وفاء مكي: فنانون مصريون كُثر يعانون «الاحتياج المادي»

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن حل الأزمة في يد نقابة الممثلين

الفنانة المصرية وفاء مكي (أرشيفية)
الفنانة المصرية وفاء مكي (أرشيفية)
TT

وفاء مكي: فنانون مصريون كُثر يعانون «الاحتياج المادي»

الفنانة المصرية وفاء مكي (أرشيفية)
الفنانة المصرية وفاء مكي (أرشيفية)

لم تكن الفنانة المصرية وفاء مكي الوحيدة التي عبّرت عن معاناتها المادية في أكثر من فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، بل سبقها فنانون اضطروا للحديث عن معاناتهم بسبب عدم الاستعانة بهم في أعمال فنية واحتياجهم المادي، لا سيما أن هذه هي مهنتهم الوحيدة التي مارسوها طوال عمرهم ولم يعرفوا عملاً آخراً سواها، فيما يجد قطاع آخر من الفنانين حرجاً في إعلان ذلك.
وكانت الفنانة وفاء مكي قد تحدثت خلال أكثر من فيديو بثّته على مواقع التواصل الاجتماعي عن حاجتها للعمل وعن احتياجها المادي للإنفاق على والدتها المريضة وطفلها.
وقالت مكي لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تكن تتصور ولا تتمنى أن يأتي اليوم الذي تقف فيه لتحكي معاناتها المادية جراء البطالة، لكنها اضطرت لذلك بعدما طرقت كل الأبواب من دون جدوى. وأضافت: «لم أكن أحب أن أظهر وأقول أغيثوني بعد تاريخي الفني الذي قدمته، لقد شعرت بحزن شديد ومذلة أن أقول ذلك، إنه موقف لا أتمناه لأحد، فمنذ عشر سنوات وأنا أعاني، وقد طرقت كل الأبواب وأولها نقابة الممثلين التي أنتمي إليها، طلبت منهم أن يتدخلوا ويقوموا بترشيحنا للجهات المنتجة وهم يعلمون بأزمتي لأنني حصلت على أكثر من قرض لأدفع التزامات عجزت عنها، فنحن لم نكن نتقاضى الملايين خلال عملنا وكل ما حصلت عليه أنفقته على عملي وحياتي العادية».

وتابعت أنها «كلما تحدثت إلى نقيب الممثلين د.أشرف زكي كان يقول: المسألة عرض وطلب... كيف يكون ذلك وهناك ممثلون ووجوه جديدة يتكرر ظهورهم من عمل لآخر، في الوقت الذي لا يجد فيه ممثلون كبار لقمة العيش؟ وأرى أن النقابة تملك اتخاذ إجراءات قانونية لوقف هذه المهزلة، وقد فعلها نقيب الموسيقيين مصطفى كامل حين وجد المطربين يعتمدون على موسيقى مسجلة على (فلاشة) فألزمهم بالاستعانة بالموسيقيين من أعضاء النقابة، فلماذا لا تجد نقابة الممثلين حلاً لأعضائها؟»
وتستطرد: «الأزمة لا تتعلق بي وحدي ولا بعدد محدود من الفنانين، بل يعاني منها قطاع كبير من الممثلين لكنهم يجدون حرجاً في إعلان ذلك، وأنا أيضاً ترددت طويلاً في هذه الخطوة وكنت أشفق على مشاعر ابني (11 عاماً) وحينما لم يعد لي اختيار قلت له: أليس ما أتحدث فيه حقيقي؟ قال: نعم، قلت له: لا معنى لأن تشعر بالخجل لأنني لا أطلب إعانة من أحد ولا أقبلها، بل أطلب فرصة عمل عادلة بعد ثلاثين عاماً حققت فيها نجاحات وبطولات في السينما والمسرح والتلفزيون، وما زالت لي أدواري المناسبة».
وتفسر مكي تضاؤل الفرص بقولها: «قبل ذلك كانت هناك شركة (صوت القاهرة) وقطاع الإنتاج ومنتجي القطاع الخاص، وقدمت بطولات في مسلسلات وأفلام من بينها (ذئاب الجبل)، و(الراية البيضا)، و(لحم رخيص)، ومع ذلك فإنني وافقت على المشاركة كضيف شرف في مسلسل «الكابوس» وندمت على ذلك لأنه كان هامشياً ولم يكن له تأثير، وبالطبع لا نحصل منها على أجور تُذكَر».

وكانت الفنانة نجوى فؤاد قد أجرت مداخلة أمس، مع أحد البرامج قالت فيها: «حالي مثل حال وفاء مكي، وقد ضحّيت بأسمى شيء في حياة المرأة، وهو الأمومة من أجل الفن، فهل يصبح حالي هكذا؟».
وقبل ذلك كان الفنان خالد زكي قد أشار في تصريحات تلفزيونية عن حاجة جيله لتقدير مادي ومعنوي حتى لا يصل الممثلون الكبار لمرحلة الاحتياج المادي الذي يعاني منه بعضهم، وتعرض الفنان محمد شرف قبل رحيله لأزمة مماثلة، وعبّر في تصريحات سابقة عن احتياجه المادي للعمل، كما شكت الفنانة مها أحمد من قبل عدم الاستعانة بها في أعمال فنية، وأشارت إلى أنها تحدثت مع زملائها من النجوم ليساعدوها في ذلك مما أصابها بالحزن والاكتئاب، على حد قولها، وكان الفنان شريف خير الله قد تحدث قبل شهور عبر أحد البرامج التلفزيونية قائلاً إنه مر بظروف قاسية خلال السنوات الماضية بسبب عدم مشاركته في أي عمل فني مما اضطره لبيع أثاث منزله وسيارته، كما اضطر المخرج أمير شاكر للعمل سائق تاكسي لصالح إحدى الشركات الخاصة بسبب الضائقة المالية التي يمر بها لعدم الاستعانة به في أعمال فنية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».