سيطرة نسائية على الترشيحات العربية لـ«الأوسكار»

«فرحة» - الأردن (فيسبوك)
«فرحة» - الأردن (فيسبوك)
TT

سيطرة نسائية على الترشيحات العربية لـ«الأوسكار»

«فرحة» - الأردن (فيسبوك)
«فرحة» - الأردن (فيسبوك)

حملت القائمة الأولية بمسابقة «الأوسكار» لفئة أفضل فيلم دولي، مشاركة 5 أفلام عربية، من بينها 4 أفلام تحمل توقيع مخرجات عربيات شابات، من أصل 78 فيلماً تمثل 5 قارات بالمسابقة، حسبما أعلنته «أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية» التي تنظم المسابقة، الأحد. وستخضع الأفلام المشاركة لتصفية في قائمة قصيرة تضم 15 فيلماً، يتم إعلانها في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، قبل أن يتم الكشف عن القائمة النهائية التي تضم 5 أفلام فقط، يعلن عنها في 24 يناير (كانون الثاني) القادم، لتخوض السباق النهائي، ويتم اختيار فيلم واحد من بينها للفوز بجائزة أفضل فيلم دولي الذي يتوج بها في الحفل الذي يقام في 12 مارس (آذار) 2023.
وتخوض 5 أفلام عربية سباق «الأوسكار»، هي: «فرحة» من الأردن، و«القفطان الأزرق» من «المغرب»، و«تحت أشجار التين» من تونس، و«إخواننا» من الجزائر، و«حمى البحر المتوسط»، من فلسطين. وتنتمي 4 أفلام منها لمخرجات، ويجمع بين الأفلام الخمسة مشاركاتها في مهرجانات دولية. وكانت «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام» قد رشحت فيلم «فرحة»، وهو أول الأفلام الطويلة للمخرجة دارين سلام الذي شهد عرضه الأول مهرجان تورونتو، كما جاء عرضه العربي الأول بالدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحاز 3 جوائز بمهرجان أسوان لأفلام المرأة، ويعرض الفيلم «قصة إنسانية تستند لواقعة حقيقية تعرضت لها صبية فلسطينية على خلفية أحداث حرب 1948، من خلال بطلته الفلسطينية (فرحة) ذات الـ14 عاماً التي يدفع الخوف عليها أباها خلال حرب 1948 إلى حبسها داخل بدروم المنزل، لتراقب من خلال الشقوق فظائع ما جرى للفلسطينيين من أهوال».
ورشحت فلسطين فيلم «حمى البحر المتوسط» للمخرجة مها حاج التي فاز فيلمها بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي هذا العام. ويروي الفيلم «قصة وليد الذي يعيش برفقة عائلته؛ لكنه يعاني من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق ذاته في مهنة الكتابة، وتنشأ بينه وبين جاره المحتال صداقة سرعان ما تتسبب في مأساة». الفيلم بطولة عامر حليحل، وأشرف فرج، وعنات حديد.
وبحسب الناقد الأردني ناجح حسن، فإن «فئة أفضل فيلم دولي التي تشارك فيها كل دول العالم تعد المنافسة فيها صعبة للغاية؛ لكن وجود السينما العربية ممثلة في هذا السباق بخمسة أفلام يعطيها فرصة للمنافسة، ويمنح الشباب فرصة الوجود في هذا المحفل العالمي لصناعة الأفلام، واكتساب ثقافات إنسانية متنوعة، وإن غابت عنها -مع الأسف- القاهرة، عاصمة السينما العربية».
ويضيف: «بالنسبة للمشاركة الأردنية، يمثلها فيلم (فرحة) الذي يحكي عن بدايات الأزمة الفلسطينية خلال حرب 1948. وسبق أن وصلت الأردن قبل أعوام للتصفيات النهائية من طريق فيلم (ذيب) عام 2015»، متمنياً «حصول الدول العربية على فرصة لائقة في مجال صناعة الأفلام العالمية».
وتواصل دول المغرب العربي الثلاث: تونس، والجزائر، والمغرب، حضورها في منافسات «الأوسكار»؛ حيث يشارك من تونس فيلم «تحت أشجار التين» الذي اقتنص 8 جوائز في ورشة «فاينال كت» خلال الدورة الـ78 لمهرجان فينسيا العام الماضي. وتدور أحداثه من خلال الفتاة «ملك» التي تخرج صيفاً للعمل بحقول التين بصحبة صديقاتها، من أجل كسب بعض المال وتوفير نفقات الدراسة، وتحت أشجار التين الوارفة تنشأ حكايات صداقة وحب. الفيلم من إخراج أريج السحيري، وإنتاج: تونس، وسويسرا، وفرنسا، وقطر.
وكانت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام قد اختارت فيلم «إخواننا» للمخرج رشيد بوشارب الذي يتناول حادث مقتل المهاجر الجزائري «مالك أوسكين» على يد عناصر من الشرطة الفرنسية خلال احتجاج طلابي عام 1986. وسبق للجزائر خوض منافسات «الأوسكار» التي وصلت فيها للقائمة القصيرة 5 مرات، كما فازت بجائزة «الأوسكار» عام 1970 عن فيلم «Z» للمخرج كوستا جافراس.
واختارت المغرب فيلم «القفطان الأزرق» للمخرجة مريم توزاني، ليمثلها. ويتناول قصة زوجين مغربيين «حليم ومينة» اللذين يديران متجراً خاصاً لتفصيل القفطان المغربي، ويلتحق للعمل معهما الشاب يوسف، ليتعلم فنون الخياطة من حليم، فيكتشف السر الدفين الذي يخفيه الزوجان.


مقالات ذات صلة

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)
سينما مخرجة الفيلم مع رئيسة مجلس أمناء مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جمانا الراشد ومحمد التركي الرئيس التنفيذي للمهرجان

«صندوق البحر الأحمر» وراء المنافس العربي الوحيد في «الأوسكار»

فيلم «بنات ألفة» المدعوم من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كان المنافس العربي الوحيد في كل فئات جوائز «الأوسكار».

«الشرق الأوسط» (هوليوود)
يوميات الشرق الممثلة الأميركية إيما ستون خلال حفل الأوسكار في هوليوود أمس (أ.ف.ب)

إيما ستون تتسلم ثاني أوسكار في مسيرتها بفستان ممزق (صور)

تسلمت إيما ستون، الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدائها في فيلم «بور ثينغز»، جائزتها، وهي تتعامل مع تمزق السحَّاب في ظهر فستانها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق ارتداء الدبابيس الحمراء كان بمثابة دعوة لوقف إطلاق النار بغزة (أ.ف.ب)

نجوم يضعون دبابيس حمراء بحفل الأوسكار في دعوة لوقف إطلاق النار بغزة

وضع العديد من النجوم خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار بنسختها الـ96 أمس (الأحد) دبابيس حمراء في دعوة لوقف إطلاق النار بغزة.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

كيف تستفيد مصر من مركز «البيانات والحوسبة السحابية»؟

السيسي خلال افتتاح مركز «البيانات والحوسبة الحسابية» في العاصمة الجديدة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح مركز «البيانات والحوسبة الحسابية» في العاصمة الجديدة (الرئاسة المصرية)
TT

كيف تستفيد مصر من مركز «البيانات والحوسبة السحابية»؟

السيسي خلال افتتاح مركز «البيانات والحوسبة الحسابية» في العاصمة الجديدة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح مركز «البيانات والحوسبة الحسابية» في العاصمة الجديدة (الرئاسة المصرية)

أثيرت تساؤلات حول مدى استفادة مصر من مركز «البيانات والحوسبة السحابية الحكومية» الذي افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد. وعدد بعض الخبراء في تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي بمصر، مجموعة من المكاسب يُمكن أن تحققها الدولة المصرية من تدشين المركز الجديد، من بينها، «إضافة تطبيقات رقمية تخدم المواطن، وتخدم الأغراض الحكومية لزيادة فاعليتها، وتوفير سرية وتأمين المعلومات».

ومركز «البيانات والحوسبة السحابية الحكومية» يعد الأول في مصر وأفريقيا، بحسب وزارة الاتصالات المصرية، التي أشارت إلى أن المركز يعمل على «تقديم التطبيقات الحرجة والمدفوعات، والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على المستويات كافة، وتحليل البيانات الحكومية، وتوطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي».

وتحدّث الرئيس المصري خلال افتتاح المركز عن أهمية مراكز البيانات، بقوله إنها «ستغير شكل وحجم وسرعة العمل في الحكومة المصرية»، مشيراً إلى أن «مجال تكنولوجيا المعلومات أكبر قطاع يوفر فرص عمل، ويحتاج لحوالي مليون شخص في العام من الكوادر المدربة والمؤهلة».

ورأى استشاري الابتكار والتحول الرقمي في مصر، الدكتور محمد خليف، أن مصر يمكن أن تستفيد من المركز الجديد عبر «إضافة تطبيقات رقمية تخدم المواطن، وتخدم الأغراض الحكومية لزيادة فاعليتها وكفاءتها في العمل». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة المصرية تستهدف أن تكون على خريطة الاستثمارات في قطاع مراكز البيانات والحوسبة، وأن تستفيد من موقعها الاستراتيجي الذي يمر به حوالي 90 في المائة من كابلات البيانات العالمية».

وعلى صعيد العمل الحكومي في مصر، عدّ خليف أن المركز الجديد سوف يُسهم في «تعزيز التكامل بين الوزارات والهيئات الحكومية، وسيتيح بيئة معلوماتية للحكومة تساعدها على اتخاذ القرارات المبنية على بيانات سليمة، كما تفيد تقنيات الذكاء الاصطناعي في رسم سيناريوهات مستقبلية لأي قرارات أو خطوات تستهدفها الحكومة المصرية»، لافتاً إلى أن مثل هذه المراكز تحتاج لكوادر مدربة ومميزة في مجال تطوير التطبيقات وأمن المعلومات، وبالتالي «توفر فرص عمل سنوية في هذا القطاع».

الرئيس المصري يستمع لشرح حول المركز (الرئاسة المصرية)

وكان وزير الاتصالات المصري، الدكتور عمرو طلعت، قد أشار خلال افتتاح المركز، الأحد، إلى أن «114 جهة حكومية بمصر انتقلت إلى العاصمة الإدارية الجديدة، كما جرى تسجيل وأرشفة البيانات الورقية الحكومية كافة، وبالتالي يعد مركز البيانات هو عقل الحكومة المصرية».

في السياق أشار رئيس شعبة البرمجيات في «الجمعية المصرية للمعلومات والاتصالات»، الدكتور محمد سعيد، إلى بعض الفوائد التي تعود على المصريين من تدشين المركز الجديد، عبر «توفير خدمات حكومية للمواطنين بجودة وكفاءة عالية وبسرعة عالية». وفسر سعيد درجة التأمين المتبعة في المركز، التي أشار إليها الرئيس المصري، بقوله لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المراكز توفر درجة عالية جداً من السرية وأمن المعلومات، والمركز الجديد يوفر خاصية النسخ الاحتياطي لأنظمة المعلومات العاملة في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، وبالتالي يحقق الاستدامة في أداء الخدمات الحكومية والدقة المطلوبة».

وكان السيسي قد تحدث عن تقدم التكنولوجيا المستخدمة في مركز «البيانات والحوسبة السحابية». وقال إنها «متقدمة للغاية، ولا يستطيع أحد الدخول على هذه الشبكة نظراً لتأمينها بشكل كبير».


معرض «لكل طاولة قصة» رحلات العمر في قطع مبعثرة

ألوان فاقعة تسود بعض لوحاته (الشرق الأوسط)
ألوان فاقعة تسود بعض لوحاته (الشرق الأوسط)
TT

معرض «لكل طاولة قصة» رحلات العمر في قطع مبعثرة

ألوان فاقعة تسود بعض لوحاته (الشرق الأوسط)
ألوان فاقعة تسود بعض لوحاته (الشرق الأوسط)

يتعلّق الإنسان بأغراضه اليومية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من مشوار حياة، تذكّره أحياناً بموقف حرج، ومرات أخرى بلحظات حزينة أو جميلة. ويحمل بعضهم أغراضه في ترحاله من منزل إلى آخر أو من بلد إلى آخر، لكن الرّسام التشكيلي غيلان صفدي حمّلها مشهدية فنية، فقد وضع طاولات مختلفة بين حشود من الناس، وراح يروي بريشته قصة كلّ واحدة منها في معرضه «لكل طاولة قصة».

برزت في لوحات غيلان صفدي علاقة حميمة بين الإنسان وأشيائه في غاليري «آرت أون 56»، ويقول إنه استمد الفكرة من طاولته الخاصة، «إنها ترافقني في عملي اليومي. أضع عليها لوحات الألوان وريشتي وجهازي الخلوي ومفاتيح بيتي. وكل ما يمكن أن أستخدمه في لحظة شغف المهنة. أحفظ مكان كلّ غرض من أغراضي عليها. إنها ذاكرتي وصديقتي ومكان ثابت في حياتي. أشعر أني إذا فقدتها قد تنقلب حياتي رأساً على عقب. إنها وبكل بساطة رفيقة درب من نوع آخر».

غيلان صفدي أمام إحدى لوحات معرضه (الشرق الأوسط)

عمد غيلان صفدي إلى استعراض طاولات مختلفة تتوزّع على الأماكن، في منزل أو في مكتب عمل، وفي مقهى أو في مطبخ وصالون. جميعها تروي قصص أصحابها في فترة انتظار أو وحدة يعيشونها. وكذلك تنقل لحظات الفرح والرومانسية والتواصل المباشر. فعندما تحضر الطاولة ندرك أن هناك جلسة ما ستُعقد حولها؛ مرات يخوضها الإنسان وحيداً، ومرات أخرى مع مجموعة أشخاص، وتبقى لحظات الفراق والخصومة والحب والقرار مطبوعة عليها. فمهما مرّت الأيام نستعيد تلك اللحظات لمجرد رؤيتنا لهذه الطاولة أو تلك. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إنها المهد لمشاعر غمرتنا، نتوقف عندها في كل مرة تطالعنا. هي بالفعل خشبة مسرح من نوع آخر، نضع عليها حواراتنا ونقاشاتنا وزعلنا وضحكاتنا».

استخدم الفنان صفدي، الأبيض والأسود للإشارة إلى طاولة من الماضي. وفي لوحات أخرى ركن إلى ألوان فاقعة تلفت النظر. «أردتها كذلك لتجمّل ما نعيشه. أتعبنا السواد كما أتعبتنا الهموم والحروب. والألوان هذه من زهري وبرتقالي وأخضر وأحمر تبهر العين وتمد المشاهد جرعة أمل».

ولّد غيلان صفدي للطاولة مبادئ يمكن تعميمها، أهمها بأنها تساوي بين الناس مهما اختلفت انتماءاتهم الاجتماعية.

الأبيض والأسود لحكايات تدور حول طاولة الماضي (الشرق الأوسط)

في مجموعته المنمنمة المؤلفة من عدة لوحات رسمها بالأبيض والأسود يدخل الفنان التفاصيل، فيقرأ مشاهدها قصصاً متتالية لنساء ورجال يجلسون حول طاولة مع أحلامهم وأفكارهم. بينهم من يضع عليها زهور الربيع لتؤنس وحدته، وبينهم من حوّلها إلى سند يتكئ عليه. هنا مفتاح منزل وهناك باخرة سفر، وعلى أخرى ميزان، وهرّة سوداء على طاولة ثالثة. في حين تحمل بعضها آلات موسيقية ومساحيق ماكياج ومواجهة مع الذات. ويعلّق غيلان صفدي لـ«الشرق الأوسط»: «سيتفاعل الزائر مع الطاولة التي يحب. فأي منها سيختار؟ لا أعلم. ولكنه سيجد بينها ما يشبه قصصه مع طاولة معينة».

ركن من أركان المعرض (الشرق الأوسط)

السخرية أيضاً تحضر في لوحات «لكل طاولة قصة»، وفي لوحة «آخر الأقوياء»، مجموعة على شفاهها ابتسامة صفراء وساخرة، يتحلقون حول طاولة فيها حفرة، حيث يتمدّد أحد الأشخاص، فيرمون الأحكام عليه، يشرّحون خطاياه ويهزأون منه.

وطاولة أخرى تشهد سقوط الأقنعة لمن حولها عنونها غيلان «طاولة القناع»، ولوحات أخرى من بينها «سمكة وصبّار»، و«سلة البيض» و«باليرينا»، و«كرة السحر»، و«طاولة الصبّار» وغيرها. يقدّمها برسوم تنبض بالحياة. ومهما كبر أو صغر حجمها تبقى ذكرى وعبرة لصاحبها.


مصر والمغرب وفلسطين تحصد جوائز في «مالمو للسينما العربية»

فيلم «أنف وثلاث عيون» يحصد جائزة الجمهور في «مهرجان مالمو» (إدارة المهرجان)
فيلم «أنف وثلاث عيون» يحصد جائزة الجمهور في «مهرجان مالمو» (إدارة المهرجان)
TT

مصر والمغرب وفلسطين تحصد جوائز في «مالمو للسينما العربية»

فيلم «أنف وثلاث عيون» يحصد جائزة الجمهور في «مهرجان مالمو» (إدارة المهرجان)
فيلم «أنف وثلاث عيون» يحصد جائزة الجمهور في «مهرجان مالمو» (إدارة المهرجان)

حصدت مصر والمغرب وفلسطين أهم جوائز الدورة الرابعة عشرة من «مهرجان مالمو للسينما العربية»، الذي اختتمت فعالياته مساء السبت، في حفل أقيم بإحدى أكبر قاعات السينما في السويد.

وتألق على السجادة الحمراء المخصصة لحفل توزيع الجوائز من نجوم السينما العربية الفنانة المصرية شيري عادل، والفنانة بشرى، والمخرج خيري بشارة، والفنان التونسي ظافر العابدين، وعدد من قادة مدينة مالمو السويدية، إلى جانب منظمي المهرجان.

وحاز الفيلم المغربي «كذب أبيض» للمخرجة المغربية أسماء المدير على جائزة أفضل فيلم روائي طويل، حاصداً مبلغ 35 ألف كرون سويدي (الدولار يساوي 10.89 كرون سويدي)، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم اليمني «المرهقون»، وجائزة أفضل سيناريو للفيلم السوداني «وداعاً جوليا» للمخرج محمد كردفاني، أما أفضل إخراج فذهبت للمخرجة التونسية كوثر بن هنية عن الفيلم التونسي «بنات ألفة».

وحاز الفنان الفلسطيني صالح بكري على جائزة أفضل ممثل عن فيلم «الأستاذ»، وحازت الفنانة الفلسطينية منى حوّى على جائزة أفضل فنانة عن الفيلم الأردني «إن شاء الله ولد»، وحاز الفنان السعودي محمد الدوخي على تنويه خاص من إدارة المهرجان عن فيلم «مندوب الليل».

المغربية أسماء المدير وجائزة أفضل فيلم روائي طويل (إدارة المهرجان)

وحاز الفيلم المصري «عقبالك يا قلبي» على جائزة أفضل فيلم قصير للمخرجة المصرية شيرين مجدي دياب، وفيلم «عيسى» المصري للمخرج مراد مصطفى حاز على تنويه خاص من إدارة المهرجان، أما جائزة لجنة التحكيم فقد ذهبت للفيلم العراقي «ترانزيت».

ووصلت جائزة الجمهور لـ25 ألف كرون سويدي، وذهبت للمخرج المصري أمير رمسيس عن فيلم «أنف وثلاث عيون»، بطولة الفنان التونسي ظافر العابدين، الذي أعرب عن سعادته لفوز فيلمه بجائزة الجمهور من قبل إدارة المهرجان، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «تفاعل الجمهور السويدي والجاليات العربية في مدينة مالمو مع الفيلم كان رائعاً، وتفاجأت بحضور الجمهور السويدي للفيلم؛ ولذلك توقعت أن يحصد هذه الجائزة».

وقدم الفنان التونسي الشكر لجميع أفراد فريق الفيلم، قائلاً: «الشكر كلّه للمخرج أمير رمسيس على كل ما بذله من مجهود لخروج الفيلم بهذه الصورة، وأيضاً للمنتجة شاهيناز العقاد التي لم تبخل على الفيلم في أي شيء، وأتمنى أن تكون جائزة المهرجان بداية ليحصد الفيلم مزيداً من الجوائز خلال مشاركاته المقبلة في المهرجانات الكبرى».

وعَدّ المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي، مؤسس المهرجان، الدورة الرابعة عشرة منه «أهم دورات المهرجان منذ انطلاقه»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هي أهم دورات المهرجان منذ انطلاقه عام 2011، بسبب السياسة الجديدة التي اتّبعناها هذه المرة من خلال دعوة صُناّع أفضل الأفلام العربية التي ظهرت خلال 12 شهراً مضت، عكس ما كان يحدث في الدورات السابقة، من فتح باب الترشح والاختيار ما بين الذي تقدم لنا، ولذلك كانت المنافسة شديدة، وظلّت النتائج متأرجحة حتى دقائق من إعلانها، ولذا أرى أن تلك الدورة هي أفضل دورات المهرجان».


تصاعد التوترات مع إسرائيل هل يدفع إيران لتطوير أسلحة «نووية»؟

صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان 4 الشهر الحالي (أ.ب)
صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان 4 الشهر الحالي (أ.ب)
TT

تصاعد التوترات مع إسرائيل هل يدفع إيران لتطوير أسلحة «نووية»؟

صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان 4 الشهر الحالي (أ.ب)
صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان 4 الشهر الحالي (أ.ب)

تصاعدت التحذيرات من احتمال لجوء طهران إلى أسلحة «رادعة» بشكل أكبر، بعد تبادلها الضربات مع إسرائيل، الأمر الذي أثار شكوكاً بشأن فاعلية الصواريخ الإيرانية في بلوغ أهدافها بالأراضي الإسرائيلية، فضلاً عن تستر طهران على إضرار أكبر منظومة رادار تحمي منشآت نووية حساسة.

وحاول المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق من هذا الشهر، التقليل من عدم إصابة الصواريخ الإيرانية أهدافها، عندما وصفه بـ«الموضوع الثانوي» في وقت سابق من هذا الشهر.

كما دفع المسؤولون الإيرانيون باتجاه التهوين من الرد الإسرائيلي الذي استهدف مطاراً عسكرياً في مدينة أصفهان، على خلاف صور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت ضرراً بالغاً في منظومة الرادار الإيرانية، في ضربة محدودة تجنب وقوع حرب.

في هذا الصدد، نقلت «وول ستريت جورنال»، الأحد، عن خبراء نوويين اعتقادهم أن فشل الهجوم الإيراني في إلحاق ضرر بالمواقع العسكرية الإسرائيلية خلال هجمات هذا الشهر، «ربما يقنع طهران بضرورة السعي إلى الحصول على رادع أقوى».

وهز تصاعد التوترات مع إسرائيل، اعتقاد الخبراء بموقف المسؤولين الإيرانيين بأن تكاليف بناء قنبلة نووية تفوق الفوائد. وبوصفها قوة نووية تحظى بالقدرة على بناء أسلحة نووية في متناولها، فإن إيران تتمتع بالفعل بقوة ردع كبيرة من دون المجازفة بالحرب التي قد تشتعل إذا جرى الكشف عن محاولة لها لصنع قنبلة نووية.

وما يعزز المخاوف تصريحات مسؤولين إيرانيين، بإمكانية إعادة النظر في العقيدة النووية وكذلك امتلاك طهران أدوات صنع القنبلة من الناحية الفنية.

وفي مؤشر على تصاعد المخاوف الدولية، كرر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت، موقف بلاده الرسمي بأن «طهران لا تخطط لامتلاك السلاح النووي، لأن المرشد علي خامنئي أفتى بتحريم ذلك».

وتحظى الأسابيع الأربعة المقبلة، بأهمية بالغة، نظراً لاحتمال زيارة غروسي إلى طهران، واحتمال إصداره تقريراً فصلياً قبل حلول شهر يونيو (حزيران)، حيث تنوي الدول الغربية، مناقشة تطورات البرنامج الإيراني بجدية أكبر خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي قد أثار تساؤلات بشأن شفافية إيران مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة في أعقاب تصريحات وردت على الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، نهاية فبراير (شباط) الماضي حول امتلاك بلاده جميع ما يلزم لتطوير قنبلة.

وقال غروسي الشهر الماضي إن «هناك خطاباً مقلقاً، ربما سمعتم مسؤولين كباراً في إيران يقولون إنه صار لديهم في الآونة الأخيرة كل العناصر اللازمة لصنع سلاح نووي».

وبعد الهجوم الإيراني على إسرائيل رداً على القصف الذي دمر قنصليتها في دمشق، أعرب غروسي عن قلقه من تعرض منشآت نووية إيرانية لضربات إسرائيل.

وبعد 24 ساعة، حذر العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلَّفة بحماية المنشآت النووية، من إعادة النظر في العقيدة والسياسة النووية، إذا تعرضت المنشآت الإيرانية لهجوم انتقامي تشنه إسرائيل.

وقال حق طلب في تصريحات تناقلتها وكالات رسمية إيرانية: «إذا أراد النظام الصهيوني استخدام التهديد بمهاجمة المراكز النووية بوصفه أداة ضغط فمن المحتمل مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية، وتعديل الملاحظات المعلنة في السابق».

والأسبوع الماضي، عاد غروسي للتحذير من تراجع مستوى المراقبة الدولية في المنشآت الإيرانية، مؤكداً أن أمام طهران أسابيع وليس أشهراً للحصول على ما يكفي من مواد مشعة لتطوير أسلحة نووية، لكنه أضاف أن «هذا لا يعني أن إيران تمتلك أو ستمتلك سلاحاً نووياً في تلك الفترة الزمنية».

وفي اليوم نفسه، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب جواد كريمي قدوسي إن بلاده يفصلها أسبوع عن أول اختبار نووي إذا «صدر الأذن بذلك»، في تصريح فسرته وسائل إعلام إيرانية بأنه إشارة إلى احتمال تغيير فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي.

ولاحقاً قال كريمي قدوسي في تصريح آخر، إن بلاده لديها القدرة على استخلاص اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، خلال نصف يوم.

وفي هذا السياق، قال كبير الباحثين في «معهد دراسات الأمن الوطني» الإسرائيلي راز زيمت، لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن «التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يعزز الدعوات الإيرانية للتسلح؛ لذلك، في حين أن مخاطر مثل هذه الخطوة لا تزال تفوق المزايا، ثمة احتمال أكبر الآن عن أي وقت مضى أن تعيد القيادة الإيرانية النظر في نهجها النووي».

وأضاف زيمت: «التحديات في السيطرة على شبكة الوكلاء وتشغيلها، والتي لا تتوافق مصالحها دوماً مع مصالح طهران، يمكن أن تزيد هي الأخرى الضغوط على إيران للسعي للحصول على قنبلة نووية».

ومن جهته، قال ديفيد أولبرايت، رئيس المفتشين الدوليين في العراق خلال التسعينات والرئيس الحالي لمعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن إن «الأمر سيتطلب 6 أشهر فقط حتى تتمكن إيران من تصنيع عدد قليل من القنابل الأساسية التي يمكن توصيلها للهدف المطلوب بواسطة مقذوفات».

إسلامي يشرح لخامنئي مجسمات لسلسلة أجهزة الطرد المركزي يونيو الماضي (إرنا)

أما إريك بروير، المدير السابق لمجلس الأمن الوطني لمكافحة انتشار الأسلحة النووية، والذي يعمل حالياً في «مبادرة مكافحة التهديد النووي» فقد رأى أن التطورات الأخيرة «تثير احتمالاً مثيراً للقلق بأن تستنتج إيران أن قوة الردع الحالية لديها غير كافية، وأنها تحتاج بالفعل إلى أسلحة نووية. على حد علمنا، لم يقرر المرشد الأعلى بناء أسلحة نووية. وهذا يشير إلى اعتقاده أن إيران لا تحتاج إليها، أو أن مخاطر امتلاكها مرتفعة للغاية. وعلينا أن نعمل على إبقاء الأمر على هذا النحو».

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم 60 في المائة، منذ أبريل (نيسان) 2021 في منشأة نطنز بأصفهان، حيث تعكف على حفر إنفاق تحت الجبال لنقل جزء كبير من عملية التخصيب إلى عمق الأرض. وبعد عام من منشأة نطنز، باشرت طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، في منشأة فوردو، الواقعة تحت الجبال.

وتراجعت طهران عن تعهدها في الاتفاق النووي بتجميد عملية التخصيب في فوردو، ضمن خطوات كبيرة اتخذتها في مسار التخلي عن البرنامج النووي.


«تاسي» يفتتح الأسبوع مواصلاً التراجع بسيولة قيمتها 1.3 مليار دولار

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم متراجعاً 457.42 نقطة (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم متراجعاً 457.42 نقطة (الشرق الأوسط)
TT

«تاسي» يفتتح الأسبوع مواصلاً التراجع بسيولة قيمتها 1.3 مليار دولار

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم متراجعاً 457.42 نقطة (الشرق الأوسط)
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم متراجعاً 457.42 نقطة (الشرق الأوسط)

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي»، في أولى جلسات الأسبوع، متراجعاً 22.99 نقطة، بنسبة 0.19 في المائة، عند 12231.54 نقطة، بسيولة بلغت قيمتها 4.8 مليار ريال (1.3 مليار دولار)؛ مدفوعاً بانخفاض المرافق العامة والتأمين. وسجلت أسهم 66 شركة ارتفاعاً في قيمتها، بينما أغلقت أسهم 167 شركة على تراجع، وكانت «ثمار» الأكثر ربحية بنسبة 10 في المائة، عند 14.44 ريال، يليها «أنابيب السعودية» بنسبة 5 في المائة، عند 86.20 ريال.

بينما كانت أسهم شركتي «تشب» و"أكوا باور» من بين الأكثر خسارة في التعاملات بنسبتيْ 10 و6 في المائة، عند 35.45 و369.00 ريال، على التوالي. أما أسهم شركات «شمس»، و«أنعام القابضة»، و«أرامكو السعودية»، و«الباحة»، و«ثمار» فكانت الأكثر نشاطاً بالكمية، وأسهم شركات «أنابيب السعودية»، و«أرامكو السعودية»، و«عذيب للاتصالات»، و«أميانتيت»، و«الراجحي» الأكثر نشاطاً في القيمة. كما أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية «نمو»، اليوم، متراجعاً 457.42 نقطة، بنسبة 1.72 في المائة، ليقفل عند مستوى 26230.83 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 31 مليون ريال (8.2 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 1.8 مليون سهم.


غانتس:إعادة المحتجزين «أهم» من رفح... وتهديد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا تراجع عن غزو المدينة

سموتريتش: حكومة نتنياهو لن يكون لها حق الوجود إذا تراجعت عن اجتياح رفح (أ.ف.ب)
سموتريتش: حكومة نتنياهو لن يكون لها حق الوجود إذا تراجعت عن اجتياح رفح (أ.ف.ب)
TT

غانتس:إعادة المحتجزين «أهم» من رفح... وتهديد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا تراجع عن غزو المدينة

سموتريتش: حكومة نتنياهو لن يكون لها حق الوجود إذا تراجعت عن اجتياح رفح (أ.ف.ب)
سموتريتش: حكومة نتنياهو لن يكون لها حق الوجود إذا تراجعت عن اجتياح رفح (أ.ف.ب)

قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، (الأحد)، إن دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد «حماس»، لكن إعادة المحتجزين الذين تخلت عنهم الحكومة هو أمر عاجل، وذو أهمية أكبر بكثير.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، جاءت تصريحات غانتس رداً على تهديدات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أكد فيها أن الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو لن يكون لها «حق الوجود» إذا تراجعت عن اجتياح رفح.

لكن غانتس قال إنه إذا تم التوصّل إلى صفقة لإعادة المحتجزين تدعمها أجهزة الأمن دون إنهاء الحرب، وعارضها الوزراء الذين قادوا الحكومة خلال إخفاق السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فإن هذه الحكومة ستفقد شرعيّة البقاء وإدارة المعركة، في إشارة إلى هجوم «حماس» على بلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إنّ إعادة المحتجزين هو «عمل ذو أهميّة قصوى».

وأشار هرتسوغ، في تدوينة على منصة «إكس» إلى أنّه تحدّث قبل وأثناء عيد الفصح مع أهالي معظم المحتجزين، لافتاً إلى أن مقاطع الفيديو التي نشرتها «حماس» خلال الأيام القليلة الماضية هي جزء من حرب نفسيّة.

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن سموتريتش، رئيس الحزب الصهيوني الديني اليميني المتطرف، رفض اتفاقاً بوساطة مصرية مع «حماس» لاستعادة عشرات المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وتقليص الهجوم الإسرائيلي في القطاع، واصفاً الاتفاق بأنه يمثل «استسلاماً مهيناً» لـ«حماس» على حساب مئات من جنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا هناك، حسب تعبيره.

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، قال سموتريتش في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي إن «الموافقة على الاتفاق المصري يعد استسلاماً مهيناً ويمنح النصر للنازيين على حساب المئات من الجنود الأبطال الذين سقطوا في المعركة». ويشير وزير المالية بشكل متكرر إلى عناصر «حماس» بوصفهم «نازيين».

وعَدّ الوزير الإسرائيلي أن الموافقة على الاتفاق تمثل «عقوبة إعدام للرهائن، وخطراً وجودياً فورياً على دولة إسرائيل».

وأضاف سموتريتش أيضاً أن السيطرة على رفح ضرورية لتدمير «حماس» واستعادة الأمن لحدود إسرائيل مع غزة وعودة الرهائن.

ووصف الوقت بأنه «لحظة مصيرية للشعب الإسرائيلي» ودعا نتنياهو إلى إظهار الشجاعة.

الغزو البري

وفي سياق متصل، أعلنت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، وافق على خطط العمليات البرية في رفح بالتعاون مع قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، وجميع قادة الفرق والألوية في القيادة، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مؤخراً أن قواته حشدت لواءين احتياطيين إضافيين، استعداداً لانتشار محتمل في مدينة رفح.

وكان نتنياهو قد أكد مراراً على القيام بعملية عسكرية برية هناك، حيث قال إنه لا يرى سبيلاً للقضاء على «حماس» عسكرياً دون تدمير كتائبها المتبقية في المدينة.

وعلى مدار أشهر ناشد حلفاء إسرائيل، ومنتقدوها، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعدم التوغل في رفح، خشية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.

يشار إلى أن هناك أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح من أجزاء أخرى من القطاع المحاصر جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، رداً على هجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر الماضي.


«الوحدة» الليبية تتعهد مجدداً إخلاء طرابلس من التشكيلات المسلحة

نائبة المبعوث الأممي مع المنفي (المجلس الرئاسي)
نائبة المبعوث الأممي مع المنفي (المجلس الرئاسي)
TT

«الوحدة» الليبية تتعهد مجدداً إخلاء طرابلس من التشكيلات المسلحة

نائبة المبعوث الأممي مع المنفي (المجلس الرئاسي)
نائبة المبعوث الأممي مع المنفي (المجلس الرئاسي)

رداً على مساعي مجلس النواب الليبي لتشكيل «حكومة جديدة» في البلاد، أكد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة قدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الاستحقاق الانتخابي، وطالب بطرح الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية، للاستفتاء على الشعب، فيما تعهد وزير داخليته عماد الطرابلسي مجدداً بإخلاء العاصمة طرابلس من كل التشكيلات المسلحة، لكنه لم يحدد خطة زمنية لذلك.

واستغل الدبيبة حضوره، مساء السبت، بمطار طرابلس العالمي، الجمع العام لمنتسبي وزارة الداخلية، للتأكيد على قدرة أجهزته الأمنية على تأمين الانتخابات والذهاب بالبلاد إلى بر الأمان، عبر تمكين الشعب من اختيار قادته مثل الشعوب الأخرى.

وعدّ أن عناصر الداخلية أرسلوا رسالة واضحة بأن تحقيق إرادة الليبيين أمر قطعى ومحسوم، وأضاف: «وضعنا خطة أمنية لتنفيذ الانتخابات، بالتواصل بين مديريات الأمن وفروع مفوضية الانتخابات».

الدبيبة والطرابلسي في استعراض قوات الداخلية بمطار طرابلس (حكومة «الوحدة»)

عدم طرح الدستور

وتساءل الدبيبة عن أسباب عدم طرح الدستور، الذي كتبته اللجنة المنتخبة من الشعب للاستفتاء، ليقول كلمته فيه، وإجراء الانتخابات التشريعية، لتجديد السلطة التشريعية بدلاً من تمديد الأجسام الجاثمة على صدر البلاد منذ سنوات، التي قال إنها سبّبت في تعاقب الحكومات والإنفاق الموازي، وعدّ أن مصادرة إرادة الشعب عبر الحجج الواهية وتطويعه لإرادة الطبقات السياسية أو الحزبية أو العسكرية المستفيدة من الوضع أمر لم يعد مقبولاً أبداً.

وعاد الدبيبة مجدداً إلى خلافه مع مجلس النواب، ومحافظ المصرف المركزي، بشأن فرض ضريبة على النقد الأجنبي، وقال: «نواجه مشكلة تسبب بها الصامتون والراضون بالإنفاق الموازي المعلوم والمجهول. واليوم يطالبون الشعب بدفع ثمنه، وحذرنا من الإنفاق الموازي منذ أشهر، وقد ثبت اليوم صدقنا، بعد أن طالبوا الشعب بتحمل تكاليفه».

كما عدّ الدبيبة، الذي رصدت وسائل إعلام محلية، اصطحابه نجله عبد الرحمن بالمناسبة، أن حكومته «التي رفعت شعار الاستقرار وعودة الحياة لم تكن جزءاً من المشهد الحالي الأمني، ولا العسكري، بكل مسمياته ولا تعقيداته الحالية، وهو إرث ثقيل فرضته الحروب والفوضى عبر سنوات».

لا موعد لتنفيذ الإخلاء

بدوره، تعهد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، للمرة الثانية، بإخلاء العاصمة طرابلس بالكامل من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية، خلال ما وصفه بفترة قريبة مقبلة. ولم يحدد الطرابلسي موعداً زمنياً لتنفيذ هذا التعهد الجديد، لكنه قال إنه سيتم إرجاع كل هذه الأجهزة إلى ثكناتها، باستثناء الجهات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، على أن يقتصر العمل الأمني على الداخلية.

وقال إنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بتأمين مصرف ليبيا المركزي ومطار معيتيقة، وجميع المؤسسات، وحذّر أي شخص من العبث والمساس بالأمن في العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها.

ورأى أن جمع عناصر وزارة الداخلية سابقة هي الأولى في تاريخها، لإيصال رسالة إيجابية بأنها موجودة للمحافظة على الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن هذه العناصر من مناطق ومدن ليبيا كافة دليلٌ على أن الداخلية يد واحدة وتعمل للمحافظة على الأمن بعيداً عن القبلية والجهوية.

المنفي مع سفير فرنسا بطرابلس (المجلس الرئاسي)

من جانبه، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه بحث اليوم (الأحد) في طرابلس مع سفير فرنسا، مصطفى مهراج، آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا، وخطوات المنفي للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تفضي لانتخابات برلمانية ورئاسية، يشارك فيها كل الليبيين دون إقصاء لأي أحد.

كما أعلن مهراج أنه ناقش مع رئيس مجلس الدولة محمد تكالة آفاق إعادة إطلاق العملية السياسية، والتعاون البرلماني بين البلدين.

https://twitter.com/AmbaFranceLibye/status/1784498789228720237

في المقابل، أشاد عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، خلال ندوة حوارية، مساء السبت، بجميع الإسهامات الوطنية لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وكافة الشركاء المعنيين بالعملية الانتخابية، لتقريب وجهات النظر ذات العلاقة بمستقبل ليبيا وتطلعات الليبيين إلى الاستقرار والنهضة والبناء.

وأكد على دور الأحزاب في دعم نجاح العمليات الانتخابية، داعياً إلى نشر الثقافة الانتخابية والوعي الديمقراطي وثقافة التداول السلمي على السلطة.

صورة وزّعها مكتب محافظ المصرف المركزي للقائه مع الرئيس التركي في أنقرة

دور المصرف المركزي

في غضون ذلك، قال الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقبله بمدينة إسطنبول التركية، مساء السبت، للاطمئنان على الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي في ليبيا، والتحديات التي تواجه المصرف في أداء مهامه، في ظل ما وصفه بالانقسام الحكومي ودور المصرف المركزي في المحافظة على الاستدامة المالية للدولة، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى زيادة التعاون المشترك في المجال المصرفي.

https://twitter.com/CentralBankOfLy/status/1784301605409431753

وفي أول ظهور منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس، شاركت ستيفاني خوري، نائبة المبعوث الأممي، في حفل معايدة أقامه المنفي، مساء السبت، بمناسبة عيد الفطر المبارك، بحضور السفراء المعتمدين، الذين نقل عنهم إشادتهم بما وصفه بـ«جهوده الكبيرة وسعيه المتواصل» لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، لتحقيق رغبة الليبيين، والوصول بالبلاد لمرحلة الانتخابات.

بدوره، أشاد السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، لدى زيارته موقع لبدة الأثري، بجهود أهالي الخمس ومصلحة الآثار الليبية، للحفاظ على هذا الكنز من تاريخ ليبيا الغني. وأعرب في بيان عبر منصة «إكس»، مساء السبت، عن تطلع الولايات المتحدة للعمل مع نظرائها الليبيين من خلال مذكرة التفاهم المشتركة، حول حماية الممتلكات الثقافية، التي تم تجديدها العام الماضي، للحفاظ على هذا التراث.

https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1784298178956714436

كما بحث نورلاند مع محمد الرعيض، من الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، في مدينة مصراتة، سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية.


السعودية والمفوضية الأوروبية للتعاون في مجال الطاقة والتقنيات النظيفة

الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

السعودية والمفوضية الأوروبية للتعاون في مجال الطاقة والتقنيات النظيفة

الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

عقد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، اجتماعات ثنائية مع مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، وجرى خلاله بحث آفاق التعاون في مجال الطاقة والتقنيات النظيفة؛ لتعزيز العلاقات الثنائية، وتحقيق أهداف اتفاق باريس، ومُخرجات المؤتمر الثامن والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ.

كما جدد الجانبان تأكيد الأهداف المشتركة للمملكة والاتحاد الأوروبي، المتمثلة في عزمهما تسريع وتيرة الاستثمار بالطاقة المتجددة، والتعاون في الربط الكهربائي، ودمج مصادر الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، من خلال تطوير البنية التحتية الكهربائية عبر تبنّي حلول مختلفة، منها على سبيل المثال لا الحصر، إدارة الطلب، والشبكات الذكية، ومرونة الشبكات، إلى جانب الاستثمار في الهيدروجين وقطاعات التقنية النظيفة، بما يشمل تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتعزيز الشراكات الصناعية بتلك القطاعات، وضمان وموثوقية أسواق الطاقة، وتوفر الإمدادات بتكلفة معقولة.

وفي هذا الصدد، وبناءً على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاق باريس، ومُخرج مؤتمرات الأطراف الأخيرة، اختتمت المملكة والمفوضية الأوروبية محادثاتهما، على ضوء مذكرة التفاهم بين المملكة والاتحاد الأوروبي، للتعاون في مجال الطاقة؛ سعياً لتحقيق طموحاتهما الهادفة لتسريع وتيرة الجهود المشتركة لاستغلال الفرص الاقتصادية التي تتيحها التحولات التي تشهدها السعودية والاتحاد الأوربي في مجال الطاقة.

وتتضمن مذكرة التفاهم عدة أوجه في قطاعات الطاقة التي يمثّل مجال تحول الطاقة جوهرها، أساساً متيناً يمكن أن يستند إليه الجانبان لتوجيه وتعزيز الاستثمارات بقطاعي الطاقة والتقنيات النظيفة.


ميقاتي وسيجورنيه يبحثان المساعي لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان

ميقاتي خلال لقائه سيجورنيه في بيروت الأحد (رويترز)
ميقاتي خلال لقائه سيجورنيه في بيروت الأحد (رويترز)
TT

ميقاتي وسيجورنيه يبحثان المساعي لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان

ميقاتي خلال لقائه سيجورنيه في بيروت الأحد (رويترز)
ميقاتي خلال لقائه سيجورنيه في بيروت الأحد (رويترز)

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، الأحد، إن لبنان يقدر لفرنسا وقوفها الدائم إلى جانبه ودعمها له على كل الأصعدة، وذلك خلال استقباله لوزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في بيروت.

وذكرت قناة تلفزيون «الجديد» اللبنانية أن الجانبين بحثا خلال الاجتماع المساعي التي تقوم بها فرنسا لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، ووقف «العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وقال ميقاتي لسيجورنيه إن المبادرة الفرنسية تشكل إطاراً عملياً لتطبيق القرار الدولي رقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملاً، مع المطالبة بالتزام إسرائيل بتنفيذه ووقف «عدوانها المدمّر» على جنوب لبنان، بالإضافة إلى دعم الجيش «لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود».

وجدد ميقاتي «مناشدة فرنسا والدول الأوروبية دعم لبنان من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين»، مشيراً إلى «بداية مقاربة أوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن».

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري استعرض مع سيجورنيه والوفد المرافق له، تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لحملتها العسكرية على لبنان وقطاع غزة.

واستعرض بري وقائع الهجمات الإسرائيلية على لبنان خصوصاً القرى الحدودية الجنوبية من خلال خريطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، واستخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً وتجاوزها قواعد الاشتباك.

وأكد بري للوزير الفرنسي «انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه».

كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين «الذي بات يثقل كاهل لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد»، لافتاً إلى أنه «سوف يثير هذه القضية مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي والرئيس القبرصي خلال زيارتهما لبنان هذا الأسبوع»، مطالباً فرنسا وألمانيا «بإعادة النظر إزاء علاقتهما بسوريا وحيال هذا الملف».


غضب ليبي واسع بعد حديث عن سجن هانيبال القذافي «تحت الأرض»

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
TT

غضب ليبي واسع بعد حديث عن سجن هانيبال القذافي «تحت الأرض»

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

تصاعدت حدة الغضب في ليبيا إثر تداول تصريح لهانيبال، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، يشتكي فيه احتجازه في لبنان بسجن «تحت الأرض» ويعاني «وضعاً سيئاً أهدر سنوات عديدة من عمره دون ارتكاب جريمة». وهانيبال موقوف في لبنان منذ ما يزيد عن 8 سنوات، بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب».

وأظهرت صور لهانيبال منسوبة لقناة «الجديدة» اللبنانية، تواجده في مكان ضيق، كما نقلت عنه أن «وضعه غير جيد، حيث يحتجز في غرفة تحت الأرض تتسع لبعض الاحتياجات والأدوية، وتتضمن حماماً بكرسي أرضي، ويفتقد للأكسجين». وطالب ليبيون السلطات التنفيذية والقضائية في بلدهم بـ«التحرك العاجل»، والعمل على إطلاق سراحه، مشيرين إلى أن السلطات اللبنانية «لم تخضعه للمحاكمة، أو تُصدر بحقه حكماً، لذا من الظلم تجاهله، وإبقاؤه رهن الاعتقال».

جانب من زنزانة هانيبال القذافي وفق ما نشرته قناة «الجديد» اللبنانية

«رهينة سياسية»

وفي

غمرة الغضب الليبي مما ظهر عليه نجل القذافي، دعا رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد عبد الحكيم حمزة، سلطات بلاده إلى «اللجوء للآليات الدولية في محاسبة لبنان على ما يقوم به في حق هانيبال القذافي» الذي عدّه «رهينة سياسية»، متسائلاً في تصريحات صحافية: «إلى متى تستمر السلطات الليبية في تجاهل قضية المواطن هانيبال»؟

ومن بين ما نسبته قناة «الجديد» لنجل القذافي قوله «إنه يعيش بهدلة، ومعتقل سياسي، وقضيته مرتبطة بملف لا يعرف عنه شيئاً»، وقال «كل ما أذكره أن والدي كان يحب الإمام موسى الصدر، وأنا أحببته عن طريقه، وكان يخبرنا بأنه خرج من ليبيا إلى روما، وهناك اختفى أثره».

ويستغرب ليبيون موالون لنظام القذافي من ارتهان نجله هانيبال في لبنان بتهمة معرفته معلومات عن اختفاء الصدر، وسبق لمستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، خالد الغويل، القول لـ«الشرق الأوسط» إن الاستمرار في اعتقال هانيبال «يعد إجراءً تعسفياً، لأنه لا توجد أي أدلة أو تهم توجه له، بالنظر إلى أن عمره في ذاك الوقت كان عامين، ومن ثم فإن الاستمرار في اعتقاله يعد أمراً سياسياً، وليس قانونياً».

«معاملة خاصة»

وراجت معلومات مؤخراً حول أن هانيبال يلقى «معاملة خاصة في محبسه الانفرادي»، وأنه «خضع لعملية تجميل، ويحظى بمتابعة طبية دائمة»، لكنه رد عبر ما هو منسوب له بأنه يعيش «وضعاً سيئاً»، متسائلاً: «أين المعاملة الخاصة؟ وما هو مفهومكم عن الـVIP»؟ وقال «فليأخذوا شعري وأسناني التي يتحدثون عنها، ويعطونني حريتي».

ورأى الحقوقي ناصر الهواري، في إدراج له عبر حسابه على «فيسبوك» أنه «لو كانت ليبيا دولة ذات سيادة، وتملك قرارها، لما ظل هانيبال القذافي معتقلاً في لبنان».

وكان القاضي اللبناني، حسن الشامي، مقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية اختفاء الصدر، أعاد الحديث في أغسطس 2023 عن «اعتراف» سابق منسوب لهانيبال، وقال في تصريحات تلفزيونية إنه «أدلى بمعلومات في عشرات الصفحات عن عملية إخفاء الصدر، من بينها تحديد إقامته في مكان سري بمدينة جنزور، ما بين عامي 1978 و1982؛ وتورّط عبد السلام جلود، رئيس وزراء ليبيا سابقاً عام 1978، والضابط الليبي محمد علي الرحيبي، في هذه الجريمة».

غير أن عدداً من المدافعين عن هانيبال، رفضوا هذه الرواية، وقالوا إن نجل القذافي «أُخضع للتعذيب، والصور ومقاطع الفيديو المسرّبة من لبنان تظهر مدى وحشية سجّانيه»، وكرروا تساؤلاتهم في استنكار: «كيف لطفل عمره عامان أن يُتهم في قضية لا يعلم عنها شيئاً»؟

صورة نشرتها قناة «الجديد» اللبنانية لهانيبال القذافي من محبسه

ملف القضية دون تقدم

وكانت السلطتان الليبية واللبنانية تواصلتا يناير (كانون الثاني) الماضي، بشأن هانيبال، حيث زار وفد مكون من ثلاثة موظفين كبار بوزارة العدل بحكومة «الوحدة» بيروت لمتابعة ملف نجل القذافي، واتفقوا على التعاون في قضتيه.

وكان مقرراً أن يعود الوفد الليبي إلى بيروت في فبراير (شباط) الماضي، لاستكمال التباحث حول في القضية، لكنه بحسب مصادر بالوزارة لم يحدد موعداً جديداً، وهو ما أبقى ملف القضية دون تقدم حتى الآن.

وقال الدكتور عقيلة دلهوم، رئيس اللجنة الحقوقية والإعلامية لهانيبال القذافي، إنه ينبغي أن «يخضع حبس هانيبال لضوابط القضاء، وأحكام إدارة وتنظيم السجون من حيث أسلوب المعاملة والمعيشة، وبالشكل الذي يضمن سلامة السجين الجسمية والنفسية»، داعياً كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والعربية والدولية، على رأسها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لضرورة التدخل السريع.

ويرى دلهوم في تصريحات لمجلة «الشراع» المحلية، أن هانيبال «مسجون لأسباب سياسية لا علاقة له بتبعاتها»، منوهاً إلى ضرورة «وجود تفتيش حقوقي يضمن سلامته، والعمل الجاد على إنقاذ حياته وتحريره، لأنه يتعرض للاعتقال القسري الظالم الشبيه بالإخفاء خارج حماية القانون».

عائشة القذافي

ونسبت بعض الصفحات الموالية للنظام السابق تصريحات لعائشة القذافي، التي تقيم خارج ليبيا، تعلق على صوره في زنزانته المزعومة، بقولها: «هذا بن الذي انتزع الاعتذار الإيطالي ورد كرامة كل الليبيين، هذا هانيبال القذافي أيتها القبائل الليبية الشريفة». ولم يثبت أن لعائشة القذافي صفحات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان طاهر السني، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، قال في يونيو (حزيران) إنه بحث قضية هانيبال القذافي مع كميهيرو إيشيكاني، مندوب اليابان لدى الأمم المتحدة، الذي يرأس «لجنة العقوبات» المنشأة بقرار عام 1970.

وأوضح السني حينها أنه نقل للسفير الياباني موقف حكومة «الوحدة الوطنية» من مسؤولية لجنة العقوبات عمّا سمّاه «الوضع غير الإنساني الذي يتعرض له المواطن هانيبال القذافي، المحتجز قسراً في لبنان دون أي حق أو سند قانوني».