اجتماع ليبي ـ أميركي لبحث «قاعدة الانتخابات» وعائدات النفط

رئيس مجلس النواب الليبي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير نورلاند عقب اجتماعهم بالقاهرة (السفارة الأميركية لدى ليبيا)
رئيس مجلس النواب الليبي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير نورلاند عقب اجتماعهم بالقاهرة (السفارة الأميركية لدى ليبيا)
TT

اجتماع ليبي ـ أميركي لبحث «قاعدة الانتخابات» وعائدات النفط

رئيس مجلس النواب الليبي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير نورلاند عقب اجتماعهم بالقاهرة (السفارة الأميركية لدى ليبيا)
رئيس مجلس النواب الليبي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير نورلاند عقب اجتماعهم بالقاهرة (السفارة الأميركية لدى ليبيا)

شهدت العاصمة المصرية، أمس، اجتماعاً مهماً جمع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي بارابرا ليف، والسفير والمبعوث الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند.
وقال صالح ونورلاند، في بيانين منفصلين، إن اجتماع القاهرة ناقش القاعدة الدستورية للانتخابات، والإدارة الشفافة لعائدات النفط.
وكان صالح قد استبق الاجتماع، الذي قالت وسائل إعلام محلية إنه ناقش أيضاً الاتفاقية الموقعة مؤخراً بين تركيا وحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بدعوة أعضاء مجلس النواب لعقد جلسة رسمية الثلاثاء المُقبل بمقر المجلس في مدينة بنغازي (شرق)، من أجل استكمال مناقشة قانون المرتبات الموحد، ومشروعي قانوني الأمن الداخلي والمحكمة الدستورية.
في غضون ذلك، اشتكت سفارة النمسا في العاصمة طرابلس من الاشتباكات المسلحة، التي شهدتها طرابلس الليلة قبل الماضية في منطقة مكتظة بالسكان، بحجة أنها وقعت على بُعد أقل من كيلومترين من مقر إقامة السفير النمساوي، وقالت في بيان مقتضب عبر «تويتر»، إنها «سعيدة بعودة الوضع إلى طبيعته». من جهة ثانية، أعلن مصطفى مهراج، قنصل فرنسا السابق في مدينة جدة السعودية، عن صدور قرار بتعيينه رسمياً سفيراً لفرنسا لدى ليبيا، خلفاً للسفيرة بياتريس دوهيلين، التي أنهت عملها هناك نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. ونشر مهراج، أول من أمس، قرار تكليف وزيرة الخارجية كاثرين كولونا له بالمنصب، معرباً عن حماسه للالتحاق بفريق السفارة الفرنسية في طرابلس خلال الأيام المقبلة.
إلى ذلك، اعتبر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من التحديات، وفي مقدمتها الإبقاء على ليبيا موحدة ومستقرة، مؤكداً أن طريقها لضمان ذلك هو الانتخابات.
وشدد الدبيبة لدى مشاركته، مساء أول من أمس في «اللقاء الوطني» لقادة الكشافة والمرشدات بطرابلس، على ضرورة أن تكون الانتخابات هدف جميع الليبيين، وأكد أن المخيمات واللقاءات «تجسد عنوان المصالحة الوطنية، وتفرز القيادات الشبابية التي تعول عليها الحكومة في تولي زمام المرحلة المقبلة». وكان الدبيبة قد تابع، مساء أول من أمس في اجتماع مع محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومته، ووزير داخليتها المكلف بدر التومي، الوضع الأمني والعسكري والإجراءات المتخذة بشأن حادثة المهاجرين التي جرت في مدينة صبراتة. ونقل بيان للدبيبة، وزعه مكتبه عن وزير الداخلية اعتقال اثنين من المتهمين بهذه الجريمة، واستمرار عملية التحقيق معهما، وملاحقة بقية المجرمين.
مشيراً إلى أن الاجتماع تابع أيضاً أعمال الغرفة الأمنية المشتركة وخططها في تحديد أماكن التهريب في جهة الساحل الغربي.في المقابل، أكد فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، خلال لقائه في سرت مع أعيان وحكماء «خليج السدرة»، على دعم وتحسين الخدمات الضرورية في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والتنمية العمرانية، وإجراء انتخابات المجلس البلدي. ونقل في بيان وزعه مكتبه عن الوفد، استعداده التام للمساهمة مع حكومته في مشروع المصالحة الوطنية، وعودة المهجرين إلى مناطقهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».