كييف تحمّل إيران مسؤولية قتل الأوكرانيين بـ«المسيّرات»

TT

كييف تحمّل إيران مسؤولية قتل الأوكرانيين بـ«المسيّرات»

قتل 6 أشخاص في الهجمات الروسية التي نفذّت بطائرات مسيّرة صباح الاثنين على أوكرانيا، خصوصاً العاصمة كييف ومنطقة سومي في شمال شرقي البلاد، فيما أكد الجيش الروسي أنه «أصاب» كل أهدافه؛ وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارعت أوكرانيا إلى اتهام إيران بالمشاركة في هذه الحرب عبر مسيّراتها التي زودت روسيا بها.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن إيران مسؤولة عن «جرائم قتل أوكرانيين» بعد أن هاجمت روسيا مدناً أوكرانية اليوم الاثنين بما قالت كييف إنها طائرات مسيرة صنعت في إيران.
وأبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد136» في الأسابيع القليلة الماضية. وتنفي إيران تزويد روسيا بتلك الطائرات، بينما لم يعلق الكرملين على الأمر، بسحب «رويترز».
وكتب بودولياك على «تويتر»: «إيران مسؤولة عن قتل أوكرانيين. فالدولة التي تضطهد شعبها تقدم الآن أسلحة فتاكة لقتل أعداد كبيرة من الناس في قلب أوروبا. هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية».
من جانبه؛ قال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشنكو إن «عدد القتلى بالهجوم الذي نفذ بطائرة مسيّرة على مبنى سكني ارتفع إلى 3». وفي وقت سابق، كان رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال، أعلن أن ضربات روسية عدة استهدفت صباح الاثنين منشآت حيوية في 3 مناطق أوكرانية؛ منها كييف، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في «مئات البلدات».

وأكد أن «كل الخدمات تعمل حالياً (...) لإعادة التيار الكهربائي»، مطالباً سكان تلك المناطق الثلاث بـ«خفض استهلاك الكهرباء، خصوصاً في ساعات الذروة».
وبعد أسبوع من الضربات الروسية السابقة على العاصمة «تضررت منشآت طاقة ومبنى سكني»، كما أشار شميغال.
وأكدت الرئاسة الأوكرانية أن «هناك قتلى وجرحى» إثر الضربات الروسية التي استهدفت منطقة سومي حيث أبلغ حاكم المنطقة ديميترو جيفيتسكي عن 3 وفيات حتى الآن. وفي دنيبروبتروفسك «أسقط جنودنا 3 صواريخ أطلقها العدو»، لكنّ «صاروخاً أصاب منشأة بنية تحتية لتزويد الطاقة» وفق الرئاسة.
في كييف؛ سُمع دوي انفجارات في الصباح، وكانت صفارات الإنذار قد أطلقت قبل وقت قصير من الانفجار الأول.
وشاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية إحدى المسيّرات تسقط على مبنى، فيما كان شرطيّان يحاولان إسقاطها بأسلحتهما.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي: «طوال الليل والصباح، يرهب العدو السكان المدنيين». وأضاف: «يمكن للعدو أن يهاجم مدننا، لكنه لن يتمكّن من تحطيمنا».
وأفادت الإدارة العسكرية في كييف بأن «4 ضربات سجلت» في العاصمة التي تستهدفها القوات الروسية منذ بداية الأسبوع الماضي.
من جانبه، أكّد الجيش الروسي، الاثنين، أنه أصاب كل أهدافه في أوكرانيا، بعد ضربات دامية استهدفت صباحاً منشآت حيوية في 3 مناطق أوكرانية وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن بلدات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام»: «واصلت القوات الروسية المسلّحة شنّ ضربات جوية وبحرية بعيدة المدى بأسلحة عالية الدقة على منشآت القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. أُصيبت كل الأهداف».
وقال سائق سيارة أجرة يدعى سيرغي بريخودكو لوكالة الصحافة الفرنسية: «يبدو أنهم يهجمون علينا كل يوم اثنين (...) إنها طريقة جديدة لبدء الأسبوع».
وبعيد الانفجارات، أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك: «تعرضت العاصمة لهجمات بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية». وقال يرماك عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «يعتقد الروس أن هذا سيساعدهم، لكن هذا يظهر يأسهم».
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على «تويتر»: «خلال الساعات الـ13 الأخيرة، اعترض الجيش الأوكراني 37 طائرة مسيرة إيرانية من طراز (شاهد136) و3 صواريخ (كروز) روسية».
وفي جنوب البلاد، كان الجيش تحدّث في وقت سابق عن إسقاط 26 طائرة مسيّرة من طراز «شاهد136» ليل الأحد - الاثنين، وهي طائرات إيرانية اشترتها موسكو؛ بحسب الغرب وأوكرانيا، الأمر الذي تنفيه طهران.
في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، طال قصف روسي غير مسبوق منذ أشهر من حيث كثافته ومداه كييف وعدداً من المدن الأوكرانية فأوقع 19 قتيلاً على الأقل و105 جرحى وأثار موجة تنديد دولية.
وجرى القصف رداً على عملية تفجير دمرت جزءاً من جسر القرم؛ المنشأة ذات الأهمية الرمزية والاستراتيجية التي تربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن التفجير كما أنها لم تنف ضلوعها فيه.
ورداً على قصف الأسبوع الماضي، وهو الأكبر منذ أشهر، تعهّد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتقديم مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وقد تم تسليم بعضها.
وروسيا في موقع دفاعي على القسم الأكبر من خط الجبهة في أوكرانيا وتتراجع قواتها منذ سبتمبر (أيلول) الماضي في شمال البلاد وشرقها وجنوبها.
وسعياً لاستعادة المبادرة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر سبتمبر بتعبئة مئات الآلاف من عناصر الاحتياط لإرسالهم إلى الجبهة.
وصرح بوتين الجمعة بأن موسكو ستكتفي حالياً بهذه الضربات، مضيفاً أن قصفاً جديداً مكثّفاً ليس ضرورياً «في الوقت الحالي».
من جهة أخرى، دعت أوكرانيا الاثنين إلى استبعاد روسيا من مؤتمر «مجموعة العشرين»، قبل شهر من القمة المقرر عقدها في إندونيسيا.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وتمثل المطالبة بوقف إطلاق النار الواردة في القرار الذي جرت الموافقة عليه بأغلبية 158 صوتا تصعيدا من جانب الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا والتي دعت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى هدنة إنسانية فورية في غزة ثم طالبت بها بعد شهرين.