أعلنت أذربيجان أنها أوقفت 5 من مواطنيها بتهمة «التجسس» و«أنشطة تخريبية» لمصلحة إيران، وسط تصاعد التوتر بين الدولة الواقعة في القوقاز وطهران.
ووفق أجهزة الأمن الأذربيجانية، جاءت الإيقافات في إطار «إجراءات تهدف إلى التعامل مع الأنشطة التخريبية (...) التي تقوم بها الاستخبارات الإيرانية ضد أذربيجان».
والموقوفون الخمسة متهمون بجمع معلومات حول الجيش الأذربيجاني، بما في ذلك مشترياته من طائرات مسيّرة إسرائيلية وتركية، إضافة إلى البنية التحتية للطاقة، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت أذربيجان عن إلقاء القبض على 19 مواطناً اتهمتم بتلقي التدريب والتمويل من إيران للتجسس لصالح أجهزتها الاستخباراتية.
وقال «جهاز أمن الدولة (دي تي إكس)» إن إيران «أرسلت المجموعة إلى سوريا للتدريب، وكان لديها مخطط للعمل ضد المصالح الوطنية الأذربيجانية»، مشيراً إلى أنه «صادر كتباً ومواد فيديو محظورة تروج للتطرف الديني من أعضاء المجموعة».
وبعد أسابيع، استدعت أذربيجان الجمعة الماضي السفير الإيراني للاحتجاج على «خطاب التهديد» الإيراني تجاه باكو.
وعشية الاستدعاء، سلمت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الأذربيجاني مذكرة احتجاج على التصريحات «المعادية لإيران» التي أدلى بها مسؤولون أذربيجانيون.
ولطالما اتهمت إيران؛ التي يقطنها ملايين من الإثنية الأذرية، جارتها بإثارة المشاعر الانفصالية في أراضيها. كما تنظر طهران بكثير من الريبة إلى طموحات باكو لإقامة ممر يصل إلى جيبها ناخيتشيفان ومنه إلى تركيا، ويعبر الممر على طول الحدود الأرمينية - الإيرانية. ومن شأن هذا المشروع أن ينهي اعتماد أذربيجان على إيران في الوصول إلى جيب ناختشيفان.
هذه القضية نقطة خلاف رئيسية بين أذربيجان وأرمينيا اللتين خاضتا حربين عام 2020 وفي التسعينات من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.
والعلاقات بين باكو وطهران حساسة تقليدياً؛ إذ إن أذربيجان الناطقة بالتركية حليف وثيق لتركيا الخصم التاريخي لإيران.
كما تخشى طهران أن تستعمل إسرائيل الأراضي الأذربيجانية في هجوم محتمل ضدها، علماً بأن الدولة العبرية هي المورد الرئيسي للأسلحة إلى باكو.
وبعد تفجر الاحتجاجات الإيرانية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، أجرت قوات «الحرس الثوري» مناورات عسكرية بمشاركة أكثر من 50 ألفاً على الحدود الأذربيجانية.
وأعلنت إيران الأسبوع الماضي أنها اعتقلت أجانب يترأسهم مواطن من رعايا أذربيجان، على خلفية اعتداء شيراز الأخير الذي أوقع 13 قتيلاً على الأقل في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت إن «العنصر الرئيسي لتوجيه وتنسيق العمليات في داخل البلاد (هو) من رعايا أذربيجان»، ودخل إيران عبر «مطار الخميني» في طهران آتياً من باكو. وأضافت أنه «بعد وصوله إلى طهران، أبلغ العنصر التنسيقي في أذربيجان بوصوله وقام على الفور بالاتصال بشبكة من الرعايا الأجانب لتنظيم (داعش)».
وأطلق «الحرس الثوري» الإيراني مناورات عسكرية واسعة النطاق على طول حدود البلاد مع أذربيجان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في خطوة وُصفت بالاستفزازية.
وفسرت المناورات المفاجئة في الداخل الإيراني بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 17 سبتمبر الماضي. وجاءت المناورات بعدما هاجم «الحرس الثوري» مواقع للأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق بصواريخ باليستية ومسيّرات.
أذربيجان توقف 5 أشخاص بتهمة القيام بـ«أنشطة تخريبية» لمصلحة إيران
أذربيجان توقف 5 أشخاص بتهمة القيام بـ«أنشطة تخريبية» لمصلحة إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة