مع ختام الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وبنهاية اليوم التاسع من المنافسات، تتحدث لغة الأرقام والإحصائيات لتكشف عن الرابحين والخاسرين، إلى جانب اختلاط الأوراق في كثير من المجموعات، لتكون الجولة الثالثة هي جولة الحسم لكثير من المنتخبات.
وتكشف حصيلة الـ16 مباراة التي خاضتها المنتخبات في الجولة الثانية عن تسجيل 40 هدفاً، بمعدل 2.4 أهداف في كل مباراة، بينما شهدت الجولة الأولى إحراز 41 هدفاً بمعدل 2.5 أهداف في كل مباراة.
وجاء 20 هدفاً بالقدم اليمنى (15 من داخل منطقة الجزاء، و5 من خارج منطقة الجزاء)، و11 هدفاً بالقدم اليسرى (8 من داخل منطقة الجزاء، و3 من خارج منطقة الجزاء)، بالإضافة إلى 9 أهداف بضربات الرأس. كما تمّ إحراز 12 هدفاً في الشوط الأول، و28 هدفاً في الشوط الثاني، بحسب ما نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية.
كما شهدت الجولة أسرع هدف في المونديال حتى الآن، والذي أحرزه ألفونسو ديفيز لاعب منتخب كندا في مرمى منتخب كرواتيا، بعد مرور دقيقة واحدة و7 ثوان فقط من انطلاق صافرة بداية اللقاء.
https://twitter.com/beINSPORTS/status/1596898264007249921
وتم احتساب ضربتي جزاء في هذه الجولة. سجل البرتغالي برونو فيرنانديز في مرمى أوروجواي، في حين أضاع نجم المنتخب السعودي سالم الدوسري ركلة جزاء أمام بولندا. بينما تم احتساب 9 ضربات جزاء في الجولة الأولى.
وشهدت المباريات إشهار 57 بطاقة صفراء بمعدل 3.5 إنذارات في كل مباراة في الجولة الثانية، وتحَصّل واين هينيسي حارس مرمى منتخب ويلز، على البطاقة الحمراء الأولى في مونديال قطر. في حين شهدت الجولة الأولى إشهار 54 بطاقة صفراء بمعدل 3.4 إنذارات، ولم يحصل أي لاعب من أي منتخب على البطاقة الحمراء.
لكنّ الجولة الثانية لم تبتسم للمنتخبات العربية المشاركة في مونديال 2022، حيث حقّقت نتائج سلبية باستثناء فوز المنتخب المغربي على منتخب بلجيكا بهدفين دون رد، حيث خسر منتخب قطر أمام المنتخب السنغالي 3 – 1، وتلقّى منتخب تونس هزيمة من نظيره الأسترالي بهدف نظيف، وخسر المنتخب السعودي من منتخب بولندا بهدفين دون رد.
https://twitter.com/beINSPORTS/status/1596890302484291584
في المقابل، ابتسمت الساحرة المستديرة للمنتخبات الأفريقية، التي حققت نتائج إيجابية في الجولة الثانية، باستثناء خسارة تونس أمام منتخب أستراليا بهدف دون رد. ففاز منتخب السنغال على المنتخب القطري بثلاثة أهداف مقابل هدف. وانتصر المنتخب الغاني على منتخب كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدفين. كما فاز منتخب المغرب على بلجيكا بهدفين، في حين تعادل المنتخب الكاميروني مع منتخب صربيا 3 – 3، بينما لم يحقّق أي منتخب أفريقي الفوز في الجولة الأولى بمونديال قطر.
وشهد اليوم الأخير بالجولة رقماً قياسياً للأهداف الأفريقية المسجّلة في يوم واحد في كأس العالم برصيد 6 أهداف، اقتسمها منتخبا الكاميرون وغانا.
https://twitter.com/beINSPORTS/status/1597271500784017409
وخلال الجولة الثانية، انتهت 12 مباراة بفوز أحد المنتخبين المتنافسين، و3 مباريات بالتعادل الإيجابي، ومباراة واحدة بالتعادل السلبي. بينما انتهت مباريات الجولة الأولى بالمونديال بـ11 فوزاً و5 تعادلات منها 4 لقاءات بنتيجة سلبية.
وحقّقت 3 منتخبات (فرنسا والبرازيل والبرتغال) الفوز الثاني على التوالي بمونديال 2022، حيث ضمنت المنتخبات الثلاثة التأهل رسمياً إلى دور الـ16 بعد حصدهما 6 نقاط، حيث انتصر منتخب «الديوك الفرنسية» على منتخب الدنمارك بهدفين مقابل هدف، بعد الفوز على منتخب أستراليا في الجولة الأولى بأربعة أهداف مقابل هدف. وفاز منتخب «السيلساو البرازيلي» على منتخب سويسرا بهدف نظيف بعد انتصاره في الجولة الأولى على المنتخب الصربي بهدفين دون رد. كما انتصر المنتخب البرتغالي على منتخب الأوروغواي بهدفين نظيفين بعد الفوز على منتخب غانا في الجولة الأولى بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
https://twitter.com/beINSPORTS/status/1597343574454050819
وشهدت مباراة المنتخب الصربي أمام منتخب الكاميرون في منافسات المجموعة السابعة، أكبر عدد من الأهداف في هذه الجولة، برصيد 6 أهداف، حيث تعادل المنتخبان بنتيجة 3 - 3، تليها مباراة كرواتيا وكندا التي انتهت بفوز المنتخب الكرواتي بنتيجة 4 - 1، وفوز منتخب غانا على نظيره الكوري الجنوبي 3 - 2.
وبصناعة الهدف الثاني في مرمى المكسيك، أصبح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أول لاعب في تاريخ كأس العالم يصنع أهدافاً في 5 نسخ متتالية في أعوام 2006، 2010، 2014، 2018، 2022، كما نجح ميسي أيضاً في تسجيل 8 أهداف في 4 نسخ من الخمس بطولات التي شارك فيها باستثناء نسخة 2010 بجنوب أفريقيا، ليعادل رقم الأسطورة دييغو مارادونا في عدد الأهداف المسجلة في المونديال لمنتخب الأرجنتين.
كما كتب النجم البولندي روبرت ليفاندوفيسكي اسمه في تاريخ كأس العالم، بتسجيله الهدف رقم 2600 في المونديال، وذلك بتسجيله الهدف الثاني في مرمى المنتخب السعودي.
وسجل محمد مونتاري أول أهداف قطر في تاريخ نهائيات كأس العالم، وذلك في المشاركة الأولى للمنتخب «العنابي» بالمونديال، حيث أحرز الهدف الأول في شباك منتخب السنغال. وأحرز ألفونسو ديفيز أول أهداف كندا في تاريخ بطولة كأس العالم، بتسجيله الهدف الأول في مرمى منتخب كرواتيا.
ولم تسجل 3 منتخبات أي هدف حتى الآن وهي: تونس والمكسيك والأوروغواي... في حين نجحت 3 منتخبات في الحفاظ على شباكها نظيفة وهي: المغرب وبولندا والبرازيل.
ويتقاسم الفرنسي كيليان مبابي والإكوادوري إينير فالنسيا صدارة هدافي البطولة حتى الآن، برصيد 3 أهداف، يليهما 12 لاعباً برصيد هدفين، وهم (الأرجنتيني ليونيل ميسي، الإنجليزي بوكايو ساكا، الفرنسي أوليفيه جيرو، الإسباني فيران توريس، البرازيلي ريتشارلسون، الإيراني مهدي طارمي، الغاني محمد قدوس، الكرواتي كراماريتش، الإسباني ألفارو موراتا، الهولندي كودي جاكبو، الكوري الجنوبي تشيو كيو سيونغ، البرتغالي برونو فيرنانديز).
تعليقاً على هذه النتائج، لا سيما تلك المتعلقة بأداء المنتخبات العربية والأفريقية، أوضح الناقد الرياضي المصري محمود صبري لـ«الشرق الأوسط»: «كانت البداية مبشّرة للغاية للمنتخبات العربية، انعكست بفوز الأخضر (المنتخب السعودي) على الأرجنتين. ولكن مع الجولة الثانية، تراجعت الآمال، فوجدنا أن المنتخب السعودي فقد الكثير من قوته أمام بولندا، ولم يحالفه التوفيق رغم الجهد الكبير، حيث كانت المباراة تحتاج إلى أن تدار بسيناريو أفضل. وكذلك شاهدنا تونس في أداء مخيب ومحبط، وكذلك منتخب قطر لم يظهر بالصورة المطلوبة. يُستثنى من ذلك المنتخب المغربي الذي ظهر بأداء كبير ضد المنتخب البلجيكي، وهو أقرب المنتخبات العربية للتأهل».
ويتابع «لم تكن الكرة العربية حاضرة بقوة مع الجولة الثانية. وللأسف، لم تنضج الكرة العربية بالصورة المقنعة. فالأداء العربي يرتكز على الإبهار اللحظي دون التفكير في العمق نحو تحقيق طموح الشعوب العربية، فهي تفكر في الظهور عند خوض الدور الأول، ولا تخطط لما يمكن أن يحدث في التأهل، بمعنى أننا أمام أداء يبحث عن اللقطة وليس عن تحقيق حلم واقعي».
ويشير صبري، إلى أنّ المنتخبات الأفريقية بدورها تدفع الثمن لعدم الاستقرار الإداري من تغيير أجهزة ومدربين، مثل المنتخب الكاميروني، الذي أخذ أكثر من فرصة للظهور، ولكن أداءه لم يرض جماهير القارة السمراء، مبيناً أنّ الكرة الأفريقية لا تزال تبحث عن دور يثبت أحقيتها في زيادة عدد المشاركين في الدورات المقبلة لكأس العالم، مضيفاً «يجب أن تفكر المنتخبات الأفريقية فيما هو قادم، فحتى الآن نجد مستويات متفاوتة، ترضى بالتواجد فقط، ولا تقدّم مستويات حقيقية. فالتفكير يكون في الوصول للمونديال دون طموحات، رغم امتلاك كتيبة من المحترفين».