وصفت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إيران بأنها «من أكثر التحديات تعقيداً» بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن التعاون العسكري بين طهران وموسكو بات عقبة رئيسية أمام العودة المحتملة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، في ضوء معلومات عن العثور على مكونات صنّعتها شركات أميركية وغربية في مسيّرة إيرانية أُسقطت في أوكرانيا. ولفتت إلى أن المبعوث الخاص لإيران، روبرت مالي، «يركز بشدة» حالياً على دعم الحقوق العالمية للشعب الإيراني ومواجهة «النشاطات الخبيثة» لنظام طهران في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دعمها الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمره الصحافي، الأربعاء، الذهاب بعيداً في التفسيرات حول تنحي نائب المبعوث الخاص لإيران، جاريت بلانك؛ الذي كان منخرطاً في المحادثات النووية مع إيران، موضحاً أن بلانك موظف في «الإدارة الوطنية للأمن النووي» في وزارة الطاقة الأميركية، التي أعارته منذ سنتين إلى وزارة الخارجية، مضيفاً أن بلانك عاد إلى وظيفته في وزارة الطاقة، التي «تُعدّ شريكاً مهماً في تشكيل سياسة الولايات المتحدة حيال البرنامج النووي الإيراني». وأكد أن بلانك «سيظل منخرطاً» في ملف إيران من موقعه الجديد في «إدارة البرامج الخاصة» لوزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهوم و«الإدارة الوطنية للأمن النووي».
ورفض مقارنة عودة بلانك إلى وزارة الطاقة باستقالة عضو فريق التفاوض مع إيران خبير الأسلحة النووية، ريتشارد نيفو، في منتصف العام الماضي، من مهمته التفاوضية.
وتعليقاً على قول السيناتورين الجمهوريين؛ تيد كروز، وجيم ريش، إن إيران «من أكبر التحديات السياسية الحاسمة التي تواجهها الولايات المتحدة عام 2023»، قال برايس إنه «لا يمكن إنكار أن إيران تمثل أحد أكثر التحديات التي نواجهها تعقيداً». وإذ أوضح أن هذا التقييم خلصت إليه الإدارات المتعاقبة بالنسبة إلى إيران، أشار إلى «برنامجها النووي، ونشاطاتها الخبيثة في كل أنحاء الشرق الأوسط»، فضلاً عن «القمع والعنف الذي تمارسه (السلطات) ضد الإيرانيين الشجعان الذين يخرجون إلى الشوارع»، بالإضافة إلى «الدعم العسكري والمساعدات الأمنية التي تقدمها لروسيا».
وشكّك برايس في التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين حول العودة المحتملة إلى الاتفاق النووي، قائلاً إن «الفرصة أتيحت لاختبار هذا الاقتراح قبل بضعة أشهر فقط في سبتمبر (أيلول) الماضي»، عندما كان هناك اتفاق للعودة المتبادلة إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة»؛ وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي لعام 2015. وعزا ذلك إلى أن «الإيرانيين لم يكونوا مستعدّين لقبوله». وكرر أن «(خطة العمل) ليست على جدول الأعمال منذ أشهر عدة»، مضيفاً أنه بدلاً من ذلك «بذلنا كل ما في وسعنا لدعم الحقوق العالمية للشعب الإيراني، ولمواجهة العلاقة الأمنية المزدهرة بين إيران وروسيا».
وأكد برايس أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي «يركز بشدة على ما يمكننا القيام به لدعم الحقوق العالمية للشعب الإيراني؛ أولئك الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع لممارسة تلك الحقوق الأساسية»، بالإضافة إلى «ما يمكننا القيام به بصفتنا حكومة لمواجهة نفوذ ونشاطات إيران الخبيثة الأوسع نطاقاً؛ بما في ذلك تقديم المساعدة الأمنية لروسيا».
* مكونات المسيّرات الإيرانية
ونشرت شبكة «سي إن إن» الأميركية التلفزيونية تقييماً استخبارياً أوكرانياً يفيد بأنه جرى العثور على أجزاء صنعتها أكثر من 12 شركة أميركية وغربية داخل مسيّرة إيرانية أُسقطت في أوكرانيا في الخريف الماضي. ويوضح التقييم، الذي تقاسمته السلطات الأوكرانية مع مسؤولي الحكومة الأميركية، مدى المشكلة التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن لوقف إنتاج إيران المسيّرات التي تطلقها روسيا بالمئات نحو أوكرانيا. وأوضحت أنه من بين 52 مكوناً أخذت من مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد136»، يبدو أن «40 مكوناً صنعتها 13 شركة أميركية. وصنعت المكونات الـ12 الأخرى بشركات في كندا وسويسرا واليابان وتايوان والصين».
وكان البيت الأبيض قد شكّل فريق عمل للتحقيق في كيفية وصول التكنولوجيا الأميركية والغربية، من المُعدات الصغيرة - مثل أشباه الموصلات ووحدات تحديد المواقع الجغرافية - إلى أجزاء أكبر مثل المحركات، إلى المسيّرات الإيرانية. وفرضت الولايات المتحدة منذ سنوات قيوداً حازمة على الصادرات وعقوبات لمنع إيران من الحصول على مواد عالية الجودة. ويبحث المسؤولون الأميركيون الآن في تعزيز تطبيق هذه العقوبات، ويشجعون الشركات على مراقبة سلاسل التوريد الخاصة بهم بشكل أفضل، وربما الأهم من ذلك محاولة تحديد الموزعين الخارجيين الذين يأخذون هذه المنتجات ويعيدون بيعها إلى جهات أخرى.
وعبّرت الناطقة باسم «مجلس الأمن القومي الأميركي»، أدريان واتسون، عن قلق الولايات المتحدة من استمرار التعاون العسكري بين إيران وروسيا، قائلة إن «أميركا تقيّم خطوات أخرى للحد من وصول إيران إلى التقنيات المستخدمة في إنتاج الطائرات المسيرة». وقالت: «نحن نبحث عن طرق لاستهداف إنتاج الطائرات من دون طيار الإيرانية من خلال العقوبات، وضوابط التصدير، والتحدث إلى الشركات الخاصة التي استُخدمت أجزاؤها في الإنتاج. نحن نقوم بتقييم مزيد من الخطوات التي يمكننا اتخاذها فيما يتعلق بضوابط التصدير لتقييد وصول إيران إلى التقنيات المستخدمة في المسيّرات».
ووجد تحقيق منفصل عن طائرات إيرانية مسيّرة أُسقطت في أوكرانيا، أجرته شركة استقصائية مقرها المملكة المتحدة، أن 82 في المائة من المكونات صُنعت من شركات مقرها الولايات المتحدة.
واشنطن: إيران من أكبر التحديات لأميركا
تعاونها مع روسيا عقبة رئيسية أمام العودة إلى «النووي»
واشنطن: إيران من أكبر التحديات لأميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة