السنيورة لانتخاب رئيس يحافظ على ثوابت «الطائف» واحترام الشرعيات العربية

التقى مفتي الجمهورية اللبنانية وأشاد بكلمته أمام لقاء النواب السنة

المفتي دريان مستقبلاً الرئيس السنيورة أمس بحضور الوزير السابق خالد قباني (الوكالة الوطنية)
المفتي دريان مستقبلاً الرئيس السنيورة أمس بحضور الوزير السابق خالد قباني (الوكالة الوطنية)
TT

السنيورة لانتخاب رئيس يحافظ على ثوابت «الطائف» واحترام الشرعيات العربية

المفتي دريان مستقبلاً الرئيس السنيورة أمس بحضور الوزير السابق خالد قباني (الوكالة الوطنية)
المفتي دريان مستقبلاً الرئيس السنيورة أمس بحضور الوزير السابق خالد قباني (الوكالة الوطنية)

شدد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة على ضرورة أن تكون أولى مهام الرئيس العتيد «الحفاظ على ثوابت الطائف والدستور والعيش المشترك واحترام الشرعيات الوطنية والعربية والدولية»، على أمل أن يكون رئيس الجمهورية القادم «الرئيس الجامع للبنانيين وليس رئيساً لفريق من اللبنانيين».
وجاء تصريح السنيورة خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، «للتشاور مع سماحته ولتبادل الأفكار معه في أحوال لبنان واللبنانيين التي تردت، ولا سيما بسبب ما آلت إليه أحوال لبنان ودولته».
وقال إن التباحث شمل أيضاً «ما جرى من إطباق على لبنان وتسلط عليه وعلى دولته من قبل الدويلات الطائفية والمذهبية والميليشياوية ممن أسهم في هذا الانهيار الكبير الحاصل في الأوضاع الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، والتي يئن منها اللبنانيون، وأوصلتهم إلى حدود انعدام الثقة بالمستقبل، والتي كان أحد أوجهها ما يشهده اللبنانيون من قوارب الموت التي يستقلها البؤساء من اللبنانيين وغير اللبنانيين أملا في الخروج من الجحيم اللبناني لتبتلعهم أمواج البحر».
وتوقف السنيورة عند «العراقيل التي يشهدها اللبنانيون والتي حالت حتى الآن دون تأليف الحكومة الجديدة من قبل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لتحل محل حكومة تصريف الأعمال. وكذلك في استمرار حالة التخبط في عملية انتخاب الرئيس العتيد الذي ينبغي أن يحل محل الرئيس ميشال عون في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام». وقال: «هذا الرئيس العتيد هو الذي نأمل أن يكون وحسب الدستور الرئيس الجامعَ للبنانيين وليس رئيساً لفريق من اللبنانيين، وهو الرئيس القوي بحكمته وتبصره والقادر على جمع اللبنانيين، والقادر على أن يقود مع الحكومة العتيدة مسيرة الإصلاح الحقيقي، وبالتالي النجاح في إنهاء الاستعصاء المزمن على الإصلاح الذي عانى منه لبنان على مدى سنوات طويلة».
وتداول السنيورة مع المفتي دريان بمبادرته إلى جمع عدد من النواب «حاضا إياهم على جمع كلمتهم من أجل الإسهام في عملية الانتخاب العتيدة التي يؤمل منها الإسهام في إخراج لبنان من أزْماته المتفاقمة». وأكد السنيورة لدريان تقديره لمطالبة مفتي الجمهورية «بأن يكون الرئيس العتيد، والذي هو الرئيس المسيحي للدولة اللبنانية، كما يتمناه اللبنانيون رمز وحدة الوطن ورمز العيش المشترك الذي يقوم عليه النظام اللبناني».
وأكد السنيورة أن «هذا الرئيس الذي ينبغي أن يكون من أولى مهامه الوطنية الكبرى، وكما أكد عليها المفتي دريان، الحفاظ على ثوابت الطائف والدستور والعيش المشترك واحترام الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، وأن يعمل على إنهاء الاشتباك المصطنع الطائفي والمذهبي والانقسامي بشأن الصلاحيات، وبالتالي العودة إلى المبدأ الدستوري الأساس في فصل السلطات وتوازنها وتعاونها»، كذلك «الاتصاف برجل الدولة ورجل العمل العام الشخصية والسياسية الذي تحكمه أخلاق المهمة وأخلاق المسؤولية». كما شدد على ضرورة أن يكون الرئيس الجديد «الذي يستطيع اللبنانيون أن يثقوا به لأمانته للدستور ولاتفاق الطائف والحفاظ على العيش المشترك وهوية لبنان العربية وسلامة علاقاته العربية والدولية، وأن تكون النزاهة إحدى صفاته، وأن يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، ولا يكون سبباً لمشكلة أو سبباً في استمرارها».
وقال السنيورة: «هذا هو الأمل الكبير الذي يعلقه اللبنانيون على انتخاب هذا الرئيس الواعد، الذي مع الحكومة العتيدة سيشكلان الضمانة، كما قال سماحته حتى لا نقع في المحظور ونتفاجأ باختفاء النظام ومن ثم اختفاء الدولة».
وختم: «كلمة أخيرة، فإني أرى أنه يجب على جميع اللبنانيين ولا سيما جميع المسؤولين أن يدركوا المخاطر العميقة التي أصبح عليها وطننا والمجتمع اللبناني، وهو ما يقتضي بالجميع الارتقاء إلى حدود المسؤولية الكبرى والامتناع عن الالتهاء بقشور المعالجات والتوجه إلى معالجة جوهر المشكلات باستعادة حقيقية وسلمية للدولة اللبنانية في دورها وسلطتها وهيبتها، وهو الطريق الذي نبدأ عبره في استعادة ثقة اللبنانيين بالغد وبالدولة وبالوطن وبالمستقبل».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

علم «المرصد السوري» من مصادر موثوقة، أن غالبية القيادات العسكرية والأمنية التابعة لنظام الأسد لا تزال داخل الأراضي السورية، لكن خارج العاصمة دمشق، باستثناء قلة قليلة تمكنت من المغادرة إلى الخارج.

سهيل الحسن المعروف بالنمر

وقال مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» إن سهيل الحسن الذي يلقب بالنمر، والذي كان قائد «لواء 25» في القوات المسلحة السورية، أو ما يعرف بـ«قوات النمر النخبوية» التابعة له، كان قد التجأ إلى مطار حميميم (القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية) ليلة سقوط النظام، لكن لا مزيد من الأخبار تسربت عن مصيره إن كان الروس نجحوا في نقله إلى موسكو أو أنه لا يزال في «حميميم»، بحسب مدير المرصد.

وتقول التسريبات إن بشار الأسد رفض إلقاء خطاب التنحي عن السلطة بعد تسارع الأحداث التي ابتدأت بسيطرة إدارة العمليات العسكرية بقيادة «هيئة تحرير الشام» على حلب.

وتتقاطع هذه المعلومة مع ما نشرته «الشرق الأوسط» بعد انطلاق الهجوم الذي «توفرت لموسكو معلومات دقيقة حول توقيته، وحجمه، وأهدافه، وأنه سرعان ما اتُّخذ القرار في موسكو بترتيب خروج آمن».

ووفقاً للمستشار رامي الشاعر، المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي: «كان القرار صعباً بسبب أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بدرجة الإعداد للهجوم من جانب الفصائل، بل بوجود حاضنة شعبية واسعة النطاق تؤيد هذا التحرك، ووفقاً لتلك المعطيات فإنه (في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80 في المائة من السوريين سوف يدعمونه بقوة)».

الرئيس بوتين ينظر إلى الأسد وهو يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

المصادر الخاصة المطلعة على تفاصيل ليلة هروب بشار الأسد وسقوط نظامه في 8 ديسمبر (كانون الأول)، قالت لـ«المرصد» إن الأسد كان يعول على دعم إيران ومساندتها في حربه الأخيرة مع شعبه، لكن الميليشيات الإيرانية تخلت بعد معركة حلب، كما تخلى عنه الروس عسكرياً بعد انكسار قوات النظام السابق في حماة.

وقالت المصادر إنه بعد منتصف ليلة الأحد الماضي، أي الليلة الأخيرة قبل هروبه من سوريا، حلّ الأسد الجيش بأوامر منه، ثم وصل الأمر إلى القطعات العسكرية عبر اللاسلكي بحل الجيش وخلع البزة العسكرية وارتداء اللباس المدني ومغادرة القطعات والثكنات العسكرية إلى منازلهم.

سهيل الحسن مع عناصر لواء 25 المدربة في روسيا

وهرب الأسد بطائرته رافضاً إلقاء خطاب التنحي عن السلطة، ومنحته روسيا حق اللجوء الإنساني مع عائلته، كما هو معروف.

ومن المعلومات التي تسربت، أنه مع تسارع الأحداث يوم السبت 7 ديسمبر، وتعنت الأسد ورفضه إلقاء خطاب التنحي، غادرت قيادات الجيش والأفرع الأمنية الضباط والمسؤولين من دمشق إلى منازلهم في القرى، عصر السبت، خوفاً من عمليات الاغتيال.

تدمير الترسانة

في سياق متصل، أكدت مصادر «المرصد السوري» أن قرار تدمير ترسانة الجيش السوري من قِبَل إسرائيل، جاء بموافقة روسية، وقد نفذت إسرائيل منذ هروب بشار الأسد، أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية، ودمرت أهم المواقع العسكرية في أنحاء البلاد، شملت مطارات سورية، وما تحتويه من مستودعات، وأسراب طائرات، ورادارات، ومحطات إشارة عسكرية، والعديد من مستودعات الأسلحة والذخائر في مواقع مختلفة بمعظم المحافظات السورية، إضافة إلى مراكز أبحاث علمية أسفرت عن تدميرها بشكل كامل وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.