انطلق، مساء أمس (الخميس)، مهرجان شتاء طنطورة الموسيقي والثقافي في العلا بنسخته الرابعة، مقدماً العديد من التجارب الثقافية والتاريخية، تشمل العروض الموسيقية والأنشطة التفاعلية التي تبرز التاريخ الفريد للمدينة في احتفال هو الأضخم من نوعه، حيث يدمج ما بين الثقافة والتاريخ.
وتمثل الطنطورة التراث والثقافة الخاصة بأهالي العلا للعديد من الأجيال، حيث تشكل الساعة الشمسية التي اعتمد عليها الأهالي لتحديد الوقت الخاص بدخول موسم الزراعة ومربعانية الشتاء. وتحتفل العلا اليوم بهذا المعلم التراثي والثقافي من خلال مجموعة من الفعاليات الترفيهية والثقافية والحفلات الموسيقية والتجارب المميزة خلال احتفال الطنطورة.
وتشمل التجارب خلال الاحتفال العروض الثقافية والأنشطة التفاعلية التي تبرز تاريخ العلا العريق وموسمها الساحر، ويُعد هذا الاحتفال هو الأضخم من نوعه، حيث سيتضمن أكثر من 200 فنان وفنانة، بالإضافة إلى عرض أوركسترا مباشر يخلط بين أجمل المقطوعات الموسيقية العربية والعالمية، وعرض مرئي على جدران البلدة القديمة وقلعة البلدة القديمة.
وستتزين الطرقات في احتفال طنطورة بالعديد من المنتجات المحلية من التمور ومنتجات الحمضيات والقهوة، كما سيستمتع الزوار بتقاليد ضيافة أهل العلا بالقهوة والتمور، وذلك احتفالًا بـ«عام القهوة السعودية 2022».
ويستمر المهرجان في نسخته الرابعة من 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وحتى 21 من يناير (كانون الثاني) 2023، وخلال المهرجان سيستمتع الزوار بالعديد من الأنشطة الترفيهية، وذلك ابتداءً بحفل النجم الكبير ماجد المهندس، اليوم (الجمعة)، في «قاعة مرايا»، ويتبعه بعد ذلك عدة حفلات موسيقية، وأبرزها حفلة الفنان محمد عبده يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) والفنانة أصالة نصري يوم 13 يناير.
وقال فنان العرب محمد عبده إنه مسرور دائماً بتقديم العروض في وطنه السعودية، وتحمل مشاركته في «مهرجان شتاء طنطورة في العُلا» مكانة خاصة بالنسبة له، ولا سيما بفضل طابعه الفريد الذي يجمع بين التاريخ والحداثة، ويتطلع إلى رؤية جميع المعجبين قريباً، ويعدهم بحفل موسيقي مميز.
ومن جانبه، قال أمير الغناء العربي ماجد المهندس إن الموسيقى تلعب دوراً كبيراً في نشر الثقافة، ولا شك أن المشاركة في «مهرجان شتاء طنطورة في العُلا» هي فرصة مذهلة لتعزيز المشهد الثقافي والموسيقي المزدهر في السعودية، وأضاف أن للعلا مكانة خاصة في قلبه، حيث صور فيها كليب أغنية «واحش الدنيا» في موقع الحِجر التراثي، ويسعد بعودته للغناء بها مرة أخرى وسط معجبيه وعشاق الطرب الراقي.
وبدورها، قالت الفنانة أصالة نصري إن المهرجان يتميز بمفهوم استثنائي، ويسعدها أن تكون جزءاً منه، وأن تقدم للجمهور حفلاً موسيقياً في هذا الموقع الفريد في العُلا.
إضافة إلى ذلك، فستملأ الموسيقى الأجواء في فعالية «شرفات الجديدة»، التي تقام بالتعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وهيئة الموسيقى السعودية، حيث تؤدي الفرقة الوطنية السعودية للموسيقى معزوفاتها الموسيقية السعودية من فترة سبعينات وتسعينات القرن الماضي في مناطق مختلفة على امتداد طريق البخور بمنطقة الجديدة، بأسلوب يتناغم فيه أداء كل فنان وفنانة عبر الموسيقى.
وسيتمكن الزوار من التحليق في سماء العلا والاستمتاع بالمناظر المبهرة والطبيعية على متن المناطيد، وتختلف التجارب بين رحلة المناطيد المعلّقة التي تستغرق 15 دقيقة أو رحلة مناطيد التحليق الحر، التي تستغرق 45 دقيقة (حسب الظروف الجوية) بالإضافة إلى رحلة المناطيد المعلّقة في محافظة خيبر، الأعجوبة الجيولوجية التي تتميز بواحتها الخضراء وصخورها البركانية والتشكيلات الحجرية من عصور ما قبل التاريخ.
ولمحبي التجول والمشي، سيحكي الرواة تاريخ الواحة القديم في جولة «مسار الواحة التراثي»، التي تمتد لمدة ساعتين حيث سيتنزه فيها الزوار في مناطق طبيعية خلابة بجوار المنازل الطينية الأثرية والمزارع المحلية الخضراء، وبين أسوارها الطينية القديمة.
وتوّفر العلا خيارات جديدة وحصرية للاستمتاع بأشهى المأكولات العالمية بين جبالها الصحراوية، ومعالمها التاريخية. وتتضمن مجموعة من أشهر المطاعم والمقاهي المعروفة عالمياً، التي تفتح أبوابها في واحة العلا حصرياً ضمن فعاليات المهرجان.
أما تجربة «الزراعة البيئية»؛ فهي أحد الأنشطة التفاعلية المجانية في «شتاء طنطورة»، وتبلغ مدة الفعالية ثلاث ساعات، تتضمن ورش عمل تفاعلية تركز على زراعة الخضراوات ومشاتل النباتات وتسميد التربة، كما تقدم تجربة استكشافية تعليمية مع فرصة للتجول حول حدائق الواحة والتفاعل مع حيوانات المزارع المختلفة.