أفلام سبتمبر في مصر... إيرادات ضعيفة ومشكلات قضائية

استبعاد عمل بعد 10 أيام عرض... وآخر مهدد بالسحب

بوستر فيلم خرجوا ولم يعودوا (الشركة المنتجة)
بوستر فيلم خرجوا ولم يعودوا (الشركة المنتجة)
TT

أفلام سبتمبر في مصر... إيرادات ضعيفة ومشكلات قضائية

بوستر فيلم خرجوا ولم يعودوا (الشركة المنتجة)
بوستر فيلم خرجوا ولم يعودوا (الشركة المنتجة)

تشهد دور العرض المصرية خلال شهر سبتمبر (أيلول) الحالي وقائع لافتة، إذ رفعت «غرفة صناعة السينما» فيلماً من دور العرض بعد عرضه بعشرة أيام فقط بسبب ضعف إيراداته، في حين ينتظر فيلم آخر المصير نفسه تقريباً بسبب بعض المشاكل القانونية والتخبط الإداري.
وكان فيلم «خرجوا ولم يعودوا» هو أول فيلم مصري يتم سحبه من دور العرض بعد عرضه بعشرة أيام فقط خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث لم يستطع الصمود طوال تلك الأيام وجاءت محصلته 60 ألف جنيه مصري فقط (الدولار يساوي 19.50 جنيه تقريباً).
وفيلم «خرجوا ولم يعودوا» بطولة حسني شتا، وخالد عليش، ومصطفى أبو سريع، وصولا عمر، وشمبر، ورنا سماحة، وطاهر أبو ليلة، محمد علام، ياسر الرفاعي، وويزو ومن تأليف وائل يوسف، وإخراج حسن السيد، وتدور أحداثه في إطار كوميدي تشويقي.
وتواصلت مشاكل الفيلم حينما تبرأت الفنانة ويزو من مشاركتها بالعمل ونفت بطولته مؤكدة على أنها «ضيفة شرف» وتظهر في عدة مشاهد، مؤكدة في بيان على أنها «لم تشر أو تسوق لدورها في العمل على أي حساب رسمي لها بمواقع التواصل الاجتماعي».
ويعترف منتج العمل الفنان أيمن كشك بإخفاقه في اختيار التوقيت المناسب لعرض فيلمه قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا أنكر أنني أخطأت في اختيار الموعد المناسب لعرض فيلمي، ولكن ما أؤكده هو أني رصدت ميزانية جيدة للعمل، وأردت أن أجمع نخبة من الفنانين الشباب لكي يكون العمل بطولة جماعية، ويكفي بالنسبة لي أن العمل كان يحوذ على إعجاب المشاهدين الذين حضروا العمل فى دور العرض».
ورفض كشك بيان الفنانة ويزو عن كونها ضيفة شرف في الفيلم قائلا «من حقها تقول ما يحلو لها، ولكني لا أفهم لماذا تتبرأ من العمل الآن، ولماذا لم تتحدث عن هذا الأمر حين ما طرحت الصور الدعائية للعمل في السوق منذ فترة، فهل يوجد ضيف شرف في عمل سينمائي يقدم 28 مشهداً؟».
واختتم كشك حديثه مؤكدا على أنه «سيعمل خلال الفترة المقبلة على طرح فيلمه عبر المنصات الإلكترونية لكي يأخذ حقه في العرض».
أما الفيلم الثاني الذي يواجه مشاكل عدة بسبب التخبطات الإدارية وما زالت قضيته متداولة في ساحات القضاء المصري فهو فيلم «أشباح أوروبا» الذي تأجل عرضه أكثر من 4 مرات، وتقرر أن يطرح في دور العرض السينمائية مع منتصف الشهر الحالي بناءً على رغبة منتجه محمد وزيري ورفض تام من بطلة العمل هيفاء وهبي التي تنخرط في خلاف قضائي ومالي كبير ومتشعب مع المنتج.
فيلم «أشباح أوروبا» يشارك فى بطولته هيفاء وهبي، وأحمد الفيشاوي، ومصطفى خاطر، وأروى جودة، وعباس أبو الحسن، وعدد من ضيوف الشرف على رأسهم باسم سمرة. وأوضح المستشار القانوني للفنانة هيفاء وهبي، المحامي المصري ياسر قنطوش أنه يعمل على «إيقاف عرض الفيلم من دور العرض وسحبه».
وقال قنطوش لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بصدد اتخاذ إجراء قانوني في هذه المعضلة، كما أننا نعمل على حجز جميع إيرادات الفيلم، ونعمل أيضا على إجراء قانوني للحجز على أموال المنتج».


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».