أميركا تدعو رعاياها لمغادرة أبوجا بسبب تهديدات إرهابية

سفارات غربية تقوم بإجراءات مماثلة... والسلطات تتخذ «احتياطات»

حراس أمام مجمع سكني أعيد افتتاحه بعد أن دمره مسلحو «بوكو حرام» في لاية بورنو (نيجيريا) عام 2015 (رويترز)
حراس أمام مجمع سكني أعيد افتتاحه بعد أن دمره مسلحو «بوكو حرام» في لاية بورنو (نيجيريا) عام 2015 (رويترز)
TT

أميركا تدعو رعاياها لمغادرة أبوجا بسبب تهديدات إرهابية

حراس أمام مجمع سكني أعيد افتتاحه بعد أن دمره مسلحو «بوكو حرام» في لاية بورنو (نيجيريا) عام 2015 (رويترز)
حراس أمام مجمع سكني أعيد افتتاحه بعد أن دمره مسلحو «بوكو حرام» في لاية بورنو (نيجيريا) عام 2015 (رويترز)

أمرت وزارة الخارجية الأميركية أُسر موظفي سفارة الولايات المتحدة في أبوجا، بالمغادرة؛ بسبب مخاوف متزايدة من «تصاعد خطر الهجمات الإرهابية»، مكررة تحذيراً لجميع الأميركيين بإعادة النظر في السفر إلى أي جزء من نيجيريا وعدم زيارة العاصمة أبوجا على الإطلاق.
وأصدرت البعثة البريطانية في نيجيريا تنبيهات مماثلة، كما أصدرت كندا وأستراليا توصيات مماثلة، ناصحة رعاياها في نيجيريا، وخصوصاً في العاصمة أبوجا، بتجنب الأماكن العامة المزدحمة. كما أشارت هذه السفارات إلى أن المدارس استُهدفت في الماضي من قِبل إسلاميين.
ويشعر سكان أبوجا والمناطق المحيطة، بمن فيهم الدبلوماسيون الغربيون، بقلق متزايد إزاء انعدام الأمن بعد عملية هروب جماعية في يوليو (تموز) من سجن كوجي بضواحي العاصمة. وقتذاك فرّ ما يزيد على 400 معتقل، بينهم عشرات ممن يشتبه في أنهم جهاديون. وأعلنت الشرطة والجيش تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة ومحيطها، لكن أبوجا محاطة بمناطق جبلية وغابية يصعب تأمينها. وأكدت السلطات النيجيرية «اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة» على إثر تحذيرات غربية عدة. جاء هذا الإعلان الأميركي بعد يومين فقط من إعلان وزارة الخارجية أنها ستسمح للأفراد غير الأساسيين في السفارة في أبوجا بالمغادرة طوعاً وبسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. ولم تقدم تفاصيل. لكن التغيير يشير إلى أن لدى الولايات المتحدة مؤشرات على أن هجوماً إرهابياً ربما يكون وشيكاً. وقالت الوزارة، في تحذير سفر منقّح لنيجيريا: «الوزارة أمرت بمغادرة أفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية من أبوجا بسبب ازدياد خطر وقوع هجمات إرهابية هناك». وهي حذرت، منذ الأحد، من «ارتفاع خطر وقوع هجمات إرهابية» في المدينة، قائلة إن الأهداف المحتملة تشمل المباني الحكومية وأماكن العبادة والأماكن العامة الأخرى.
وتواجه نيجيريا تمرداً من جماعات متطرفة في شمال شرقي البلاد منذ أكثر من عقد، لكن الهجمات كانت نادرة في أبوجا. وفي عام 2011 استهدف متطرفون مرتبطون بجماعة «بوكو حرام» مبنى الأمم المتحدة بسيارة مفخّخة، مما أدى إلى مقتل 21 شخصاً.
كذلك أعلن مقاتلون مرتبطون بتنظيم «داعش» مسؤوليتهم عن عدة هجمات في ولايات قريبة من منطقة العاصمة، في الأشهر الستة الماضية.
و«لتعزيز التنسيق بين الوحدات»، و«إبعاد مخاطر التهديدات التي تجمعها وكالات استخبارات مختلفة»، قالت الشرطة النيجيرية إنها ستُجري تدريبات على مكافحة الإرهاب في أبوجا. وأورد المتحدث باسم الشرطة أولومويوا أدجوبي، في بيان، أن «التدريبات ستشمل تحويل حركة المرور واستخدام ذخيرة خلبية بالإضافة إلى قوات ووسائل تشغيلية أخرى». ودعت السكان إلى الهدوء لدى سماع دويّ الانفجارات والطلقات النارية خلال التدريبات. وطلب المفتش العام للشرطة عثمان ألكالي بابا، من سكان المنطقة البالغ عددهم 6 ملايين «توخي اليقظة وإبلاغ الشرطة بأي حوادث أو أشخاص مشبوهين».
- في جنوب أفريقيا أيضاً
وكانت السفارة الأميركية في جنوب أفريقيا قد وجّهت تحذيراً من خطر وقوع هجوم، السبت، على «تجمعات كبيرة» في شمال جوهانسبرغ. وقالت: «تلقت الحكومة الأميركية معلومات تشير إلى أن إرهابيين قد يخططون لتنفيذ هجوم يستهدف تجمعات كبيرة في محيط ساندتون»، وهي ضاحية ثرية شمال وسط المدينة التاريخي. وأضافت: «لا توجد معلومات أخرى بشأن توقيت أو طريقة أو هدف هذا الهجوم المحتمل»، لافتة إلى أنها نصحت موظفي السفارة بتجنب التجمعات في المنطقة في نهاية الأسبوع.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )
آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.