نفّذت فصائل المعارضة السورية، ولليوم الثاني على التوالي، عمليات تسلل ضد قوات النظام السوري في محاور ريفَي حلب وإدلب شمال غربي سوريا، وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوفها.
وأكد مصدر عسكري في غرفة عمليات «الفتح المبين» لـ«الشرق الأوسط»، أن «مجموعات قتالية تابعة لـلواء أبو بكر الصديق في (هيئة تحرير الشام)، نفّذت صباح الأربعاء، هجوماً مباغتاً استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام في تلة كوكبا (الاستراتيجية) بريف إدلب الجنوبي حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل 5 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين، والاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخائر قبيل انسحاب المجموعات من الموقع من دون تسجيل إصابات في صفوف عناصرها».
وأتت العملية عقب يوم واحد من تنفيذ «لواء عبد الرحمن بن عوف» التابع لـ«هيئة تحرير الشام»، (ذات النفوذ الأكبر على الساحة العسكرية في شمال غربي سوريا)، لعملية عسكرية، ضد أحد مواقع النظام والميليشيات المساندة لها، في محاور بسرطون بريف حلب الغربي. وتمكن مقاتلو الفصيل من السيطرة المؤقتة على الموقع، وقتل 15 عنصراً كانوا فيه وإصابة آخرين بجروح، فيما أُفيد عن مقتل عنصرين من المهاجمين.
ويرى مراقبون أن عمليات «هيئة تحرير الشام» العسكرية التي نفّذتها في أقل من شهر وبلغ تعدادها 11 عملية، ضد مواقع عسكرية دفاعية لقوات النظام خلف خطوط التماس في مناطق ريف اللاذقية الشرقي، وجبل الزاوية بجنوب إدلب، وريف حلب الغربي، هي رسائل واضحة لـ(الهيئة) عن مدى قدرتها «على التعامل مع جميع الظروف والتطورات السياسية والعسكرية، لا سيما مع احتمالات المسار السياسي التركي الجديد الخاص بالتقارب والتطبيع مع النظام السوري». ويرى هؤلاء أن «الهيئة تحاول كسب الحاضنة الشعبية لصفها، والتي باتت تطالب بين الحين والآخر بتحرك الجبهات وإشعال المعارك ضد قوات النظام وتحرير المناطق التي سيطرت عليها الأخيرة في السنوات الماضية، وأهمها مدن سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وريف حلب الغربي».
وحول ردود فعل المعارضة في مناطق إدلب ومناطق النفوذ التركي في شمال حلب، أوضح عمر حاج محمود وهو ناشط (معارض) في إدلب، أن «الحاضنة الشعبية في إدلب أبدت مؤخراً ارتياحها وثِقتها بفصائل إدلب وحكومة (الإنقاذ السورية)، التي عدّت المسار السياسي التركي الجديد حول التقارب مع النظام السوري والتطبيع معه، تهديداً خطيراً لحياة الملايين من السوريين، وإن إعادة النظام السوري لمشهد الأحداث السياسية هو بثٌّ للفوضى، وتهديدٌ للأمن والاستقرار العام في المنطقة».
أما في مناطق العمليات التركية شمال حلب، فقد بدا واضحاً التباين في المواقف وردود الفعل بين الفصائل الموالية لتركيا والحاضنة الشعبية التي خرجت بعشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في أهم المدن والبلدات وعلى رأسها الباب وعفرين وأعزاز وجنديرس والمعبطلي وصوران. في حين اقتصرت ردود فعل فصائل المعارضة الموالية لتركيا حول التقارب، على تصريحات بعض القادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
«تحرير الشام» تواصل عملياتها ضد قوات النظام السوري
تأكيداً لموقفها الرافض مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق
«تحرير الشام» تواصل عملياتها ضد قوات النظام السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة