مجموعة «السبع» تدين طهران على استخدامها الوحشي للقمع ضد المحتجين

هددوا بتوظيف كل الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين

وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
TT

مجموعة «السبع» تدين طهران على استخدامها الوحشي للقمع ضد المحتجين

وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)

أدان وزراء خارجية مجموعة السبع «الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة» من قبل النظام الإيراني ضد المتظاهرين في إيران، وهددوا النظام في طهران بمواصلة «استخدام كل الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لمحاسبته»، في إشارة إلى إمكانية تشديد العقوبات عليه عقاباً على قمع المتظاهرين.
وطالب وزراء خارجية المجموعة في بيان صدر في ختام اجتماعات استمرت يومين في مدينة مونستر الألمانية، إيران بالسماح لمفوضي حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بدخول البلاد لتقييم وضع حقوق الإنسان بعد القمع والاعتقالات العشوائية.
وحث وزراء خارجية المجموعة السلطات الإيرانية على احترام التزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي. وعبرت المجموعة عن أسفها لقرار السلطات الإيرانية «إغلاق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي»، مضيفة أنها تدافع «عن حق جميع الإيرانيين في الوصول إلى المعلومات».
وقال وزراء خارجية المجموعة التي تضم الدول الأوروبية الأربع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا واليابان، إن على السلطات الإيرانية أن تفرج عن السجناء «المحتجزين ظلماً بمن فيهم المتظاهرون والأطفال والصحافيون والمدافعون عن حقوق الإنسان».
ودعا بيان المجموعة إيران إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين المزدوجي الجنسية وإنهاء «الممارسة البغيضة لمثل هذه الاعتقالات الجائرة من أجل تحقيق مكاسب سياسية». وكانت الخارجية الألمانية قد دعت أمس مواطنيها لمغادرة إيران بسرعة خوفاً من تعرضهم للاعتقال.
وتطرق المجتمعون إلى أنشطة إيران في الشرق الأوسط، وأدانوا «أنشطة إيران المستمرة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله». وأضاف بيان المجموعة أن «هذه الأنشطة تشمل أنشطة إيران مع كل من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، فضلاً عن الطائرات بدون طيار، ونقل هذه الأسلحة المتقدمة إلى جهات حكومية وغير حكومية». وأشار الوزراء إلى أن «هذا الانتشار يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتصعيد التوترات».
وشددت المجموعة على تصميمها على منع إيران من تطوير سلاح نووي، وقالت في البيان: «ستواصل مجموعة السبع العمل سوياً، ومع شركاء دوليين آخرين، لمعالجة التصعيد النووي الإيراني وعدم كفاية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق باتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية».
وعبر وزراء خارجية المجموعة عن «قلق عميق من التوسع المستمر للبرنامج النووي الإيراني، والذي لا يوجد له مبرر مدني موثوق به». ودعوا إيران إلى «تغيير مسارها والوفاء بالتزاماتها القانونية والتزاماتها السياسية في مجال منع الانتشار النووي دون مزيد من التأخير». وأضافوا في بيانهم: «نلاحظ أنه رغم أشهر عديدة من المفاوضات المكثفة حول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن إيران لم تتخذ القرارات اللازمة».
وكان مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل قد قال صباح الجمعة، إن المفاوضات النووية مع إيران «متوقفة»، وإنه «لا جديد فيها». وذكر بوريل الذي شارك في اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، بإدانة الاتحاد الأوروبي لقمع المتظاهرين في إيران، مضيفاً أن الاتحاد رد بفرض عقوبات على النظام. وقال: «سنستمر بدعم المتظاهرين ودعم أوكرانيا لمواجهة الهجمات الجوية»، ولكنه أضاف في إشارة إلى تفادي الدول الغربية فرض عقوبات على إيران تتعلق بالاتفاق النووي، أنه «يجب التفريق بين الدعم الكبير للمتظاهرين والحاجة لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية». ورغم توقف المفاوضات النووية مع إيران ما زال الاتحاد الأوروبي يأمل بإعادة إحيائها قريباً وإقناع طهران بالموافقة على العودة للاتفاق النووي.


مقالات ذات صلة

مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

شؤون إقليمية مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

مقتل قائد شرطة برصاص مسلحين في بلوشستان الإيرانية

قُتل شرطي إيراني، وزوجته، برصاص مسلَّحين مجهولين، أمس، في محافظة بلوشستان، المحاذية لباكستان وأفغانستان، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية. وقال قائد شرطة بلوشستان دوست علي جليليان، لوكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن رئيس قسم التحقيقات الجنائية، الرائد علي رضا شهركي، اغتيل، في السابعة صباحاً، أثناء قيادته سيارته الشخصية، مع أسرته، في أحد شوارع مدينة سراوان. وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن زوجة شهركي نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، بعد إطلاق النار المميت على زوجها، لكنها تُوفيت، متأثرة بجراحها. وقال المدَّعي العام في المحافظة إن السلطات لم تعتقل أحداً، وأنها تحقق في الأمر.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية 24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

24 هندياً على متن ناقلة نفط احتجزتها إيران في خليج عمان

أعلنت الشركة المشغلة لناقلة نفط كانت متّجهة نحو الولايات المتحدة، واحتجزتها إيران في خليج عمان أن السفينة كانت تقل 24 هندياً هم أفراد الطاقم، وأضافت اليوم (الجمعة) أنها تعمل على تأمين الإفراج عنهم. وأوضحت شركة «أدفانتج تانكرز» لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أن حالات مماثلة سابقة تُظهر أن الطاقم المحتجز «ليس في خطر»، بعد احتجاز الناقلة (الخميس). وذكرت الشركة، في بيان، أن البحرية الإيرانية نقلت السفينة «أدفانتج سويت»، التي ترفع علم جزر مارشال، إلى ميناء لم يُكشف عن اسمه، بسبب «نزاع دولي». وقالت «أدفانتج تانكرز» إن «البحرية الإيرانية ترافق حاليا أدفانتج سويت إلى ميناء على أساس نزاع دولي».

«الشرق الأوسط» (دبي)
شؤون إقليمية كوهين يلتقي علييف في باكو وسط توتر مع طهران

كوهين يلتقي علييف في باكو وسط توتر مع طهران

أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مشاورات في باكو، مع كبار المسؤولين الأذربيجانيين، قبل أن يتوجه إلى عشق آباد، عاصمة تركمانستان، لافتتاح سفارة بلاده، في خطوة من شأنها أن تثير غضب طهران. وتوقف كوهين أمس في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، حيث التقى الرئيس الأذربيجاني ألهام علييف في القصر الرئاسي، وذلك بعد شهر من افتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب. وأعرب علييف عن رضاه إزاء مسار العلاقات بين البلدين، وقال، إن «افتتاح سفارة أذربيجان في إسرائيل مؤشر على المستوى العالي لعلاقاتنا»، مؤكداً «العلاقات بين بلدينا تقوم على أساس الصداقة والثقة المتبادلة والاحترام والدعم»، حسبما أوردت وكالة «ترند» الأذربيج

شؤون إقليمية إيران تبدأ استخدام الكاميرات الذكية لملاحقة مخالفات قانون الحجاب

إيران تبدأ استخدام الكاميرات الذكية لملاحقة مخالفات قانون الحجاب

بدأت الشرطة الإيرانية اليوم (السبت)، استخدام الكاميرات الذكية في الأماكن العامة لتحديد هويات مخالِفات قانون ارتداء الحجاب، بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء. وسوف تتلقى النساء اللاتي يخالفن القانون رسالة تحذيرية نصية بشأن العواقب، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وتقول الشرطة إن الكاميرات التي تتعقب هذه المخالفة لن تخطئ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إيران: تركيب كاميرات في الأماكن العامة لرصد من لا يلتزمن بالحجاب

إيران: تركيب كاميرات في الأماكن العامة لرصد من لا يلتزمن بالحجاب

أعلنت الشرطة الإيرانية اليوم (السبت) أن السلطات تركب كاميرات في الأماكن العامة والطرقات لرصد النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، في محاولة جديدة لكبح الأعداد المتزايدة لمن يقاومن قواعد اللباس الإلزامية، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت الشرطة في بيان إن المخالفات سيتلقين بعد رصدهن «رسائل نصية تحذيرية من العواقب». وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى أن هذه الخطوة تهدف إلى «وقف مقاومة قانون الحجاب»، مضيفا أن مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هجوم نادر... لماذا يُعدّ طعن تركي لإسرائيليين في القدس لافتاً؟

عناصر من قوات الطوارئ الإسرائيلية يطوِّقون منطقة حادث الطعن في القدس (رويترز)
عناصر من قوات الطوارئ الإسرائيلية يطوِّقون منطقة حادث الطعن في القدس (رويترز)
TT

هجوم نادر... لماذا يُعدّ طعن تركي لإسرائيليين في القدس لافتاً؟

عناصر من قوات الطوارئ الإسرائيلية يطوِّقون منطقة حادث الطعن في القدس (رويترز)
عناصر من قوات الطوارئ الإسرائيلية يطوِّقون منطقة حادث الطعن في القدس (رويترز)

بإعلان الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، مقتل منفذ حادث طعن في القدس استهدف عناصرها، لفتت هوية المنفذ الأنظار، بعدما تبين أنه يحمل الجنسية التركية. وأفادت الشرطة بأن منفذ حادث الطعن، واسمه حسن ساكلانان (34 عاماً)، طعن شرطياً وأصابه بجروح عند «باب الساهرة» في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وأظهرت صورة لجواز سفره أنه دخل للبلاد، يوم الاثنين، بتأشيرة بوصفه سائحاً قادماً من الأردن.

ووفق البيان الإسرائيلي، فإن الرجل التركي هُرع نحو شرطي من حرس الحدود بالقرب من مدخل باب الساهرة، وطعنه في الجزء العلوي من جسده، قبل أن يتمكن الضابط الذي تعرض للطعن وشرطي آخر في المنطقة من إطلاق النار على المهاجم وقتله.

وأظهرت لقطات فيديو شاباً يسير خلف شرطيين في شارع ضيق في القدس العتيقة قبل أن ينقض على أحدهما ويبدأ بطعنه، ثم نشب اشتباك بالأيدي شوهد خلاله منفذ الهجوم والشرطي الجريح يتصارعان، بينما يحاول الضابط الثاني إبعاد المهاجم، وبعدها أطلق الشرطي المصاب وزميله النار عدة مرات من مسافة صفر على المهاجم حتى وهو ملقى على الأرض.

جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)

وتحولت أحياء القدس سريعاً إلى ثكنة عسكرية، قبل أن يصل إلى المكان قائد منطقة القدس في الشرطة دورون ترجمان الذي قاد مشاورات لإجراء تقييم وجمع الأدلة، وخلال ذلك، اقتحمت قوة كبيرة من المخابرات الإسرائيلية فندقاً وسط شارع صلاح الدين، كان يقيم فيه منفذ الهجوم، وأجروا تحقيقات، ثم فتشوا غرفته، وصادروا أغراضه.

ورغم أن دوافع الحادث لم تُعلن رسمياً بعد وكذلك فإن ارتباطات منفذه غير واضحة، لكن مراقبين يدققون بشأن ما إذا كان معبراً عن نمط محتمل لهجمات مستقبلية.

حادث نادر

وبين الحين والآخر ينفذ فلسطينيون عمليات طعن أو دهس ضد القوات الإسرائيلية في نطاقات عدة، لكن الهجوم الذي نفذه التركي ساكلانان يعد غير مسبوق، إذ إنه الأول الذي ينفذه شخص غير عربي.

وانتبهت وسائل الإعلام العبرية للمفارقة التي كرسها الحادث، إذ قال موقع «تايمز أوف إسرائيل» إنه «لم تقع مثل هذه الحوادث في الذاكرة الحديثة».

وتأكيداً على تلك الندرة، فإن أقرب حادث طعن نفذه شخص من غير الفلسطينيين كان قبل نحو 8 سنوات.

وهاجم محمد الكساجي (أردني في الخمسينات من عمره) عناصر شرطة إسرائيليين في القدس أثناء ما عُرف بـ«هبَّة القدس» عام 2017 مستخدماً سكيناً قبل أن يُقتل، وكان الكساجي قد وصل إلى القدس كذلك من خلال تأشيرة دخول (فيزا) خاصة بمجموعة سياحية. وفي عام 2016 قتلت شرطية إسرائيلية، الشاب الأردني سعيد العمرو (28 عاماً) في القدس بعد أن قالت إنه حاول طعنها عند باب العامود، وهي رواية لم يقبلها الأردن آنذاك.

وعلى الرغم من كونه هجوماً مسلحاً تضاربت الروايات بشأن دوافعه بين القاهرة وتل أبيب، فإن الحدود المصرية - الإسرائيلية، شهدت العام الماضي هجوماً من الجندي المصري محمد صلاح، الذي قتل بسلاحه جنوداً بعد دخوله إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.

توتر في العلاقات

ويأتي الهجوم التركي في القدس، في وقت تمر فيه العلاقات بين إسرائيل وتركيا بفترة متوترة على خلفية دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حركة «حماس».

وقبل ساعات من الهجوم فقط، كان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد نشر صورتين على منصة «إكس» إردوغان ومؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك، وكتب معلقاً: «يا له من فرق شاسع بين كمال أتاتورك الذي تحرر من أغلال (الإسلام المتطرف) وأسس الدولة التركية الحديثة والمتطورة، وبين الذي احتضن (القتلة والمغتصبين) من (حماس) وجر تركيا إلى أماكن مظلمة»، وفق تعبيره.

ولم يعقب أي مسؤول سياسي إسرائيلي فوراً على الهجوم في القدس، والذي جاء في وقت يحاول فيه فلسطينيون تنفيذ هجمات في شمال الضفة، وبعد أسبوع من هجمات دهس في القدس.

وفي سياق قريب شهد موقع آخر في الضفة الغربية محاولة هجوم بالدهس في قرية برطعة شمالاً بعد أن حاولت سيارة فلسطينية دهس عناصر من شرطة من «حرس الحدود»، ولم تقع إصابات، وردت الشرطة بإطلاق النار على السيارة، قبل أن يفر منفذ العملية سيراً على الأقدام، وبدأت في أعقابه عملية مطاردة.

وصعدت إسرائيل في هجماتها الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقتلت نحو 500 فلسطيني، وجرحت واعتقلت الآلاف في هجمات دمرت خلالها منازل وبنى تحتية.


نتنياهو: إصدار «الجنائية الدولية» مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين سيكون فضيحة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو: إصدار «الجنائية الدولية» مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين سيكون فضيحة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين بتهم تتعلق بسير حربها ضد حركة «حماس»، فإن ذلك سيكون فضيحة على نطاق تاريخي.

وقال نتنياهو: «إن احتمال إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة الجيش الإسرائيلي وقادة الدولة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، هذا الاحتمال سيكون فضيحة على نطاق تاريخي».

وأضاف: «أريد أن أوضح شيئاً واحداً: لن يؤثر أي قرار، لا في لاهاي ولا في أي مكان آخر، على عزمنا على تحقيق جميع أهداف الحرب - إطلاق سراح جميع الرهائن، والنصر الكامل على حماس، والتعهد بألا تشكل غزة بعد الآن أي تهديد لإسرائيل».


إمام مسجد وعمره 34 عاماً... ماذا نعرف عن التركي منفذ الطعن في القدس؟

جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)
جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)
TT

إمام مسجد وعمره 34 عاماً... ماذا نعرف عن التركي منفذ الطعن في القدس؟

جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)
جواز سفر السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)

قتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب التركي حسن ساكلانان، الثلاثاء، بعدما طعن شرطياً إسرائيلياً وأصابه بجروح عند «باب الساهرة» في البلدة القديمة بالقدس الشرقية.

وتوجه حسن ساكلانان، البالغ من العمر 34 عاماً، الذي «كان يعمل إمام مسجد في ولاية شانلي أورفا، جنوب شرقي تركيا، إلى القدس، ضمن فوج سياحي تركي قبل 72 ساعة»، حسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

ونقلت تقارير تركية أن ساكلانان «مولود في الأول من يناير (كانون الثاني) 1990 في بلدة إيوبيه بولاية شانلي أورفا وأب لطفلين»، وأضافت أن الحادث «وقع بعدما استفز جنود إسرائيليون بعض السياح الأتراك في المنطقة».

وبثت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية خبراً حول الحادث نقلت فيه بيان الشرطة الإسرائيلية الذي ذكر أن «الشرطة الإسرائيلية قتلت رجلاً بعد أن هاجم شرطياً بسكين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، بعدما حاول مهاجمة الشرطة بسكين في منطقة باب الساهرة (هيرود) في البلدة القديمة، وقامت الشرطة بتحييد المشتبه به بإطلاق النار، وتم العثور على المهاجم وبحوزته سكين».

وأضافت الوكالة التركية، نقلاً عن البيان الإسرائيلي، أن «الشرطي الذي أصيب في الجزء العلوي من جسده بحالة جيدة، وزعم أن الشخص الذي حاول الاعتداء عليه هو مواطن تركي يبلغ من العمر 34 عاماً».

وتابعت الوكالة التركية أنه «في حين لم تشارك الشرطة الإسرائيلية معلومات حول الحالة الصحية للشخص الذي أصيب بالرصاص، إلا أن فريقها سجل اللحظات التي قامت فيها الطواقم الطبية بنقل جثة من مكان الحادث، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشخص المعني قُتل بنيران الشرطة، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تواصل تحقيقاتها في الحادث، وقامت بمداهمة الفندق الذي كان يقيم فيه المهاجم المزعوم».

مسعفون إسرائيليون يحملون جثمان منفذ هجوم الطعن في القدس (رويترز)

وتداول مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي في تركيا معلومات تفيد بأن «ساكلانان انفصل عن الفوج الذي سافر معه إلى القدس بداعي المرض».

وتصدر اسم حسن ساكلانان وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا تحت وسم «البطل التركي الشهيد»، وتقدم حزب «هدى بار»، المتحالف مع حزب «العدالة والتنمية الحاكم»، بالعزاء لأسرة ساكلانان والشعب التركي في «استشهاده برصاص الاحتلال الإسرائيلي».

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الحكومة التركية حول الحادث. كما لم يتطرق المتحدث باسم «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، إلى الحادث رغم تخصيص جانب كبير من المؤتمر الصحافي، عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، للحديث عن الأوضاع في غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة فيها.

وينظم العديد من الشركات السياحية التركية رحلات منتظمة لزيارة القدس، إضافة إلى رحلات تنظمها للأتراك المقيمين في الخارج، بخاصة من الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من الأتراك مثل ألمانيا التي يوجد بها أكثر من 3.5 مليون تركي.


«ديمقراطية مُمزقة»... ماذا فعلت حرب غزة في الجامعات الفرنسية؟

رجال مكافحة الشغب في فرنسا يتهيأون لاقتحام حرم جامعة السوربون لفض اعتصام طالبي الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
رجال مكافحة الشغب في فرنسا يتهيأون لاقتحام حرم جامعة السوربون لفض اعتصام طالبي الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
TT

«ديمقراطية مُمزقة»... ماذا فعلت حرب غزة في الجامعات الفرنسية؟

رجال مكافحة الشغب في فرنسا يتهيأون لاقتحام حرم جامعة السوربون لفض اعتصام طالبي الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
رجال مكافحة الشغب في فرنسا يتهيأون لاقتحام حرم جامعة السوربون لفض اعتصام طالبي الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

يريد رئيس الحكومة الفرنسية، غبريال أتال، أن يجسد الخط المتشدد في تعامل السلطات مع الحراك الطلابي الذي وصل إلى الجامعات والمعاهد الفرنسية من الولايات المتحدة الأميركية احتجاجاً على المقتلة المتواصلة في غزة، التي أوقعت خلال ما يزيد على 6 أشهر ما لا يقل عن 34 ألف قتيل.

ويُضاف إلى العدد المخيف من القتلى عشرات آلاف الجرحى، وأزمة إنسانية حادة، أحد عناوينها الموت جوعاً، ما دفع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى مقارنة غزة بالمدن الألمانية التي دمرت تماماً في الحرب العالمية الثانية.

علّق أتال، يوم السبت الماضي، على الحراك الطلابي المتواصل في «معهد العلوم السياسية» في باريس، بأنه «مشهد مؤسف وصادم»، وزاد: «لن يكون هناك تساهل مع أقلية فاعلة وخطيرة وتسعى لفرض قواعدها على طلابنا وأساتذتنا».

رئيس الحكومة الفرنسية غبريال أتال يتوسط عدداً من المسؤولين في جولة السبت الماضي (أ.ف.ب)

وانتقد رئيس الحكومة، رافع شعار «إعادة السلطة والهيبة إلى القطاع التعليمي»، إغلاق المعاهد والجامعات ومنع التعليم، موجهاً سهامه إلى «قوى سياسية»، وبالدرجة الأولى إلى حزب «فرنسا الأبية» الذي يعدّه مثيراً لـ«الأقلية الساعية إلى منع تواصل الدراسة».

السوربون

وما شهده «معهد العلوم السياسية» انتقل إلى جامعة «السوربون» التاريخية حيث اعتصم العشرات من الطلاب في باحتها، ونصبوا خياماً باتوا فيها قبل أن تستدعي إدارة الجامعة قوات الأمن التي تدخلت لفكّ الاعتصام ونزع الخيام وإخراج المحتجين منها.

وبيّنت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع عنف رجال الشرطة في التعامل مع المعتصمين. ونقلت وكالة «رويترز» عن طالب في «السوربون»، اسمه لويس مازير، كان حاضراً لدى وصول قوة الشرطة، قوله: «نصبنا الخيام... مثلما حدث في كثير من الجامعات الأميركية... ونبذل ما في وسعنا كي نرفع مستوى الوعي بشأن ما يحدث في فلسطين، والإبادة الجماعية المستمرة في غزة».

ويضيف الطالب: «جاءت الشرطة مسرعة، وأسقطت الخيام، وأمسكت بالطلاب من ياقاتهم وجرتهم على الأرض. هذا ليس مقبولاً... لقد صُدمنا تماماً».

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)

واحتجاجاً على ما حصل في حرم الجامعة، حصلت مظاهرة عفوية خارج «السوربون» بمشاركة مئات من الطلاب وغيرهم احتجاجاً على تصرف الشرطة، وتواصل المقتلة في غزة. بيد أن مصدراً في الشرطة نفى اللجوء إلى العنف، وأكد أن «عملية (الإخلاء) استغرقت بضع دقائق فقط، وجرت بسلام دون وقوع أي مشكلة».

وقبلها، نجحت إدارة «معهد العلوم السياسية»، بعد أيام من الاحتجاجات الطلابية، في تجنب تدخل الشرطة في حرم المعهد بعد أن توصلت إلى اتفاق مع ممثلي الطلاب يقضي بسحب الملاحقة القانونية بحقّ المحتجين وتخصيص يوم الخميس من أجل حوار حول الوضع في غزة.

وكان الطلاب في «السوربون» وفي «معهد العلوم السياسية» قد طالبوا بإدانة إسرائيل، وبوضع حد للتعاون بينها وبين هذين الصرحين التعليميين. وأصدر «الاتحاد الطلابي» بياناً يوم الاثنين دعا فيه إلى «تكثيف التعبئة» في المواقع الجامعية، فيما حثّ حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد أنصاره على دعم المضربين والانضمام إليهم. كذلك، فإن «الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا» أصدر من جانبه بياناً يدعو فيه إلى «التعبئة» واللجوء إلى كل الأساليب التي يرونها «شرعية» للتنديد بما وصفه «محاولات إسكاتهم».

لجوء إلى القضاء

بالتوازي مع اللجوء إلى القوى الأمنية لقمع الطلاب، ومنع توسع الاحتجاجات في الجامعات، ثمة وسيلة أخرى يتم اللجوء إليها لردع التعبير عن دعم غزة والتنديد بـ«المجازر» التي ترتكبها إسرائيل، عنوانها «اللجوء إلى القضاء» وتقديم الشكاوى.

وتدور هذه الشكاوى التي تعدّ بالعشرات، حول تهمتين رئيسيتين. هما «تمجيد الإرهاب، ومعاداة السامية». والاتهامات والشكاوى من فعل 3 منظمات: «المنظمة اليهودية الأوروبية»، و«المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية» في فرنسا، و«الشبيبة الفرنسية اليهودية».

ولتبيان مدى الدعاوى، تكفي الإشارة إلى أن 386 دعوى قدّمت بحجة «تمجيد الإرهاب» أو «معاداة السامية» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويوم الثلاثاء، حضرت ماتيلد بانو، رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب «فرنسا الأبية»، إلى مقرّ مديرية الشرطة الجنائية في باريس تلبية لاستدعاء وجّه إليها يتضمن تهمة «تمجيد الإرهاب»، ومصدرها «المنظمة اليهودية الأوروبية» استناداً إلى بيان أصدرته بانو، قبل 7 أشهر تقريباً، وتحديداً يوم 7 أكتوبر الماضي، وعدّت فيه ما قامت به «حماس» «هجوماً مسلحاً من جانب قوى فلسطينية».

ماتيلد بانو رئيسة المجموعة النيابية لحزب «فرنسا الأبية» تدلي بتصريحات الثلاثاء قبل التحقيق معها (أ.ف.ب)

وفي اليوم نفسه، استدعيت المحامية الفلسطينية - الفرنسية، ريما حسن، للاستجواب أيضاً بتهمة مماثلة استناداً إلى مقابلة أجرتها معها مجلة «لو كرايون» (القلم)، عدّت فيها ما فعلته «حماس» «عملاً مشروعاً».

وترد ريما حسن، المرشحة على لائحة «فرنسا الأبية» للانتخابات الأوروبية، على هذا الادعاء بتأكيد أن عبارتها «أخرجت من سياقها»، وأنها بطبيعة الحال تدين «الإرهاب»، من أي طرف جاء. وقبل بدء جلسة الاستماع لماتيلد بانو، تجمع عدة مئات من المتظاهرين للتنديد باستدعائها، وبالرقابة السياسية المفروضة. ووصفت بانو، في كلمة مقتضبة، استدعاءها بأنه «هروب إلى الأمام»، وتساءلت: «في أي ديمقراطية يتم اللجوء إلى طرق محاربة الإرهاب ضد مناضلين سياسيين وفاعلين في الأنشطة النقابية؟!».

لوبي إسرائيلي

ووجّهت ريما حسن حديثها للمنظمات التي تطاردها وغيرها بتهم «تمجيد الإرهاب»، و«معاداة السامية»، وقالت: «أريد أن أقول لمنظمات اللوبي الداعمة لإسرائيل إن دعواهم لن تسكتنا».

وفي إشارة لما وصفته بـ«مجازر غزة»، استشهدت ريما حسن بالمحامية الفرنسية اليهودية الشهيرة جيزيل حليمي التي قالت يوماً: «ألم يأمل العالم أن تكون المحرقة (اليهودية) النهاية المطلقة للبربرية» بمعنى أن ما يحصل في غزة محرقة مماثلة.

المحامية الفلسطينية - الفرنسية ريما حسن تتحدث الثلاثاء في تجمع بدعوة من حزب «فرنسا الأبية» (أ.ف.ب)

بدوره، عدّ المرشح الرئاسي السابق وزعيم «فرنسا الأبية»، جان لوك ميلونشون، في كلمة على منصة «إكس»، يوم 23 أبريل (نيسان) الماضي، أن الاستدعاءات «حادث غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية الفرنسية، وغرضه حماية المجزرة الحاصلة في غزة».

وميلونشون نفسه مدعو للتحقيق بدعوى من وزيرة التعليم بسبب تصريحات أدلى بها عندما منع مرتين في مؤتمر صحافي في مدينة «ليل» (شمالاً) كان يفترض أن يحصل بمشاركة ريما حسن.

وكتب زعيم «فرنسا الأبية»، الثلاثاء، على «إكس»، مشيراً إلى المرشحة الفلسطينية - الفرنسية: «هناك مرشحة مدعوة للتحقيق لدى الشرطة بسبب أفكارها. الديمقراطية الفرنسية ممزقة، والعالم ينظر إلينا بذهول».

أكبر جاليتين

من الضروري معرفة أن حزب «فرنسا الأبية» متهم من مناوئيه بأنه يسعى لاستغلال حرب غزة والوقوف إلى جانب الفلسطينيين «لأغراض انتخابية». ويُعد اليمين المتطرف واليمين التقليدي من أشد المنتقدين للحزب المذكور، إلى جانب حزب «النهضة» وحليفيه «حزب هورايزون» الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق إدوار فيليب، وحزب «الحركة الديمقراطية» برئاسة الوزير الأسبق فرنسوا بايرو.

وخلال كل مناسبة انتخابية، تشتد الهجمات على ميلونشون وحزبه، ويحلو لليمين إطلاق اسم «التحالف اليساري - الإسلاموي» على «فرنسا الأبية» لسعيه، كما يزعم منتقدوه، إلى اجتذاب أصوات المهاجرين وأبنائهم والمسلمين على وجه الخصوص في ضواحي المدن الكبرى.

وعمد «فرنسا الأبية» إلى جعل الدفاع عن الفلسطينيين في غزة المحور الرئيسي والتعبوي لحملته للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في يونيو (حزيران) المقبل. وتثير حرب غزة انقساماً حاداً في فرنسا، حيث تعيش أكبر جاليتين مسلمة ويهودية في أوروبا الغربية.

وفي بداية الحرب، عمدت السلطات الفرنسية إلى منع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بحجة الخوف من الإخلال بالنظام العام. إلا أن الأحكام القضائية أبطلت القرارات الحكومية. ومنذ ذلك التاريخ، تسير كل يوم سبت مظاهرة في شوارع العاصمة، وكانت تعم سابقاً كثيراً من المدن الفرنسية.


«إبادة الآشوريين الكلدان»... أزمة جديدة بين تركيا وفرنسا

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)
رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)
TT

«إبادة الآشوريين الكلدان»... أزمة جديدة بين تركيا وفرنسا

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)
رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)

أضيفت أزمة جديدة إلى سجل الأزمات المتراكمة في العلاقات بين تركيا وفرنسا، على خلفية قرار للجمعية الوطنية الفرنسية يطالب الحكومة بجعْل ما وصفه بـ«المذابح التي ارتكبتها السلطات العثمانية بين عامي 1915و1918 ضد طائفة الآشوريين الكلدان» إبادة جماعية.

وأثار القرار الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) بشأن مزاعم إبادة الآشوريين والكلدان في زمن الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، غضب تركيا.

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان: «الاتهامات بشأن الآشوريين الكلدان في الحقبة العثمانية، الواردة في القرار، تفتقر إلى أي سند قانوني وتاريخي ونعدّه باطلاً وملغىً».

ولفت البيان إلى أن الحكومة الفرنسية لم تؤيد قراراً مماثلاً اعتمده مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2023، مضيفاً أن «حقيقة إدراج الاتهامات ذاتها، التي لا أساس لها من الصحة، على جدول أعمال الجمعية الوطنية من قبل نواب الحزب الحاكم هذه المرة هو مثال على مساعي تشويه الأحداث التاريخية من أجل مصالح سياسية».

وأكد البيان أن البرلمانات لا تملك سلطة تفسير التاريخ والحكم عليه، وأن «هذا القرار يتعارض أيضاً مع اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، والتي تنص على أنه لا يمكن توجيه الاتهام بجريمة الإبادة الجماعية إلا من قبل محكمة مختصة».

وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية، الاثنين، على اقتراح قرار قدمه رئيس كتلة النهضة (حزب الأغلبية الرئاسية)، سيلفان مايار، يطالب الحكومة بجعل «المذابح التي ارتكبتها السلطات العثمانية بين عامي 1915و1918 ضد الآشوريين الكلدان» إبادة جماعية. وصوّت جميع النواب لصالح القرار باستثناء أعضاء حزب «فرنسا الأبية» اليساري الذين امتنعوا عن التصويت.

ويلبي القرار طلباً متكرراً لطائفة الآشوريين الكلدان بهذا الاعتراف. وورد في نصه أن «الإبادة الجماعية للأرمن معترف بها من جانب كثير من الدول والمنظمات الدولية، وتعدّ واحدة من عمليات الإبادة الجماعية الأربع المقبولة رسمياً في الأمم المتحدة، ويتم إحياء ذكراها في 24 أبريل (نيسان) من كل عام من قبل فرنسا، ومذبحة الآشوريين تعاني عدم الاعتراف بها على أنها إبادة جماعية».

وجاء في نص القرار أنه «بين عامي 1915 و1918 تعرض الآشوريون في شمال بلاد ما بين النهرين (المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا الحالية والمنطقة الشمالية الغربية من إيران) للذبح والتهجير القسري على أيدي القوات العثمانية والأكراد والأسلمة القسرية التي مارسها النظام العثماني».

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)

ودعا الحكومة «إلى الاعتراف بأن الترحيل وقمع التراث الثقافي لأكثر من 250 ألف آشوري كلداني كان إبادة جماعية»، وطالبها بإدانة هذه الأعمال.

وتنطوي العلاقات التركية - الفرنسية على العديد من الملفات الخلافية التي تفجر التوتر بين الحين والآخر، من بينها اعتراف فرنسا بأحداث وقعت للأرمن في شرق الأناضول عام 1918 بأنها «إبادة جماعية للأرمن» على يعد العثمانيين، ورفض انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ودعم اليونان في موقفها ضدها في شرق البحر المتوسط، ودعم أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان في ناغورني قره باغ، وكذلك دعم «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعدّها أنقرة تنظيماً إرهابياً وتقاتلها في شمال سوريا.

مفاوضات الدستور الجديد

على صعيد آخر، انطلقت رسمياً، الثلاثاء، المفاوضات حول الدستور الجديد داخل البرلمان التركي، وبدأ رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، جولة على قادة الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان، التقى في بدايتها زعيم المعارضة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، بمقر مجموعة الحزب بالبرلمان.

وقال كورتولموش، في تصريحات مشتركة مع أوزيل، إن اللقاء إنه كان بناء. وأضاف: «تحدثت عن وجود بيئة تفاوض مفتوحة فيما يتعلق بالدستور الجديد، وهذا أمر ضروري. الأحزاب لديها مقترحات، ونريد دستوراً بتوافق اجتماعي، نود أن نتلقى آراء بشأن الإجراء حتى نهاية شهر مايو (أيار)، ربما في الصيف تنضج الأطراف مقترحاتها وتبدأ بيئة التفاوض عندما يعود البرلمان من عطلته الصيفية».

بدوره قال أوزيل: «إذا كنا سنلتزم بالدستور فلنغيره، في المرات السابقة التي جرى فيها تعديل الدستور لم يتم اتباعه، وقد أعربنا عن حساسيتنا بشأن هذه المسألة، سنناقش الأمر في حزبنا».

وقال رئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو: «إذا تضمن التعديل الدستوري الجديد مواد تعزز نظام الرجل الواحد فسنقف ضده، جنباً إلى جنب مع أصدقائنا البرلمانيين، أما إذا ظهرت علامات التحول إلى نظام ديمقراطي برلماني، فسوف نجلس ونتحدث».


الجيش الإسرائيلي يطلق النار على مشتبه بهم بالقرب من الحدود المصرية

جنود إسرائيليون في مركبة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة... إسرائيل في 30 أبريل 2024 (رويترز)
جنود إسرائيليون في مركبة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة... إسرائيل في 30 أبريل 2024 (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يطلق النار على مشتبه بهم بالقرب من الحدود المصرية

جنود إسرائيليون في مركبة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة... إسرائيل في 30 أبريل 2024 (رويترز)
جنود إسرائيليون في مركبة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة... إسرائيل في 30 أبريل 2024 (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إن جنوده أطلقوا النار على مجموعة من المشتبه بهم في منطقة جبل حريف الواقعة قرب الحدود مع مصر ما أدى إلى إصابة عدد منهم. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.


إسرائيل تنتظر رد «حماس» لوقف القتال قبل المشاركة في محادثات القاهرة

فلسطينيون يبكون أقاربهم بعد أن قُتلوا في غارة إسرائيلية على رفح (د.ب.أ)
فلسطينيون يبكون أقاربهم بعد أن قُتلوا في غارة إسرائيلية على رفح (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تنتظر رد «حماس» لوقف القتال قبل المشاركة في محادثات القاهرة

فلسطينيون يبكون أقاربهم بعد أن قُتلوا في غارة إسرائيلية على رفح (د.ب.أ)
فلسطينيون يبكون أقاربهم بعد أن قُتلوا في غارة إسرائيلية على رفح (د.ب.أ)

قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء)، إن إسرائيل تنتظر رد حركة «حماس» على مقترحات لوقف القتال في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين، قبل إرسال فريق إلى القاهرة؛ لمواصلة المحادثات.

وازدادت التوقعات، في الأيام القليلة الماضية، باحتمال اقتراب التوصّل لاتفاق في أعقاب تجدد الجهود بقيادة مصر لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل و«حماس».

ولكن حتى الآن لم تظهر مؤشرات تذكر على الاتفاق بشأن نقطة الخلاف الأساسية الأكبر بين الجانبين، وهي مطلب «حماس» بأن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات، ووقفاً دائماً للعملية الإسرائيلية في غزة.

وقال مسؤول فلسطيني من جماعة متحالفة مع «حماس»: «لا يعقل أن نقول لشعبنا إن الاحتلال سوف يبقى أو إن القتال سيستمر بعد أن تحصل إسرائيل على أسراها... شعبنا يريد أن يتوقف هذا العدوان».

وبالنسبة لنتنياهو، من المرجح أن يتأثر قراره بانقسامات داخل حكومته بين وزراء يسعون إلى استعادة بعض المحتجزين في غزة، البالغ عددهم 133، ووزراء ينتمون إلى اليمين المتطرف يصرون على المضي قدماً في هجوم طال انتظاره على ما تبقى من كتائب لحركة «حماس» في مدينة رفح بالجنوب.

لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن العملية في رفح ستمضي قدماً إذا لم تقبل حركة «حماس» المقترح الحالي الذي لا يتضمن وقفاً نهائياً لإطلاق النار لكن ينطوي على إعادة 33 من الرهائن الأكثر ضعفاً، في مقابل الإفراج عن عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين ووقف محدود للقتال.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر طلب، عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المحادثات: «من ناحية إسرائيل، هذه هي الفرصة الأخيرة لتأجيل عملية اجتياح رفح. بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل تعبئة القوات لهذه العملية».


شاكرمي لم تنتحر... «الحرس الثوري» اعتدى عليها جنسياً وقتلها

سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)
سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)
TT

شاكرمي لم تنتحر... «الحرس الثوري» اعتدى عليها جنسياً وقتلها

سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)
سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)

عام 2022 ادعت السلطات الإيرانية أن مراهقة، كانت ناشطة في الاحتجاجات حينها، قتلت نفسها وعُثر على جثتها ملقاة في الشارع بعد أسبوع من اختفائها، لكن وثائق سرية نشرتها «هيئة الإذاعة البريطانية» أخيراً كشفت عن أن «الحرس الثوري» اعتدى عليها جنسياً قبل قتلها داخل سيارة دورية، ذلك العام.

وقالت «بي بي سي» إنها حصلت على وثائق تحمل علامة «سري للغاية»، تلخص جلسة استماع بشأن قضية المراهقة نيكا شاكرمي عقدها «الحرس الثوري»، تضمنت «أسماء قتلتها وكبار القادة الذين حاولوا إخفاء الحقيقة.

«غرافيتي» انتشر في شوارع طهران لنيكا شاكرمي وسارينا إسماعيل زاده (إكس)

وفُقدت نيكا شاكرمي، في 20 سبتمبر (أيلول)، بعد توجهها للانضمام إلى احتجاج في طهران، قبل أسبوعين من احتفالها بعيد ميلادها الـ17، كما كتبت عمتها آتش شاكرمي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت «بي بي سي» أنها أمضت أشهراً للتحقق من تفاصيل التقرير مع مصادر متعددة، لكن الحكومة الإيرانية و«الحرس الثوري» لم يستجيبوا لأسئلتها عن مقتل شاكرمي، التي تعد ثاني أبرز ناشطة بعد مهسا أميني التي قُتلت في الاحتجاجات الإيرانية الضخمة قبل نحو عامين.

وتحتوي الوثائق على «تفاصيل مزعجة للأحداث التي وقعت في الجزء الخلفي من شاحنة سرية، حيث كانت قوات الأمن تقيد نيكا»، تشمل أن «أحد الرجال (من الحرس الثوري) تحرّش بشاكرمي أثناء جلوسه عليها، ورغم تقييد يديها، فإنها قاومت بالركل والسب؛ ما دفع الرجال إلى ضربها بالهراوات».

وفي مارس (آذار) الماضي، خلص تقرير تقرير لخبراء مكلّفين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى أن القمع العنيف في إيران للمظاهرات السلمية بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022، و«التمييز المؤسسي» ضد النساء والفتيات، أدى إلى «جرائم ضد الإنسانية».

ظهور شاكرمي الأخير

عام 2022، تم الإبلاغ عن اختفاء ووفاة شاكرمي على نطاق واسع، وأصبحت صورتها مرادفة لنضال النساء في إيران من أجل المزيد من الحريات. مع انتشار احتجاجات الشوارع في جميع أنحاء إيران، هتفت حشود غاضبة باسمها ضد القواعد الصارمة التي تفرضها البلاد بشأن الحجاب الإلزامي.

وكانت حركة المرأة والحياة والحرية قد انطلقت بعد أيام من وفاة مهسا أميني، متأثرة بجراح أصيبت بها أثناء احتجازها لدى الشرطة، وفقاً لبعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة، بعد اتهامها بعدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.

وقالت «بي بي سي»، إنه «في حالة نيكا، عثرت عائلتها على جثتها في مشرحة بعد أكثر من أسبوع من اختفائها خلال الاحتجاج، لكن السلطات الإيرانية نفت أن تكون وفاة نيكا مرتبطة بالمظاهرة، وقالت، بعد إجراء تحقيقاتها الخاصة، إنها ماتت منتحرة».

وقبل اختفائها مباشرة، تم تصوير نيكا مساء 20 سبتمبر بالقرب من متنزه «لاله» وسط طهران، وهي تقف على حاوية قمامة وتشعل النار في حجابها.

ونقلت «بي بي سي»، عن رسالة موجهة إلى قائد «الحرس الثوري» الإيراني، أنها تستند إلى محادثات مكثفة مع فرقه التي قامت بمراقبة هذا الاحتجاج، الذي رصدته التظاهرة وحدات أمنية سرية عدة.

وجاء في التقرير، أن الفريق 12 التابع لـ«لحرس الثوري» اشتبه في أن المراهقة «تتولى القيادة، بسبب سلوكها غير التقليدي ومكالماتها المتكررة بهاتفها المحمول».

وأرسل الفريق أحد عناصره إلى الاحتجاج، متظاهراً بأنه متظاهر، للتأكد من أن نيكا كانت بالفعل أحد قادة المظاهرة. وبعد ذلك، بحسب التقرير، استدعى فريقه لإلقاء القبض عليها، لكنها هربت.

وبعد ساعة تقريباً، وفق سياق زمني تتبعته «بي بي سي»، تم احتجاز شاكرمي ووضعها في سيارة الفريق، وهي شاحنة لا تحمل أي علامات.

وكانت نيكا في المقصورة الخلفية مع ثلاثة أعضاء من الفريق 12، وهم آرش كلهور، وصادق منجزي، وبعروز صادقي، كان قائدهم مرتضى جليل في المقدمة مع السائق.

وقال تقرير «بي بي سي» إن المجموعة حاولت العثور على مكان لأخذها، وبحثوا عن مركز شرطة قريب، لكن أغلبها كان مكتظاً قبل أن يتلقوا نصيحة بنقلها إلى سجين «نيفين» سيئ السمعة، وخلال الطريق كانت شاكرمي تسب وتهتف باستمرار.

«جلس عليها فهدأ الوضع»

في الطريق، قال مرتضى جليل إنه بدأ يسمع أصوات ارتطام وجلبة قادمة من المقصورة الخلفية المظلمة للشاحنة.

وبحسب تقرير «بي بي سي» أوضح جليل أن «آرش كالهور كمّم فمها بجواربه، لكنها بدأت تكافح. ثم جلس عليها صادق (منجزي)، فهدأ الوضع».

وتابع جليل: «لا أعرف ماذا حدث، ولكن بعد دقائق قليلة بدأت تسب. لم أتمكن من رؤية أي شيء، كنت أسمع فقط القتال والتقريع».

لكن أرش كالهور قدم المزيد من التفاصيل المروعة، وقال إنه أشعل مصباح هاتفه لفترة وجيزة ورأى صادق منجزي «قد وضع يده داخل بنطالها»، وتابع: «بعد ذلك فقدوا السيطرة».

وقال كالهور: «إنه لا يعرف... من (الذي كان يفعل ذلك)، لكنه كان يستطيع سماع... الضرب بالعصا على نيكا...»، بدأت في الركل واللكم، ولكنني لم أكن أعرف حقاً ما إذا كنت أضرب (شاكرمي) رجالنا أم لا».

لكن صادق منجزي ناقض مع تصريح آرش كالهور، الذي قال إن دافعه هو «الغيرة المهنية»، ونفى وضع يده في بنطالها، لكنه قال إنه لا يستطيع أن ينكر أنه «شعر بالإثارة» أثناء جلوسه على شاكرمي ولمس أردافها.

رسم توضيحي لـ«بي بي سي» يوضح جانباً مما حدث لشاكرمي مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني

«لقد ماتت»

من مقصورة الشاحنة، أمر مرتضى جليل السائق بالتوقف، فتح الباب الخلفي ليكتشف جثة نيكا هامدة. وقال إنه نظّف وجهها ورأسها من الدم، «وهما لم يكونا في حالة جيدة».

وهذا يعكس الحالة التي تقول والدة نيكا إنها عثرت فيها في النهاية على ابنتها في المشرحة، وشهادة وفاة نيكا - التي حصلت عليها «بي بي سي الفارسية» في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 - والتي تنص على أنها قُتلت بسبب «إصابات متعددة ناجمة عن ضربات بجسم صلب».

واعترف قائد الفريق مرتضى جليل بأنه لم يحاول معرفة ما حدث، وقال: «كنت أفكر فقط في كيفية نقلها ولم أطرح أي أسئلة على أي شخص. سألت فقط: هل تتنفس؟» أعتقد أن بعزوز صادقي هو الذي أجاب: «لا، لقد ماتت».

نسخة من وثيقة نشرتها «بي بي سي» أشارت إلى أن أحد العناصر جلس على الناشطة شاكرمي وتحرش بها

وقال جليل إنهم تركوا جثة نيكا في شارع هادئ أسفل طريق إمام السريعة في طهران.

ويخلص التقرير إلى أن الاعتداء الجنسي تسبب في الشجار في المقصورة الخلفية للشاحنة، وأن ضربات الفريق 12 تسببت في وفاة نيكا.

وجاء في التقرير: «تم استخدام ثلاث هراوات وثلاثة مسدسات صاعقة. وليس من الواضح أي من الضربات كانت مميتة».

ويتناقض التقرير مع رواية الحكومة عما حدث لنيكا. وبعد مرور ما يقرب من شهر على جنازتها، حين بث التلفزيون الحكومي نتائج التحقيق الرسمي، الذي أفاد بأن نيكا قفزت من أحد المباني حتى وفاتها.


إصابة إسرائيلي في هجوم دهس بالضفة الغربية

قوات أمن إسرائيلية في أحد مداخل مدينة القدس القديمة بعد هجوم طعن تم الإبلاغ عنه في 30 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية في أحد مداخل مدينة القدس القديمة بعد هجوم طعن تم الإبلاغ عنه في 30 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

إصابة إسرائيلي في هجوم دهس بالضفة الغربية

قوات أمن إسرائيلية في أحد مداخل مدينة القدس القديمة بعد هجوم طعن تم الإبلاغ عنه في 30 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية في أحد مداخل مدينة القدس القديمة بعد هجوم طعن تم الإبلاغ عنه في 30 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، بأن شخصاً أصيب جراء هجوم بالدهس في الضفة الغربية.

ووصف تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي الإصابة بأنها طفيفة، لافتاً إلى أنه جارٍ مطاردة منفذ الهجوم.

وفي وقت سابق اليوم، قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن رجلاً عمره 30 عاماً أصيب بجروح في حادثة طعن بالبلدة القديمة في القدس، فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن المصاب شرطي.


نتنياهو يستجيب لمتطرفي حكومته: سندخل رفح

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو يستجيب لمتطرفي حكومته: سندخل رفح

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ربط مسار خطته الرامية إلى اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بالمفاوضات الجارية برعاية مصرية لتحقيق «هدنة» مع حركة «حماس» وتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين.

وتماشى نتنياهو مع ضغوط وتهديدات اليمين المتطرف في حكومته، وأعلن أنه «سيجتاح رفح مع اتفاق هدنة أو من دونه»، مُقللاً من فرص الاتفاق مع (حماس) بعد يوم من إشارات تفاؤل حول اتفاق وشيك.

وقال نتنياهو في اجتماع مع عائلات جنود قُتلوا في غزة وآخرين محتجزين لدى «حماس»، إنه «لا يوجد أي تغيير لأهداف الحرب»، مضيفاً: «كل ما حددناه بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، (كما هو) لا يوجد تغيير».

وأكد نتنياهو: «سندخل رفح، ولن نستسلم لـ(حماس)، سندخلها ونقضي على كتائب (حماس) هناك. باتفاق أو من دونه».

وقلل نتنياهو من فرص الوصول إلى اتفاق مع «حماس»، معتبراً أن «الفرصة ضئيلة». لكنه استدرك: «ليس الأمر أننا لم نهتم. لكن من الواضح أننا في وضع صعب يوجد مشكلة كبيرة جداً، (حماس) تُصر على شيء واحد وهو إنهاء الحرب، ونحن لن نقبل بذلك أبداً، فكرة وقف الحرب غير واردة دون حل كتائب (حماس) الأربع في رفح».

وادَّعى نتنياهو أن «جميع وزراء الحكومة يؤيدون اجتياح رفح»، مشدداً على أنه سيعود للحرب حتى لو رأت الصفقة الحالية النور. وقال ملمّحاً إلى الضغوط الأميركية: «لم يكونوا يريدون لنا أن ندخل غزة، ودخلنا، ولم يكونوا يريدون أن نذهب إلى خان يونس وذهبنا، ولا يريدون لنا الآن أن نذهب إلى رفح. سنذهب».

وتدخلت مصر لكبح عملية إسرائيلية في رفح التي يتكدس فيها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، مما ينذر بكارثة.

فلسطيني يمر قرب أنقاض منازل مدمَّرة يوم الثلاثاء في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

كان الاقتراح المطروح على الطاولة في السابق، يتضمن إطلاق سراح 40 محتجزاً مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع والإفراج عن نحو 900 أسير فلسطيني، لكنَّ «حماس» قالت إن لديها نحو 20 محتجزاً فقط تنطبق عليهم هذه المعايير الإنسانية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة.

ويتوقع الإسرائيليون أن تطلق «حماس» سراح 33 محتجزاً (من النساء وكبار السن وذوي الحالات الطبية الخطيرة)، وفي المقابل ستوافق إسرائيل على السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة (انسحاب من محور نتساريم) لكنها لن تعلن نهاية الحرب.

وعودة النازحين إلى الشمال واحد من المطالب الرئيسية المهمة لـ«حماس»، إلى جانب وقف الحرب وانسحاب الجيش بشكل كامل من غزة. وموقف نتنياهو المعلن جاء تحت وطأة تهديدات اليمين المتطرف.

تهديدات المتطرفين

والتقى نتنياهو، الثلاثاء، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية التهديدات بإسقاط الحكومة إذا ما وافق على مقترح الصفقة وألغى اجتياح رفح، واستمر الاجتماع لمدة لم تتجاوز 20 دقيقة.

وأكد بن غفير، في بيان صدر عنه، أن نتنياهو وعده بـ«عدم إنهاء الحرب وبألا يوافق على صفقة انهزامية».

وقال بن غفير: «لقد حذّرت رئيس الوزراء إذا لم ندخل رفح، إذا أنهينا الحرب، إذا كانت هناك صفقة غير شرعية. رئيس الوزراء وعد بأن إسرائيل ستدخل رفح، ووعد بأن الحرب لن تنتهي، ووعد بأنه لن تكون هناك صفقة غير شرعية. أعتقد أن رئيس الوزراء يفهم ما سيعنيه إذا لم تحدث هذه الأمور».

عضوا الكنيست الإسرائيلي اليمينيان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (رويترز)

ومن دون أن يجتمع مع نتنياهو، هدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بحل الحكومة إذا عقد نتنياهو صفقة وألغى اجتياح رفح. وقال سموترتيش الثلاثاء، إنه مستعدّ لـ«دفع ثمن شخصي باهظ لمنع ما وصفه بالخطر».

وخاطب سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي وقال له: «لا ترفع الراية البيضاء ولا تمنح (رئيس حركة حماس بغزة) يحيى السنوار فرصة لإذلالنا».

شرخ في الحكومة

وبينما حاول نتنياهو إرضاء اليمين والحفاظ على حكومته، فجّر الأمر شرخاً أوسع في الحكومة. وردَّ الوزير في المجلس الحربي غادي آيزنكوت، بقوله إنه «لن يكون إلا شريكاً في حكومة تتخذ قراراتها وفقاً للمصالح الوطنية».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه في طريقه للخروج من الحكومة. وهاجم آيزنكوت ما قال إنه «ابتزاز سياسي وتهديد استخدمه اثنان من أعضاء الحكومة» وهما بن غفير وسموتريتش.

وكان وزير الحرب بيني غانتس، قد دعا نتنياهو سابقاً إلى «تغليب مصلحة المحتجزين على أي شيء، وهدد بالانسحاب إذا منع اليمين مثل هذه الصفقة».

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فعلق قائلاً: «لقد أصبحت دولة إسرائيل رهينة للمجانين غير المسؤولين. لا يمكنك الاستمرار على هذا النحو. وزير ذو سجل إجرامي يقف في مكتب رئيس الوزراء ويهدد رئيس الوزراء بالعواقب إذا لم ينفّذ ما يطلب منه. بن غفير يقول للعالم أجمع والمنطقة كلها إن نتنياهو ضعيف ويعمل لصالحه من غير المعقول أنه لم يتم طرده على الفور».

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد يتحدث إلى الصحافيين 8 أبريل في واشنطن (أ.ف.ب)

وفي مؤشر آخر على أن نتنياهو استجاب لضغوط اليمين، فقد ألغى فوراً بعد اجتماعه مع بن غفير جلسة لمجلس الحرب كان من المفترض أن تبحث مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في غزة. ولم يرسل نتنياهو وفداً إسرائيلياً إلى القاهرة، الثلاثاء.

وقال مصدر مسؤول إنهم ينتظرون أولاً رد «حماس» ثم سيقررون في ضوء الرد إذا كان وفداً سيسافر أم لا.

جاءت هذه التطورات فيما قال مسؤولون بالجيش إنهم ينتظرون قراراً خلال 72 ساعة بشأن عملية رفح. وقال مسؤول لإذاعة الجيش: «إذا تم التوصل إلى صفقة رهائن ستتأجل العملية في رفح، لكننا لن نماطل».

وردت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» بعد تصريحات نتنياهو بتغريدة قصيرة على حسابها في موقع «تليغرام»، مخاطبةً عائلات المحتجزين الإسرائيليين: «بسبب المصالح السياسية لنتنياهو... ما زال أبناؤكم في الأسر».