السودان يكلف ضابطاً بقيادة إقليم النيل الأزرق

شكل لجنة تقصٍ للتحقيق في أحداث عنف اجتاحت المنطقة

جانب من الصدامات القلبية في إقليم النيل الأزرق الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من الصدامات القلبية في إقليم النيل الأزرق الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يكلف ضابطاً بقيادة إقليم النيل الأزرق

جانب من الصدامات القلبية في إقليم النيل الأزرق الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من الصدامات القلبية في إقليم النيل الأزرق الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني تعيين ضابط برتبة اللواء لقيادة منطقة النيل الأزرق العسكرية، وتكوين لجنة تقصي حقائق برئاسة نائب رئيس الأركان عمليات، على خلفية أحداث العنف التي تشهد اضطرابات أهلية منذ عدة أشهر أودت بحياة المئات، ونتجت عنها فوضى عارمة أحرق خلالها متظاهرون مباني حكومة الولاية، واعتدوا على مخزن عسكري ونهبوا أسلحة منه.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد نبيل عبد الله، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية (سونا)، مساء الأحد، إن القيادة العسكرية حركت يوم السبت «لجنة لتقصي الحقائق» لتقييم الأوضاع الأمنية في إقليم النيل الأزرق برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان عمليات الفريق الركن خالد عابدين الشامي وممثلين لوزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة. وأوضح العقيد عبد الله، أن القيادة العسكرية عينت اللواء ربيع عبد الله آدم قائداً جديداً لمنطقة النيل الأزرق، ضمن جهودها لمعالجة الأوضاع الأمنية في الإقليم وخلفيات الأحداث التي شهدها ووصفها بـ«الأحداث المؤسفة الأخيرة».
وتشهد منطقة النيل الأزرق منذ الأسبوع الماضي عمليات قتال قبلي بين السكان المحليين، أدت لمقتل أكثر من 200 شخص ببلدة ود الماحي، شرق حاضرة الإقليم مدينة الدمازين، قبل أن تنتقل إلى الحاضرة. ونقلت «سودان تربيون» عن الناطق باسم الجيش أن مواطنين نهبوا أحد مخازن الأسلحة المملوكة للجيش، ونظموا وقفة احتجاجية أمام الفرقة الرابعة مشاة سلموا خلالها مذكرة تطالب بإعفاء حاكم الإقليم، وقال إن الأجهزة الأمنية تلاحق المجموعات التي نهبت مخازن السلاح.
وجاء تطور يوم الأحد، عقب انتهاء مهلة كان قد حددها الإداري الأهلي المك عبيد أبو شوتال، وهو يجلس على عربة عسكرية وسط عدد من الجنود المسلحين بأزياء الجيش السوداني، وطالب فيها بإعفاء حاكم الإقليم أحمد العمدة، وإلغاء اتفاقية سلام جوبا. ووجه الإداري الأهلي انتقادات حادة لعضو مجلس السيادة، مالك عقار، وحمله مسؤولية تردي الأوضاع في الإقليم، واتهم حركته «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بالضلوع في النزاع إلى صالح أحد الأطراف.
وبدأت أحداث العنف في الإقليم على خلفية صراع على الإدارة الأهلية بين قبيلة الهوسا وقبائل النيل الأزرق، في يوليو (تموز) الماضي، قتل خلالها نحو 30 شخصاً، قبل أن تتجدد في سبتمبر (أيلول) الماضي ويقتل فيها العشرات، ثم انفجرت الأسبوع الماضي مجدداً. وتطالب قبيلة الهوسا بمنحها إدارة أهلية لقبيلتها تُعرف في السودان باسم «نِظارة»، وهو ما ترفضه المجموعات السكانية الأخرى، التي تقول إن النظارة مرتبطة بملكية الأرض التاريخية، في الوقت الذي تسيطر «الهوسا» على أراضٍ ومزارع واسعة امتلكوها عن طريق الشراء. وتتهم مجموعات قبائل النيل الأزرق الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار بدعم مجموعة «الهوسا»، ولذلك تجيء المطالبة بتنحية الحاكم أحمد العمدة التابع له، وإلغاء اتفاقية سلام جوبا التي بموجبها حصلت مجموعة عقار على منصب حاكم الإقليم.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT
20

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

قال قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم (السبت)، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري.

صورة من فيديو يُظهر آثار المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بمطار الخرطوم في 20 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
صورة من فيديو يُظهر آثار المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بمطار الخرطوم في 20 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

وأضاف على منصة «تلغرام»، أن الجيش السوداني فقد 70 أو 80 في المائة من طائراته خلال الحرب، وأنه لن يسمح بأن يصبح السودان «بؤرة للإرهاب».

قائدا الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) و«الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد تعاونهما في الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019 (أ.ف.ب)
قائدا الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) و«الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد تعاونهما في الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019 (أ.ف.ب)

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.