تحركات حكومية في مصر لمواجهة أزمات الشتاء

أمطار غزيرة مع بداية الموسم تربك الطرق والدراسة

الأمطار تغلق طريق الواحات بمحافظة الجيزة غرب القاهرة (متداولة على فيسبوك)
الأمطار تغلق طريق الواحات بمحافظة الجيزة غرب القاهرة (متداولة على فيسبوك)
TT

تحركات حكومية في مصر لمواجهة أزمات الشتاء

الأمطار تغلق طريق الواحات بمحافظة الجيزة غرب القاهرة (متداولة على فيسبوك)
الأمطار تغلق طريق الواحات بمحافظة الجيزة غرب القاهرة (متداولة على فيسبوك)

في مطلع الموسم «الرسمي» للشتاء، باغتت موجة من الأمطار الغزيرة العاصمة المصرية وعدداً كبيراً من المحافظات، مساء الأحد، ما تسبب في إرباك سيولة الطرق، وكذلك إعلان إيقاف الدراسة يوم الاثنين في عدد من المدارس المصرية.
وصرّح السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء في مصر، بوجود غرفة متابعة في مجلس الوزراء في مطلع كل فصل شتاء، لتلقي التقارير من المحافظات المختلفة. وأضاف أن «رئيس الوزراء أعطى تفويضاً لكل المحافظين في نطاق محافظاتهم لاتخاذ القرار بتعطيل الدراسة أو تعطيل العمل في بعض المصالح الحكومية، إذا استدعى الأمر، حسب تطور حال الأمطار».
ووصف المتحدث الرسمي نهج الحكومة في تعامل المحافظات مع تبعات سوء الطقس بأسلوب «اللامركزية». جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها السفير نادر سعد لبرنامج «من مصر» الذي تبثه قناة «سي بي سي» المصرية، معتبراً أن تلك القرارات هدفها إخلاء الشوارع، وتمكين الجهات المحلية العامة من مكافحة الأمطار وتفادي التكدس في الشوارع؛ خصوصاً من الأطفال، مؤكداً أن هذه الآلية تعمل بشكل جيد، حسب تعبيره.
وكانت الأمطار الغزيرة قد تسببت في إغلاق طرق رئيسية بالقاهرة والمحافظات؛ لا سيما الساحلية، كالبحيرة والإسكندرية، ما دفع بإدارة المرور وقوات الشرطة إلى الاستعانة بسيارات شفط المياه التابعة للإدارة العامة للحماية المدنية، لرفع المياه من الطرق، لارتفاع منسوبها وتعطيلها حركة السيارات.
كما أعلن كثير من المدارس الحكومية والخاصة، في عدد متفرق من المحافظات، تعطيل الدراسة في المدارس، الاثنين، بسبب سوء حالة الطرق؛ حرصاً على سلامة الطلاب.
ومن ناحية أخرى، طالب بيان عاجل موجَّه لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بسرعة التدخل لحماية محافظة الإسكندرية من الغرق وحالة الشلل التام التي أصابتها، بسبب هطول السيول والأمطار على مدار الساعات الماضية؛ حيث تقدم النائب السكندري محمود قاسم بطلب إحاطة لمجلس النواب بهذا الشأن، ونشر النائب على صفحته الشخصية على «فيسبوك» مقاطع فيديو من بعض الشوارع الجانبية، تشير لتأثر أهالي أحياء متفرقة من محافظته بالطقس السيئ، في «أول تجربة للأمطار» كما يصفها.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» قال النائب البرلماني محمود قاسم، إن «تصريحات محافظ الإسكندرية قبل موسم الشتاء حول استعداد المحافظة لاستقبال الأمطار دون تأثر، ثبت عدم توفيقها مع أول تجربة عملية في مطلع الشتاء؛ حيث غرقت الإسكندرية ودخلنا في حلقة مفرغة، وكأننا ننتظر النتائج نفسها مع كل اختبار جديد»، على حد تعبيره.
وأضاف قاسم: «قام المحافظ بعقد أكثر من اجتماع لمواجهة أزمة الأمطار، واختار مشروعات الصرف الصحي لفصل مياه الأمطار، بينما تعاني مناطق وأحياء وشوارع جانبية بشكل كبير، ما أثر على حركة وتنقل المواطنين بسبب تراكم الأمطار داخل الشوارع التي أصبحت وكأنها مصارف وترع».
وأعلنت النيابة العامة، الاثنين، مصرع سيدة عجوز إثر انهيار سقف عقار قديم بحي الجمرك بالإسكندرية. وكانت غرفة عمليات حي الجمرك قد تلقت بلاغاً من الأهالي يفيد بانهيار أجزاء من العقار، بشارع أغا بمنطقة رأس التين بحي الجمرك. وانتقل ضباط القسم ومسؤولو الحي وقوات الحماية المدنية إلى موقع البلاغ.
وتبين من المعاينة والفحص سقوط سقف حجرة بعقار قديم بالشارع المشار إليه، تقطنه سيدة مسنة تدعى عايدة (80 عاماً)، ما أدى إلى مصرعها والعثور على جثتها تحت الأنقاض.
وأعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، الاثنين، استمرار تقلب الطقس الغائم على جميع أنحاء الجمهورية، واستمرار تأثر البلاد بمنخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، يساعد على تكون السحب المنخفضة والمتوسطة وسقوط الأمطار المتفاوتة الشدة على شمال البلاد، وحتى القاهرة الكبرى.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».