صحافي يهودي متدين اعتقل بتهمة مناصرة الإرهاب

يعتبر حكومة نتنياهو فاشية

TT

صحافي يهودي متدين اعتقل بتهمة مناصرة الإرهاب

أعلن الصحافي اليهودي المتدين، يسرائيل فرائي، الذي اعتقلته المخابرات الإسرائيلية لعدة ساعات، الثلاثاء، أن الرياح الجديدة التي تبثها الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو تعد ليس فقط للتصعيد ضد الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والمواطنين العرب في إسرائيل، بل إنها تحمل في طياتها هجمة غير مسبوقة على اليسار اليهودي وكل صوت ناقد. واعتبر ذلك «فاشية تقليدية بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
وقال فرائي، بعد إطلاق سراحه، إن محققي المخابرات وجهوا له «شبهات بارتكاب جرائم تحريض على الإرهاب والعنف»، ولكن خلال التحقيق تبين أنهم «غاضبون مني لأنني تضامنت مع الشبان العرب الذين جرى اعتقالهم ومحاكمتهم بتهمة المشاركة في الأحداث التي شهدتها البلاد في شهر مايو (أيار) 2021، وفيها تظاهر العرب فيما يعرف بـ(هبة الكرامة)، احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية والحرب على قطاع غزة».
وأضاف: «كما هو متبع، لا يتم الإفراج عن معتقلين في إسرائيل بموجب قانون مكافحة الإرهاب خلال ساعات قليلة من اعتقالهم. ومن الصعب ألا تتساءل من في مكتب المدعي العام وافق على هذه المهزلة. أصبحت الشرطة سياسية وهذه إشارة تحذير لأي شخص يرى نفسه معارضا للحكومة الجديدة. اليوم فرائي، وغدا أي واحد منا». وقالت محاميته، غابي لاسكي، إن «الإفراج عنه من دون شروط يوضح أن هذا اعتقال سياسي يهدف إلى التخويف والإسكات والردع».
وكانت الشرطة قد أعلنت أنها «استدعت الصحفي فرائي للتحقيق خمس مرات، بعدما تلقت شكاوى من المواطنين بأنه يكتب ويتكلم في أشرطة فيديو ضد الشرطة وأجهزة الأمن. ولكنه تجاهل هذه الاستدعاءات وهو يعرف أنه يخالف بذلك القانون. فاضطررنا لاعتقاله. وبعد سماع أقواله تم إطلاق سراحه. وسيحال ملفه إلى النيابة لتتابع الموضوع وتقرر إن كان يجب تقديمه إلى القضاء أم لا».
المعروف أن فرائي صحافي يهودي متدين، تم فصله من عمله عدة مرات بسبب الأشرطة التي ينشرها ويظهر فيها رفضه القاطع لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية وممارساته ضد الفلسطينيين. وهو يدعو إلى «المساواة التامة والحرية الكاملة لكل إنسان بين البحر والنهر»، ويعتبر حكومة نتنياهو العتيدة «حكومة فاشية جديدة». وقد عبّر في إحدى تغريداته عن تضامنه مع معتقل من نابلس اعتقلته الشرطة الإسرائيلية في منطقة دوار الساعة في مدينة يافا، بزعم اعتزامه تنفيذ عملية إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية، اعتبرها عملية مقاومة للاحتلال. وعندما قام الشاب الفلسطيني عدي التميمي بالهجوم على حاجز شعفاط العسكري على مدخل القدس وقتل مجندة وأصاب زميلا لها، في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال إن هذا الشاب بطل. وقال فرائي إن التحقيق معه جاء بروح المرحلة الجديدة، «حيث إنهم يريدون منا أن نكون ضعفاء وخائفين».
واعتبرت منظمة الصحافيين الإسرائيليين أن «اعتقال فرائي يشير إلى تدهور أخلاقي لدى شرطة إسرائيل ومكتب المدعي العام. فاستدعاؤه للتحقيق بسبب تغريدات تقع في دائرة حرية التعبير، هو خطأ فادح». وأضافت المنظمة أنها «لا تؤيد عدم المثول للتحقيق، إذا كان تم الاستدعاء وفقًا للقواعد المطلوبة، أما معاملته كمجرم خطير وخداعه عبر انتحال شخصية، فهو في حد ذاته انتهاك خطير لحرية الصحافة».
وأفاد الصحافي الإسرائيلي في أعقاب الإفراج عنه بأن الشرطة نصبت كمينا له بهدف اعتقاله، وذلك عبر انتحال أحد عناصرها شخصية صحافي طلب إجراء لقاء معه وبعد أن وصل الصحافي الإسرائيلي إلى المكان الذي اتفقا عليه انقض عليه رجال الشرطة وقيدوا يديه وأخذوه إلى استجواب استمر لساعات.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.