6 أسباب شائعة لا تتوقعها لضعف العضلات

من بينها فقر الدم والسكري واضطراب النوم

6 أسباب شائعة لا تتوقعها لضعف العضلات
TT
20

6 أسباب شائعة لا تتوقعها لضعف العضلات

6 أسباب شائعة لا تتوقعها لضعف العضلات

تنزعج حتما عندما يصبح فتح برطمان المخلل أو المربى صعباً عليك، لكن هذا متوقع إن لم تكن مهتما بتقوية قدراتك العضلية.
ولكن هل هناك أسباب أخرى لضعف العضلات، لا علاقة لها بمدى ممارستك للتمارين الرياضية لتقوية العضلات؟ نعم، ثمة عدة أسباب لذلك، ويمكن لبعض الحالات الطبية التي لم يتم تشخيصها بعد لدى المرء، أن تتسبب في تآكل العضلات بسرعة أكبر أو تجعل الشخص يشعر بالإرهاق أثناء استخدامه للعضلات. ولذا يجدر التنبه لها، والتعامل معها لعلاجها، كي لا يترك أحدنا الأمر يتفاقم ويكتفي فقط بعزو ضعفه العضلي إلى عدم ممارسته الرياضة البدنية.

- أسباب ضعف العضلات
ومن بين تلك الأسباب أسباب قد لا يتوقعها البعض، ويكون تسببها بضعف العضلات مؤشراً يجدر التنبه له لمراجعة الطبيب. وإليك هذه الأسباب الأعلى شيوعاً، وهي:
* فقر الدم. فقر الدم هو حالة تحصل عندما لا يحتوي الدم على ما يكفي من مركبات الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء. وبالتالي تنخفض قدرة الدم على حمل الكمية اللازمة من الأكسجين إلى أنسجة الجسم وأعضائه، وخاصة العضلات.
وثمة أسباب عدة لفقر الدم، وغالباً ما يحدث لأكثر من سبب واحد، إما بشكل حاد وسريع أو بشكل مزمن وبطيء، وذلك إما نتيجة عدم إنتاج الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحيحة والمحتوية على كميات طبيعية من الهيموغلوبين الجيد. كما يأتي نتيجة لنقص التغذية بالحديد أو فيتامينات الفوليت أو بي - 12، أو وجود أمراض في نخاع العظم (حيث يتم إنتاج خلايا الدم الحمراء)، أو أمراض وراثية لها علاقة باضطرابات إنتاج الهيموغلوبين (الأنيميا المنجلية أو الثلاسيميا أو غيره).
وأيضا قد يحصل فقر الدم نتيجة النزيف الذي يُؤدي إلى فقد خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر مما يُمكِن للجسم تعويضه. وخاصة لدى النساء مع اضطرابات الدورة الشهرية. أو عندما يدمر الجسم كريات الدم الحمراء بشكل غير طبيعي.
وقد تشمل العلامات والأعراض لفقر الدم كلا من: الإرهاق، أو الضَعف، أو شحوب الجلد أو اصفراره، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو ضيق النفس، أو الدُوَار أو الدوخة، أو ألم الصدر، أو برودة اليدين والقدمين، أو الصداع. وقد تحصل لدى المصاب بعض تلك الأعراض أو كثير منها.
وضعف العضلات له أسباب متعددة في فقر الدم، أهمها نقص تزويد العضلات بالأكسجين وسهولة الشعور بالإعياء والتعب وضيق التنفس. كما قد يؤثر فقر الدم، وفق بعض أسبابه، في بنية الألياف العضلية وقدراتها الوظيفية ووتيرة تجديدها، وغيره من الآليات.

- السكري والدرقية
* مرض السكري. العلامة الرئيسية لمرض السكري هي اضطراب قدرة الجسم على ضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم. وهذا الأمر يرافقه، وينتج عنه، اضطرابات واسعة - وظيفية وهيكلية - في عدة أنظمة وأعضاء في الجسم، بما في ذلك العضلات والأعصاب والأوعية الدموية والكلى والقلب وغيره.
وتجدر ملاحظة أن زيادة كتلة الدهون ليست هي وحدها السبب في زيادة خطر الإصابات بمرض السكري من النوع 2، بل إن نقص كتلة العضلات في الجسم Sarcopenia (أو ما تُسمى بالسمنة الهزيلة Skinny Fat) له صلة باحتمالات الإصابة بمرض السكري.
ويمكن تقسيم الآثار السلبية لمرض السكري من النوع 2، على العضلات إلى ثلاث فئات: التعب العضلي، وضعف قوة العضلات، وتدني كتلة العضلات. وفي التعب العضلي، يؤدي إجهاد العضلات في الحركة، إلى سرعة بلوغ مرحلة الضعف، وزيادة مقدار الوقت الذي تستغرقه العضلة للتعافي أو العودة إلى سابق قوتها الكاملة. أي أن مرضى السكري، تفقد عضلاتهم قوتها بشكل أسرع من تلك الموجودة في الشخص السليم وتأخذ وقتا أطول للتعافي.
كما أن مرض السكري من النوع 2 يُقلل من قوة العضلات الكلية أيضاً، بغض النظر عن مقدار العمر أو نوع الجنس أو التدخين أو وجود السمنة. والأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع 2 أقل قوة في قبضة اليد من الأشخاص الأصحاء.
وكتلة العضلات في الجسم لدى مرض السكري من النوع 2 هي أقل من عموم الأصحاء البالغين. وكلما طالت فترة الإصابة بمرض السكري، زادت وتيرة فقدان كتلة العضلات، وخاصة في الأطراف السفلية.
* اضطرابات الغدة الدرقية. تلعب الغدة الدرقية، التي تقع أمام القصبة الهوائية في الرقبة، دوراً أساسياً في نشاط خلايا الجسم جميعها. وذلك عبر إفرازها هرمونات الغدة الدرقية. ولذا فإن الأعراض المصاحبة لاضطرابات الغدة الدرقية (الكسل Hypothyroidism أو فرط النشاط Hyperthyroidism) هي التي غالباً ما تُنبه إلى احتمالات وجود هذه الحالات. وهو ما يتأكد بتحاليل الدم لانخفاض أو ارتفاع نسبة تلك الهرمونات الدرقية. والإناث بالعموم أعلى عُرضة للإصابات باضطرابات الغدة الدرقية مقارنة بالذكور، وبنسبة تُقارب عشرة أضعاف. ومن الأعراض الأولية للحالات التي تؤثر على الغدة الدرقية، المعاناة من ضعف العضلات وآلامها، إلى جانب آلام المفاصل والعضلات.
وفي حالات كسل الغدة الدرقية، ينخفض مستوى نشاط الكثير من العمليات في خلايا الجسم، والعضلات من بينها. وبالتالي تضعف قوة العضلات. وتيبس حركة المفاصل المصاحب لكسل الغدة الدرقية، يزيد الأمور تعقيداً في حرية ونشاط تحريك العضلات، ومدى كفاءة قوتها، وفي تشنج العضلات وعدم ارتياحها. وفي بعض الحالات ترتفع في الدم نسبة أنزيمات العضلات، كمؤشر على تلف وتمزق الخلايا العضلية.
وفي حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، تتأثر العضلات سريعاً، وتظهر الأعراض عليها في وقت مبكر. مثل آلام العضلات وضعف قوتها وتناقص حجمها.

- اضطراب النوم والأملاح
* اضطرابات النوم. في دراستهم المنشورة في عدد فبراير (شباط) 2018 من مجلة علوم الطب الرياضي J Sci Med Sport، بعنوان «النوم غير الكافي وقوة العضلات: الآثار المترتبة»، يقول باحثون أستراليون من جامعة ديكن في أستراليا، إن «النوم غير الكافي يُضعف القوة العضلية في أداء الحركات».
وتشير العديد من الدراسات الأخرى إلى أن قلة النوم تضر بنشاط عمليات تكوين البروتينات في العضلات. وأوضح ذلك باحثون برازيليون بقولهم: «النوم ضروري للوظائف الخلوية والعضوية والجهازية للكائن الحي. وقلة النوم تقلل من نشاط مسارات تخليق البروتين وتزيد من نشاط مسارات التحلل البروتيني، ما يتسبب بفقدان كتلة العضلات، وكذلك يعيق الأرق من تعافي العضلات بعد الضرر الناجم عن التمارين والإصابات وبعض الحالات المصاحبة لضمور العضلات».
كما تُفيد المصادر الطبية بأن اضطرابات النوم، مثل الأرق، يمكن أن تؤدي إلى ضعف العضلات أثناء النهار والإرهاق. كما أن الشخص الذي يحتاج إلى البقاء في السرير بسبب حالة طبية، قد يعاني أيضاً من ضعف العضلات. ينتج هذا عن عدم استخدام العضلات بانتظام كالمعتاد.
والملاحظ طبياً أن العضلات تحتاج إلى فترة كافية من النوم، كي تعيد ترتيب هيكلتها التشريحية على مستوى الألياف العضلية، وتعيد تنسيق تواصلها مع الأوتار العضلية التي تربطها بالمفاصل والعظام. وبالتالي تستعيد قدرتها على ممارسة مهامها بقوة طبيعية. واضطرابات النوم تعيق ذلك بشكل واضح.
* اضطرابات الأملاح. التركيب التشريحي الدقيق للخلايا العضلية يحتوي الألياف العضلية. وهي سلاسل من البروتينات. وتلك السلاسل تنزلق إلى بعضها البعض، لتصبح متقاربة ومضغوطة، فتحصل الانقباضات العضلية. ثم تبتعد عن بعضها البعض، لتصبح طويلة، فتحصل حالة الانبساط أو الاسترخاء العضلي. ومن أهم العوامل الأساسية جداً هو توفر ما يُسمى بالشوارد.
والشوارد هي عناصر إلكتروليتات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم... وهي ضرورية جداً في تكوين وإتمام عمليات للتقلص الطبيعي للعضلات الهيكلية، وفي راحتها بعد ذلك الانقباض. ونقصها أو ارتفاع نسبتها في الجسم، سبب رئيسي في خلل عمل العضلات وفي إجهاد العضلات وفي ضعف العضلات وفي آلام العضلات. وعلى سبيل المثال، فإن التراكم الزائد للأمونيا وأيونات الهيدروجين بعد نوبات شاقة من النشاط البدني، يؤدي إلى بطء انقباض العضلات وضعف قوتها. كما تسبب حالات مرضية معينة أو نقص التغذية، باضطرابات مستويات الإلكتروليتات مثل الكالسيوم أو المغنيسيوم أو البوتاسيوم أو الصوديوم. وترتبط المستويات المرتفعة أو المنخفضة بشكل مفرط من هذه الأيونات في الدم، بأعراض مثل ضعف العضلات أو التشنج العضلي.
ولذا فإن إحدى أهم علامات اضطرابات الأملاح في الجسم، هو اضطرابات القدرات العضلية. وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من اعتدال نسبة هذه العناصر، هو خطوة أولى في تشخيص سبب الضعف العضلي. ثم يُستكمل البحث عن سبب اضطراب أي منها. أي إما ضعف التغذية أو اضطرابات عمل الكلى أو الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيره.

- الأدوية
* أنواع الأدوية. الأدوية التي يتناولها المرء، بشكل منتظم لعلاج حالات مرضية مزمنة، أو من آن لآخر لداع صحي أو غير صحي، هي أحد الأسباب المحتملة للشعور بالضعف العضلي أو آلام العضلات، أو سهولة التعب العضلي.
وهناك العديد من الأسباب المحتملة لمشاكل العضلات نتيجة تناول أنواع مختلفة من الأدوية. وأحد تلك الآليات هو التسبب بالتهاب العضلات، ما يُؤدي إلى ضعفها وهزالها وآلامها. وعدة أنواع من الأدوية الشائعة الاستخدام مرتبطة بتطور التهاب العضلات لدى بعض الناس، وتشمل هذه بعض الأدوية الترويحية Recreational Drugs، والمضادات الحيوية، وأدوية العلاج الكيميائي، والأدوية التي تؤثر على الجهاز الهرموني، وأدوية الكولسترول، وكذلك أدوية القلب والمعدة.
وعلى سبيل المثال، أشارت عدة دراسات طبية إلى أن تناول أدوية تسكين الألم من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، قد تضعف الاستجابة التعويضية من قبل الجسم لإصلاح العضلات التي تعرضت للإصابات، مما يساهم في المعاناة من الضعف والألم المزمن في العضلات. كما تعيق عمليات إعادة بناء العضلات. ولذا يجدر تقليل تناولها إلا عند الضرورة، ووفق نصيحة الطبيب.
وكذلك أدوية خفض الكولسترول من فئة ستاتين، الشائعة الاستخدام. وهي قد تتسبب لبعض المرضى بتلف والتهاب العضلات. وقد تتسبب لنسبة أعلى منهم بآلام العضلات، وخاصة عند النساء. ولها تأثيرات على نمو العضلات. ولذا يتم تناولها تحت الإشراف الطبي، ومتابعة مدى ظهور أي أعراض عضيلة نتيجة لها، وإجراء التحاليل اللازمة لتتأكد من مستوى أنزيمات العضلات، وقد يضطر الطبيب إلى النصيحة بتخفيف الجرعة أو التوقف عن تناولها.
* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

صحتك الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

كشفت دراسة جديدة أن كيفية إدارة مجموعة من الحالات الصحية المعروفة باسم متلازمة التمثيل الغذائي لها تأثير كبير على احتمال إصابتك بالخرف في سن مبكرة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك تناول الستاتينات مع أدوية السرطان لا يُسبب أي آثار جانبية خطيرة أو مُهددة للحياة (رويترز)

دراسة: الستاتينات تخفض خطر وفاة مرضى سرطان الدم بـ61 %

أشارت دراسة حديثة إلى أن مرضى سرطان الدم لديهم خطر وفاة أقل بنسبة 61 في المائة إذا تناولوا الستاتينات مع العلاج.

«الشرق الأوسط» (أبو ظبي)
صحتك قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من الراتنج الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا

صحتك يستخدم الباحثون أساليب مبتكرة لدراسة دور خصائص البروتين الدهني عالي الكثافة في صحة القلب (شترستوك)

عندما يصبح الكوليسترول الجيد... ضارّاً

وجد باحثون أن بعض مكونات الكوليسترول «الجيد» أو البروتينات الدهنية عالية الكثافة قد تكون سبباً لزيادة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
TT
20

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن كيفية إدارة مجموعة من الحالات الصحية المعروفة باسم متلازمة التمثيل الغذائي لها تأثير كبير على احتمال إصابتك بالخرف في سن مبكرة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

لتشخيص المريض بمتلازمة التمثيل الغذائي، يجب أن يُعاني من ثلاث من الحالات التالية: كبر محيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، المعروف أيضاً باسم HDL أو الكوليسترول «الجيد».

أظهرت البيانات أن الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، أو مزيج من هذه العوامل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 في المائة.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور مينوو لي، في رسالة بريد إلكتروني: «الخلاصة الرئيسية للدراسة هي أن متلازمة التمثيل الغذائي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف المبكر»، أي الخرف قبل سن 65. وأضاف: «تُبرز نتائجنا أهمية إدارة الصحة الأيضية مبكراً للوقاية من الخرف والحفاظ على صحة الدماغ».

حللت الدراسة بيانات ما يقرب من مليوني شخص من هيئة التأمين الصحي الوطني الكوري الذين خضعوا لفحوصات طبية. وحلل الباحثون مؤشرات متلازمة التمثيل الغذائي والذين أصيبوا بالخرف المبكر بين عامي 2009 ونهاية عام 2020.

وشرح لي، الأستاذ المساعد في قسم الأعصاب بمستشفى القلب المقدس بجامعة هاليم في كوريا الجنوبية: «يرتبط كل عامل - مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والسمنة، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية - بشكل فردي بارتفاع خطر الإصابة بالخرف».

تشير هذه النتائج إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي لدى شريحة كبيرة من سكان الولايات المتحدة، حيث يُعاني نحو واحد من كل ثلاثة بالغين في أميركا من متلازمة التمثيل الغذائي، وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

قال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، أخصائي طب الأعصاب الوقائي ومدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية التنكسية في بوكا راتون بولاية فلوريدا: «يُعد الخرف من أكثر الأمراض التي نخشاها، والإصابة به في سن مبكرة أمرٌ أكثر إثارة للقلق». ولم يشارك إيزاكسون في الدراسة الجديدة.

وتابع: «يجب تمكين جميع الأشخاص من جميع الأعمار - من العشرينات والثلاثينات والأربعينات والخمسينات وما فوق - من اتخاذ خيارات صحية للدماغ في وقت مبكر... أعتقد أن هذه الدراسة تُقدم لنا المزيد من الأدلة التي تُشير إلى أن هذه الخيارات الصحية للدماغ قد تُؤدي إلى نتائج دماغية أفضل بمرور الوقت».

قد لا تبدو الحالات التي تُشكل متلازمة التمثيل الغذائي مرتبطةً مباشرةً بخطر الإصابة بالخرف، ولكن هناك بعض الطرق التي يُمكن أن تؤثر بها صحة الأوعية الدموية على التدهور المعرفي، كما ذكر إيزاكسون.

يمكن أن تؤدي متلازمة التمثيل الغذائي إلى الالتهاب، و«عندما يُصاب الشخص بالتهاب في الجسم والدماغ، يُمكن أن يُسرّع ذلك من عملية الشيخوخة»، كما قال إيزاكسون. وعندما يُصاب الشخص بالتهاب في الدماغ، لا تعمل وظائفه بشكل جيد.

وأفاد أن كفاءة عمل الأوعية الدموية تُعدّ أيضاً أمراً مهماً للصحة المعرفية للحفاظ على تدفق كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ. وأخيراً، أشار إلى أن متلازمة التمثيل الغذائي قد تؤثر على قدرة الدماغ على استقلاب الطاقة، مما قد يؤدي إلى ضعف الإدراك.

خطوات لتحسين الصحة

كشف إيزاكسون أن العوامل الوراثية ونمط الحياة يُسهمان في حالات الخرف، لذا قد يُصاب بعض الأشخاص بالخرف رغم اتباعهم جميع نصائح طبيبهم. وأضاف أن إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة ومعالجة متلازمة التمثيل الغذائي قد يمنع أو يُؤخر الإصابة بالخرف لدى الكثيرين.

وأوضحت الدكتورة بام تاوب، أخصائية أمراض القلب الوقائية وأستاذة الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن علاج متلازمة التمثيل الغذائي، التي قد تزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، يبدأ بتغييرات في نمط الحياة.

وأضافت: «بشكل عام، نوصي باتباع نظام غذائي متوسطي متوازن، وهو نظام غذائي متوازن من حيث البروتينات والكربوهيدرات والألياف، مع الحد من كمية السعرات الحرارية المتناولة».

وأشارت إلى أن بعض الأبحاث حول متلازمة التمثيل الغذائي تُظهر أن تناول الطعام في أوقات محددة يمكن أن يُساعد في إدارة هذه الحالات.

الحفاظ على النشاط البدني المنتظم أمرٌ أساسي، مع أن كمية ونسبة تمارين القوة والمرونة قد تختلف باختلاف حالتك الصحية، وقد تتم مناقشتها مع طبيبك، على حد قولها. وأضافت أن الحصول على قسط كافٍ من النوم والتعامل مع التوتر ضروريان أيضاً لإدارة جميع الحالات المزمنة تقريباً.

وقالت تاوب: «بالطبع، لا يمكننا التحكم في التوتر الذي نتعرض له، ولكن المهم هو كيفية تعديل استجابتنا».

وأكدت أن تغييرات نمط الحياة وحدها قد لا تحل المشكلة تماماً، فقد يوصي طبيبك بأدوية للمساعدة في خفض ضغط الدم، وسكر الدم، ومقاومة الإنسولين، وخفض الدهون، وإدارة الوزن.