ركن من أركان السور المحيط بالمدينة المحرمة، وتتشكل المدينة بلوحات فنية في صورة هياكل معقدة للغاية، فيما يعرف العرش الإمبراطوري داخل أحد القصور بـ«النقاء السماوي»، حيث يستقبل فيه الإمبراطور الرعية، والوفود الزائرة.

المدينة المحرمة من أكثر الأماكن جذباً للسياح في بكين (شاترستوك)

ويعرف اسم «المدينة المحرمة باللغة الصينية «Zijin Cheng»، حيث يشير الحرفان Zi إلى اللون الأرجواني الذي يرمز إلى نجم الشمال، والذي يعتبر سكن الإمبراطور السماوي، وتعني الحروف jin حرمة المكان، بمعنى آخر إنه لا يمكن لأحد الدخول دون إذن الإمبراطور، فيما تعني الحروف cheng «محاطة بالأسوار»، حيث تعاقب على «المدينة المحرمة» 42 إمبراطوراً في عهد أسرتي مينغ، وتشينغ، وسيطر هؤلاء الحكام على الصين لمدة 491 عاماً.

نهر تشنغ ويعني «نهر الدفاع عن المدينة» (شاترستوك)

وبالعودة إلى التاريخ، فإن ثورة 1911 أطاحت بحكم أسرة «تشينغ»، وحسب الاتفاقية التفضيلية لعائلة تشينغ الملكية التي وقعتها الحكومة الوطنية وديوان أسرة تشينغ، تم السماح للإمبراطور الأخير «بوئي» بالإقامة في الجزء الداخلي من القصر الإمبراطوري، في حين أصبح الجزء الأمامي منه مفتوحاً أمام الزوار في عام 1914.

نقوش ورسومات يدوية (شاترستوك)

وفي عام 1924 طُرد آخر الأباطرة من القصر الإمبراطوري نهائياً، بينما تم فتح الجزء الداخلي للجماهير عام 1925، وتمت تسميته بـ«متحف القصر الإمبراطوري»، بينما شهد عام 1947 دمج الجزأين الأمامي والداخلي.

وفي عام 1949، تم إنشاء جمهورية الصين الشعبية، حيث بدأت الحكومة الصينية تهتم بمتحف القصر الإمبراطوري، وترصد ميزانية خاصة لإصلاحه، وإعادة ترميمه سنوياً، وفي عام 1961، صنفه مجلس الدولة الصيني وحدة أثرية محمية مهمة على مستوى البلاد.