تأكيدات حكومية متكررة لدعم التنمية في صعيد مصر... ماذا تحقق؟

تشمل مشروعات وفرص عمل للارتقاء بمستوى المواطنين

السيسي خلال افتتاح أحد المشروعات في سوهاج (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح أحد المشروعات في سوهاج (الرئاسة المصرية)
TT

تأكيدات حكومية متكررة لدعم التنمية في صعيد مصر... ماذا تحقق؟

السيسي خلال افتتاح أحد المشروعات في سوهاج (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح أحد المشروعات في سوهاج (الرئاسة المصرية)

فيما عدّه مراقبون أنه يأتي في إطار «تعزيز التنمية بصعيد مصر عبر مشروعات خدمية وصحية»، تُكرر الحكومة المصرية تأكيداتها على دعم التنمية في الصعيد. وتؤكد الحكومة أن «توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يكون الصعيد وشبابه على رأس (أجندة العمل الوطني) في هذه المرحلة».
في حين أشار رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إلى «تضافر الوزارات والجهات الحكومية، لدفع خطط التنمية في الصعيد، بما يُسهم في الاستفادة من الفرص الواعدة هناك، لتنفيذ مشروعات تُسهم في رفع مستويات التشغيل، وإتاحة المزيد من فرص العمل، للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين». ولفت مدبولي إلى أن «حجم الاستثمارات التي تم ضخها في محافظات الصعيد على مدار السنوات الثماني الماضية بلغ 1.5 تريليون جنيه من إجمالي 7 تريليونات جنيه من الاستثمارات التي نفذت أو يتم استكمال تنفيذها على مستوى ربوع البلاد، وهو ما يمثل نحو ربع الاستثمارات الكلية التي أنفقتها الدولة المصرية تم تخصيصها لمحافظات الصعيد».
مدبولي أكد أن «هذا الإنفاق انعكس في صورة حجم هائل من المشروعات في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي، والكهرباء، والإسكان، والري، والتموين والسلع، والخدمات الصحية، والطاقة المتجددة، والاستصلاح الزراعي في توشكى وشرق العوينات وغرب المنيا وبني سويف لتوفير مزيد من فرص العمل في الصعيد».
وافتتح الرئيس المصري (الخميس) عدداً من المشروعات التنموية بمحافظة سوهاج بصعيد مصر. واستعرض مدبولي، (الجمعة)، تقريراً من رئيس هيئة تنمية الصعيد، شريف أحمد صالح، حول جهود الهيئة بمحافظات الصعيد في مختلف محاور التنمية. أشار فيه إلى أن «هيئة تنمية الصعيد تُمارس دورها منذ إنشائها عام 2018 وفق استراتيجية تستهدف تحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة بمحافظات الصعيد في إطار (رؤية مصر 2030)»، لافتاً إلى أن «الهيئة تقوم بتخطيط وتنفيذ مشروعات تنموية في جميع المجالات بواقع 17 مشروعاً، في المحاور الزراعية، والاجتماعية، والصناعية، والبيئية، بمشاركة أهالي الصعيد وبالتعاون مع شركاء التنمية، وتحقق نسباً مرتفعة من التشغيل، وعائداً تنموياً للمناطق المستهدفة، مع استثمار الموارد البشرية والطبيعية لتعزيز التنمية المتوازنة في محافظات الصعيد».
في السياق ذاته، قال وزير التنمية المحلية، هشام آمنة، إن «القيادة تضع محافظات الصعيد على رأس أولوياتها، وحظي الصعيد باهتمام كبير ما أسهم في زيادة حجم الاستثمارات به»، موضحاً أن «الوزارة تقوم بالتنسيق والتعاون مع الوزارات والجهات المركزية لمتابعة تنفيذ العديد من المشروعات التي تنفذ في مختلف محافظات الصعيد، وعلى رأسها المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) وبرنامج التنمية المحلية بالصعيد بالشراكة مع البنك الدولي، وكذا برامج التنمية المحلية للوزارة».
الوزير آمنة أشار إلى أن «استثمارات وزارة التنمية المحلية الموجهة لمحافظات الصعيد ضمن برامج التنمية المحلية الخمسة بلغت نحو 39 مليار جنيه في 8 سنوات، وذلك لتحسين الخدمات المحلية وتعزيز التنمية الاقتصادية في مجالات الكهرباء والإنارة والمجازر والأمن والإطفاء والمرور والنظافة وتحسين البيئة والطرق»، لافتاً إلى «قيام الوزارة بتنفيذ عدد من البرامج والتكليفات الرئاسية في الصعيد، من بينها منظومة المخلفات البلدية الصلبة الجديدة؛ حيث بلغت الاستثمارات نحو 2.2 مليار جنيه، وذلك لإنشاء عدد كبير من مشروعات البنية التحتية للمنظومة، وعلى رأسها المدافن الصحية الآمنة، ومصانع المعالجة وتدوير المخلفات».
وتشير الحكومة المصرية إلى أنها «بدأت تنفيذ 34 محوراً عرضياً على نهر النيل، منها 22 محوراً بالصعيد، وتم الانتهاء من 8 محاور منها، وهي عدلي منصور، وبني مزار، وسمالوط، وديروط، وجرجا، وقوص، وكلابشة، وطما». وتؤكد الحكومة أن «المحاور الجاري تنفيذها في نطاق محافظات الصعيد، يصل عددها إلى 14 محوراً، منها بديل خزان أسوان، ودراو، والفشن، وأبو تيج، وشمال الأقصر، ومنفلوط».
من جهته، ذكر مدبولي أن «الحكومات المتعاقبة منذ 2014 عملت على إنجاز أعمال التنمية والتطوير في الصعيد، لأن الصعيد بالفعل كان مهملاً لعقود طويلة»، لافتاً إلى أنه «كانت الأولوية توفير سبل الرعاية الصحية، ومنظومة التأمين الصحي الشامل، وتحسين جودة النظام التعليمي، والانتهاء من مشكلة السكن (غير الآمن)، والتوسع في المناطق الصناعية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.