البرلمان الألماني يتبنى توصيات لتشديد العقوبات على طهران

تنص على تسهيل لجوء الإيرانيين

جلسة عامة للبوندستاغ الألماني الشهر الماضي (د.ب.أ)
جلسة عامة للبوندستاغ الألماني الشهر الماضي (د.ب.أ)
TT

البرلمان الألماني يتبنى توصيات لتشديد العقوبات على طهران

جلسة عامة للبوندستاغ الألماني الشهر الماضي (د.ب.أ)
جلسة عامة للبوندستاغ الألماني الشهر الماضي (د.ب.أ)

تبنى البرلمان الألماني (البوندستاغ) توصيات تقدمت بها الأحزاب الثلاثة الحاكمة، تدعو الحكومة الألمانية إلى تشديد الضغوط على النظام الإيراني بسبب قمع المتظاهرين في إيران.
وصوتت الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة على التوصيات التي جاءت في سياق ورقة تقدمت بها، واتفق معها «الحزب المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، رغم انتقاده لتأخر الحكومة الألمانية بالرد على قمع النظام للمتظاهرين. واعترض فقط الحزبان الصغيران المتطرفان المنتميان للمعارضة في البرلمان، وهما «دي لينكا» اليساري المتطرف و«البديل لألمانيا» اليميني المتطرف.
وتنص الورقة على دعوة الحكومة للنظر في إمكانية إغلاق «مركز هامبورغ الإسلامي»، الذي تصنفه المخابرات الألمانية ذراعاً لإيران في ألمانيا، وبأنه يتلقى التعليمات مباشرة من طهران.
وتراقب المخابرات الألمانية المركز منذ عقود، وتصنفه على أنه يروج للدعاية المتطرفة، ولكنها حتى الآن لم تبحث في إغلاقه، رغم أنها طردت نائب المركز، السيد سليمان موسوي الإيراني، في يونيو (حزيران) الماضي، بسبب ترويجه وامتداحه لتنظيمات متطرفة مثل «حزب الله» اللبناني وميليشيا الحوثيين. ولم يغادر موسوي ألمانيا إلا قبل أيام، بعد أن كان استأنف قرار ترحيله.
وتنص الورقة كذلك على تسهيل لجوء الإيرانيين وتأمين الحماية لهم، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في المظاهرات الأخيرة، إضافة إلى المعتقلين من حملة الجنسية الألمانية.
ودعت الأحزاب الثلاثة في الورقة أيضاً إلى اتخاذ خطوات صد العملاء الإيرانيين في ألمانيا وترحيلهم. والأسبوع الماضي، تعرض عدد من المتظاهرين الذي كانوا تجمعوا أمام السفارة الإيرانية في برلين، إلى اعتداء من مجموعة رجال بلباس مدنيين وصلوا إلى المكان وهم يحملون أسلحة.
ودعت الأحزاب الثلاثة أيضاً في الورقة التي تبناها البرلمان، إلى التفكير في تشديد العقوبات على القطاعات المالية والتجارة مع إيران، وإلى زيادة الضغوط على «الحرس الثوري» الإيراني، علماً بأن الحكومة الألمانية كانت أكدت أن إدراج «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب تجري مناقشته على صعيد الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وحثت الورقة على دعم المنظمات غير الحكومية التي توثق الأدلة التي تظهر مسؤولية النظام عن الاعتداءات الحاصلة على المتظاهرين. ولكن في المقابل، شددت الورقة على ضرورة الاستمرار في الترويج لعودة العلاقات كاملة بين إيران و«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، في إشارة إلى فصل العقوبات حول حقوق الإنسان عن العقوبات على برنامج إيران النووي.
ورغم تصويت الحزب المعارض الأكبر لصالح تبني الورقة، فإن نوابه انتقدوا الحكومة الألمانية واتهموها بممارسة سياسة «الضغوط الأدنى» ضد النظام الإيراني.
وقال النائب نوربرت روتغن الذي يجلس أيضاً في لجنة السياسة الخارجية في البرلمان، إن الحكومة كانت بطيئة جداً في ردها على النظام الإيراني، مشيراً إلى سرعة تحرك الولايات المتحدة وكندا في فرض عقوبات على طهران مقابل تباطؤ ألمانيا. وانتقد كذلك تمسك الحكومة بالاتفاق النووي، ووصف جهود العودة للاتفاق بأنها «خطأ كبير».
وصدرت انتقادات شبيهة من نواب داخل الائتلاف الحكومي، وقالت النائب في الحزب الليبرالي ريناتا ألت بأن الحكومة في ألمانيا كان بطيئة جداً في ردها، وإن العقوبات لا تذهب بعيداً، وليست كافية.
وردَّت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي كانت تشارك في الجلسة، على الاتهامات، ورفضت الدعوات لوقف التمسك بالاتفاق النووي، مكررة موقف الحكومة بأن الهدف الأول هو «منع إيران من حيازة سلاح نووي»، وأن الاتفاق ما زال الحل الأفضل لتحقيق ذلك.
كذلك رفضت الاتهامات بأن الحكومة كانت بطيئة بالرد، وعزت ذلك إلى ضرورة التصرف ضمن الاتحاد الأوروبي، وإلى القوانين الأوروبية التي قالت إنها مختلفة وأكثر تعقيداً عن تلك التي في الولايات المتحدة وكندا.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».